ملف مجموعة أطلس إسني – رضوان حمادي وأستيفان أية يدر – سنوات في الجحيم –
القسمة الضيزى
بقلم زكرياء بوغرارة
من فترة وجهت عائلة الاخ الاسير المعتقل رضوان حمادي القابع في سجن مول البركي بآسفي نداء لمن يهمهم الأمر لطي ملفه العالق من قرابة الثلاثة عقود بدون أي حلحة او نية لطيه مع انتفاء كافة مبرررات مواصلة استثناءه
ولازالت أداة الإستثناء حاضرة في أكثر الملفات تقادما..
دون بروز بصيص امل في الأفق لأنهاءها
اذ لايزال يرسف في اغلال حكم الاعدام من 29 سنة فهو اقدم معتقل سياسي في المغرب….
{{مجموعة اطلس اسني لعام 1994 – من تركة عهد الحسن الثاني}}
هذه العائلة التي لاتزال ترنو للحظة اطلاق سراحه بعد كل هذه السنوات العجاف .. عانت الامرين في رحلة سجنه الممتدة بل المرارت جميعها في إنتظار لحظة هرم من كان فيها يافعا ومات من كان شيخا هرما ..
فقد توفي والده وكانت أقصى أمانيه ان يراه ثم والدته بعد رحلة وجع رحلا وكان يحذوهما الأمل في أن يرياه بعينيهما..
سنوات طويلة من دون زيارة إلا في ساعات قلائل كل عام أو عامين
لعدم تواجد العائلة في المغرب…
ولا زالت الصرخة المهيضة المضمخة بالألم تراود الأخ الشقيق الذي تبقى في هذه العائلة المكلومة ينتظر أن يعانق أخاه الذي لاتفصله عن الثلاثين سنة في السجون سوى اشهر معدودة…
أما عن رحلة السجن التي تقلب فيها الأخ رضوان حمادي برفقة رفيق محنته أستيفان أيتيدر فانها قطع من حجيم متواصلة لاتخبو بل تزداد مع الزمن اضطراما قضى منها قرابة 14 سنة في عزلة كاملة عن العالم ..
ثم لما رفعت العزلة أعيدا معا لحي الإعدام وما أدراك ما حي الإعدام في سجن القنيطرة يكفى له وصفا ان سماه احد الناجين منه بالمشرحة..
هناك قضى المعتقلان مجمل مدتهما السجنية الى ان تم تفريقهما بترحيل رضوان حمادي الى ابعد مدى ليحط به الترحال السجوني في سجن مول البركي وكفى به سجنا مانعا للصوت كاتما للأنفاس…
ومنذ وصول رضوان حمادي لمول البركي وهو تحت طائل التضييق في اشد
حالاته القصوى اذ يتم تصفيده بطريقة مشينة كلما غاذر زنزانته المنفردة
مع ما يصاحب العزل من معاناة جسيمة أذ تفاقم وضعه الصحي الذي كان يشكو منه من سنوات
وقد ازداد العنت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة { دون النظر للمدة الهائلة التي قضاها في سجون المملكة
هناك لا يزال يعاني العزل والعزلة والتصييق والتصفيد في يديه كلما خرج من زنزانته قيد شبر ….
بعد كل ركام السنوات .. لازالت المعاملة أقسى من البدايات
أما معاناة المعتقل أستيفان أيت يدر فان القلم يعجز عن وصفها غربة السجن وغربة اللسان وغربة الأوطان …
فهو لم يرى من عائلته فردا طيلة 29 سنة
لاعتبارات متعدد اظهرها انه فرنسي من أصول جزائرية …
ان قضية الاخوين رضوان حمادي وسعيد آيت يدر لا تحل بالمقاربة الأمنية في السجون لمن جاوز عمره فيها قرابة الثلاثة عقود ألا قليلا
… اذ من المفترض لو تم النظر بعمق لملف مجموعة اطلس اسني لتم التعجيل بانهاءه بنفس المسارات السابقة للملفات السياسية ذات الصلة بدل التضييق عليه ربما لنهايات اخرى لا قدر الله
إننا نعيد إطلاق صرخة غايتها البلاغ نوجهها لمن بيده طي هذا الملف نهائيا.. للتقادم الذي يصاحبه ولأن المغرب الذي وجه تهما ثقيلة جدا لشخص كان متواجدجا في فرنسا ثم حك مبالاعدام غيايبا بعد ان وصفته الجهات الأمنية المغربية ب المحرض والعقل المدبر لاحداث أطلس اسني..
ثم لما تم تسليم هذا الشخص بعد سنوات طويلة قضاها في فرنسا ووصل للمغرب في حالة اعتقال اطلق سراحه دون أي متابعة للتقادم الذي اسقط التهمة والحكم الغيابي
أفلا يشمل التقادم من قضى في السجن زهرة الشباب مع كل الجحيم الذي دام في المعتقلات لسنوات
إنها اذن قسمة ضيزى
لقد طوى المغرب كل ارث الاعتقال السياسي في عهد الحسن الثاني بداية من معتقلي الانقلابات مرورا باعتقالات اليسار وتنظيماته والجماعات الإسلامية التي اتهمت بتهم ثقيلة جدا في عهده …
وحتى ملف اغتيال اليساري عمر بنجلون الأكثر تعقيدات في الاعتقال السياسي…
فبأي مكيال يكال لمن تبقى من هذه المجموعة التي ظلت صامتة كل سنوات سجنها السحيق …
دون غطاء حقوقي او دعم لتحسين وضعيتها في السجون حتى عندما كانت السجون للمعتقلين السياسيين في ازهى عصورها حقوقا ومكتسبات
لقد آن لهذا الملف أن يطوى نهائيا لأن مبررات مواصلة الاعتقال قد تلاشت… اسوة بكثير من الحالات المشابهة ..
في المغرب او دولة أخرى
من اجل ذلك ترنو عائلته لرفع التضييق عنه والاستجابة لمطالبها باطلاق سراحه للمدة الهائلة التي قضاها في السجون