شبكة واإسلاماه الإخبارية
إن من بين الامور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان عند نزول عيسى بن مريم(عليه السلام) من السماء هو خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب يوافق اسمه اسم الرسول(صلى الله عليه و سلم) و اسم أبيه اسم أبي الرسول (صلى الله عليه و سلم) ويقال له المهدي يتولى إمرة المسلمين ويصلي عيسى بن مريم(عليه السلام) خلفه وذلك لدلالة الاحاديث المستفيضة عن رسول اللّه(صلى الله عليه و سلم) ، التي تلقتها الامة بالقبول واعتقدت موجبها إلاّ من شذ .
لهذا الامر ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردد في تصديق الرسول(صلى الله عليه وسلم) فيما يخبر به ، رأيت أن يكون الكلام حول ثبوت خبر المهدي بالصحيح من الأثر.
جملة أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) ستة وعشرون ، وهم :
1 ـ عثمان بن عفان .
2 ـ علي بن أبي طالب .
3 ـ طلحة بن عبيد اللّه .
4 ـ عبد الرحمان بن عوف .
5 ـ الحسين بن علي .
6 ـ أم سلمة .
7 ـ أم حبيبة .
8 ـ عبد اللّه بن عباس .
9 ـ عبد اللّه بن مسعود .
10 ـ عبد اللّه بن عمر .
11 ـ عبد اللّه بن عمرو .
12 ـ أبو سعيد الخدري .
13 ـ جابر بن عبد اللّه .
14 ـ أبو هريرة .
15 ـ أنس بن مالك .
16 ـ عمار بن ياسر .
17 ـ عوف بن مالك .
18 ـ ثوبان مولى رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) .
19 ـ قرة بن إياس .
20 ـ علي الهلالي .
21 ـ حذيفة بن اليمان .
22 ـ عبد اللّه بن الحارث بن جزء .
23 ـ عوف بن مالك .
24 ـ عمران بن حصين .
25 ـ أبو الطفيل .
26 ـ جابر الصدفي .
أسماء الائمة الذين خرجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم :
1 ـ أبو داود في سننه .
2 ـ الترمذي في جامعه .
3 ـ ابن ماجة في سننه .
4 ـ النسائي .
5 ـ احمد في مسنده .
6 ـ ابن حبان في صحيحه .
7 ـ الحاكم في المستدرك .
8 ـ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف .
9 ـ نعيم بن حماد في كتاب الفتن .
10 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي ، وفي الحلية .
11 ـ الطبراني في الكبير والاوسط والصغير .
12 ـ الدارقطني في الافراد .
13 ـ البارودي في معرفة الصحابة .
14 ـ أبو يعلى الموصلي في مسنده .
15 ـ البزار في مسنده .
16 ـ الحارث بن أبي أسامة في مسنده .
17 ـ الخطيب في تلخيص المتشابه ، وفي المتفق والمتفرق .
18 ـ ابن عساكر في تاريخه .
19 ـ ابن منده في تاريخ أصبهان .
20 ـ أبو الحسن الحربي في الاول من الحربيات .
21 ـ تمام الرازي في فوائده .
22 ـ ابن جرير في تهذيب الاثار .
23 ـ أبو بكر بن المقري في معجمه .
24 ـ أبو عمرو الداني في سننه .
25 ـ أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن .
26 ـ الديلمي في مسند الفردوس .
27 ـ أبو بكر الاسكاف في فوائد الاخبار .
28 ـ أبو حسين بن المناوي في كتاب الملاحم .
29 ـ البيهقي في دلائل النبوة .
30 ـ أبو عمرو المقري في سننه .
31 ـ ابن الجوزي في تاريخه .
32 ـ يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده .
33 ـ الروياني في مسنده .
34 ـ ابن سعد في الطبقات .
35 ـ ابن خزيمة .
36 ـ عمرو بن شبر .
37 ـ الحسن بن سفيان .
38ـ أبو عوانه .
بعض الذين ألفوا كتباً في شأن المهدي :
- أبي خيثمة، زهير بن حرب النسائي ( 160 ~ 238 ). ذكر ذلك ابن خلدون في مقدمته.
- أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ( 336 ~ 430 هـ ) في كتاب: “المهدي”،
- يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي ( من علماء القرن السابع ) في كتاب: ” عقدُ الدُّرر في أخبار المنتظر “.
