إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه
الحلقة 13
الأستاذ محمد أسعد بيوض التميمي
شبكة وا إسلاماه الإخبارية
توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد عن الحجاج بن يوسف الثقفي دراسة تاريخية استهدف من خلالها إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق في مراجع التاريخ ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته المدعمة بالأدلة التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج عن الحجاج عليه فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه الآخر للحجاج القائد المسلم
ونفتح باب النقاش العلمي الرصين لمن أراد أن يدلي بدلوه في هذا الإتجاه بغية أثراء النقاش..جاد في الإتجاه الذي يخدم العلم والحقيقة وبيانها …
السيرة الذاتية للمؤلف
الاسم محمد اسعد بيوض التميمي
مواليد مدينة خليل الرحمن في فلسطين 1956
نشأ وترعرع في مدينة القدس الى ان تم ابعاد عائلته من القدس الى الاردن عام 1967
التحصيل العلمي
بكالوريوس من كلية التجارة والاقتصاد والشريعة جامعة الازهر القاهرة عام 1981
ماجستير مقارنة اديان
المؤلفات
1…كيف نوحد الله حتى لا نكون من الاخسرين اعمالا
2…واقعنا واخطر احداث القرن العشرين
3…واقعنا الفكري والثقافي والغزو والفكري والثقافي التشخيص والعلاج وكيف تنهض الأمم
4..الاسلام مفاهيم ومصطلحات وحقيقة المعركة
5..تربيتنا من اجل حياة زوجية واسرية وعائلية ناجحة
6…واقعنا الإقتصادي التشخيص والعلاج
7…الحجاج القائد الفاتح خامد الفتن وتفنيد الإفتراءات عليه
8…مئات الابحاث والمقالات الدينية والسياسية والاقتصادية منشورة على كثير من المواقع الكترونية المهمة ممكن الوصول اليها بواسطة الباحث جوجل
عشرات الحوارات
10…والندوات على القنوات الفضائية واهمها على الجزيرة وخصوصا في برنامج الاتجاه المعاكس معظمها موجود على اليوتيوب
117
كان هناك ملك تركي اسمه رتبيل معاهدا للمسلمين ويدفع الجزية فاستغل حالة الفتنة التي سادت الدولة الأموية وارتخاء قبضتها على الأمصار المفتوحة فتشجع على القيام بنقض العهد والميثاق مع المسلمين فامتنع عن دفع الجزية ولم يكتف بذلك بل قام بقتل (عبيد الله بن ابي بكر) والي سجستان التي تقع في افغانستان واجزاء منها في باكستان وايران وقام بمهاجمة المسلمين وقتل اعداد كبيرة منهم ,فجهز الحجاج بصفته القائد العام لجيوش المسلمين والمدافع عنهم وحامي حماهم جيشا من أهل الكوفة والبصرة التي اخمد نيران فتنتهما وجعل على هذا الجيش قائداً هو( عبد الرحمن بن الأشعث الكندي), فتمكن الأشعث من الحاق هزيمة برتبيل ملك الترك واستعادة جزءاً من سجستان ثم توقف عن الزحف فجأة على أن يستأنفه في العام القادم ,وأرسل للحجاج يخبره بذلك ولكن الحجاج لم يقبل منه وأوقف الزحف وطالبه بمواصلته والاستمرار بمقاتلة رتبيل حتى القضاء عليه وعلى جيشه حتى لا يتمكن من جمع شتات جنده ويستعيد
118
تنظيم قواته فيعيد الكرة على المسلمين فيفقدوا ما فتحوه من أراض ,ولكن الأشعث رفض أوامر الحجاج بل قام بعرض الأمر على جنوده وهو يعرف بأنهم سيرفضون امر الحجاج واستشارهم هل يُطيع أمر الحجاج أم لهم رأي اخر وبالفعل رفضوا اطاعة امر الحجاج
وظل ابن الاشعث مرابطاً في مكانه دون تقدم رافضا أوامر الحجاج بمطاردة رتبيل للإجهاز عليه فأرسل الحجاج اليه رسولا هو (اسحق بن محمد بن الاشعث) , يأمره بمطاردة فلول رتبيل ملك الترك والإجهاز عليها حتى لا يجمع قواه مرة أخرى
