الرئيسية / عاجل / قصتي مع الذهب في السودان

قصتي مع الذهب في السودان

✍️

د. عبدالسلام طالب

كيف حولنا السودان من دولة تنتج 2.5 طن ذهب سنوياً الى 200 طن خلال خمس سنوات حتى صارت في المرتبة السابعة عالمياً من سنة ( 2010-2015)

السودان كان بالنسبة لي بوابة افريقيا ومنه بدأت ابحث عن الذهب والمعادن والأحجار الكريمة وغيرها من الثروات الباطنية ، ولكن قبل رحلتي مع المعادن والذهب بدأت بالتنمية الزراعية وتطويرها باعتبار أن السودان حسب ما تعلمنا أنه سلة غذاء الوطن العربي .

ودخلت أول مرة السودان عام 1996م .

بعد رحلتي في عالم التنمية الزراعية من عام 1996 الى 2009 غصت في الأعماق باحثاً عن المعدن الثمين وبفضل الله اكتشفت عدداً من المناجم وأطلقت فكرة ” الذهب بديلاً عن النفط ” لرئاسة الجمهورية بعد فصل الجنوب وذهاب النفط من خزينة البنك المركزي والافلاس الاقتصادي وكان ذلك نهاية عام 2009م

قمت بتقديم فكرة عظيمة للرئيس بعدما فشلت مع مدير الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وقال لي بالحرف ما كتبته لا يمكن تنفيذه وأنت طبيب ولست عالماً جيولوجياً قلت لقد نفذت فكرتي في الصحراء ونجحت دعنا نجرب فرفض فذهبت عبر رئاسة الجمهورية ووافق الرئيس على مقترحي لأنه كان يبحث عن انقاذ للوضع الاقتصادي وهنا طلبت منه 3 أمور وتم اتخاذ قرار رئاسي فيها بالموافقة وبدأت بتجربتي :

كانت الأمور الثلاثة هي : تأسيس وزارة للمعادن – الغاء قانون التعدين لعام 2007 الذي ينص على تجريم من يدخل مناجم الذهب – السماح باستيراد أجهزة التنقيب عن الذهب .

تم تأسيس وزارة المعادن وتم وضع د. عبدالباقي الجيلاني وزيراً للمعادن وبدأنا بتنفيذ الخطة .

ما هي الخطة :

كانت الفكرة أنني ذهبت الى جنوب أفريقيا وتعلمت المناجم وبعض الأفكار ونفذت تجربتي في صحراء وادي قبقبة ( وادي الذهب ) على بعد 120 كم من مدينة أبو حمد بالقرب من الحدود المصرية في الشمال وكان معنا حوالي 60 معدناً وحفرنا واستخرجنا الذهب وكان العامل يستخرج باليوم حوالي 1.5غ ذهب فقط .

فكرتي اعتمدت على النظرية التي تعلمتها من خلال تجربتي في زراعة الموز وهي المتوالية العددية الهرمية بحيث بنيت فكرتي كما يلي :

كانت إيرادات البترول للدولة حوالي 3 مليار دولار ..اذاً نريد هذا الدخل سنوياً وفي ذلك الوقت تقريبا كان قيمة 45 طن ذهب .

كان السودان ينتج فقط 2.5طن سنويا عبر شركة فرنسية ( أرياب ) وانا أريد رفع الإنتاجية بنظريتي الى 45 طن سنة 2010 ثم 90 طن الى 2011 وهكذا الى عام 2016 لتصبح السودان أكبر منتج للذهب في العالم بواقع 500 طن سنوياً .

حتى نأتي ب 45 طن ذهب نحتاج انتاج 150 كغ يومياً × 300 يوم عمل = 45 طن

150 كغ = 1.5 × 100.000 عامل يومياً

اذاً نحتاج الى ادخال 100 ألف معدن أهلي لانتاج هذه الكمية .

قمت بعدة أمور حتى ندخل هذا الرقم في المناجم وأفلحنا في ذلك وهذه قصة طويلة لوحدها.

كانت النتيجة استدعائي لوزارة المعادن عام 2010 شهر 11 اجتمعت مع الوزير والمستشار الاقتصادي لرئاسة الجمهورية د. سيف الدين وقتها بعد حديث طويل أعلموني أن البنك المركزي صرح بتصدير 45 طن ذهب لأول مرة في تاريخ السودان …….

هون لو قلتوا الله أكبر تأتي في مكانها وليس كما شاهدنا مقاطع سرقة المحلات العامة أو قتل الناس مع سماع صيحات التكبير ….!!

الخلاصة لم تقفل سنة 2010 الا وكان الحلم قد تحقق هنا قال لي الوزير كيف ننفذ لعام 2011 لنصل الى 90 طن وكيف لنا كدولة أن نستفيد من الذهب كعملة صعبة .

هنا وضعت فكرة مصفاة الذهب لضبط الإنتاج والاستفادة منه طبعاً هذا برنامج طويل لا مكان لذكره هنا .

في عام 2011 وصلنا لانتاج 86 طن وفي عام 2012 وصل الإنتاج الى 120 طن وهكذا الى عام 2014 وصل الإنتاج الى 200 طن وبدأت المشاكل تنصب علينا صباً وتحركت ما أسميها بالدولة العميقة لتوقف هذا الزحف العظيم والتطور الهائل وقد وصلت عدد شركات الذهب الى اكثر من 500 شركة في 500 منجم .

قصة طويلة جداً وبدأت العصي تنهال على رؤوسنا نلت حظاً وافراً منها ولا استطيع أن أحدثكم بكل ما حدث .

في نفس عام 2010 ومن خلال البحث والتنقيب وبمساعدة الأقمار الصناعية والتعدين الأهلي وصلت الى منجمين ( منجم جبل عامر في دارفور – ومنجمي الذي لايزال باسمي في حدود ولاية الخرطوم مع القضارف والجزيرة ) .

سأحدثكم عنها بالتفصيل في بحث آخر .

بعدها في عام 2014 أرسلت لي رئاسة جمهورية تشاد موفداً مدير المعادن (موسى التوم ) وجلس عندي يريد ان ننفذ التجربة في تشاد وسافرت هناك ووضعت لهم الأسس وقاموا بفصل المعادن عن البترول وأسسوا الوزارة وانطلقنا لعدد من المناجم وهذه قصة أيضاً لها وقتها .

ثم تواصلوا معي من موريتانيا فأعطيتهم نصائح كثيرة وكانت انتاجها لشركة كندية فقط 8 طن وبعدها وصل انتاجهم الى 40 طن حتى الدكتور الجيولوجي الذي كان معي سافر اليها وعمل هناك .

وبعدها والى اليوم تطورت الأمور بحثاً عن المعادن النادرة والثمينة وهي أغلى من الذهب ,

في عام 2012 وضعت فكرة ( بنك الذهب ) وإنتاج عملة ذهبية لم تتح الفرصة لتنفيذ المشروع مضت السنوات فقامت شركة أمريكية العام الماضي بتنفيذ الفكرة .

لن أطيل عليكم لكن أحببت أن أسرد لكم قصة قصيرة من جملة أعمالي الاقتصادية .

من يرغب في التعرف عن بعض أعمالي فليدخل الى الموقع الالكتروني

✍️د. عبدالسلام طالب

عن habib

شاهد أيضاً

ولكن حمزة لابواكي له(عن المعتقلين المنسيين من عهد الحسن الثاني)

بقلم زكرياء بوغرارة المشرف العام لموقع أدب السجون ولكن حمزة لابواكي له تعلو في المرحلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *