لا يقال “الإمام علي”
الدكتور طارق عبد الحليم
وردني رد على تعليق لي وجهت إلى أنه لا يقال “الإمام علي” بل علي رضي الله عنه بلا تمييز عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
“باختصار.. اذا كان الله سبحانه وتعالى قد ميز اهل البيت عمن سواهم من الصحابة وميز السابقون الاولون عن المتاخرين.. بل وميز النبي علي عمن سواه… ووو.. وانت تجعلهم سواء”
فكان تعليقي التالي:
لا، بل جعلهم سواء النبيﷺ الذي أتبع رسالته، فهو لم يميز عليا عن أبا بكر أو عمر أو أحدا أبدا، بل قال فيهم جميعا ما هو ثابت في الصحيح، وعليه إجماع الصحابة وأهل القرون الفضلى الثلاثة، خلا الفرقة الضالة “الإمامية” أصحاب بدعة “الإمام علي.
ففي البخاري عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
من له مثل هذه الشهادة والمقام .. لكننا نقول الصحابة كلهم أكفاء. لا ميزة لأحد بالنسب
روى البخاري “أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقالوا: ومَن يُكَلِّمُ فِيهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالوا: ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قالَ: إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا.”
وروى مسلم في صحيحه “قوله صلى الله عليه وسلم: “ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه”
وقال تعالى “فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ”
أما آية “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ”
:
روى معاوية رضي الله عنه عن عليّ نفسه رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنه كما جاء في الطبري، تفسير سورة الشورى
(“حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قال: كان لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قرابة في جميع قريش, فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال: ” يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونُصرتي منكم “. حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) يعني محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, قال لقريش: ” لا أسألكم من أموالكم شيئا, ولكن أسألكم أن لا تؤذوني لقرابة ما بيني وبينكم, فإنكم قومي وأحقّ من أطاعني وأجابني”.)
هذا تفسير الآية: أي احفظوا قرابتي منكم ولا تؤذوني وأطيعوني فأنتم أولى الناشس بذلك.. ولم يأت عن السلف أنها في آل البيت إلا أثر واحد هو :
“حدثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف قالا ثنا عبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل, عن أبي إسحاق قال: سألت عمرو بن شعيبٍ, عن قول الله عزّ وجلّ: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) قال: قُربى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.”
وهو محتمل، لكن كافة المفسرين والآثار هو أنها في حفظ قرابة النبي لأنه من قريش كما أسلفنا.
ولا نجحد فضل ومحبة والوفاء لآل البيت، بل هم أسيادنا وتاج رؤوسنا، ولا نصل إلى التراب الذي كانوا يسيرون عليه أبدا.
لكن لا نتعدى ما كان عليه الحبيب المصطفىﷺ، لا نزيد عليه ولا نتعصب.
صل الله على الحبيب المصطفىﷺ، ورضي الله عن كافة الصحابة أجمعين ولو كره الكافرون من الروافض، ونعوذ بالله من الجهل.