ورحل المنشد ابو مازن غريبا
بقلم خالد القاضي
رحمة الله على أبو مازن
أمس صعدت روح أبو مازن منشد الأجيال إلى ربها، فنسأل الله أن يكون راضيا عنها، والناس شهود الله في الأرض كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم أحد من جيلنا أو من جيل الصحوة السابق بالخير إلا وتأثر بأناشيد أبو مازن، وبمعانيه المختارة، وروحه التي تسري في نفوس السامعين بالخير.
وأذكر لما نسخت شرائط الكاسيت في التسعينات وطبعت لأول مرة، كنت سباق لاقتنائها، لأسمعها بانتظام.
ومرت الأيام واشتريت من دار الوفاء في معرض الكتاب الأناشيد مطبوعه ومعلق عليها تعليقات بسيطه مفيدة وقيمه، فإذا بي أجدها لكبار شيوخ الصحوة: سيد قطب، هاشم الرفاعي، القرضاوي، محمد إقبال، يوسف العظم وغيرهم ممن فتح الله لهم فرموا الباطل بكلمات الحق المبين.
وفي وقت كانت الكلمات الهابطة للأغاني تنتشر، كانت معاني الخير وجزالة العربية تملأ قلوبنا بسبب أناشيد أبو مازن.
وأكثر ما حبب إلي من شرائطه (ملحمة الدعوة)، والتي كانت بعد عون الله سببا في الثبات على الحق في المحن.
أبو مازن يمثل حقبه تاريخية للصحوة، تميزت بالصبر والثبات على الحق.
لكنني لاحظت أن غالب المعاني التي تمثلت فيها، كانت تعبر عن واقع القهر والظلم من الأنظمة المستبده، الأمر الذي تعدى ليرسخ في بعض النفوس شىء من الاستعداد لقبول المظلومية والاستسلام للاستبداد.
اليوم وأنا أرى البعض يتوسع في سماع الموسيقي في أناشيد تحمل الصبغة الإسلامية، اتحسر على أيام أبو مازن ومعاني أشعاره المختارة.
واتأمل ضياع أوقاتنا وجهودنا في جدال هل الأناشيد الإسلامية يجوز سماعها؟!، والحلال بين و الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.
اليوم دعوتي لأبنائنا بسماع أناشيد الكتائب، وتأمل معانيها، والنهل من لغتنا العربية الأصيلة وترك مادونها.
فرحمة الله على أبو مازن وكل من له يد علينا في الهدايه.