الرئيسية / أدب السجون / خربشات  على حائط الزنزانة-سلوة المسجون

خربشات  على حائط الزنزانة-سلوة المسجون

سلوة المسجون

مذكرات ميت مؤقتا

زكرياء بوغرارة

  خربشات  على حائط الزنزانة

 

 

كان جدي رحمه الله يحدثنا   شيئا من أقاصيصه القديمة كل جمعة  بعد العصر            قال ذات يوم  ان رجلا كان يهاب المرور ليلا  من طريق يوصله لحقله لأن به كلبا عظيما ينهش كل عابر فارتأى أن يذهب عند الفقيه ليجد له حلا …

قال له الفقيه عندما تمر بالكلب إقرأ سورة {{ يس}} وستنجو منه باذن الله في الليلة الموعودة مرّ الرجل بالكلب وهو يتلو من آيات سورة يس… فنهشه الكلب…

في اليوم التالي التقى بالفقيه ولامه لوما شديدا { يا فقيه لقد مررت بالكلب وقرأت من ايات أحفظها من سورة يس ولكن الكلب نهشني وافزعني فعدت ادراجي  من حيث أتيت}} فقال له الفقيه {{ يا رجل {{ يس }} والحجرة}}

يعني إقرأ من سورة يس ثم إستعن بالحجر…

نعم إصبر وتصبّر و لكن البحث عن أفق للنجاة من خناق الطغاة..
{{ يس}} والحجرة …
أرأيت لو خرج الرضيع من بطن أمه صامتا…
لحظة الصمت تلك  ستنقلب في لمح البصر إلى صراخ….
  اول  صرخة له في الحياة   حتى لو تلقى وكزة ليصيح …

فانتبه.

 

2

أوصيك أخي

لاتغترن بمن يطلق لسانه ويتصدر المجالس ويهيئ له الطريق لالقاء الكلمات والمواعظ.. والحلقات عن قضايا الأمة وهو أجهل الناس بها.. فان هذا النظام لايترك أحدا يطل برأس إلا وفق شروط واتفاقات…

فنحن في زمن ما بعد الاصطفاف.. والعقبة كؤود قلّ مقتحموها..

3

أجل أخي نصبر ونرنو للفرج ونسعى له بالاستنصار بالموحدين من المسلمين…

حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا

واعظم النصرة الدعاء…

4

بوجه جليدي قال{{“الغفران هو السبيل الوحيد,

للخروج من المتاهة..}} تأملته للحظات قلت وأنا محمول على نقالة أشبه  ما تكون بمحمل الموتى

{{ لاتزال السلسلة… التي بدأت ذات يوم بين أيديكم ولم تنتهي هي وحدها التي تحدد متى وكيف يكون الغفران…}}

5

يقول لك إصبر يا اخي …

نعم سأصبر ولكن صبري مر  كالحنظل ودعوتك للصبر حلوة على لسان من لم يمسه لفح لحظة من حر الخوف والجوع والمجهول…

لايشعر بمرارة  العمق من شدة القهر والعسف وتسلط الطواغيت إلا من إكتوى بجمراتها..

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

اعتصامٌ في صيدا: صرخةُ حق ضد قانون يُكرّس الظلم على المظلومين

اعتصامٌ في صيدا: صرخةُ حق ضد قانون يُكرّس الظلم على المظلومين في ساحة مسجد بلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *