السلطات المغربية تُجيب هيئة أممية حول ظروف اعتقال وتسليم الناشط الإيغوري
شبكة وا إسلاماه الإخبارية
– قدمت السلطات المغربية جملة من الملاحظات، بخصوص النداء العاجل الذي وجهه أربع مقررين أمميين بشأن وضعية الناشط من الأقلية الايغورية المسلمة؛ ايدير ايشان.
وكشفت السلطات المغربية في مراسلة جوابية موجهة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أنه تبعا للنداء العاجل الصادر عن المقررين الأممين، وأبرزهم المقرر الخاص المعني بمنع التعذيب والمعاملة والعقوبة اللاإنسانية والمهينة بالأمم المتحدة، يوم 11 غشت 2021 المتعلق بالناشط الايغوري؛ قدمت السلطات المغربية عددا من الملاحظات.
وتقول السلطات المغربية في مراسلتها أن “ادريس ايشان”، تم توقيفه يوم 20 يوليوز 2021 بعد وصوله إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء قادما من اسطنبول والتي يقطن بها منذ سنوات.
وذكرت السلطات أن توقيف “ايشان” جاء بناء على مذكرة بحث دولية من الإنتربول مصنفة ضمن “الشارة الحمراء رقم A 22/36 3-2017″، صادرة يوم 13 مارس 2017؛ “لانتمائه لمنظمة إرهابية”؛ بناء على طلب من السلطات الصينية، التي تجمعها اتفاقية مع المملكة بشأن تسليم المطلوبين للعدالة.
وأوضحت السلطات المغربية في جوابها على استفسارات مقرري الهيئة الأممية؛ أن توقيف “ايشان” جاء ”بناء على المذكرة الدولية السالفة الذكر، وبناء على أفعال ارتكبها يجرمها القانون المغربي”.
وأكدت السلطات في ردها أنه ومنذ توقيفه ووضعه تحت المراقبة، تم ”إخباره من طرف الشرطة بأسباب التوقيف وأنه كان موضوع مذكرة بحث دولية، وضعتها ضده سلطات بلاده لأسباب تتعلق بالإرهاب”.
وشددت السلطات على أن المعني تم تقديمه أمام المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء بحضور مترجم وعبر عن رفضه لمسألة الترحيل.
وأشارت المراسلة إلى أن وكيل الملك لدى نفس المحكمة أمر بوضعه رهن الاعتقال بسجن تيفلت 2، في نفس يوم اعتقاله، بعد عرضه أمام المحكمة.
وأضافت السلطات المغربية على أنه وفي نفس يوم إلغاء مذكرة البحث من الانتربول بحقه يوم 11 غشت 2021، أصرت السلطات الصينية على طلب تسليمه، وراسلت المغرب بهذا الشأن.
في هذا الصدد أشارت السلطات المغربية إلى أن مسطرة الترحيل هي موضوع تحقيق قضائي حاليا، وعقدت بشأنها عدد من جلسات المحاكمة بوشرت يوم 12 غشت 2021، والمحكمة أجلت في المرة الأولى النظر في القضية إلى فاتح شتنبر 2021، ومن بعد إلى 22 شتنبر 2021 وسينظر في القضية يوم 27 أكتوبر الجاري.
وكشفت السلطات في مراسلتها أنه بالنسبة لظروف محاكمته فإنها تحترم القانون المحلي والدولي، وحظي بمؤازرة من طرف عدد من المحامين وتمكن من التخابر معهم، وكلف مترجم لتسهيل التواصل معه.
وحول استفسار المقررين الأممين الأربعة، حول إلغاء الشارة الحمراء، أوضحت السلطات المغربية، بأن المعني غادر الصين في شتنبر 2012 ليستكمل دراسته بتركيا، وخلالها ”انظم إلى مجموعة إرهابية تسمى الحركة “الإسلامية في تركستان الشرقية” المصنفة ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، كما انتمى إلى منظمات إرهابية أخرى، كانت تخطط لتنفيذ عمليات في الصين”.
وفي هذا الإطار يجب تسجيل أن السلطات المغربية راسلت نظيرتها في بكين لاستفسارها حول إذا كان “ايشان” لا يزال يشكل موضوع بحث من طرفها، وأجابت السلطات الصينية في نفس اليوم أنه موضوع بحث دائما وطالبت بتسليمه عبر القنوات الديبلوماسية.
وحول ظروف اعتقاله في المغرب؛ أشارت السلطات المغربية أن ”إيشان” يتمتع بكافة الحقوق المخولة له داخل سجن ”تيفلت 2”، مشددة على أنه يتواجد بزنزانة بجناح يتواجد به سجناء آخرين و”تستجب للشروط الضرورية، بما فيه تمكينه من مشاهدة القنوات الفضائية”؛ كما أنه يتمتع؛ وفق السلطات دائما ” بفسحة يومية يمارس من خلالها أنشطته الرياضية”، كما أنه ” يتوصل بالأكل الضامن لصحته ويتمتع أيضا بحق اقتناء ما يتسلزمه وفق ما يقتضيه القانون”.
وأشارت السلطات إلى أن وفدا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان؛ زاره يوم فاتح أكتوبر الجاري؛ كما أنه يتمتع بحق التخابر مع محاميه، حيث قاموا زيارة له؛ يوم 29 يوليوز 2021؛ 04 غشت؛ و11 من نفس الشهر. وانه تواصل مع زوجته عبر الهاتف يوم 26 غشت من السنة الجارية.
وكان عدد من المقررين الأممين التابعين لمجلس حقوق الإنسان، من ضمنهم المقرر الخاص بالتعذيب، قد طلبوا من السلطات المغربية عدم تسليم الايغوري الموقوف في المغرب.
وكانت السلطات المغربية قد اعتقلت الناشط من أقلية الأيغور المسلمة الصينية بناء على “مذكرة اعتقال إرهابي” صينية قامت إنتربول بتوزيعها.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب، يوم الثلاثاء 27 يوليوز الماضي، إن مواطنا صينيا اعتقل بعد هبوط طائرته في مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء يوم 20 يوليو الماضي، لدى وصوله من إسطنبول.
وأضافت “كان محور مذكرة حمراء أصدرتها إنتربول للاشتباه في انتمائه إلى منظمة مدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية”.
وكانت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول)، تراجعت عن تصنيف الناشط، في خانة المجرمين المطلوبين للعدالة، بعد تعليقها “النشرة الحمراء” في حقه.
وصدرت المذكرة الحمراء، التي توازي قائمة أكثر المطلوبين لدى إنتربول، بناء على طلب الصين التي تسعى إلى ترحيله، بحسب المديرية، التي ذكرت أيضا أن السلطات المغربية أبلغت إنتربول والسلطات الصينية باعتقاله، وأنه تمت إحالة المواطن الصيني إلى الادعاء بانتظار إجراءات ترحيله.
ويخشى ناشطون ترحيل الإيغوري إلى الصين، ويقولون إن اعتقاله يأتي في إطار حملة صينية أوسع لمطاردة أي منشقين خارج حدود البلاد.