ولكن عبد الرحمن بن الاشعث الذي كان يبيت إعلان التمرد والثورة على بني أمية متخذا من رفضه لأوامر الحجاج حجة قام في جيشه مخاطباً لهم قائلا
119
(جاءني كتاب أميركم الحجاج يعجزني ويُضعفني ويأمرني بتعجيل التوغل بكم في أرض العدو , وهي الأرض التي أهلك فيها اخوانكم بالأمس ,وانما أنا رجل منكم أمضي إذا مضيتم وأبى إذا أبيتم ,فثار الناس وقالوا بل نأبى على عدو الله ولا نسمع له ولا نطيع له فإن ابن ابي رغال لا يريد بنا خيراً)
فهم لم يكتفوا برفض أوامر الحجاج فقط بل اتهموه بالخيانة ووصفوه بابي رغال الذي دل جيش ابرهة الحبشي على الكعبة وقام ابن الاشعث بالقدوم الى البصرة واقتحامها فقام اهل البصرة بمبايعته ونقضهم لبيعة خليفة المسلمين عبد الملك بن مروان وانضم اليهم( سعيد بن جبير ومحمد بن سعد بن ابي وقاص )وبذلك عظم شأن ابن الاشعث واستفحل خطره حتى ان ابن الاشعث اعلن نزع بيعته للخليفة عبد الملك بن مروان واعلن نفسه الخليفة واخذ البيعة من اهل
120
البصرة , فرداً على هذا التمرد وهذا الانقلاب والغدر الذي أعلنه (عبد الرحمن بن الأشعث )ونقضه للبيعة مع الخليفة عبد الملك قام الحجاج بإرسال جيشا للقضاء على تمرده بقيادة الأشعث الكندي
فالتقى الجمعان في موقعة اسمها دير الجماجم وبدأ النزال وسالت الدماء وحصدت الرؤوس وتمزقت الأبدان وتبعثرت الأشلاء طالت أيام المعركة واستعرت نيرانها وعلى وطيسها ولا غالب ولا مغلوب…
مما جعل بعض الاصوات الحكيمة في دار الخلافة بالشام تطالب وقف القتال والعودة لصوت العقل والحكمة وحقن دماء المسلمين , وطالب رؤوس قريش وأهل الشام بضرورة ايقاف هذه المذابح ,وقالوا للخليفة إن كان يرضي أهل العراق أن ينزع الحجاج عنهم نزعناه فإن خلعه أيسر من قتالهم ونحقن بذلك دماء المسلمين
121
وحقنا لدماء المسلمين نزل عبد الملك بن مروان على رأيهم وقبل اقتراحهم وأرسل الى العراق ابنه (عبدالله وأخيه محمد بن مروان )ومعهما جندا كثيفا, وقال لهم( أعرضا على أهل العراق عزل الحجاج وإجراء الاعطية عليهم مثل أهل الشام ونزول عبد الرحمن بن الاشعث أي بلد شاء, فإذا نزله كان عليه والياً مادام حياً وعبد الملك بن مروان خليفة فإن أجاب أهل العراق عزلت الحجاج وولى محمد بن مروان على العراق ,وإن لم يجب أهل العراق ولم يسمعوا لهذا فالحجاج أمير الجماعة وأنتما تسمعان له وتطيعان )
لقد كان هذا الأمر طعنة للحجاج إذ أنه بمثابة إعلان فشله وعدم قدرته على ما هو قادر عليه وتقليل من كفاءته , فعندما ابلغ بذلك أرسل الحجاج الى عبد الملك رساله قال فيها
122
(والله لئن أعطيت أهل العراق خلعي لا يلبثوا إلا قليلاً حتى يخالفوك ويسيرون اليك ولا يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك ,الم تسمع بوثوب أهل العراق مع الاشتر على ابن عفان فلما سألهم ما يريدون قالوا نزع سعيد بن العاص والي البصرة فلم تتم لهم السنة حتى ساروا اليه فقتلوه
إن الحديد بالحديد يفلح استخير الله فيما ارتأيت والسلام)…
وبالفعل حصل كما توقع الحجاج , فردوا بالاجماع بالرفض وبعنجهة واستكبار وغرور وإصرار على خلع الخليفة نفسه حيث اجابوا الرسل الذين بعثهم الخليفة عبد الملك بن مروان ( إن الله قد أهلكهم فأصبحوا في الضنك والمجاعة والقلة والذلة ونحن ذوو العدد الكثير والسعر الرخيص والمادة القريبة لا والله لا نقبل وأعادوا المطالبة بخلع عبد الملك بن مروان نفسه اضافة للحجاج وكان اجماعهم على خلعه)…
