Home / عاجل / مصطلحات عربية تهم كل مسلم

مصطلحات عربية تهم كل مسلم

مصطلحات عربية

تهم كل مسلم

 

أَلِهَ ، عبد ، حمد ، غَفَرَ ، قرأ ، جهد ، شهد ، سلم ، وكل

 

أَلِهَ

        الإِلَهُ: اللَّهُ عزّ وجَلّ؛ وكلّ ما اتُّخذ من دونه معبوداً عند متخذه، والجمع آلهة.

        قال ابن الأثير: أصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تحيّر، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصرف همه إليه، أبغضَ الناسَ حتّى لايميلَ قلبُه إلى أحد.

        قال الأزهري: ولايكون إلهاً حتى يكونَ معبوداً، وحتى يكون لعابده خالقاً ورازقاً ومدبِّراً، وعليه مقتدراً ، فمن لم يكنْ كذلك فليس بإلهٍ وإنْ عُبِدَ ظُلماً، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّدُ. وأصلُ “إله”: وِلاهٌ، فقُلِبَتِ: الواو همزة كما قالوا للوشاح إشاح وللوجاح إجاح، وهو السِّتْرُ. ومعنى “ولاه” أن الخلق يَوْلَهون إليه في حوائجهم، ويضرعون إليه فيما يصبيهم، ويفزعون إليه في كل ما ينوبهم، كما يَوْلَهُ كلّ طفل إلى أمّه.

        ويُقال: إِلَهٌ بَيِّنُ الإلهةِ والأُلْهانيّة.

        ولفظ الجلالة “الله” أصله: إلاهٌ ، على وزن فِعال بمعنى مفعول لأنّه مَأْلوهٌ أي مَعْبود، فلما أُدخلت عليه الألف والّلام حُذِفَت الهمزة تخفيفاً في الكلام.

        واسم اللهِ تعالى مختصٌّ به تقدّستْ أسماؤه.

        والتّأَلُّه: التّنَسُّك والتَّعَبُّد. والتّأْليه: التَّعْبيد.

        اللّهُمَّ: بمعنى يا الله، والميم في آخر كلمة “اللّهمّ” هي بمنزلة “يا” (أداة النداء) في أول كلمة “الله” تبارك اسمه.

عبد

        العَبْدُ: الإنسان، حُرَّاً كان أو رَقيقاً، يُذهَب بذلك إلى أنه مربوب لباريه عزَّ وجلَّ.

        والعبد المملوك خلاف الحرّ؛ قال سيبويه: هو في الأصل صفة، قالوا: رجلٌ عبدٌ، ولكنه استُعمل استعمال الأسماء، والجمع أَعْبُدٌ وعِبيدٌ وهو جمع عزيز، وعِبادٌ وعُبُدٌ. ومن الجمع أيضاً: عِبدانٌ.

        وعُبْدانٌ وعِبِدَّانٌ، وأَعابِدٌ جمع أَعْبُدٍ.

        ويُقال: فُلان عبدٌ بَيِّنُ العُبودةِ والعُبُوديَّة والعَبْدِيَّة؛ وأصل العبودية الخُضوعُ والتَّذَلُّلُ.

        قال الأزهري: اجتمع العامّة على تفرقة ما بين عباد الله والمماليك فقالوا: هذا عبد من عباد الله، وهؤلاء عبيدٌ مماليك.

        والعابِد: المُوَحِّدُ.

        قال الزَّجَّاج في قوله تعالى: )وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدونِ( المعنى: ما خلقتُهُم إلاَّ لأدعوهم إلى عِبادتي وأنا مريد للعِبادة منهم.

        العِبْدَلُ: العبد، ولامُهُ زائدة.

وَتَعَبَّدَ الرَّجُلَ وعَبَّدَهُ وأَعْبَدَهُ: صَيَّرَهُ كالعَبْدِ، وتَعَبَّدَ اللهُ العَبْدَ بالطاعة أي اسْتَعْبَدَهُ.

        وعَبَّدَهُ واعْتَبَدَهُ واسْتَعْبَدَهُ: اتَّخَذَهُ عَبْداً.