- أبي عبد الله، شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي الشهير بلقب: ابن قيِّم الجَوْزِيَّة ( 691 ~ 751 هـ ) في: ” المنار المنيف في الصحيح والضعيف” كفتوى أجاب فيها عن سؤال ورد إليه عن خبر: ” لا مهدي إلا عيسى بن مريم “،
- أبي الفداء، إسماعيل بن كثير الدمشقي ( 701 ~ 774 هـ ) في كتاب: ” الفتن والملاحم”،
- أبي الحسن، نور الدين، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ( 735 ~ 807 هـ ) في جزئه السابع من ” مجمع الزوائد ونبع الفوائد” : (باب ما جاء في المهدي) مستعرضاً لها ولرجال سندها في باقي الأصول التي أوردتها. وكذلك خصص باباً للمهدي في كتابه: ” موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان” وهي الزيادات التي أضافها الهيثمي على ما أورده الحافظ أبو حاتم، محمد (ابن حبان) بن أحمد البُسْتي ( ت: 354 هـ ) في كتابه : ” التقاسيم والأنواع” وخص الهيثمي ذلك بعنوان: ” باب ما جاء في المهدي”.
- أبي الفضل، شهاب الدين، أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي المصري ( 794 ~ 852 هـ ) في كتاب” القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ”
- جلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( 849 ~ 911 هـ ) في رسالة سماها: ” العرف الوردي في أخبار المهدي”، حيث لخص فيه الأربعين أثراً التي أوردها أبو نعيم وأضاف لها زيادات إلى أن بلغت ما ينيف عن 236 خبراً معْزُوَّةً إلى من رواها من الصحابة أو التابعين أو أتباع التابعين وإلى من خرجها في كتابه، دون ذكر السند كله. والرسالة توجد ضمن كتابه: ” الحاوي للفتاوِي” وهو أشملها. وكل من جاءوا بعده عالة عليه فيما جمع منها.
- علاء الدين، علي المتقي بن حسام الدين الهندي البًرْهانفوري ( ت : 975 هـ ) في كتاب: ” كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال”: “خروج المهدي”
- أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب
- الفقيه ابن حجر المكي و قد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر .
- ملا علي القاري وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي ذكره في الاشاعة ونقل جملة كبيرة منه .
- مرعي بن يوسف الحنبلي وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر
- ومن الذين ألفوا في شأن المهدي بالاضافة إلى مسألتي نزول عيسى(عليه السلام) وخروج المسيح والدجال القاضي محمد بن علي الشوكاني ، وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ماجاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح .
- الامير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام .
ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ونقل كلامهم في ذلك :
1 ـ الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين الابري السجزي صاحب كتاب مناقب الشافعي .
2 ـ محمد البرزنجي في كتابه الاشاعة لاشراط الساعة . قال : واعلم أن الاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر» إلى أن قال : ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنه من ولد فاطمة» إلى أن قال : «قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) من ولد فاطمة بلغت حد التواتر المعنوي فلا معنى لانكارها».
3 ـ الشيخ محمد السفاريني في كتابه لوامع الانوار البهية . قال : «وقد كثرت بخروجه (يعني المهدي) الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي» .
4 ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني صاحب التفسير المشهور ومؤلف نيل الاوطار. قال في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : «فالاحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول وأما الاثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي ، فهي كثيرة جداً لها حكم الرفع ; إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» .
وقال في مسألة نزول المسيح(عليه السلام) : «فتقرر أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة والاحاديث الواردة في الدجال متواترة والاحاديث الواردة في نزول عيسى(عليه السلام) متواترة» .
5 ـ الشيخ صديق حسن القنوجي . قال في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة : «والاحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر المعنوي وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد»» .
6 ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني . قال في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر : وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى(عليه السلام) ثابت بالكتاب والسنة والاجماع» ثم قال : والحاصل أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، وكذا الواردة في الدجال ، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم(عليه السلام)».
ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها ، وحكاية كلامهم في ذلك :
– قال الحافظ أبو جعفر العقيلي: إن في المهدي أحاديث جياداً» .
– ويرى الامام ابن حبان السبتي أن الاحاديث الواردة في المهدي مخصصة لحديث : «لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه» .
– قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في الكلام على الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن : «إن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)قال : لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه ، حتى تلقوا ربكم» . قال : واستدل ابن حبان في صحيحه بأن الحديث ليس على عمومه بالاحاديث الواردة في المهدي ، وأنه يملا الارض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً» .
