وزير الدفاع الأمريكي: يجب إنهاء العنف في أفغانستان وعلى جميع الأطراف السعي إلى تحقيق السلام هناك – لن ننسحب من أفغانستان بشكل يهدد قوات الحلف ولم نتخذ بعد قرارا بهذا الشأن
خاص وكالات – شبكة وا إسلاماه
ذكرت واشنطن أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد لحلف شمال الأطلسي التزام بلاده الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أفغانستان، مؤكدا في الوقت نفسه أنها لن تقوم بانسحاب “متسرع أو غير منظم” من هذا البلد.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، في بيان إن أوستن أبلغ الحلفاء بأن واشنطن ما زالت “ملتزمة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”. وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أن أوستن طمأن الدول الحليفة أيضا إلى أن “الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب متسرع أو غير منظم من أفغانستان”.
وكان الحلف الأطلسي أعلن في اجتماع الخميس أنه لم يتخذ “أي قرار نهائي” بشأن مستقبل مهمته في أفغانستان، بينما تدرس إدارة الرئيس بايدن مسألة سحب القوات الأمريكية من هذا البلد مع اقتراب موعد نهائي حدد في الأول من أيار/مايو لذلك في اتفاق بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وحركة طالبان.
وتنتظر الدول الأعضاء في الحلف بفارغ الصبر قرار بايدن بشأن إنهاء عقدين من الالتزام في أفغانستان، ولكنها تؤكد أنها مستعدة للبقاء في هذا البلد إذا بقيت الولايات المتحدة إذ إنها تعتمد على القدرات الأمريكية لمواصلة المهمة.
وكان مسؤولون أمريكيون ذكروا أن وزير الدفاع الجديد لويد أوستن الحريص على تنشيط العلاقات مع الحلفاء بعد سنوات من التوتر في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، سيستمع إلى الحلفاء وينقل مساهماتهم إلى بايدن.
وقالت واشنطن إن وزير الخارجية أنطوني بلينكن ناقش الوضع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في اتصال هاتفي الأربعاء وتعهد أن تجري الولايات المتحدة مشاورات “بشأن الطريق التي يجب السير فيها قدما”.
وكان مصير مهمة الدعم التابعة للحلف، والتي تضم 9600 جندي في أفغانستان على رأس جدول أعمال هذه الهيئة العسكرية بعدما أبرم دونالد ترامب اتفاقا مع طالبان لسحب القوات الأمريكية التي يبلغ عديدها 2500 عسكري.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي “نواجه معضلات كثيرة وليست هناك خيارات سهلة”، مضيفا “في هذه المرحلة لم نتخذ أي قرار نهائي بشأن مستقبل وجودنا (…) لكن مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أيار/مايو سيواصل أعضاء الحلف التشاور والتنسيق عن كثب خلال الأسابيع المقبلة”.
وأكد ستولتنبرغ أنه على أن طالبان أن تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق مع الولايات المتحدة بما في ذلك إحراز تقدم في محادثات السلام مع كابول والحد من العنف وقطع العلاقات مع “المجموعات الإرهابية الدولية”. وأضاف أن “هدف الحلف الأطلسي هو ضمان عدم تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن لإرهابيين يهاجمون أوطاننا”.
وشنت طالبان سلسلة من الهجمات التي هددت عاصمتي ولايتين على الأقل وحذرت وزراء الحلف من محاولة “مواصلة الاحتلال والحرب” عبر البقاء في أفغانستان. وقال ستولتنبرغ إن “حماية قواتنا تبقى ذات أهمية قصوى وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامتهم
لا قرار بشأن أفغانستان
وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام للناتو إن الحلف لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن مستقبل وجود قواته في أفغانستان، مشيرا أنه سيتم اتخاذ القرار بهذا الصدد وفقا للأوضاع على الأرض.
وحسب اتفاق سلام الدوحة، الذي وقعته واشنطن وطالبان العام الماضي؛ فمن المقرر سحب جميع قوات الناتو بحلول الأول من مايو/أيار المقبل.