        وعَبَدَ اللهَ يَعْبُدُهُ عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تَأَلَّهَ لَهُ؛ ورجُلٌ عابِدٌ من قومٍ عَبَدَةٍ وعُبُدٍ.

        والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ. والعِبادة: الطَّاعَة.

قوله تعالى: )إِيَّاكَ نَعْبُدُ( أي نطيع الطاعةَ التي نخضع معها، وقيل: إِياكَ نُوَحِّد.

        قال الزجَّاج: ومعنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، ومنها طريق مُعَبَّدٌ إذا كان مُذَلَّلاً بِكَثرة الوَطْءِ.

        و)عَبَدَ الطاغوتِ( أي: من أطاع الطاغوت.

        وقوله تعالى: )وقَوْمُهُما لنا عابِدون(: أي دائنون، وكل من دان لِمَلِكٍ فهو عابد له.

        وقيل: عَبِدَ عَبَدَاً فهو عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، والإسم: العَبَدَة. والعَبَدُ: طولُ الغَضَب.

        وأَعْبَدُوا بِهِ: اجتمعوا عليه يضربونه.

        عَبِدَ بِهِ: لَزِمَهُ فَلَمْ يُفارِقْهُ.

        والعَبَدَةُ: البَقاءُ، يُقال: ليس لِثوبِكَ عَبَدَةٌ، أي بقاء وقُوَّة.

        العَبْدُ: نبات طيِّب الرَّائحة.

        العبادِلَة: هم عبد الله بن عبَّاس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين.

حمد

        الحمدُ نَقيضُ الذَّمِّ؛ ويقال: حَمَدْتُهُ على فِعلِه، ومنه المَحْمَدة خِلافُ المَذَمَّة. والحمد لله: الشُّكْر لله.

        الشكر لا يكون إلاَّ ثَناءً لِيَدٍ أوليتَها، والحمدُ قد يكون شكراً للصَّنيعة ويكون ابتداءً للثناء على الرجل. فَحَمْدُ اللهِ: الثَّناءُ عليه، ويكون شكراً لِنِعَمِهِ التي شملتِ الكُلَّ. والحمد أعمُّ من الشُّكر.

        وقد حَمِدَهُ حَمْدَاً ومَحْمَداً ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً (نادرة).

        والحميد: من صفات الله تعالى وتقدَّس بِمعنى المحمود على كل حال. والحمد رأس الشكر، لأن فيه إظهار النعمة والإشادة فيها، فهو شكر وزيادة.

        وفي حديث الدعاء: “سبحانك اللهمَّ وبحمدكَ”، أي وبحمدك أبتدأ، وقيل: وبحمدك سَبَّحْتُ، وقد تُحْذَفُ الواو في (وبحمدك) وتكون الواو للتسبّب أو للملابسة أي التسبيح مسبب بالحمد أو ملابس له.

        قال سيبوبه: حَمِدَهُ جَزاهُ وقَضى حَقَّه، وأَحَمدَهُ استبان أنَّه مستحِقٌّ للحمد.

        والتحميد: حمدُكَ لله عزّ وجلّ مرّة بعد مرّة.

        قال الأزهري: التَّحميد كثرة حمدِ الله سبحانه بالمحامد الحسنة، والتحميد أبلغ من الحمد.

        وقول القائل: أحمدُ اللهَ إليكَ: أي أحمد معك اللهَ. وقوله صلى الله عليه وسلم: “لواء الحمدِ بيدي يومَ القيامة” يريد صلى الله عليه وسلم انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق. و”المقام المحمود”: الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإراحة من طول الوقوف. واسم “محمد” صلى الله عليه وسلم من كَثُرَتْ خصالُه المحمودة.

غَفَرَ

الغَفُورُ الغَفَّارُ جَلَّ ثَناؤهُ، وهُما من أبنية المبالغة، ومعناهما الساتِر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. يُقال: اللهُمَّ اغُفِرْ لنا مَغْفِرَةً وغُفْراً وغُفْراناً، وإنَّكَ أنتَ الغَفورُ الغَفَّارُ يا أهلَ المَغْفِرَة.

