رسالة الملا محمد عمر “المجاهد” إلى علماء الإسلام في كل مكان
شبكة وا إسلاماه الإخبارية
ننشر وثيقة ناذرة من بيانات الملاعمر رحمه الله وجهها الى العلماء المسلمين في كل مكان
في اطار اعادة نشر الوثائق والرسائل الناذرة التي شرعت شبكة وا اسلاماه في نشرها الرسالة نشرت من عشرين سنة على الموقع الرسمي للإمارة الاسلامية
الحمد لله رب العالمين والصلاة على قائد المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا
أيها العلماء الأجلاء .. أيها الكرام .. أيها المسلمون في العالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن إقامة مثل هذه المؤتمرات في هذه اللحظات الحرجة التي تعيشها الأمة الإسلامية تعتبر خطوة ثمينة ومهمة، وفرصة ذهبية للمسلمين كي يتباحثوا فيها لحل المشاكل التي يواجهونها، فإن الظروف الحالية تستدعي إقامة مثل هذه المؤتمرات العالمية لحل المشاكل الحالية لدى المسلمين
إنه لا يخفى على أحد ما قدمته دار العلوم “ديوبند” من خدمات عظيمة للإسلام، فلقد كان لها دور كبير في المحافظة على العلوم والشعائر الإسلامية في شبه القارة الهندية، وقد قدمت للأمة رجالاً عظاماً لا تُنسى إنجازاتهم العلمية والإصلاحية والدعوية
أخواني الكرام .. أيها المسلمون في العالم
إن هجمة الكفر العالمي وخطورته على المسلمين بلغت حداً لا يوصف، فالمسلمون يعاملون في جميع أنحاء العالم أسوأ معاملة، و الكفر العالمي يستخدم منظمة الأمم المتحدة في حربه ضد الإسلام، فالأمم المتحدة لو أصدرت أمراً لصالح المسلمين فإنه يبقى سنوات على الأوراق دون تطبيق، بينما يطبق بكل سرعة أي قرار تصدره لصالح الكفر
إن المكانة السياسية للمسلمين اليوم ليست إلا مكانة التبعية والذل، مع أ، المسلمين يمتلكون أهم المواقع الجغرافية والثروات الاقتصادية في العالم، فالمسلمون يمتلكون من الثروات والخيرات ما يفوق الخيال، ولكن رغم ذلك فإنهم لا وزن لهم، والأمم المتحدة لا يستطيعون الحصول منها أو من خلالها على حقوقهم
إن أهداف الكفر العالمي ظاهرة ومعلومة، فعدوه الذي يواجهه اليوم هو الإسلام، ولذلك فإنهم لا يستطيعون تحمل وجود الإمارة الإسلامية في أفغانستان، فرغم أن الإمارة الإسلامية تسيطر على أغلب أرض أفغانستان، فإنهم يتجاهلون هذه الحقيقة ويرفضون الاعتراف بها
إنه بفضل الله ثم بقوة الشعب الأفغاني المجاهد انتهى الاتحاد السوفياتي الذي كان قد وصل إلى حدود أمريكا والعالم الغربي، والذي هزم أمريكا في حرب فيتنام هزيمة نكراء، والذي كان قد بلع آسيا الوسطى، ولم يبق بينه وبين المحيط الهندي إلا خطوة واحدة، وكانت أمريكا “القوة العظمى” اليوم ترتجف خوفاً منه
ولكن الشعب الأفغاني الأعزل بصدق إيمانه هزم الشيوعية، وهزم روسيا التي لم تكن تُهزم، وأزالها من خريطة العالم، فهؤلاء الأفغان قد قضوا على هذا البلاء وخلصوا العالم من شره
وفي جهادنا هذا دُمرت البلاد، وتحمل شعبنا كل المصاعب والمشاق حتى أقام الحكم الإسلامي في أرضه
