اتّقوا فتنة النّساء

كنتُ مسرعا في طريقي لقضاء حاجة إداريّة لي…

سلّم عليّّ رددتُ عليه السلام…

قال لي: يا شيخ هذا فضل من الله أني وجدتك…

قلت: الحمد لله ذلك فضل الله يهبه لمن يشاء أشكره يزدك…

قال: أشكره حتى يرضى!!!

شيخي من فضلك مدّني برقم هاتفك لتنقذني من الجحيم الذي انا فيه!

قلتُ: أخاف عليك ممّن يتبعوني!

فهم من أقصدهم!

قلتُ له: لنتواصل عبر الفايسبوك!

قال: انا لا اتعامل عبره.

أمسكتُ بيده ومشينا معا!!!

قلت له: تفضّل يا حبيبي: اقصص لي وفرّغ قلبك فإنّك في أمن وأمان وسلم وسلام، وأنت مع أخ محبّ مخلص إن شاء الله تعالى والله على ما أقول وكيل!!!

قبض الاخ على يدي بشدّة وتنهّد، وكاد يبكي، ثمّ انطلق يقصّ مأساته:

قريبة له فاتنة شديدة الجمال، أسكنها في داره نزولا عند ضغوط أقاربه تبلغ من العمر 26 سنة، تشتغل في مؤسسة.

وخوفه أنه أنزل تلك الفاتنة في غرفة ابنته البالغة من العمر 23 سنة.

والفتنة.

وخوفه أيضا أنّ له أيضا ابن ذكر يبلغ من العمر 25 سنة.

والفتنة الأكبر التي يعيشها هذا السّائل أنّ تلك الفتاة قد سيطرت على زوجته بالكامل، إذ كانت تحكي لها عن مغامراتها العاطفية المحرّمة مع صديقها، وأيضا مع مديرها في شغلها.

ولمّا أراد هذا الأخ إخراجها أو قل طردها من داره تصدّت له زوجته بكامل قواها وهدّدته بالطّلاق إن أطردها.

أمسكتُ بيده بقوّة ووقفت… وعجزتُ أن أُجيبه…

وأنا أُحدِّث نفسي وأقول: يا لها من فتنة نساء وقع فيها هذا الرّجل أسكن فتاة أفعى … وزوجته عقرب…

فهو بين سُمّي امرأتين …

أدرك الرّجل أنّي احترتُ، وأنّي توقّفتُ، وأنّي لن أقبل بوجود أفعى في داره، وأيضا لن أقبل بطلاقه من زوجته ( العربية والغير التونسيّة ) … ثمّ قال لي: يا شيخ أترك لك الوقت لتفكّر فتجيبني…

قلتُ: كم أُحبّكَ يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عندما وضعتَ لنا المنهج، وكيف حذّرتنا من النساء، فقلتَ لنا:” مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ “.( 1 ). وأيضا تذكّرت الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وقد كانت تُعرض عليه المسائل فيتوقف ويقول ” لا أدري “…

كان على هذا الرّجل أن لا يُدخل أجنبية إلى بيته وأن لا يُسكنها ….

إحذروا الخطوة الأولى فالشيطان يلعب بالخطوة الأولى…

وكان عليه أن يتذكّر تحذير الاسلام من مس المرأة الأجنبية وأن مسّها مُحرّم؛ لأنه مقدّمة إلى شرور. فكيف بأن يُسكنها داره؟

وكان عليه أن يتذكّر أنّ وقوفه مع امرأة أجنبيّة عنه لا يحلّ له، وأنّ ذلك يجلب الشبهة له، فكيف بأن يُسكنها داره؟

وكان عليه أن يتذكّر أنّ الإسلام أوجب عليه غضّ بصره عن المرأة الأجنبية عنه، فكيف يُسكنها داره؟

وكان عليه أن يتذكّر أنّ الإسلام حرّم عليه الخلوة بالمرأة الأجنبية عنه، فكيف يُسكنها داره، ويمكن له أن يخلو بها وتختلي به…

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….

كلّ هذه المخالفات الشرعية وغيرها ارتكبها هذا السّائل، ما أمكن لي أن أُراجعه فيها، إذ ليس من الحكمة أن أزيد على همّه هموما وقد التجأ إليّ أن أجد له مخرجا…وامامي في ذلك ابن عباس عندما جاءه قاتلا يريد التوبة، ففتح له ابواب الرجاء …

——–

( 1 ) أخرجه البخاري. حديث رقم:(5096)، ومسلم. حديث رقم:(2740).