        وأصل الغَفْرِ التَّغْطِيَةُ والسَّتْرُ. غَفَرَ اللهُ ذنوبَه: أي سَتَرها؛ والغَفْرُ: الغُفْران.

        وفي الحديث: كان صلى الله عليه وسلم إذا خرجَ من الخلاءِ قال: “غُفْرانَكَ”، والغُفران: مصدرٌ، وهو منصوب بإضمار الفِعل “أطلُب”، وفي تخصيصه بذلك قولان ننذكر أحدهما وهو: التوبة من تقصيره في شكر النِّعَم التي أنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، فلجأً إلى الاستغفار من التقصيرِ وتركِ الاستغفار من ذكر الله مُدَّةَ لَبثِه على الخلاء، فإنه كان لا يترك ذكرَ اللهِ بلسانه وقلبه إلا عند قضاء الحاجة، فكأنّه رأى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار.

        وقد غَفَرَهُ يَغْفِرُهُ غَفْراً: سَتَرَه، وكلّ شيءٍ سَتَرتَه فقد غَفَرْتَه. ومنه قيل للذي يكون تحتَ بيضة الحديد على الرأس: مِغْفَرٌ.

        قال ابن سيده: غفرَ المتاعَ في الوعاء يغفِرُه غَفرْراً وأَغْفَرَهُ أدخلَهُ وسَتَرَه وأَوْعاه.

        والغَفْرُ والمَغْفِرَة: التَغطية على الذنوب والعفو عنها. وقد غَفَرَ ذنبَه يَغْفِرُهُ غَفْراً وغِفْرَةً حسَنَةً؛ وغُفْراناً ومَغْفِرَةً وغُفُوراً.

        واستَغَفَرَ اللهَ من ذنبه، ولذنبه بمعنى، فغفرَ له ذنبَه مغفرَةً وغُفراً وغُفراناً.

        وتَغافَرا: دعا كلُّ واحدٍ منهما لصاحبه بالمغفرة.

        وامرأة غَفورٌ، بغير هاء.

        والغُفْرةُ: ما يُغَطَّى به الشيءُ. وَغَفَرَ الأمر بِغُفْرَتِهِ وغَفِيرَتِهِ: أصلحه بما ينبغي أن يُصلَحَ به.

        وقومٌ ما عندَهم عذيرة ولا غَفيرة: أي لا يعذُرون ولا يغفِرونَ ذنْباً لأَحَدٍ.

        والمِغْفَرُ والمِغْفَرَةُ والغِفارة: زَرَدٌ يُنْسَجُ من الدُّروعِ علي قدر الرأس يُلبَس تحت القُلُنْسُوَة.

        والغَفَرُ والغُفارُ والغَفيرُ: شَعر العُنُق واللَّحْيَيْنِ والجبهة والقفا. وغَفَرُ الجسَدِ وغُفارُهُ: شَعُرُهُ.

        وجاءَ القومُ جَمَّاً غَفيراً، وجُمَّاءَ غَفيراً، وجَمَّ الغَفيرُ…: أي جاؤوا بجماعتهم، الشريفِ والوضيع، ولم يتخلّف أحدٌ وكانت فيهم كَثْرَةٌ. وفي حديث أبي ذرّ: قلتُ: يارسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبِضعة عشرَ، جَمَّاً غَفيراً.[1]

        وغَفَرَ المريضُ والجَريحُ يَغْفِرُ غَفْرَاً، وغُفِرَ، على صيغة المجهول، كلّ ذلك: نُكِسَ؛ وكذلك العاشِقُ إذا عاده عيدُه بعد السلوة؛ قال:

خَلِيلَيَّ! إنَّ الدَّارَ غَفْرٌ لِذي الهَوى–كَما يَغْفِرُ المَحْمومُ، أو صاحِبُ الكَلْمِ

        والمَغافِرُ والمَغافيرُ: صَمْغٌ شَبيهٌ بالنَّاطِفِ، واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر ومِغْفار ومِغْفير. وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي كان صلى الله عليه وسلم شَربَ عندَ حفصةَ عَسَلاً، فتَواصَيْنا -أي نساؤه- أن نقول له: أكَلْتَ مَغافيرَ، وله ريحٌ كريهةٌ منكَرةٌ… الحديث.

