في مواجهة السلطان
علماء السوء
يقول الأستاذ سيّد قطب معلّقاً على قوله تعالى:
{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا، فانسلخ منها فأتبَعَه الشيطانُ فكان من الغاوين * ولو شِئنا لرفعناه بها، ولكنّه أخلَدَ إلى الأرضِ واتَّبَعَ هواه، فمثله كمثلِ الكلب إن تحمِل عليه يلهث أو تتركه يلهث} [الأعراف: 175-176]:
وكم من عالم دينٍ رأيناه يعلمُ حقيقة دين الله ثم يزيغُ عنها، ويعلن غيرها ويستخدم علمَه في التحريفات المقصودة والفتاوى المطلوبة لسلطان الأرض الزائل يحاول أن يثبتَ بها هذا السلطان المعتدي على سلطان الله وحُرُماته في الأرض جميعاً. لقد رأينا من هؤلاء من يعلّم ويقول: إن التشريع حقٌّ من حقوق الله -سبحانه- من ادّعاه فقد ادّعى الألوهية ومن ادّعى الألوهية فقد كفر، ومن أقرّ له بهذا الحقّ وتابعه عليه فقد كفر أيضاً ومع ذلك.. مع علمه بهذه الحقيقة التي يعلمها من الدين بالضرورة فإنه يدعو للطواغيت الذين يدّعون حقّ التشريع ويدّعون الألوهية بادّعاء هذا الحقّ ممّن حكم عليهم هو بالكفر، ويسمّيهم المسلمين ويسمّي ما يزاولونه إسلاماً لا إسلام بعده!” [في ظلال القرآن، 19-1397]