من خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية
فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي
مؤسس الحركة الاسلامية في المغرب الأقصى
نستأنف من اليوم نشر حلقات خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية تنظيما حركيا وكانت بعد أن ختمنا مرحلة التبشير بها وقد ابتدأت سنة 1969
من خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية
(الحلقة الأولى)
عندما دعاني الأخ محمد البصري رحمه الله للعضوية في الكتابة الإقليمة لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في شارع علال بن عبد الله ( لورلوج سابقا) بالدار البيضاء وكانت تربطني به مرحلة الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي، توفرت لدي فرصة للاطلاع على خفايا العمل الحزبي يساريه ويمينيه، إذ لم يكن لدي من قبل أي انتماء تنظيمي لأي مؤسسة من مؤسسات الحزب وأفرعه السياسية أو الثقافية أو الشبابية، وعندما سئلت مع قَيْدومِيَيْن من مناضلي الحزب هما الأخ أحمد شاكر رئيس تحرير جريدة الحزب حينئذ والأخ المحامي مبارك خليل عن إعادة بناء الحزب في الأحياء الصفيحية بالدار البيضاء كانت فرصة أخرى لي من أجل الاطلاع الميداني على واقع المجتمع المغربي المسحوق تحت سنابك الاستغلال والاستبداد والأثرة والاحتقار والاحتكار.
وعندما يئست من جدوى الإصلاح بالآلية الحزبية وفكرت في تأسيس الحركة الإسلامية المغربية، واستأنفت تكوين أول خلية لها في بيتي بزنقة حمزة الزيات رقم 4 بالدار البيضاء سنة 1969، وركزت أول الأمر على شباب بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين، منهم الأخ الشفشاوني والأخ اليازغي والأخ سعيد أصواب رحمه الله، وليس فيهم رجل مسن غير الأخ عبد اللطيف عدنان رحمه الله، والأخ محمد العبدلاوي المدغري رحمه الله، وكلاهما أكبر مني بحوالي سنتين، ركزنا في دعوتنا الأولى على استقطاب شباب من الأحياء المهمشة والهشة، فنشأت بذلك قاعدة تنظيمية عريضة قبل أن تنشأ قيادة جماعية رشيدة، واضطررت إلى محاولة تكوين قياديين لذلك الجمهور العريض المتوفر لدينا، فكان اللجوء إلى استقطاب المعلمين لعلنا نجد من بينهم من يكون أهلا للمساهمة في التربية والتوعية، إلا أن جمهور رجال التعليم حينئذ كان موزعا بين طوائف الأحزاب السياسية اليمينية واليسارية، ومع ذلك فقد عملت بالقول المأثور “ما لا يدرك كله لا يترك بعضه أو جله.
حينئذ أخذت أبحث أثناء زياراتي للمدارس عن المدرسين الأقرب إلى الالتزام الديني فأتقرب إليهم بالإحسان والكلمة الطيبة والمساعدة على حل بعض المشاكل التي تعترضهم، واخترت منهم من يساهم في رعاية الشباب وتدريسهم وتربيتهم مرة كل أسبوع.
وفي إحدى الجلسات الداخلية لسنة 1972 أثناء استعراض المرشحين لدعوتنا اقترح الأخ الشيخ محمد العبدلاوي رحمه الله مجموعة من المعلمين في حي بورنازيل من أصول بشمال المغرب منهم الإخوة التايدي والحداد وشبابو، واقترح الشيخ عبد اللطيف عدنان رحمه الله معلما لم تسبق لي معرفة به إلا من خلال ما أعلمه بحكم عملي عن وظيفته في إحدى إعداديات الدار البيضاء، وما سمعته عن نشاط له في جمعية “لاميج” التي تنظم مخيمات صيفية في الأطلس هو الأخ إبراهيم كمال رحمه الله، واقترح آخرون مجموعة من معلمي مدارس ابتدائية في عين الشق يتحلقون في المسجد حول الفقيه الشيخ محمد المذكوري كنوني، هذه المجموعة كان منها الأخ القاضي برهون، والأخ محمد زحل رحمه الله والأخ العياشي المنصورى رحمه الله والأخ محمد الراجي.