        وغُفَيْرٌ: اسمٌ، وبنو غافِر: بَطنٌ من بطون العرب، وبنو غِفار: مِن كنانة، رَهطُ أبي ذَرٍّ الغِفاري.

قرأ

القرآن: التنْزيل العزيز.

قَرَأَهُ يَقْرَؤُهُ ويَقْرُؤُهُ قَرْءً وقِراءةً وقُرْآناً فهو مَقْرُوءٌ.

قال أبو إسحاق النحوي: يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً وقرآناً وفرقاناً. ومعنى القرآن معنى الجمع، وسمِّي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمُّها. وقوله تعالى: )إِنَّا عَلَيْنا جَمْعَه وقُرْآنَهُ( أي جمعه وقراءته، )فإذا قَرَأْناه فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ( أي قراءته. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فإذا بيناه لك بالقراءة فاعملْ بما بيَّنَّاه لك.

        قال ابن الأثير: تكرر في الحديث ذكر القراءة والاقْتِراء والقارئ والقرآن، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعتَه فقد قَرَأْتَه. وسمي القرآن لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران. قال: وقد يطلق على الصلاة لأن فيها قراءة، تسمية للشيء ببعضه، وعلى القراءة نفسها، يقال: قَرَأَ يَقْرَأُ قِراءةً وقُرْآناً،والاقْتِراء: افتِعال من القراءة. قال: وقد تُحذَف الهمزة منه تخفيفاً، فيقال: قُرَان، وقَرَيْتُ، وقارٍ، ونحو ذلك من التصريف. وفي الحديث: “أكثر منافِقي أمَّتي قُرَّاؤها” أي أنهم يحفظون القرآن نفياً للتهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه. وكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة.

وقارَأَهُ مُقارَأَةً وقِراءً (بغير هاء): دارَسَه.

واسْتَقْرَأَهً: طلب إليه أن يقرأ.

القُرَّاءُ: يكون من القراءة جمع قارِئ. وجمع القُرَّاء: قُرَّاؤونَ وقَرائِئُ.

قال الفراء: يقال: رجل قُرَّاءٌ وامرأة قُرَّاءَةٌ.

وتَقَرَّأَ: تفقَّه وتنسّك. ويقال: قَرَأتُ أي صرت قارئاً ناسكاً.

وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤَاً، في هذا المعنى. ويقال: أقرأت في الشعر، وهذا الشعر على قرء هذا الشعر أي طريقته ومثاله.

جهد

الجَهْدُ والجُهْدُ: الطَّاقة. تقول: اجْهَدْ جَهْدَكَ؛ وقيل: الجَهْدُ المشقَّة.

قال الليث: الجَهْدُ ما جَهَدَ الإنسان من مرض أو أمر شاق فهو مجهود.

قال ابن الأثير: الجَهْدُ: المشقّة، وقيل: المبالغة والغاية، وبالضَّمِّ: الوُسْعُ والطَّاقة، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة.

وجَهَدَ يَجْتَهِدُ جَهْداً واجْتَهَدَ، كِلاهُما: جَدَّ.

وَجَهَدَ دابَّتَه جَهْداً وأَجْهَدَها: بلغ جَهدَها وحمل عليها في السير فوق طاقتها.

قال الأزهري: الجَهْدُ بلوغك غاية الأمر الذي لا تألو علىالجهد فيه؛ تقول: جَهَدتُ جَهْدي واجتَهَدتُ رأيي إذا بلغت مشقَّتَه، وأجهدتُه على أن يفعل كذا وكذا.

        وفي حديث الغُسْلِ: “إذا جلس بين شُعَبِها الأربعِ ثم جَهَدَها” أي دفعها وحفزها.