عندما علم رسولا عبد الملك (عبدالله بن عبد الملك ومحمد بن مروان ) بما أجمعا عليه أهل العراق قالا للحجاج شأنك بعسكرك وجُندك ,فأعمل برأيك فإنما أمرنا أن نسمع لك ونطيع ,قال الحجاج (قد قلت لكم إنه لا يُراد بهذا الامر غيركم ويقصد بني أمية وإنما أنا أقاتل عن سلطانكم وإنما سلطاني سلطانكم)…
123
فاستمرت الحرب بعد ذلك سجالا بين الطرفين كر وفر ,وقد تأثر أهل العراق بمقتل (جبلة بن زمر) قائد فرقة القراء ,أقوى فرقة في جيش ابن الاشعث حيث ان معظم جيش عبد الرحمن بن الأشعث كان من العراقيين (البصرة والكوفة) , وقد حاول (بسطام بن مصقلة) أن يقوم مقامه ويعيد لفرقة القراء عزمها وقوتها, ولكنه لم يفلح بذلك, وكذا حاول (ابو البختري) بعد مائة يوم من القتال وسالت دماء المسلمين أنهاراً من أهل الشام وأهل العراق بسبب إصرار ابن الاشعث على القتال , هزم ابن الاشعث مما جعله يولي الأدبار ويهرب الى سجستان ليستجير برتبيل ملك الترك عدو الإسلام والمسلمين الذي ارسله الحجاج للقضاء عليه وطلب منه حمايته من الحجاج والنجدة تاركاً فلوله مهزومة منكسرة وقد كانت بالأمس مزهوة منتصرة ولكن الحجاج ارسل الى رتبيل يطالبه بتسليم ابن الاشعث وعندما علم ابن الاشعث بان رتبيل سيسلمه الى الحجاج خوفا منه قام بالانتحار
فلجوء ابن الاشعث الى رتبيل عدو الله الذي ارسله الحجاج للقضاء عليه وقيامه بالانتحار يوضح على أن ابن الاشعث كان هدفه الدنيا وليس نصرة الإسلام فهو كان مغرورا معتد
124
بنفسه ونسبه حيث ينتمي نسبا الى ملوك قبيلة كندة فلو كان حقا على حق ما انتحر وما استجار بعدو الله رتبيل …
وبذلك انتهت فتنة ابن الاشعث بالعراق بعد أن غدر ببني أمية ونقض البيعة معهم وسار بأهل العراق بالباطل وأشعل نار الفتنة وسفك دماء كثيرة , من اجل عرض الدنيا والجاه والسلطان حيث استغل أهواء أهل العراق الكارهين لبني أمية وقائدهم الحجاج من اجل تحقيق اطماعه , فأوردهم موارد التهلكة وعندما هُزم فر ولاذ بأعداء الله من غير المسلمين وقام بالانتحار فباء بغضب على غضب وحق فيه قول الله
((بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ))…
124
عاد الحجاج الى الكوفة ظافراً منتصراً ووقف فيهم مخاطباً فقال
((يا أهل العراق الكفرات بعد الفجرات والغدرات بعد الخترات والنزوة بعد النزوات إن بعثتم الى ثغوركم غللتم وخنتم وإن أمنتم أرجئتم وإن خنتم نافقتم لا تذكرون حسنة ولا تشكرون نعمه هل استخفكم ناكث أو استغواكم غاو أو إستنصركم ظالم أو استعضدكم خالع إلا أتبعتموه وأويتموه ونصرتموه ورحبتموه ؟؟
يا أهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم أنصاره وأتباعه يا أهل العراق ألم تنهكم المواعظ ؟؟ ألم تزجركم الوقائع ؟؟؟))
125
كانت ثورة ابن الاشعث لا تقل في خطورتها عن ثورة ابن الزبير والخوارج, ولم يكن خطرها على الحجاج فقط, وإنما كان خطرها على الخلافة الأموية والدولة الاسلامية التي ما زالت في مهدها ,فهي اشبه ما تكون بانقلاب عسكري قام به أحد قادة جند بني أمية الذي كان لا يشك بولائه لهم فتح كثيرا من البلدان مما جعله يصاب بالغرور وبحظ كبير من نفسه حتى وجد نفسه اعلى واكبر من أن يأتمر بأمر أي قائد اعلى منه, حتى وصل به الأمر بأن توسوس له نفسه بأنه أحق بالخلافة مما جعله يطلب البيعة لنفسه مستغلا انتشار الفوضى والفتن والتمرد في جميع انحاء الدولة الأموية
وهكذا انتهت فتنة عبد الرحمن بن الاشعث والتي استمرت حوالي الأربع سنوات والتي كادت أن تعصف بالخلافة الاموية والدولة الاسلامية وكان ذلك عام 85 هجري فهل ما فعله الحجاج كان مخالفا لشرع الله ام ما فعله عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي كان مخالفا لشرع الله بإشعاله للفتنة بنقضه البيعة للخليفة عبد الملك بن مروان ورفضه لأوامر الحجاج القائد العام لجيوش بني