– وقال الامام البيهقي بعد كلامه على تضعيف «لامهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال : «والاحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسناداً» .
– وقال الامام محمد بن احمد بن أبي بكر القرطبي ، صاحب التفسير المشهور في كتابه التذكرة في أمور الاخرة ، بعد ذكر حديث «ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال : إسناده ضعيف، والاحاديث عن النبي(صلى الله عليه وآله) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه» ، وقال : «يحتمل أن يكون قوله(صلى الله عليه وسلم) : ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم ، أي لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى» . قال : وعلى هذا تجتمع الاحاديث ويرتفع التعارض» .
– وقال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (4:211) في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي(صلى الله عليه وآله) : «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي ، يملا الارض عدلاً كما ملئت جوراً ، وذلك هو المهدي» : إن الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة ، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره ، كقوله(صلى الله عليه وسلم)في الحديث الذي رواه ابن مسعود : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم ، لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة ، وفيه : المهدي من عترتي من ولد فاطمة ، ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد ، وفيه : يملك الارض سبع سنين ، ورواه عن علي(رضي الله عنه) أنه نظر إلى الحسن وقال : إن ابني هذا سيد كما سماه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق ، يملا الارض قسطاً . وهذه الاحاديث غلط فيها طوائف ، طائفة أنكروها ، واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال : لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم ، وهذا الحديث ضعيف ، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه، وليس مما يعتمد عليه ، ورواه ابن ماجة عن يونس عن الشافعي، والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد بن خالد الجندي ، وهو ممن لا يحتج به ، وليس في مسند الشافعي ، وقد قيل : إن الشافعي لم يسمعه من الجندي ، وإن يونس لم يسمعه من الشافعي ، وطائفة قالت : جده الحسين ، وكنيته أبو عبد اللّه ، فمعناه محمد بن أبي عبد اللّه ، وجعلت الكنية اسماً ، وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سماه غاية السول في مناقب الرسول» .
– وقد عقد ابن القيم في آخر كتابه المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف فصلاً في الكلام على احاديث المهدي وخروجه، والجمع بينها وبين حديث : «لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم» ، قال فيه : «فأما حديث : لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم فرواه ابن ماجة في سننه عن يوسف بن عبد الاعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي(صلى الله عليه وسلم) وهو مما تفرد به محمد بن خالد . قال أبو الحسن محمد بن الحسين الابري في كتاب مناقب الشافعي : محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل . وقد تواترت الاخبار واستفاضت عن رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) بذكر المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملا الارض عدلاً ، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الامة ويصلي عيسى خلفه ، وقال البيهقي : تفرد به محمد بن خالد هذا ، وقد قال الحاكم أبو عبد اللّه : هو مجهول، وقد اختُلف عليه في إسناده ، فروي عنه عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلاً عن النبي(صلى الله عليه وآله) . قال : فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد ، وهو مجهول ، عن أبان بن أبي عياش ، وهو متروك ، والاحاديث على خروج المهدي أصح إسناداً» . قال ابن القيم : قلت : كحديث عبد اللّه بن مسعود عن النبي(صلى الله عليه وآله) : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم ، لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجل مني (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . قال (يعني الترمذي) : وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة ، ثم روى حديث أبي هريرة وقال : حسن صحيح».
– وقال أبو الحسن السمهودي : «ويتحصل مما ثبت في الاخبار عنه (أي المهدي) أنه من ولد فاطمة ، في أبي داود أنه من ولد الحسن ، والسر فيه ترك الحسن الخلافة للّه شفقة على الامة ، فجعل القائم بالخلافة ـ الحق ـ عند شدة الحاجة وامتلاء الارض ظلماً من ولده ، وهذه سنة اللّه في عباده أنه يعطي لمن ترك شيئاًمن أجله أفضل مما ترك أو ذريته ، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة» . انتهى بواسطة نقل المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي.
– وقال ابن حجر المكي في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر : «الذي يتعين اعتقاده مادلت عليه الاحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر ، الذي يخرج الدجال وعيسى خلفه ، وأنه المراد حيث أُطلق المهدي» . انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الاشاعة لاشراط الساعة .
– وقال الحافظ عماد الدين بن كثير(رحمه الله) ، في كتاب الفتن والملاحم تحت عنوان في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان : «وهو أحد الخلفاء الراشدين الائمة المهديين» .
– وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير ، المتوفى سنة 1032 هـ ، في كتابه المذكور : «وأخبار المهدي كثيرة شهيرة ، أفردها غير واحد في التأليف» إلى أن قال : «أخبار المهدي لا يعارضها خبر : لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم ; لان المراد به ، كما قال القرطبي ، لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى ابن مريم» .
– وقال المناوي عند حديث : لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها ، والمهدي في وسطها» أراد بالوسط ما قبل الاخر ، لان نزوله(عليه السلام) لقتل الدجال يكون في زمن المهدي ، ويصلي عيسى خلفه ، كما جاءت به الاخبار ، وجزم به جمع من الاخيار» وذكر عند حديث : «منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه» أنه بعد نزوله يجيء فيجد الامام المهدي يريد الصلاة ، فيتأخر ليتقدم ، فيقدمه عيسى(عليه السلام)ويصلي خلفه . قال : «فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الامة» ثم قال : «ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الاثار ، من أن عيسى هو الامام المهدي ، وجزم به السعد التفتازاني ، وعلله بأفضليته ; لامكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه ، ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل» .
– وقال الشيخ محمد السفاريني في كتابه لوامع الانوار البهية وسواطع الاسرار الاثرية ، الذي شرح فيه نظمه في العقيدة المسمى «الدرة المغنية في عقد الفرقة المرضية» :
وما أتى بالنص من أشراط فكله حق بلا شطاط
منها الامام الخاتم النصيح محمد المهدي والمسيح
– وقال الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي المتوفى في كتابه صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دحلان : «وبعد انقراض قرن الصحابة أتى أمته ما يوعدون من الحوادث والبدع ، وكلما أحدثت بدعة رفع مثلها من السنة ، ولكن في قرن التابعين وأتباع التابعين لم تظهر البدع ظهوراً فاشياً ، وأما بعد قرن أتباع التابعين فقد تغيرت الاحوال تغيراً فاحشاً ، وغلبت البدع ، وصارت السنة غريبة ، واتخذ الناس البدعة سنة والسنة بدعة ، ولا تزال السنة في المستقبل غريبة إلاّ ما استثني من زمان المهدي(رضي الله عنه) ، وعيسى(عليه السلام)إلى أن تقوم الساعة على شرار الناس» .
– وقال الشيخ شمس الحق العظيم آبادي في حاشيته المسماة عون المعبود على سنن أبي داود : «وخر أحاديث المهدي جماعة من الائمة ، منهم أبو داود والترمذي وابن ماجة والبزاز والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي ، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة ، مثل علي وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبد اللّه بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد اللّه بن الحارث ابن جزء ، وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف» .
– وقال الشيخ محمد أنور شاه الكشميري في كتابه عقيدة الاسلام : أخرج مسلم في نزول عيسى(عليه السلام) عن جابر يقول : سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . قال : فينزل عيسى ابن مريم(صلى الله عليه وسلم)فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الامة» . قال الكشميري : «المراد به أنه لا يؤم في تلك الصلاة ، حتى لا يتوهم أن الامة المحمدية سلبت الولاية» .
كلمة ختامية :
إن أحاديث المهدي الكثيرة التي ألّف فيها مؤلفون وحكى تواترها جماعة واعتقد موجبها أهل السنة والجماعة وغيرهم تدل على حقيقة ثابتة بلا شك وأن أحاديث المهدي على كثرتها وتعدد طرقها وإثباتها في دواوين أهل السنة يصعب كثيراً القول بأنه لا حقيقة لمقتضاها إلاّ على جاهل أو مكابرأو من لم يمعن النظر في طرقها وأسانيدها ولم يقف على كلام أهل العلم المعتد بهم فيها . والتصديق بها داخل في الايمان بأن محمداً هو رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) ; لان من الايمان به(صلى الله عليه سلم) تصديقه فيما أخبر به وداخل في الايمان بالغيب الذي امتدح اللّه المؤمنين به بقوله :(ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) وكل ما ثبت إخباره عنه مما يقع في المستقبل نعلم بأن اللّه قد شاءه وأنه لابد أن يقع على وفق خبره(صلى الله عليه وسلم) كإخباره(صلى الله عليه وسلم) بنزول عيسى(عليه السلام)في آخر الزمان وإخباره بخروج المهدي وبخروج الدجال وغير ذلك من الاخبار فإنكار أحاديث المهدي أو التردد في شأنه أمر خطير .