وَجَهَدَه المرضُ والتعبُ والحبُّ يَجْهَدُهُ جَهْداً: هَزَلَهُ.

والجُهْدُ: الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش. وفي التنْزيل العزيز: )والَّذينَ لا يَجِدونَ إلاَّ جُهْدَهُمْ( على هذا المعنى، وقُرِئَ: جَهْدَهُم. وقال الفرَّاء: الجهد في هذه الآية: الطاقة.

والجَهاد: الأرضُ المُسْتَوية.

والمجهود: المُشْتَهى من الطعام واللبن.

والاجتهاد والتجاهُد: بذل الوسع والمجهود، وهو افتِعال من الجهد.

وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدةً وجِهاداً: قاتله وجاهده في سبيل الله. وفي الحديث: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جِهادٌ ونِيَّة”.

الجِهاد: محاربة الأعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل، والمراد بالنية إخلاص العمل لله، أي أنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأنها قد صارت دار إسلام، وإنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار. والجهاد: المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أو اللسان أو ما أطاق من شيء.

قال ابن الأعرابي: الجهاض والجَهاد ثمر الأراك. وبنو جُهادَ: حَيٌّ، والله أعلم.

شهد

من أسماء الله عز وجل: الشهيد.

        قال أبو إسحاق: الشهيد من أسماء الله الأمين في شهادته. وقيل: الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء. وفَعيل من أبنية المبالغة في فاعل.

        قال ابن سيده: الشاهد العالم الذي يبيّن ما عَلِمَهُ، شَهِد شهادة.

        الشاهِد والجمع أشْهاد وشُهود، وشهيد والجمع شهداء. والشهْد: اسم للجمع عند سيبويه.

        وأشهدتُهم عليه واستشهده: سأله الشهادة. وفي التنزيل: )واسْتَشْهِدوا شَهِيدَيْنِ(.

        والشهادة خبر قاطع تقول منه: شهد الرجل على كذا. وقولهم: اشهَد بكذا، أي إحلِفْ.

        والتشهُّد في الصلاة: معروف. قال ابن سيده: والتشهّد قراءة التحيات لله، واشتقاقه من “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله” وهو تَفَعُّل من الشهادة. وفي حديث ابن مسعود: “كان صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن”، يريد تشهّد الصلاة، التحيات.

        وقال أبو بكر الأنباري في قول المؤذّن “أشهد أن لا إله إلا الله”: أعلم أن لا إله إلا الله، وأبيّن أن لا إله إلا الله. قال: وقوله “أشهد أن محمداً رسول الله”: أعلم وأبين أن محمداً رسول الله.

        وقول الله عز وجل: )شَهِدَ اللهُ أنه لا إله إلا هُوَ( قال أبو عبيدة: معنى شهد الله: قضى الله أنه لا إله إلا هو، وحقيقته عَلِمَ الله وبيَّن الله، لأن الشاهد هو العالم الذي يسّن ما علمه. فالله قد دلَّ على توحيده بجميع ما خلق، فبيّن أنه لايقدر أحد أن يُنْشِئ شيئاً واحداً مما أنشأ. وشَهِدَت الملائكةُ لِما عايَنَت من عظيم قُدْرَتِهِ، وشهد أولوا العلم بما ثبت عندهم وتبيّن من خلقه الذي لا يقدر عليه غيرُه.

قال أحمد بن يحيى: كل ما كان (شَهِدَ اللهُ) فإنه بمعنى عَلِمَ اللهُ.

        ومعنى قوله تعالى: )شاهِدينَ عَلى أنْفُسِهِم بالكُفْرِ( أنهم يؤمنون بأنبياء بشروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وحثّوا على اتباعه، ثم خالفوه فكذّبوه، فبيّنوا بذلك الكفرَ على أنفسهم وإن لم يقولوا نحن كفار.

        وشَهِدَ فلان على فلان بحقّ، فهو شاهد. وقوم شُهود أي حضور، وهو في الأصل مصدر، وشُهَّدٌ أيضاً، مثل راكِع ورُكَّع. وجمع الشَّهْد شُهود وأشهاد.

