بيان   من جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة في السودان  – لقد بلغ السيل الزبى

الى الدعاة والعلماء والي شباب المسلمين . . .

حماة الإسلام وحراس العقيدة . . .

وإلى الشعب السوداني عامة . .

لقد تابعنا جميعاً ما أقدم عليه رئيس مجلس السيادة بالتوقيع على هذا الاتفاق الذي ينص على حكم البلاد بالعلمانية الصريحة متجاوزاً بذلك كل الحدود حتى الديمقراطية التي يؤمن بها!؟

أليس الشعب السوداني هو صاحب الحق في اتخاذ القرارات المصيرية لحياته؟

يا رئيس مجلس السيادة ويا حكومة المرحلة الانتقالية :

رفعتم شعار الحرية والمساواة والعدالة !!

ورضيتم بالديمقراطية منهاجا للحكم !! والديمقراطية تعني أن للشعب – ممثلاً في أغلبيته – حق اتخاذ القرارات المصيرية .

ونعلم علم اليقين بأن الديمقراطية منهاج جاهلي

ولكنكم صرحتم بأنكم رضيتم بها منهاجا لحكم البلاد ! فبحسب هذا المنهاج!!

أليس الشعب السوداني هو صاحب الحق في اتخاذ القرارات المصيرية لحياته؟

وهل الشعب السوداني هو أحزاب اليسار و بعض حركات التمرد والتي لا تشكل نسبة عشرة في المائة من الشعب السوداني أم صاحب القرار هو الأجندة الخارجية؟

فهل يصح حسب شعاراتكم أن تتولى شرذمة قليلة تقرر مصير هذه الأمة في أمر دنياها وآخرتها؟

ونقول دنياها وآخرتها : لأن هذا الاتفاق الذي تم مع بعض المتمردين في جوبا يحدد موقف الأمة من الله تعالى َومن رسوله وشريعته .

أما نحن مسلمون عبيد لله مطيعون له بأن يكون منهج حياتنا دين الله .

وأما نحن لا نؤمن بالله ولا علاقة لنا بالله ولا بالإسلام

ولا يمكن لهذا الشعب المسلم بكل ما فيه من علل أن يقبل استبدال دين الله بمنهاج كفري يجعله عدواً لله ولدينه حتى الذين عارضوا النظام الفاسد السابق وقاتلوه لا يقبلون بالتخلي عن الإسلام واستبداله بالكفر مهما كان الثمن .

أيها الشعب السوداني :

أما الإسلام وأما العلمانية ، وهما خطان متوازيان لا يلتقيان بل هما كفر وإيمان ومن قال غير ذلك أما هو جاهل بالدين أو جاهل بالعلمانية .

وان كان جاهلاً بالعلمانية فقد صرح المسؤولون عن هذا القرار ماذا تعني العلمانية فقالوا بصريح العبارة ( فصل الدين عن الدولة ) أي أبعاد الدين عن الحياة ورب العالمين صرح بأن فصل الدين عن الحياة كفر مخرج من ملة الإسلام

(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) ،

( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) .

( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا )

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )

(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )

والحمد وضح وضوح الشمس ضحى معنى المدنية ، الشعار الذي رفعه اليساريون أيام الثورة وحين نبه العقلاء بأن المدنية تعني اللا دينية كان المرتدون يلبسون على العوام بأن المدنية عكس العسكرية فقد جاء تفسيرها بوضوح في هذا الاتفاق

انتبهوا أيها المسلمون لا تبيعوا دينكم بدنيا غيركم لا الخبز ولا الوقود ولا السلام بل ولا الدنيا بأكملها ممكن أن يكون ثمنا لدينك فليذهب كل شيء ويبقى لك دينك

(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) .

جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة

16 شعبان 1442هـ

30 مارس 2021م