126
امية ورغم التنازلات التي قدمها عبد الملك بن مروان ومنها عزل الحجاج إن هم القوا السلاح وامتنعوا عن القتال واعادوا البيعة واعتزلوا الفتنة الا انهم اصروا على القتال بل طالبوا بعزل عبد الملك بن مروان نفسه وأخذ البيعة لعبد الرحمن بن الأشعث
ثامنا الحجاج وإخماد ثورة الاكراد والديلم
من هم الديلم هم احد الشعوب الإيرانية عبارة عن مجموعة من القبائل الجبلية التي كانت تعيش في شمال الهضبة الإيرانية وهي الجزء الجبلي من منطقة جيلان على حدود أذربيجان وهم والأكراد يعيشون تقريبا في نفس المنطقة , وحالة الفوضى التي سببتها الفتن التي عمت دولة بني أمية والمنطقة الجبلية التي يعيشون فيها وصعوبة تضاريسها شجعتهم على إعلان الثورة على بني امية فكونوا فرقاً لمحاربة جيش المسلمين ففرضوا سلطانهم على أجزاء واسعة من بلاد فارس ,وقد أفسدوا في الأرض ,فأرسل الحجاج عمرو بن هانيء العبسي في جيش من أهل الشام وتمكن من استئصال شأفتهم والقضاء عليهم ,وفي الشمال وعلى بحر قزوين كان الديلم يُداهمون معسكرات المسلمين إلا ثغرا واحدا كان هو المنفذ الوحيد للمسلمين على بحر قزوين يقوم على حراسته مجموعه أو جماعة أطلقوا على انفسهم المرابطون في
127
سبيل الله وذلك لشدة حرصهم على حماية هذا الثغر والدفاع المستميت عنه
تاسعا الحجاج وفتنة سعيد بن جبير
قبل الحديث عن فتنة سعيد بن جبير لا بد من التعريف به كما عرفنا بعبد الله بن زبير عند الحديث عن فتنته فبداية من هو سعيد بن جبير
هو سعيد بن هشام الأسدي الوالبي ولد في الكوفة عام 45 هجرية وقيل في 38 هجري وهو حبشي الأصل وكان مولى لبني والبة بني الحارث من بني اسد اعتنق الإسلام وبإسلامه تم اعتاقه من العبودية
وهناك دلائل في كتب الشيعة بأنه كان متشيعا ومن هذه الدلائل
فهو كان فقيها ومفسرا للقرأن وتفسيره ادرجه ابن النديم صاحب كتاب الفهرست في قائمة تفاسير الشيعة
وذكر الشيخ الشيعي أغا بزرك الطهراني في موسوعته الذريعة التي رصد فيه مصنفات علماء الشيعة في التراث الأسلامي والعربي وغير العربي تفسير سعيد بن جبير الى تصانيف الشيعة (أغا برزك الذريعة الجزء 4 ص 241 )
وقال العالم الشيعي الحلي في كتابه الخلاصة والكشي بتشيعه ولذلك قتله الحجاج ص 79
وقال محمد بن عمر بن عبد العزيز المشهور بالكشي نسبة الى منطقة كش القريبة من سمرقند وهو من اهم علماء الشيعة وصاحب الكتاب المشهور برجال الكشي وهو كتاب يبحث في علم الرجال والتوفي في عام 350 هجري بتشيع سعيد بن جبير في الجزء الأول صفحة 332
128
وقال عنه الطوسي احد علماء الشيعة بأنه كان من أصحاب السجاد وعندما هزم ابن الأشعث الذي انضم اليه ضد بني امية هرب الى أصفهان وقم في ايران وكما نعرف الأن قم مركز الدين المجوسي الإيراني الصفوي ثم بعد فترة من الزمن غادرها الى مكة
وقد نسب اليه الشيعة في كتبهم اعمالا لا تستقيم دينا ولا عقلا ولا منطقا وانما نسبها اليه من كتب تاريخ بني امية من المؤرخين الذين ذكرناهم في المقدمة لإعطاء سعيد بن جبير منزلة فوق منزلة الأنبياء ولإعطاء عملية قتله بأنها كانت تستهدف عالما فوق السياق الطبيعي للصحابة والتابعين وجميع البشر فمما نسب اليه بأنه كان (يقرأ القرأن كاملا في ركعة واحدة في جوف الكعبة وانه كان يقرأه أحيان كاملا ما بين المغرب والعشاء وأنه ختم القرأن مرتين ونصف في صلاة واحدة ) من كتاب البداية والنهاية ….