        وأصل الشهادة الإخبار بما شاهده، ومنه “يأتي قوم يشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدونَ”. والشاهد والشهيد: الحاضر، والجمع شهداء وشُهَّد وأشهاد وشُهود.

        وقوله تعالى: )وذلِكَ يَومٌ مَشْهُودٌ( أنه محضور، يحضره أهل السموات والأرض. ومثله: )إنَّ قرآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهوداً( يعني صلاة الفجر يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله تعالى: )أو ألْقى السَّمْعَ وهُوَ شَهيد( أي أحضر سمعَه وقلبُه شاهِدٌ لذلك غير غائب عنه.

        وقوله تعالى: )فشهادَةُ أحدِهم أربعُ شهاداتٍ باللهِ( والشهادة بمعنى اليمين ههنا. وقوله عز وجل: )إنَّا أرسلناكَ شاهِداً( أي على أمَّتِكَ بالإبلاغ والرسالة، وقيل: مُبَيِّناً. وقوله: )ونَزَعْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهيداً( أي اخترنا منها نبيَّاً، وكل نبي شهيدُ أمِّتِهِ.

        وقوله عز وجل: )فَمَن شَهِدَ منكمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ( معناه: من شهد منكم المِصْرَ (البلد) في الشهر لا يكون إلا ذلك، لأن الشهر يشهده كلُّ حَيٍّ فيه، والمعنى: فمن شهد منكم في الشهر أي كان حاضراً غير غائب في سفره.

        والشَّهادة والمشهَدُ: المجمع من الناس. والمَشهد: محضر الناس. ومَشاهِدُ مكَّة: المواطن التي يجتمعون بها. وقوله تعالى: )وشاهِدٍ ومَشهودٍ( الشاهد: النبي صلى الله عليه وسلم والمشهود: يوم القيامة.

        والشَّهيدُ: المقْتُول في سبيل الله، والجمع: شهداء. وفي الحديث: “أرواح الشهداء في حواصل طيرٍ خُضْرٍ تعلق من ورق الجنّة”. والاسم: الشهادة. واستُشهِد:قُتل شهيداً. وتشهَّدَ: طلب الشهادة. والشهيد: الحَيّ. عن النضر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُستَشهد: الحيُّ، أي هو عند ربّه حيّ. قال أبو منصور: أراه تأوّل قولَ الله عز وجل: )ولا تحْسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون( وقال ابن الأنباري: سمي الشهيد شهيداً لأن الله وملائكته شهود له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأنهم ممن يُستَشهد يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأمم الخالية. قال الله عز وجل: )لِتَكونوا شُهداء علىالناس ويكُونَ الرسولُ عليكم شهيداً(.

        والشهيد في الأصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتَّسع فيه فأُطلِق على من سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم من المبطون والغرق والحرق وصاحب الهدم وذات الجنب وغيرهم، وسمّي شهيداً لأن ملائكته شهود له بالجنة؛ وقيل: لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأنه يشهد ما أعدّ الله له من الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك. وهو فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأويل.

سلم

السَّلامُ والسَّلامَةُ: البَراءَة. وتَسَلَّمَ منْه: تَبَرَّأَ. وقال ابن الأعرابي: السَّلامةُ العافيةُ. وقوله تعالى: )وَإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً( معناه: تَسَلُّماً وبَراءةً، لا خَيْرَ بيننا وبينكم ولا شرَّ، وليس على السلام المُستَعمَل في التحية، لأن الآية مكّية،ولم يُؤمر المسلمون يومئذ أن يُسلِّموا على المشركين؛ هذا كله قول سيبويه. ومنهم من يقول: سلامٌ أي أمري وأمرك المبارأَةُ والمُتارَكة. وقال ابن عرفة: )قالوا سلاماً( أي قالوا قولاً يتسلَّمون فيه، ليس فيه تَعَدٍّ ولا مأْثم.