ولكن الكفر العالمي يتجاهل إنجازاتنا، ويريد صرفنا عن هدفنا الوحيد (إقامة شرع الله)
إنهم لا يستطيعون أبداً أن يقبلوا بوجود الإمارة الإسلامية في هذه الأرض المجاهدة بأي وجه من الوجوه
إن فرضهم الحصار الظالم على أفغانستان دون أي مبرر أو حجة أو منطق يؤكد عداءهم للإمارة الإسلامية الذي دفعهم لارتكاب حماقات لا يمكن أن تُقبل في عالم العقل والمنطق، بل في عالم الغاب وقانونه
نحن نريد علاقات شرعية مع جميع الدول، ونريد تحقيق معاني الأخوة مع العالم الإسلامي، ونمد أيدي السلام إلى الجميع
إن الحرب الأهلية في بلدنا اشتعلت بسبب الدول الاستعمارية وكادت البلاد بسبب ذلك أن تتمزق، وكانت في بلدنا حروب لا معنى لها ولا شرعية، وكانت أمريكا والعالم الغربي الذي رفع صوته اليوم باسم حقوق الإنسان وإيقاف الحرب في أفغانستان –صامتين تجاه كل ما يحدث في تلك الحرب-
إن المسلمين يعلمون أن هذا مجرد كلام، ونحن اليوم طبقنا الشريعة الإسلامية حقاً، وأتينا إلى الساحة بإمارة إسلامية، وأتينا بالأمن، وأنهينا الحروب الأهلية. ولأجل أن نأتي بالأمن ضحينا بدماء زكية، وأتينا بالحكومة التي رضي بها جميع الشعب وأحبها، ولكن العالم يصفها بالتطرف ويشوه سمعتها
إننا نستطيع أن نقول صراحة أن الإمارة الإسلامية هي الحكومة التي رضي بها جميع الشعب؛ والدليل على ما قلنا هو قبول هذا الشعب بمنع المخدرات التي اشتكى العالم منها وحاروا في سبل القضاء عليها، فمع أن أغلبية مزارعي بلدنا كانوا يزرعون الخشخاش، وكان هذا موردهم الاقتصادي الوحيد في هذا البلد المدمر، فإننا عندما أصدرت الإمارة الإسلامية قراراً بمنع زراعته أطاعها الجميع وقبلوه قبولاً كلياً. وكان على العالم أن يشيد بهذا القرار، ولكنهم بدأوا بالدعاية والإشاعات المسمومة ضد الإمارة بدلاً عن ذلك
إن قراراتنا وأحكامنا في البلد تُقبل وتُنفذ بأسرع وقت، فالشعب يقبل كل القرارات التي يصدرها هذا النظام بصدر رحب، أما الذين يمتنعون عن قبول هذه القرارات، فهؤلاء هم المنحرفون أو المستغربون، وهؤلاء الممتنعون لا يزيدون على 2% من مجموع الشعب، لكن أصواتهم مسموعة في العالم لأنهم جالسون في أحضان الغرب، ووسائل الإعلام الغربية والأمريكية مسخرة لهم
نحن طبقنا النظام الذي آمن به الناس، والقانون الأساسي عندنا هو كتاب الله
لقد أراقت الإمارة الإسلامية دماء كثيرة من أجل إعادة الأمن في البلد والمنطقة
ومن أجل علاقات سلمية مع العالم استخدمنا كل الطرق الممكنة
ونحن نقول بصراحة : إننا لن نتنازل عن الأصول الإسلامية، ولن نتعامل مع أحد إلا بالأحكام القرآنية
لقد اعتدى الروس على شعبنا المظلوم، وقد هدم ودمر النظامُ الشيوعي الوحشي بلدَنا، وقد أتعبت شعبنا حروب عقدين من الزمن، وما ترتب عليها من مشاكل وآثار
ونحن ندعو الله أن ينهي الحروب حتى نبدأ بتعمير هذا البلد لهذا الشعب المظلوم المنكوب، ونحن في حاجة ماسة إلى السلام، فإرهاب الكفر العالمي لم يترك لنا شيئاً، ولم يتح لنا فرصة لخدمة هذا الشعب، فلا فرصة عندنا حتى نجفف دموع أيتامنا، أو نبني الملاجئ للأرامل والثكالى
إننا في سبيل إقامة النظام الإسلامي والحرية والاستقلال مستعدون للتضحية بأرواحنا، ولكن الكفر العالمي يريد أن يصرفنا عن أهدافنا هذه
إنهم يريدون أن يمسحوا من أذهاننا هذه المعاني
إن قوى الكفر العالمية قد اتحدت ضدنا، وفرضت علينا العقوبات والحصار الظالم، ولسنا وحدنا في ذلك، فإن المسلمين يضطهدون ويُعذبون في كل مكان في العالم بتهمة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان
إن سنة الطواغيت البشرية هي الاعتداء على الأمم المستضعفة والاستيلاء على بلادهم، فقد احتل الروس بلاداً كثيرة من قبل، وما زالوا يحتلون بلاداً أخرى في آسيا الوسطى
ومن قبل احتلت بريطانيا العظمى معظم البلاد الإسلامية بما فيها نصف القارة الهندية
واليوم تخطط أمريكا لاحتلال العالم، ولذلك فلن يتركونا نمارس حقنا في إقامة الحكومات التي نريد
وحتى تستولي على العالم لن تترك أي شعب يعيش في أمن
لقد وجهت أمريكا إمكاناتها وطاقاتها للقضاء على الإسلام والمسلمين في الأرض، إنها تريد القضاء على الجهاد وعلى أي وجود للحكم الإسلامي، ولذلك سخرت منظمة الأمم المتحدة لتحقيق غاياتها وأهدافها
ماذا استفادت الدول الإسلامية من عضويتها في هذه المنظمة؟
أي مشكلة حُلت لهذه الدول عن طريق هذه المنظمة؟
إن علينا أن نبذل ما نستطيع من أجل إخراج أمتنا من هذه الحالة المزرية
إننا نحتاج في هذه اللحظات الحرجة إلى وحدة المسلمين، ووضع خطة للخروج من هذه الأزمة، وانعقاد مثل هذه الندوات والمؤتمرات أمر ضروري للمسلمين لحل مشاكلهم ومعالجة آلامهم
إن المسلمين أمة عظيمة، فعليهم المحافظة على شخصيتهم الإسلامية، وعليهم أن يفهموا: لماذا لا يُتركون يعيشون في أمن واطمئنان؟
إن المسلمين لم يعتدوا على بلد أحد، بل أعداؤهم الذين اعتدوا عليهم، وهذه الخلافات والنـزاعات التي نراها في الدول الإسلامية ليست إلا نتيجة لتدخل هؤلاء المستعمرين في تلك الدول التي حرموا سكانها من الأمن والاستقرار
إن الروس هم الذين اعتدوا على بلادنا، ولم نكن نحن المعتدين عليهم، وأمريكا هي التي قصفت بلادنا بصواريخ كروز
وكذلك الشعب الفلسطيني يُعتدى عليهم في بلدهم، وقد احتل اليهود أرضهم، وكذلك الحال في الشيشان وكشمير، وجميع بلدان العالم الإسلامي
وهذا مما يؤكد ضرورة الوحدة بين المسلمين، ولكن -للأسف الشديد- فإن المسلمين مشغولون بالقتال والخلافات بينهم
لقد تكونت في البلد الواحد عشرات الجماعات الإسلامية بسبب الاختلافات البسيطة، فهذا التشتت والتمزق والتباعد قتل فينا فكرة الوحدة، وفكرة حل مشاكل المسلمين
إنه يجب علينا أن نقوم بما نستطيع في سبيل توحيد صفوف وكلمة المسلمين
وفي الأخير .. نرجو من شعبنا المسلم .. المظلوم .. المصاب .. المحاصر .. الذي يواجه تحديات الكفر والطواغيت دون أي ذنب سوى الإيمان والإسلام أن لا ينسونا في دعائهم
سائلين المولى سبحانه النصر والظفر للمسلمين في العالم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم خادم الإسلام
ملا محمد عمر المجاهد
2001م