الردّ على عبد الآخر حماد،
والشيخ عبد المقصود..
الدكتور طارق عبد الحليم
نشر الشيخ عبد المقصود مقالا طويلا لعبد الآخر حماد، شيخ مصري، واضح تبنيه لما ورد فيه، ومباركته له، وموافقته على استعانة حماس وموالاتها لرافضة الفرس الإيرانيين، رغم جرائمهم التي لا حد لها في وسطنا السنيّ!
ورغم احترامي، بل وتقديري للأخ محمد عبد المقصود، من حيث أعلم أنه صاحب علم ومتقن لعلمه ذاك، إلا أنني أعلم على وجه اليقين، أن حكمه في النواحي العملية والسياسية مطعون فيه، بل متروك، لما كان من قبل من مناصرته للمجلس العسكري، وما دار بيني وبينه وقتها، وما نشرته بتفصيل في مقال “عون المعبود في الرد على محمد عبد المقصود”، وليس هنا موضعه على كل حال! وقد رجع الشيخ عن قوله فجزاه الله خيراً.
——————
أما عن مقال عبد الآخر حماد، فأقول:
1. قد بنى الرجل بنيانه على جرفٍ هار، فبدأه في النقطة الأولى، بافتراض أن الروافض أهل بدعة، مثل بدعة التسبيح أو عيد الميلاد! يمكن أن يستعين بهم المسلم في حربه على أهل الكتاب الكفرة! وهذا الفرض الخاطئ في حد ذاته يهدم كل ما جاء بعده!
فعبد الآخر، وعبد المقصود معه، لابد أن يتحققا بمعرفة أن الروافض “كفرة” زنادقة، ليسوا من ديننا في شيء. لا نقول سنة وشيعة، بل نقول “كفار ومسلمون”! لا غير. ولا أريد هنا إثبات ذلك، فليرجع أيهما إلى ما نشرت بالأمس من كفر الروافض، وهو موجود في كافة كتب السنة وتاريخ الإسلام.
2. أما عن قول عبد الآخر ومن ورائه الشيخ محمد عبد المقصود، عن جواز الاستعانة بالمشرك، فالبحث الذي قدمه هزيلا في هذا الباب!
نقل عن المجموع وغيره قول “جواز الاستعانة بالمشركين إذا دعت حاجة الجهاد إلى ذلك ،وكانوا مأمومنين حسني الرأي في المسلمين”!
فما بالك يا رجل تقفز من فوق النصّ، وتتجاوزه إلى غيره، كأنه نص في مناط الاستعانة بالروافض!
هل روافض إيران “مأمومنين حسني الرأي في المسلمين”!!
عجيب ورب الكعبة “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”!
ألا تروا ما يحدث في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، من قتل للسنة، وتهجير وقصف، بلا حدود!؟
هل فعل الصها$ ربع ما فعل الروافض في أربع عواصم عربية، على مدى عشرين عاما لا غير!
ما هذا التدليس والتزييف!؟
2. ثم ما هذا الدليل الذي يسوقه الكثير عن “استعانة رسول الله بصفوان بن أمية في أمر استعارة درع منه!؟
أهذا قياس يصح في عقول العقلاء!؟
هل خضع رسول الله لصفوان في قراراته، وراح يمدحه ويصف قومه بأنهم مسلمون مجاهدون شهداء، من أجل الدرع؟!
ما هذا الخبال يا عبد الآخر!؟
وهل منعنا أن تأخذ حماس أو غيرها سلاحا من كفار بشرط ألا يخضع قرارها بعد، لرأيهم، وألا يمتدحونهم ويدلسون على العامة بصحة دينهم وتوجههم؟
ماذا لو حصل ثوار سوريا على سلاح من أمريكا، وخرج رأسهم يمدح النصارى ويصفهم بأنهم أهل الحق والصدق، وأنهم رؤوس الحرية ومعيني الجهاد في العالم! أيحل هذا في اجتهادك، وأنهم أبطال تحرير القدس؟ أكان يحل للقا* عدة في أفغانستان أن تمدح أمريكا، وتعلنها موئلا للجها.د ودرعا للمجا.هدين في الثمانينيات، حين تلقوا أسلحة غربية لقتال الروس!؟
3. يقول عبد الآخر، متمسكا بوهمه “فكيف بأهل البدع الذين هم في الجملة أقرب إلينا من المشركين؟”.
لا والله بل هم هم المشركون! ولكنك متحير في عقيدتك!
4. ويواصل عبد الآخر، ومن ورائه عبد المقصود، تخرصاته على الفقه وأوهامه في السنة، فيقول “لإنه يمكن والله أعلم أن نتعاون مع طائفة من الكفار ، لكي نتخلص من طائفة أخرى هم أشد ضرراً على الإسلام والمسلمين ،بشرط أن لا يُفرِّط المسلمون في دينهم ولا يبدو منهم الرضا بالكفر”!
وهل ضرر الصها& على منطقة الإسلام في شرقنا أكبر من خطر الروافض الذين دمروا أربعة دول بكاملها، واستولوا على مساحة أكثر من 3 ملايين كم مربع، بينما الصها% يحتلون 30 ألف كم مربعا!
ما هذا الخبال يا عبد الآخر!؟
ألا ترى ما يحدث في عالمنا السني؟
ألا تقرأ أخباراً عن التوغل الرافضي وقتل أهل السنة في بلاد المسلمين، حتى كادت الصبغة العامة لبلادنا تتشح بسوادهم، لعنة الله عليهم!
5. ثم الطامة في استشهاد عبد الآخر بإعانة نور الدين زنكي للعبيديين ضد الصليبيين، وهو من المغالطة، فقد كان ذلك بابا للأيوبيين لفتح مصر واستيلائهم عليها من العبيديين الكفرة! والتاريخ شاهد على ذلك، وهو ما حدث بالفعل، حيث قضوا على حكمهم هناك!
6. ثم استشهاده المغلوط، المبني على أوهامه في اعتبار العبيديين الروافض أهل بدعة غير مكفرة، بقتال السنة تحت راية المماليك، وبالجهاد الأفغاني المتدثر بالحنفية الماتريدية، وأينها يا عبد الآخر من الرافضية الكفرية، لا ابتلانا الله بدائك!
المقال كله مغالطات شاذة مغرضة، لا تؤدي إلا إلى موالاة الكفار، صريحي الكفر من روافض الفرس، رغم اجتياحهم للعالم السني، وقتلهم المسلمين، وكأن ذلك يحدث في عالمٍ مواز، لا في سوريا واليمن والعراق ولبنان!