        والسلام:التحية. ويجوز أن يكون السلام جمعُ سلامة. والسِّلْمُ -بالكسر- السَّلام.

        وفي حديث التسليم: قل: “السلام عليك”، فإن “عليك السلامُ” تحية الموتى. قال ابن بري: هذه إشارة إلى ما جرت به عادتهم في المراثي، كانوا يقدِّمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله:

عليك سلامُ اللهِ، قيسَ بنَ عاصمٍ—ورحمتُهُ ما شاء أن يترحَّما

قال: إنما فعلوا ذلك لأن المُسَلِّمَ على القوم يتوقَّع الجوابَ وأن يُقال له: عليك السلام، فلما كان الميت لا يُتَوقَّع منه جوابٌ جعلوا السلام عليه كالجواب.

قال ابن منظور: والسُّنَّة لا تختلف في تحية الأموات والأحياء، ويشهد له الحديث الصحيح: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل القبور قال: سلامٌ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين.

        والتسليم مشتق من السَّلام، اسم الله تعالى، لسلامته من العيب والنقص والفناء. والسلام في الأصل: السلامة؛ يُقال: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً وسَلامَةً، ومنه قيل للجنة: دار السلام، لأنها دار السلامة من الآفات، وهي دار السلامة الدائمة التي لا تنقطع ولا تفنى، وهي دار السلامة من الموت والهرم والأسقام. وقيل: دار السلام الجنة لأنها دار الله عزّ وجلّ أُضيفت إليه تفخيماً لها. وتقول: سَلِمَ فلان من الآفات سلامَةً وسلَّمَهُ الله منها. وسَلِمَ من الأمر سَلامةً: نجا. وقوله: عز وجل: )والسلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى( معناه: أنّ من اتبع هدى الله سَلِمَ من عَذابه وسَخَطِهِ.

        و السلام: الاسم من التسليم. والسِّلْمُ: المُسالِم؛ تقول: أنا سِلْمٌ لِمن سالَمَني. وقوم سِلْمٌ وسَلْمٌ: مُسالِمون، وتَسالَموا: تَصالَحوا.

        والسَّلَمُ: الاسْتِسْلام. والتَّسالُم: التَّصالُح. والمُسالَمَة: المُصالَحة. وقوله تعالى: )وَأَلْقَوْا إلَيْكُمُ السَّلَمَ(: أي: الانقِياد.

        والإسلام من الشريعة: إظهار الخضوع وإظهار الشريعة والتزام ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يُحْقَنُ الدَّمُ ويُسْتَدْفَعُ المَكْروه.

        وقال أبو بكر محمد بن بشار: يُقال: فلان مسلم، وفيه قولان: أحدهما هو المستسلِم لأمر الله، والثاني هو المخلِص لله بالعبادة، من قولهم: سلم الشيء لفُلان أي خلصه، وسَلِمَ له الشيءَ أي خلَصَ له. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده. قال الأزهري: فمعناه أنه دخل في باب السلامة حتى يسلَم المؤمنون من بَوائقِه. وفي الحديث: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسْلِمْه. قال ابن الأثير: يقال أسلَمَ فُلانٌ فُلاناً إذا ألقاه في الهلكة ولم يَحْمِهِ من عدوِّه، وهو عام في كل من أسلم إلى شيء، لكن دخله التخْصيصُ وغَلَبَ عليه الإلقاءُ في الهلكة.