فما نسب له واضح انه مستحيل وكذب واضح وأنه متوافق مع إفتراءات الشيعة وما ينسبوه للأئمة الذين يعتقدون بألوهيتهم والأئمة منهم براء فلو كان كل جزء من القرأن يستغرق نصف ساعة في قرأته إن كانت القراءة سريعة فأنه يحتاج لقراءة ثلاثين جزءا خمسة عشر ساعة فهذا يعني لو انه كان يصلي الفجر فسينتهي النهار وهو لم يكمل صلاة الفجر وهذا يعني بأن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ذهب وقتها دون ان يصليها ولو كانت صلاة العشاء فأن سبلغ صلاة الفج والظهر وهو لم ينتهي منها فهذه المبالغة بتقوى سعيد بن جبير وطريقة عبادته هي الوجه الأخر للمبالغة في الطعن في الحجاج وهذا مما يثبت بأن قصة الحجاج مع سعيد بن جبير حرفت وزيفت من البداية الى النهاية لتظهر الحجاج بأنه شيطان رجيم وأن سعيد بن جبير اعلى منزلة من الأنبياء والعياذ بالله وهذا جميع ديدن من كتبوا تاريخ بني امية الذين ذكرناهم في المقدمة
129
وروى عنه الشيعة جميع الأحاديث التي تسيء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى ابي بكر وعمر وجميع الصحابة وامهات المؤمنين رضي الله عنهم كأحاديث الحوض وارتداد الصحابة وحديث رزية الخميس الذي يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه هجر في سكرات الموت أي صار يهذي ويتكلم كلا ما غير مفهوما والعياذ بالله وحديث الاثنا عشر خليفة وحديث الثقلين وحديث الوصاية لأمير المؤمنين وحديث مدينة العلم وحديث توسل أدم بالخمسة الطيبة أصحاب الكساء وحديث إنتقام الله من قتلة الحسين وأحاديث كثيرة في فضائل علي رضي الله عنه وهذه الأحاديث تسربت الى احاديث اهل السنة وهي احاديث تتناقض مع القرأن تناقضا بينا وفيها الروح الشيعية واضحة بل وفيها إساءة بالغة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعمر ولصحابة رضي الله عنهم وخصوصا حديث رزية الخميس الذي يتهم رسول الله بأنه لم يكمل تبليغ رسالة الله وبأنه وهو ينازع اتهمه عمر بانه يهجر أي يتحدث بما لا يعي أي يلخبط بالكلام والعياذ بالله وبأنه منعه من كتاب كان يريد ان يوصي بالخلافة لعلي بن ابي طالب وكذلك حديث الحوض الذي يستدل به الشيعة على ردة أبي بكر وعمر والصحابة جميعا واعتبار المرتدين الذين قاتلهم ابي بكر كانوا على حق وأن ابي بكر رضي الله عنه كان على باطل وحديث توسل ادم عليه السلام برسول الله صلى الله عليه وسلم
130
فهذه المقدمة للتعريف بسعيد بن جبير ضرورية لنعرف هذه الشخصية ويكون لدينا خلفية عنها لشهرة قصته مع الحجاج والتي رسخت في التاريخ حسب ما رواها المؤرخون وعلماء الشيعة الذين اتخذوا منها حجة لإثبات بأنهم على حق وأن الحجاج وبني أمية على باطل ولدعم روايتهم التاريخية المزورة
فقصة الحجاج مع سعيد بن جبير رحمها الله من الطعونات الكبرى التي تستخدم للطعن بالحجاج لتشويه سيرته وتاريخه وشخصيته والاحتجاج بها على ظلمه وعلى قتله للعلماء لذلك بالغوا بتعظيمه وإعلاء منزلته وشأنه وبالغوا بشيطنة الحجاج , ليجعلوا من ذلك حجة يستشهدون بها على كُفرالحجاج والعياذ بالله فجعلوا من هذه القصة حجة على الكفر والإيمان , ومعظم الذين يحتجون بذلك لا يعلمون عن قصة الحجاج وسعيد بن جبير شيئاً ولماذا قتله الحجاج ولو سألت هؤلاء هل قرأت تفاصيل هذه القصة وبحثت في التاريخ عنها لتعرف الحقيقة ام انك تردد ما تسمع كالببغاوات وهل اذا قرأت هل ممكن ان تجيب عن الأسئلة التالية ؟؟
لماذا قتل الحجاج سعيد بن جبير
هل كان الحجاج محقاً في قتله لسعيد بن جبير ؟؟
أم كان قتله ظُلما وعدواناً؟؟
بل إن أكثر من يحتجون بهذه القصة لا يعرفون من هو سعيد بن جبير اللهم اغفر له وارحمه فهم كالببغاوات يرددون أكاذيب الشيعة دون علم ولا معرفة ولا بحث في التاريخ وقصة الحجاج مع سعيد بن جبير مقرونة دائما بقصة عبد الله بن الزبير مع الحجاج
فلا يُذكر الحجاج الا ويُذكر معه سعيد بن جبير وعبد الله بن الزبير حتى أن تاريخ الحجاج وأفعاله تُختصر في قتله لهذين الأثنين .
131
أما عبد الله بن زبير فشرحنا قصته بالتفصيل في ما سبق ولماذا قتله الحجاج .
واليكم قصة الحجاج مع سعيد بن جبير بالتفصيل والإجابة على الأسئلة التي طرحناها قبل قليل أرجوا قراءتها بتمعن وبـتدبر حتى تتعرفوا على الحقيقة و تعلموا لماذا قتله الحجاج وهل كان محقا ام لا وهل كان قتله لسعيد بن جبير يجعل الحجاج من الكافرين ام انه طبق عليه حكم الله وشرعه ؟؟
وهل تطبيق حكم الشرع على الناس مهما على شأنهم ونسبهم واسبقيتهم في الإسلام يعتبر مخالفا للشرع الله ام أنه من شرع الله , فشرع الله فوق وقبل كل شيء فدين الله هو العدل المطلق ولا احد فوقه وبدفاعنا عن دين الله علينا أن لا نداهن ولا أن نهادن ولا نكترث بمن نصطدم ولا بمن نرتطم ان كانت غايتنا رضى الله وليس رضى الناس .
فما كتبه المؤرخون الأوائل في بداية العصر العباسي عن بني امية والذين ذكرناهم في المقدمة أصبح وكأنه دين منزل لا يأتيه الباطل وهو الحقيقة والعياذ بالله فهم لم يذكروا القصة الحقيقة وكما حصلت فالحجاج كان يحترم سعيد بن جبير رغم غدره بالحجاج ونقضه للبيعة مع بني أمية أكثر من مرة والخروج عن الخليفة أكثر من مرة وعفى عنه الحجاج أكثر من مرة واسترضاه اكثر من مرة احتراما وتقديرا لمنزلته العلمية وهذا ما سنتعرف عليه الأن
وحتى تعلموا أيها المسلمون بأن العلم ليس حُجة على صحة العقيدة و المنهج ولا يعصم أحدا من الذنوب والمعاصي ومن الاجتهاد الخاطيء ولا حتى من الكبائر , وأن العالِم مهما بلغ من العِلم والشهرة والمنزِلة والصلاح فهو ليس فوق شرع الله ويخضع لحُكم الشرع , فلا أحد فوق شرع الله .
132
فسعيد بن جبير تحمل مسؤولية ما ارتكبه من أخطاء سالت بسببها دماء المسلمين رغم ما أتاه الله من علم ففتوى منه كانت ممكن أن تحقن هذه الدماء وتمنع هذه الفتن التي اضطر الحجاج أن يخمدها أحيانا بالسيف
فسعيد بن جبير كما هو معروف واحدا من علماء التابعين وعلمه واسع , ومن أصحاب ابن العباس رضي الله عنه, ,وقد كان في مكة عندما دخلها الحجاج بعد اخماده لفتنة ابن الزبير, فبعد مقتل عبد الله بن الزبير لم يتعرض له الحجاج بسوء بل قام سعيد بن جبير بمبايعة الخليفة عبد الملك بن مروان وعندما قدم مع الحجاج الى العراق جدد البيعة لعبد الملك بن مروان مرة اخرى ولكن يبدو أن هذه المبايعة كانت تقية كما تدل احداث هذه القصة