الرئيسية / عاجل / المعتقلون المنسيون في السجون المغربية

المعتقلون المنسيون في السجون المغربية

و ازدواجية المعايير بعد قرابة 23 من أحداث الدار البيضاء..

بقلم زكرياء بوغرارة

المشرف العام لموقع أدب السجون

مما لاشك فيه ان في السجون المغربية معتقلين منسيين يكاد ينهال عليهم تراب النسيان وهم ضمن المعتقلين السياسيين حسب تعريفات الاعتقال السياسي ان نظرنا لمنظمة العفو الدولية التي يدور في فلكها الحقوقيون في المغرب بجمعياتهم ذات الصيت والعلاقات الدولية

تعرّف المنظمة المعتقل السياسي بأنه:

“كل شخص يُسجن، أو قد يتعرّض للسجن بعد الإدانة، إذا كان هناك عنصر سياسي واضح في قضيته — سواء في دافع السلطات لاعتقاله، أو في أفعاله أو دوافعه، أو في السياق السياسي الذي حدثت فيه.”

المعتقل السياسي هو شخص يتم احتجازه بشكل تعسفي بسبب معتقداته أو آرائه السياسية أو الأيديولوجية أو العرق أو الدين أو اللغة، حتى لو لم يشارك في العنف

. غالبًا ما تُستخدم هذه الاعتقالات كشكل من أشكال الاضطهاد لقمع المعارضة وتغييب الأصوات المخالفة للحزب أو الائتلاف الحاكم. يشمل هذا التعريف الاحتجاز دون محاكمة أو محاكمة شكل

اما مجلس اوروبا (Parliamentary Assembly – Council of Europe):وهي الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) واحدة من الأجهزة القانونية في أوروبا، وهي منظمة دولية مكرسة لدعم حقوق الإنسان فتعرف المعتقل السياسي تعريفا شاملا فتقول

يُعدّ شخص ما معتقلاً سياسياً إذا توفّر واحد أو أكثر من الشروط التالية:

إذا كان اعتقاله مخالفاً للحقوق الأساسية المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (مثل حرية الفكر أو التعبير أو التجمع).

إذا فُرض عليه الاعتقال لأسباب سياسية بحتة دون صلة فعلية بجريمة حقيقية.

إذا كانت مدة أو ظروف اعتقاله غير متناسبة بشكل واضح مع الجريمة المنسوبة إليه، بدافع سياسي.

إذا عومل بشكل تمييزي مقارنة بغيره لدوافع سياسية.

إذا كانت محاكمته غير عادلة بوضوح ولها صلة بدوافع سياسية من السلطات.

فضلا عن هوية الانتماء كمعتقلين اسلاميين ولكن المغرب كالعادة ومن ازمنة غابرة يأبى الاعتراف بهوية المعتقل السياسية ويجرده منها تجريدا حتى يطيل مكث هؤلاء المعتقلين في السجون لعقود كحالة معتقلي مجموعة اطلس اسني رضوان حمادي وسعيد آيت يدر … فقد أبى الا ان يحول الحكم بالاعدام الى المؤبد ليضرب عصفورين بحجر واحد يظهر للحقوقيين والقوة التي تضغط من اجل اغاء حكم الاعدام في المغرب ثم يبقىي عليهم في السجون الى ما لانهاية مع انهم معتقلون من العهد الماضي دون مرعاة لاي شيء حتى من باب المعاملة التي يوليها للمعتقلين الجنائيين اذ يحول الحكم من الاعدام الى المحدد واحيانا من الاعدام الى 20 سنة….ليتم الافراج عن المعتقل المشمول بهاته المنة رغم عظم جنايته الجنائية

الواجهة الجديدة

أليس من باب تصحيح المسار و بعد ان شارفنا على 23 سنة من احداث الدار البيضاء أن نطالب باعادة النظر في ملفات لايتم الاقتراب منها او في أقل تقدير المطالبة بحلحلتها وتقديم اقتراحات وحلول لها

ولنعطي مثلا حالة الاخ ابراهيم فردوس المحكوم بالمؤبد وهي حالة مماثلة لكافة المعتقلين السابقين ممن أدينوا بالمؤبد والاعدام

لماذا منطق الاستثناء بالنسبة لهذا المعتقل لا لازال قائما ؟؟؟ رغم ان مجموعة ال86 باحكام المؤبدا ت التي جاوزت الثلاثين حالة لم يبقى منها في السجن غيره

ان منطق الاستثناء يساهم في نسيان هاته الملفات بكحريس السكوت عنها وعن اثارة قضيتها وبالتالي تنضاف حالتها لمئات من المنسيين في المعتقلات…..