        وأما قوله تعالى: )قالتِ الأعرابُ آمَنَّا قلْ لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قُولوا آمنَّا( قال الأزهري: فإن هذا يحتاج الناس إلى تفهُّمِه ليعلموا أين ينفصل المؤمن من امسلم وأين يستويان؛ فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدُنا محمد e، وبه يُحقَن الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته. فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدِّق، فذلك الذي يقول أسلمت، لأنَ الإيمان لايدَّ من أن يكون صاحبه صدِّيقاً، لأن الإيمان التصديق. قالمؤمن مبطِن من التصديق مثلما يظهر، والمسلم التامّ الإسلام مُظهِر للطاعة مؤمن بها، والمسلم الذي أظهر الإسلام تعوُّذاً غير مؤمن في الحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلم. قال: وإنما قلتُ إن المؤمن معناه التصديق لأن الإيمان مأخوذ من الأمانة، لأن الله تولّى عِلْمَ السرائر وثبات العقْد، وجعل ذلك أمانة ائتمن كلّ مسلم على تلك الأمانة. فمن صدَّق بقلبه ما أظهره لسانُه فقد أدَّى الأمانة واستوجب كريم المآب إذا مات عليه، ومن كان قلبه على خلاف ما أظهر بلسانه فقد حمل وِزْرِ الخِيانة والله حسبه…

        والتسليم: بَذْلُ الرضا بالحُكْمِ.

وكل

في أسماء الله تعالى الوكيل: هو المقيم الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته أنه يستقلُّبأمر الموكول إليه.

        قوله تعالى: {أَلاَّ تَتَّخِذوا مِنْ دُوني وَكيلاً} أي ربَّاً أو كافياً.

        والوكيل أيضاً: الحافظ، الكفيل بأرزاق العباد. وقوله {حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَكيلُ} يعني: هو الله كافِينا ونِعْمَ الكافي.

        المُتَوَكِّل على الله: الَّذي يعلم أن الله كافِلٌ رِزْقَه وأمرَه، فَيَرْكَنَ إليه وحدَه، ولا يتوكّل على غيره.

        قال ابن سيده: وكَلَ بِاللهِ وَتَوَكَّلَ عليه واتَّكَلَ: استسْلَمَ إليه. يُقال: توكَّل بالأمر إذا ضَمِنَ       القِيامَ به. ووَكَلْتُ أمري إلى فُلان أي ألْجَأْتُهُ إليه واعتمدت فيه عليه. ووَكَّلَ فُلانٌ فُلاناً إذا اسْتَكْفاهُ أمرَه ثِقَةً بِكِفايَتِهِ أو عَجْزاً عن القيام بأمر نفسه, ووَكَلَ إليه الأمر: سَلَّمَهُ.

        ووَكَلَهُ إلى رأيِه وَكْلاً ووُكُولاً: تَرَكَهُ.

        ورَجُلٌ وَكَلٌ (بالتحريك)، ووُكَلَةٌ وتُكَلَةٌ ومُواكِلٌ: عاجِزٌ، كَثير الاتِّكال على غيره. ورجل وَكَلٌ: إذا كان ضعيفاً ليس بِنافِذ. ويُقال: رجُل فيه وَكالٌ: أي بُطءٌ وبَلادَة.

        الوَكلُ والوَكِلُ: البليد والجبان، وقيل: العاجز الذي يَكِلُ أمره إلى غيره.

        وواكَلْتُ فُلانٌ مُواكَلَةً: إذا اتَّكَلتَ عليه واتَّكَلَ هو عليك. والوَكالُ: هو الضَّعْفُ.

        يُقال: اسْتَعَنْتُ القَوْمَ فَتَواكَلوا، أي وَكَلَني بعضُهُم إلى بعض.

        ووَكيل الرجُلِ: الذي يقوم بأمره؛ سُمِّيَ وَكيلاً لأنَّ مُوَكِّلَه قد وَكَلَ إليه القيامَ بأمره، فهو مَوْكُولٌ إليه الأمر.

        وفي الحديث: “اللَّهُمَّ لا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةً عَين..”.

        التَّوَكُّل: إظْهارُ العَجْزِ والاعتماد على غيرك؛ والاسم: التُّكْلان.

        وقول الشاعر:

كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةُ ناصِبِ

أي دَعيني.

المصدر: لسان العرب بتصرف

 

[1] رواه أحمد في مسنده رقم 21535 طبعة المكتب الإسلامي 1413هـ

 

About habib

Check Also

كعب بن مالك .. درس في الانتماء

كعب بن مالك .. درس في الانتماء     للشيخ رفـــــــــاعي ســـــــــــرور رحمه الله   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *