الرئيسية / عاجل / عودة اليهود إلى مسكنهم الأصلي

عودة اليهود إلى مسكنهم الأصلي

**الحل العبقري للقضية الفلسطينية: عودة اليهود إلى جمهورية اليهود التاريخية في بيروبيدجان**

في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي استمر لعقود، تطرح السيدة ميشيل رينوف، الناشطة البريطانية، حلاً غير تقليدي يعيد النظر في جذور القضية ويقدم منظوراً جديداً لحل النزاع. تقترح رينوف أن يعود اليهود إلى وطنهم التاريخي الأول، وهو جمهورية اليهود في بيروبيدجان (Birobidzhan)، الواقعة في جنوب شرق روسيا، بينما تعود فلسطين بأكملها إلى الشعب الفلسطيني، سكانها الأصليين.

### **ما هي جمهورية اليهود في بيروبيدجان؟**

بيروبيدجان هي منطقة حكم ذاتي يهودي تأسست عام 1928 بدعم من الحكومة السوفيتية، وتم الاعتراف بها رسمياً كجمهورية يهودية عام 1934. تقع هذه المنطقة في أقصى شرق روسيا، بالقرب من الحدود الصينية، وتبلغ مساحتها ما يعادل مساحة سويسرا تقريباً. كانت بيروبيدجان بمثابة وطن لليهود الذين أرادوا العيش في مجتمع يتمتع بالحكم الذاتي والثقافة اليهودية، دون الحاجة إلى الهجرة إلى فلسطين.

 **لماذا لا يُعرف الكثير عن بيروبيدجان؟**

تشير رينوف إلى أن الصهيونية العالمية، خاصة بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، عملت على إخفاء وجود هذه الجمهورية اليهودية. وترى أن إسرائيل لم تكن لتسمح بظهور بديل وطني لليهود خارج فلسطين، خاصة وأن بيروبيدجان تمثل نموذجاً لوجود يهودي مستقل دون الحاجة إلى استعمار أراضي الآخرين أو تشريد الشعوب الأصلية.

 **الحجج التاريخية التي تقدمها رينوف**

1. **البديل التاريخي للصهيونية**: تؤكد رينوف أن بيروبيدجان كانت حلاً سلمياً وبديلاً قابلاً للتطبيق للصهيونية، حيث تم تأسيسها دون حروب أو نزاعات مع السكان المحليين. وكان بإمكان اليهود العيش هناك بسلام، مع الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم (اليديشية).

2. **دعم يهود العالم**: تشير رينوف إلى أن تأسيس بيروبيدجان حظي بدعم من يهود أمريكا، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل ألبرت أينشتاين والكاتب غولدبرغ. وكانت الفكرة تتمثل في إنشاء وطن لليهود دون الحاجة إلى التسبب في نزاعات مع العرب الفلسطينيين.

3. **انخفاض الكثافة السكانية**: تتمتع بيروبيدجان بمساحة شاسعة وكثافة سكانية منخفضة (14 نسمة لكل ميل مربع)، مما يجعلها قادرة على استيعاب المزيد من السكان، على عكس الكثافة السكانية العالية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

4. **الاستقلال الثقافي**: في بيروبيدجان، يتمتع اليهود بحرية ممارسة ثقافتهم ولغتهم اليديشية، وهي لغة يهود أوروبا، دون أي مظاهر لمعاداة السامية.

### **ردود الفعل على اقتراح رينوف**

واجهت رينوف انتقادات من قبل الصهاينة، الذين وصفوها بأنها من “منكري الهولوكوست”، وذلك بسبب تشكيكها في الرواية الصهيونية التي تبرر وجود إسرائيل كوطن لليهود بعد الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، ترفض رينوف هذه الاتهامات وتؤكد أن هدفها هو إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون إلحاق الظلم بأي من الطرفين.

كيف يمكن تطبيق هذا الحل؟**

تقترح رينوف أن تقوم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 191 دولة، بدعم هذا الحل والترويج له. وتؤكد أن عودة اليهود إلى بيروبيدجان لن تكون مصحوبة بأي اتهامات بمعاداة السامية، حيث أن هذه الجمهورية موجودة بالفعل وتتمتع بحكم ذاتي يهودي.

التحديات المستقبلية**

رغم أن اقتراح رينوف يبدو منطقياً من الناحية التاريخية والجغرافية، إلا أن تطبيقه يواجه تحديات كبيرة، أهمها:

1. **الرفض الإسرائيلي**: من المستبعد أن توافق إسرائيل على التخلي عن أراضيها والانتقال إلى بيروبيدجان، خاصة بعد عقود من الاستيطان والاستثمار في فلسطين.

2. **الوعي العالمي**: يحتاج هذا الحل إلى حملة توعية عالمية لإبراز وجود بيروبيدجان كبديل وطني لليهود، وهو ما تعمل عليه رينوف من خلال محاضراتها ونشاطاتها.

3. **الوضع الحالي لبيروبيدجان**: بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، تراجعت أهمية بيروبيدجان كمركز لليهود، وأصبحت مجرد منطقة حكم ذاتي ضمن روسيا الاتحادية.

 **الخلاصة**

اقتراح السيدة ميشيل رينوف يقدم منظوراً جديداً ومثيراً للجدل للقضية الفلسطينية، يعتمد على العودة إلى الجذور التاريخية لليهود وإيجاد حل سلمي دون الحاجة إلى تشريد الشعوب. ورغم التحديات التي تواجه هذا الحل، إلا أنه يبقى أحد الحلول التي تستحق النقاش والدراسة، خاصة في ظل استمرار الصراع وعدم وجود حلول تقليدية ناجحة حتى الآن.

عن habib

شاهد أيضاً

حد السرقة بين الفهم والتطبيق – 1-الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي

حد السرقة بين الفهم والتطبيق – 1- الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي مؤسس الحركة الإسلامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *