الشيخ عاصم عبد الماجد

أما كيف خرجنا من الظلمة
فبعد فضل الله تعالى كان الاقتراب من الصالحين الذين كانوا في هذا الوقت ندرة نادرة.

فقد تعرفت على بعض أعضاء الجماعة الدينية بجامعة أسيوط وبكلية الهندسة على وجه الخصوص.
وعلى رأسهم يأتي توأم الروح الأخ طارق على إبراهيم. تزاملنا في قسم الهندسة الميكانيكية فكان في مجمله ببشاشته وذكائه وسمو أخلاقه وطيبة قلبه وحسن حديثه دعوة إلى الله رغم أني ما سمعته مع طول الصحبة يلقى موعظة قط.

كان يردد كثيرا على مسامعي (خسارة.. الحلو ما يكملش) ليحثني كي أنهض وآخذ الطريق إلى الله وليت شعري أي حلو رآه وقتها ! ولكنها مهارة تأليف القلوب التي لم أتعلمها منه للأسف.

كان هو مدخلي للتعرف على الجماعة الدينية بالكلية وحضرت لقاء لهم أو لقائين بأحد مدرجات الكلية كدت أهرب أثناء اللقاء الأول حينما صعد المنصة طالب ملتح يفترض أنه سيكون مهندسا فرسم بالطبشور على السبور العريض لسانا طويلا وبدأ يشرح لنا مخارج الحروف.
لا زلت إلى يوم الناس هذا أتساءل هل هناك حروف جديدة غير تلك التي تعلمناها بعد ولادتنا بأشهر وظلت ألسنتنا تتدرب عليها سنوات وسنوات حتى استقامت وصرنا نتكلم العربية كأهلها بل نحن بالفعل أهلها !!

وإذا اعوج لسان بعضنا بحرف أو حرفين أليس من السهل الميسور أن نصحح له ذلك فقط دون أن نصعب الأمر عليه بكلام عن طرف اللسان ووسطه وحافته وأقصى الحلق وأطراف الثنايا العليا واصولها !!

خرجت بانطباع سلبي عن هؤلاء القوم
لكن طارق شيء آخر
هكذا بدا لي

في لقاء ثان (وربما في نفس اللقاء) تكلم شيخ معمم تجاوز السبعين فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) ثم راح يورد تكملة الحديث برواياته المتعددة ويشرحه. أعجبني كلامه وحفظت رواياته وكنت كلما ذكرت هذا الحديث في خطبة أو عظة تمثلت الشيخ أمامي وهو يتلوه.
إنه الشيخ (السويفي) الدرعمي الحنفي المذهب عالم أسيوط ومفتيها الأشهر. وله قصة بل قصص تأتي إن شاء الله.

وعن طريق الأخ طارق تعرفت على مجموعة شباب الإخوان داخل الجماعة الدينية بالجامعة وعلى رأسهم الأخ أسامة سيد أمير الجماعة وقتها. وكانوا قلة من العدد شديدي الهدوء غالبهم من أبناء قدامى الإخوان.
وعن طريقه تعرفت على مجموعة شباب أكثر نشاطا وحيوية داخل الجماعة أيضا منهم الأخ ناجح إبراهيم الذي طلب مني المشاركة في نشر أحاديث رسول الله بكتابتها على لوحات تعلق في الجامعة ومدينتها. هكذا وأنا الذي إذا صليت يوما تكاسلت أسبوعا !! ويالجمال ما فعل.

وتعرفت أيضا على ابن مدينتي المنيا الأخ أسامة حافظ في ثوبه الجديد فأنا أعرفه معرفة سطحية إذ التقينا مرات قليلة ربما في نادي منظمة الشباب الاشتراكي وخضت ضده معركتين حول رقعة الشطرنج هزمني فيهما ولكنني ظللت معتقدا أنني أمهر منه وأنه خطف المعركتين خطفا !! وهاأنذا اليوم أعرفه كأحد أنشط أعضاء الجماعة الدينية بالجامعة.

وتعرفت على الأخ محمد أحمد علي عندما شاركت في مسابقة عقدها اتحاد طلاب المدينة الجامعية فشاركت وفزت بكتاب إسلامي وكانت مشاركتي بلوحات كاريكاتورية. فقد أخذ قلمي عن والدي رحمه الله وغفر له بعضا من إتقانه في الرسم.

وتعرفت على الأخ حمدي عبد الرحمن والأخ صلاح هاشم وكدت أدخل أنا وعصام دربالة معه ومع الجماعة الدينية في صدام لولا تدخل أخي طارق

ثم جاء وقت الترشح لانتخابات اتحاد طلاب الجامعة فتسارعت وتيرة الاتصالات بين الكيان الناصري والكيان الإسلامي بكلية الهندسة.

تراني أطلت بلا فائدة !!
لا وإنما حكيت لك بهدوء الحالة السياسية والاجتماعية والدينية في مصر أيامنا ثم عرفتك على بعض أقطاب العمل الإسلامي الذين سيشاركون ‘بعد قليل- في تغيير وجه مصر.

(يتبع إن شاء الله)