وأعرب ستولتنبرغ عن أمله في التوصل لاتفاق سياسي في أفغانستان قبل الأول من مايو/أيار المقبل، والنجاح في خفض مستوى العنف هذا العام، إضافة إلى التوصل لسلام دائم، بما في ذلك وقف إطلاق النار.
وقال “إننا نواجه موقفا صعبا ومعضلات معقدة؛ إذا بقينا إلى ما بعد الأول من مايو/أيار المقبل، فإننا نخاطر بتعريض قواتنا لهجمات، وبالالتزام باستمرار وجودنا” فيها، وتابع “إذا غادرنا، فإننا نخاطر بخسارة كل ما أُحرز من تقدم”.
وتصدّر مصير مهمة الحلف -البالغ قوامها 9600 جندي- في أفغانستان جدول الأعمال، في ضوء الاتفاقية التي كانت الإدارة الأميركية السابقة وقعتها مع حركة طالبان لسحب القوات.
وخلال مشاركته في مؤتمر نظرائه في حلف الناتو قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أفغانستان. وأضاف أن بلاده تجري مراجعة شاملة لشروط الاتفاقية مع طالبان لتحديد ما إذا كانت جميع الأطراف قد التزمت بهذه الشروط.
كما أكد وزير الدفاع الأميركي التزام واشنطن بالتشاور مع الحلفاء والشركاء طوال هذه العملية وأن الولايات المتحدة لن تقوم بالانسحاب المتسرع أو غير المنضبط من أفغانستان.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مسؤولين أميركيين أن أوستن أبلغ نظراءه الأوروبيين في الناتو بأن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بشأن وجودها في أفغانستان.
وقال مسؤولون أوروبيون من دول لها وجود عسكري كبير في أفغانستان إنهم يربطون مستقبل وجود قواتهم هناك بالخطط الأميركية، نظرا إلى أنهم يعتمدون عليها في عدة مسائل مثل المهام اللوجستية.
اتهامات لحركة طالبان
من جهة أخرى، قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكنزي إن حركة طالبان هي “المسؤولة بشكل واضح” عن العنف المستمر في أفغانستان.
وخلال جولة له في الشرق الأوسط، أضاف ماكنزي أن مستوى العنف في أفغانستان مرتفع جدا وأن مصدره بشكل أساسي هو طالبان.
وبينما شدد ماكنزي على أن الإدارة الأميركية لم تتخذ بعد أي قرار بشأن الانسحاب من أفغانستان، عبر عن قلقه من خطر عودة ما وصفها بالجماعات المتطرفة إلى الظهور هناك بعد رحيل القوات الأجنبية.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، انطلقت مفاوضات سلام تاريخية في العاصمة القطرية الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وذلك بعد أن وقعت الحركة والولايات المتحدة في 29 فبراير/شباط الماضي اتفاقا تاريخيا يقضي بانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
حلف الناتو
وأضافت أن الحلف لا يعتزم مغادرة أفغانستان إلا إذا سمحت الظروف بذلك، مبينة أن العنف الذي تسببه هجمات طالبان تحديدا لا يزال يقوّض عملية السلام، مؤكدة أنه يجب أن ينتهي.
وفي السياق نفسه، انتقد الأمين العام لحلف شمال الناتو ينس ستولتنبرغ حركة طالبان، واتهمها برفع مستوى العنف في أفغانستان، وطالب ستولتنبرغ الحركة بالوفاء بوعودها، قائلا إن على طالبان الحدَّ من العنف، ووقفَ صلتها بما وصفها بالجماعات المقاتلة
وأشار مسؤول الحلف إلى أن دول الحلف ستجري مشاورات فيما بينها، ومع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن تمركز جديد لقوات الناتو في أفغانستان.
يشار إلى أن أفغانستان تشهد في الآونة الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف، وسط تعثر محادثات السلام بين الأطراف الأفغانية. ولم تتوصل المفاوضات إلى تحقيق أي اختراق، في وقت نفذت فيه طالبان هجمات بشكل شبه يومي، استهدفت قوات الحكومة في مناطق داخلية.
وارتفع منسوب العنف في العاصمة كابل خاصة، حيث تم استهداف شخصيات أفغانية بارزة، بما في ذلك صحفيون وناشطون وقضاة وسياسيون.