بين صورتين ومشهدين وتصورين
عندما نادى القاضي على خالد الاسلامبولي رحمه الله وهو في قفص الاتهام
هل لديك محامي….1
قال رحمه الله {{ لا… ان الله يدافع عن الذين أمنوا }}
سأله القاضي السؤال المتكرر في بدء كل محاكمة {{ مذنب أم غير مذنب؟؟}}
قال خالد رحمه الله {{ غير مذنب وأنا قتلت السادات }}
بعد إستشهاده كتب احمد فؤاد نجم عنه قصيدة وغناها سيد امام2
وقتذاك كان هناك إجماع في مصر على أن خالد الاسلامبولي قد غدى بطلا ….
حتى مع من كانوا يختلفون معه إيديولوجيا { وقد كان كذلك}
في المغرب كتب يومها عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل واللإحسان يحتفي بخالد فقال عنه في أفتتاحية مجلة المنهاج3
{{ خالد الاسلامبولي خلود الاسلام وعزته}}
في أقل من أربعة عقود ومع تراكم الحفريات في ضمير الأمة والحمض الأكال يسري فيها بصمت وبطئ
{{ بطيئ ولكنه أكيد المفعول }}
أصبح التطبيع مع الصهاينة مرحّبا به 4 وتحوّل الممثل الذي كان مشخصاتي لاتقبل شهادته أمام المحاكم 5 تحول بفعل النحت اليومي في وجدانات الأمة الى رسول يحتفى بها ويلوى له عنق بيت أحمد شوقي عن المعلم
ليتحول في زمن المسخ
{{ كاد الممثل ان يكون رسولا}}6
صحيح نحن في زمن المسخ الشامل
2
مشهد فريد ذلك الذي جمع الشيخ عمر عبد الرحمان رحمه الله تعالى مع خالد الاسلامبولي وعطا وحسين عباس وعبد السلام فرج.. في قفص الإتهام المحروس بالعسس المدجج بالنار والحديد المطوق بالحرس والعيون والأرصاد….
في تلك اللحظات وقد خيّم الصمت فيها على المكان لم يلبث أن خرقه صوت الشيخ عمر وهو يتلو القرآن غضا طريا نديا و إني اكاد أجزم أنه يتلوه من قلبه فيقتحم القلوب..
{{ يا صاحبي السجن أارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}}
وبعدأن أسدل الستار على المحاكمة الشهيرة بحكم يقضي بإعدام خالد واخوانه إستدار عبد الحميد وقال للشيخ عمر
{{ بم تنصح من أكرمه الله بالشهادة..}}
تحامل الجبل الأشم على نفسه ثم نصحهم بالاكثار من ذكر الله وعبادته…وتحدث بما فتحه الله عليه في ذلك المشهد الجليل
ثم شاء الله أن تجتمع تلك القامات الكبيرة الشامخة في مصفحة واحدة في رحلة العودة للسجن ..
لحظتها عانق خالد رحمه الله الشيخ عمر عبد الرحمان وتكلم الشيخ بكلمات يسيرة إلى أن غلبه البكاء وكان للاسلامبولي يومها طلب لباه الشيخ بتلاوة سورة طه ……
كان خالد الاسلامبولي يحب سماعها بصوت الشيخ رحمه الله
هذه النفوس الطيبة التي تركت بصمات على الطريق لا تزال تهدي السائرين لذلك الطريق………….
لازال هناك أمل…
اننا محكومون بالأمل في الله تعالى وفي هذا الدين….
°°°°°°°
1.كتاب بطل المنصة وثيقة صادرة عن الجماعة الإسلامية بمصر
- قصيدة بعنوان خالد الغسلامبولي لاحمد فؤاد نجم الشاعر المصري اليساري…
3.مجلة المنهاج كان يصدرها عبد السلام ياسين في الثمانينيات من القرن الماضي …
4.نشهد مؤخرا هرولة كبرى للتطبيع مع إسرائيل برعاية ترامب
- ورد هذا في شهادة موثقة للممثل المصري يوسف وهبي في احدى لقاءاته المتلفزة…
- تصريح للممثل المصري عبد الحمان أبو زهرة
7. كتاب وثيقة بطل المنصة من إصدارات الجماعة الإسلامية بمصر اثناء تواجد قياديين في التنظيم بافغانستان