وتبقى حالة المعتقل خالد الشاوي المحكوم بالمؤبد من23سنة في السجون المغربية … تشكو من ذات المنطق في الاستثناء العجيب

اعتقل ضمن الحملات الكبرى التي استهدفت الشباب المسلم عقب تفجيرات الدار البيضاء… العام 2003م

معلوم ان تلك الاحداث الألمية قد توسعت فيها الجهات الامنية في الاعتقالات وشهدت الكثير من الانتهاكات الحقوقية التي وثقتها المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج بل ان العاهل المغربي لم يجد غضاضة في الاقرار بحدوث انتهاكات عندما حاورته احدى الصحف السيارة الاسبانية .. العام 2005م وعلى اثرها فتح باب العفو من يومها لتصفية ملفات المعتقلين… عبر العفو العام او الجزئي

لكن يد المخزن الطويلة في انزال العقوبة حتى بمنطق عدم افلات الظالم بضرب المظلوم قصيرة جدا من منطق الاختيار في تصحيح المسار

الشاوي حوكم ضمن مجموعة الفرنسي بالمؤبد … مع ما شهده ملفه من اختلالات.. كانت تكفل له حكما مخففا… لاعتبارات كثيرة فضلا عن ان التهم الموجهة للشاوي…. ضمن تلك الاحداث الكبرى …

خالد الشاوي طالب علم نبيه حول انتكاسة السجون على انتصار حقيقي بطلب العلم الشرعي لسنوات طويلة اتم فيها حفظ القرآن ….والحديث

واحرز قصب السبق في تحصيله العلمي … عن جدارةو استحقاق

وهو الى هذا وذاك الاخ المثالي الخلوق يعرفه القاصي والداني بدماثة الخلق حتى من ادارة السجون تلك الأخلاق العالية التي لم تزل رفيعة

أهم ما يميزه…. فضلا عن شرف العلم الذي حصله رغم ضيق العتمات

وقد عرفته عن كثب في رحلة السجون فهو نعم الاخ الصابر المحتسب

بعد قرابة23 سنة من الاعتقال .. التي قضاها في عزلته بالسجن المركزي القنيطرة .. آن لمن يهمهم الامر اعادة النظر في ملفه والتعامل معه بما يكفل له حلا يفضي لاطلاق سراحه…….

خاصة وان المجموعة التي حوكم بها لم يتبقى منها في حالة اعتقال الا حالات لاتجاوز اصابع اليد الواحدة ….

الأخ احمد ابرجكي من مدينة اغادير معتقل من23 سنة محكوم بالمؤبد…

هذا الاخ الكريم الذي اعتقل في سياقات وتداعيات احداث الدار البيضاء.. تدخل محاكمته ومعه الاخ بوغمير عبد الله ضمن المحاكمات التي شهد ت الانتهاكات من غياب الشهود وكثير من الاعتبارات التي صاحبت اعتقالهما وقد آن للجهات المعنية والوصية ان تلتفت لهذا الملف بتصحيح الحكم بالنظر للمدة الكبيرة التي قضاها في السجون… فضلا عما خلفته تلك الرحلة المليئة بالمعاناة اقتسمتها معه اسرته على امتداد هاته السنوات العاصفة التي كان فيها مبعدا عن مدينته .. اذ قضى معظم مدة الحكم في السجن المركزي القنيطرة

عرفته في هذا السجن أخا طيبا خلوقا محبا للخير صبورا وهو ككل ابناء اغادير الذين عرفتهم في السجن باخلاق طيبة ومروءة..

تم ترحيله من فترة الى سجن مول البركي بأسفي

سؤال من حرقة الأسئلة

من فترة دابت المندوبية العامة لغدارة السجون في تدبيرها للسجون وملف المعتقلين الاسلاميين تبرر كثيرا مما تقوم به من اجهاز على مكتسباتهم التي ضحى من اجلها مئات المعتقلين في اضرابات مهولة من عقود بحجة المساواة وعدم التمييز بين السجناء وهو مبرر هزيل لكن أليس من الأجدر والاجدى اقامة هاته المساواة فيما هو اهم وانفع ..؟؟

كمساواتهم في العفو للملفات المؤبدة ذلك أن السجين الجنائي يأتي بتهم تشيب من هولها الولدان ثم قد لايطول به السجن لعامه ال20 وهناك حالات كثيرة جدا تمت تصفيتها بحلول العفو وتحديد المدة لكن الحالات الخاصة تبقى تحت طائلة الاستثناء

وهذه واحدة من ازدواجية المعايير التي لاتحصى في التعامل مع الملفات الخاصة…..تحت ذرائع اوهى من بيت العنكبوت…..

عن habib

شاهد أيضاً

معتقل تمارة السري حكايات ضد النسيان

بقلم زكرياء بوغرارة المشرف العام لموقع أدب السجون معتقل تمارة السري حكايات ضد النسيان عندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *