– أجرى الحوار زكرياء بوغرارة
تفاصيل جديدة تظهر لأول مرة يكشفها
كم هي جمّة مأسي أمتنا .. في كل شبر حزن ووجع وفي كل قلب حكاية وجع.. في كل رقعة من الأرض أسرى .. تمتلئ بهم جنبات السجون يحاربون في دينهم وعقيدتهم وأيمانهم .. كأنما هو الأخدود يخد .. اخاديده الهائلة من جديد ..في مصر دعاة وعلماء في السجون وكذا في الامارات وجزيرة محمد صلى الله عليه وسلم …
كم في سجون أمتنا من عالم داعية رباني تمثل قول الله تعالى في دعوته ورسالته {{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا…}} سجنه وتهمته تبيلغ رسالات الله
من زمن مديد وهؤلاء القابضون على الجمر يتقلبون من محنة لمحنة ومن لأواء لشدة هوجاء …لم يخلو منهم مكان ولازمان
كان منهم الشيخ محمد الزيتوني رحمه الله الذي ظل صابراً على البلاء في سجون المغرب عشر سنين حتى فاضت روحه الطاهرة لبارئها…
ومنهم الشيخ عمر عبد الرحمن الذي ظل اسيراً في سجون الأمريكان الى ان لفظ النفس الأخير في تلك العتمات .. هي غربة في الدين والأوطان.. غربة شاملة في الزمان والمكان والانسان …
في هذا النكش الموجع شددت العزم أهيّجه لنميط اللثام عن معاناة العالم الفقيه والداعية المجاهد أحمد الأسير القابع في سجن رومية .. من سنوات.. وقد كيلت له عشرات التهم ولفقت له المحاضر وهوّلت في سبيل ذلك كل حادثة لتبتدء محاكمته في أجواء طائفية بامتياز في بلد لحزب أيران الكلمة الفصل واليد الطولى .. انتهت في احدى اشواطها بحكم المؤبد…
فالرجل الفذ النزيه النبيل في زمن الخذلان والانكسارات يستحق التعريف بقضيته وتفصيلاتها الدقيقة ..
من أجل ذلك أجرينا في شبكة المرصد الإخبارية هذا الحوار الشامل مع نجله عبد الرحمن الأسير وفيه من التفاصيل المهمة الكثير نميط اللثام من خلاله عن كثير من الحقائق المغيبة …
وعن حياة الشيخ أحمد الأسير في سجن برومية وجوانب من محاكمته … مع اثنين من أبنائه …
هذا الحوار خطوة في طريق طويل لكشف اسرار لايزال يكتنفها الغموض..
في تفاصيل الحوار أسئلة هائلة لكل المهتمين بقضايا حقوق الإنسان وأهل السنة في لبنان .
فإلى الحوار
1 الوالد حفظه الله تعالى غني عن التعريف غير أننا نريد منكم نبذة تعريفية السيرة الدعوية والعلمية والحركية داخل دائرة العمل الاسلامي؟
الشيخ أحمد الأسير الحسيني مواليد ١٩٦٨م. صيدا – لبنان
عرف التدين بُعَيد الاجتياح الإسرائيلي وانخرط في صفوف الجماعة الإسلامية اللبنانية عام 1985 حتى 1988. شارك في مقاومة العدو الصهيوني وعملائه في لبنان، ثم تعرّف على عمل الدعوة والتبليغ سنة 1989 حيث أسس له في مدينة صيدا والجنوب.
أكمل دراسته الشرعية في كلية الشريعة في بيروت، حتى نال شهادة الماجستير في الفقه المقارن ثم أسس مع بعض المحبين مسجد بلال بن رباح سنة 1997 ثم تمايز عن جماعة الدعوة والتبليغ، وأصبح لا ينتمي لأي حزب أو جماعة.
اشتهر الشيخ أحمد بجهده المتميز في لبنان وخارجه على مدى أكثر من عشرين سنة في إحياء جهد الأنبياء في مساجد المناطق السنية في كل لبنان لا سيما في الجنوب وخاصة في مدينة صيدا التي ركّز فيها تواجده حيث مسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ أحمد اشتهر بجمال وقوة خطابه وحكمة مقاله وعذوبة أسلوبه وصدق مواقفه مما جعل رواد المسجد يثقون به ويلبون نداءه إذا دعاهم لنصرة دينهم وإخوانهم المستضعفين في كل مكان بكل سلمية وحضارة ورقي .. فتارةً يجمع التبرعات لإعمار وترميم بعض مساجد لبنان … وتارة يقيم اللقاءات الايمانية الجماهيرية في الساحات العامة في مختلف المناطق اللبنانية .. وتارة يحضّهم على الإنفاق لدعم أهلنا في فلسطين وسوريا والصومال وبورما وغيرهم… وتارةً أخرى يستثير بهم الحمية للذود عن أهل السنة والجماعة وما يحاك ضدهم من مؤامرات تمس عقيدتهم وأمنهم وعرضهم فلا يتأخرون عنه بالتلبية.
يُعرف الشيخ أحمد الأسير الحسيني بكونه داعية إسلامي ومصلح اجتماعي، ثائر على مشاريع الظلم، وهو من أبرز الأسماء السنية اللبنانية التي فتحت جبهة ضد حسن نصر الله وحزبه، وقد كانت أولى اطلالاته مدافعاً عن السنة عندما طالب محمد يزبك بالإعتذار بعد تعرضه للسيدة عائشة رضي الله عنها.
وفي عام 2011 دعم الثورة السورية ما أكسبه شهرة واسعة، ودعى في عام 2012 إلى ما سماه بـ اعتصام الكرامة حيث بقي هو واهله واخوانه في اعتصام مفتوح على طريق الجنوب في مدينة صيدا لأسابيع من أجل نزع سلاح حزب الله.
وفي 11تشرين الأول 2012م وخلال اعتصام سلمي قامت سرايا المقاومة في صيدا التابعة لحزب الله بإطلاق النار على الشيخ وشبابه مما أدى الى استشهاد الشابين المهندسين لبنان العزة وعلي سمهون.
وكثُرت الإعتداءات على المسجد ورواده وتعرض ابن الشيخ لمحاولة قتل بالاضافة الى تواجد شقق للحزب مليئة بالسلاح والمسلحين حول المسجد ورغم الشكاوى والدعاوي المتكررة إلا ان هذه القضايا بقيت في أدراج القضاء اللبناني حتى أن قاتلي لبنان العزة وعلي سمهون المعروفون بالإسم والشكل يجوبون شوارع صيدا ويتفاخرون بقتلهم للشهيدين دون ان يتم توقيفهم.
فتح الشيخ أحمد الأسير الشورى مع كافة الأطياف السنية في البلد لمدة شهر للمشاورة في موضوع التسلح وبعد ذلك اعلن التسلح في مؤتمر صحفي واعلن عن تأسيس كتائب المقاومة للدفاع عن النفس ضد العدو الصهيوني والاحتلال الإيراني المتمثل بهيمنة الحزب.
و في 23 حزيران يونيو 2013 م شهدت صيدا وعلى مدى يومين أحداث دموية مُسلحة دارت بين أنصار الشيخ أحمد الأسير وعناصر من حزب الله وكانت المؤامرة ان يظهر الشيخ وأنصاره بمواجهة الجيش ووقع عدد من الضحايا والشهداء ولعب الاعلام المأجور دوره القذر لتأليب الرأي العام ضد الشيخ احمد وصدرت مئات مذكرات التوقيف بحق الشيخ وابنأئه وأخيه وأقاربه وأنصاره حتى قبل انتهاء المعركة ورُفضت أثناء المعركة كل مساعي التهدئة ،وبعد المعركة توارى الشيخ مدة عامين.
2 ما هي ملابسات اعتقال الشيخ الأسير وكيف حدث إيقافه وضمن أي سياق وما هي أهم المحطات التي مر بها قبل المحاكمة وبعدها وهل تعرض للتعذيب وكيف كانت أيامه الأولى في قبضة الامن اللبناني؟
تم إعتقال الشيخ أحمد الأسير الحسيني في 15آب /اغسطس 2015م في مطار بيروت حيث كان يحاول السفر خارج لبنان بعد تواريه لمدة سنتين، ولقد قرر الشيخ المغادرة حتى تتوقف الإعتقالات والمداهمات بحجة البحث عنه على إخوانه من شباب أهل السُّنة خاصة في صيدا وبعد أن أصبح تواجده يشكل عبئًاً على كل مكان يذهب إليه، ولما انقطعت به السبل اضطر الى خيار السفر واستعمال جواز سفر مزور ولكن قدّر الله وما شاء فعل تم توقيفه في المطار بسبب اكتشاف التزوير على جواز السفر الذي كان بحوزته لا كما ادعى الأمن العام أنه تم توقيف الشيخ بعد مراقبة وجهود حثيثة وما الى ذلك من بطولات وهمية لا تمت للحقيقة بصلة.
3 كيف كانت أوضاع الشيخ عندما تمت احالته للأمن السياسي بعد المرحلة الأولى من التعذيب والتحقيقات؟؟
بعد ان تم توقيف الشيخ في الأمن العام بدأ التعذيب مباشرة حيث أمضى الشيخ أكثر من 72 ساعة واقفاً ممنوع من الاكل او الدواء او الجلوس او النوم وخلال التحقيقات تعرض للإيذاء الجسدي والنفسي وأجبروه على التوقيع على التحقيقات والمحاضر دون أن يقرأها!، وكانوا قد أخذوا منه نظارته التي لا يستطيع الرؤية من دونها بعد ذلك أحالوه الى وزارة الدفاع حيث أمضى حوالي الشهر وكان خلال هذا الوقت يسمع طوال الوقت صراخ المعتقلين جراء التعذيب ولما اعترض على هذا الأمر تم نقله الى سجن الريحانية سيء السمعة وبقي الشيخ فيه مدة عشرة أشهر في زنزانة انفرادية مظلمة تحت الأرض لا يتجاوز طولها المترين وعرضها متر وعشرين سم من ضمنها الخلاء وكانت زيارة الأهل فقط لشخصين لمدة 5 دقائق اسبوعياً من وراء الحديد والزجاج، وفي هذه المرحلة تدهورت حالة الشيخ الصحية بسبب سوء التغذية وعدم التعرض للشمس والحالة السجنية المزرية حتى وصلت به الحال أن أوصى أهله وأولاده بالصبر والثبات عند موته وكتب وصيته لأنه شعر أنه مُشرف على الهلاك، بعدها عقدت هيئة علماء المسلمين مؤتمراً قالت فيه أن الشيخ يتعرض لإعدام بطيء للأسير في سجون لبنان
4 هل تغيرت الأوضاع عند إيداعه للسجن{{ في أي سجن }} أم زادت سوءا خلال فترة الاحتجاز القسري؟
نقل الشيخ احمد الاسير الى مبنى المعلومات في سجن رومية المركزي بعد إحدى عشر شهراً من توقيفه بسبب تدهور حالته الصحية في سجن الريحانية ولكن بقي في سجن انفرادي مدة ٢٢ شهراً ، وكانت زيارة الاهل تقتصر على ١٥ دقيقة اسبوعياً ولشخصين فقط وطبعاً من وراء الزجاج والحديد، مع العلم أن القانون اللبناني يسمح بثلاث زيارات اسبوعية و أن لا يتجاوز الحبس الانفرادي اكثر من ٢٠ يوماً كعقوبة ، ولكن بقيَ الشيخ احمد الاسير ما يقارب ٣٣ شهراً ( شهراً واحداً في وزارة الدفاع، ١٠ أشهر في الريحانية، ٢٢ شهراً في المعلومات )
وبعد ذلك تم نقل احد السجناء الى غرفته ولكن في تشرين الاول /اكتوبر ٢٠١٨ م، تم نقل الشيخ الى مبنى الخصوصية الامنية وهو مبنى انشأته الدولة اللبنانية حديثاً وهو خاص للعقوبات، ولكن تم افتتاح المبنى بالشيخ احمد قبل ان يُنتهى من تجهيزه، ووضعوه في الانفرادي مجدداً مدة ٢١ يوماً من دون أي سبب وكان التضييق شديد جداً حتى على الاكل والملابس بالاضافة الى الاصفاد التي كانت تلازم المساجين وانتهاكات كثيرة حتى اطلق على هذا المبنى اسم ” غوانتنامو لبنان“،
وبعد اعتصامات واعتراضات كثيرة قام بها اهالي سجناء هذا المبنى الذين كانوا جميعم من الطائفة السنية وتدخُل هيئة العلماء، إتُخِذَ قرار بإعادة المساجين الى “مبنى ب” في رومية وابقاء هذا السجن للعقوبات ولكن حتى الآن لم يتم نقل الشيخ أحمد الاسير و هو ما زال فيه منذ اكثر من ٩ أشهر دون أن يرى الشمس نهائياً.
5 ماذا عن احواله الصحية خاصة بعد مرحلة ضارية من الاعتقال والسجون؟؟
الشيخ احمد الأسير يعاني من عدة أمراض مثل السكري والروماتيزم وحساسية ربو وهو يتناول أكثر من عشرين حبة دواء يومياً بالإضافة الى حقن الأنسولين وهو يعاني من تقوس في قرنية العين وهو بحاجة الى متابعة صحية دائمة وفحوصات ومعاينات غير متوفرة في السجن.
6 لإلغاء الإعتصام الذي عزم اقامته واخوانه في مسجد بلال، والذي كان الأول من نوعه في لبنان منذ بداية الثورة السورية، اعتصم الشيخ وأخوانه في المسجد واوصلوا رسالة تأييد ونصرة للشعب السوري المظلوم، ما هي أسباب الاعتصام وأين آلت مآلاته؟
رفضاً للظلم ونصرة للمظلوم اعتصم الشيخ واخوانه في المسجد وكان أول اعتصام مؤيد للثورة السورية وأوصلوا رسالة تأييد ونصرة للشعب السوري المظلوم وقد استمر الشيخ بالتحركات السلمية الداعمة للشعب السوري حتى أحداث عبرا واضطرار الشيخ الى التواري ومن ثم إعتقاله.
7 غردتم سابقا بما مفاده
بعد #مؤامرة_عبرا كل القنوات الإخبارية المحلية منها والعالمية ذكرت مشاركة حزب إيران ووثقت ذلك بشهود من أهالي منطقة عبرا، لكن المؤامرة كانت واضحة ومدروسة ومنسقة وهي إنهاء أي وجود سٌنّي قوي غير مدعوم ومُسيّر!
ما رأيكم أي دور يضطلع به حزب ايران في قضية الشيخ الوالد؟ هل كان الحزب مشاركاً في فض الاعتصام؟
عمل حزب الله على مؤامرة لجعل الشيخ في مواجهة الجيش اللبناني وكان الشيخ يُحذر من مثل هذه المؤامرة مراراًوتكراراً.
وقدر الله وما شاء فعل ونجح الحزب في مؤامرته بموافقة كل القوى السياسية في البلد وأظهروا الشيخ وإخوانه كحالة إرهابية يجب القضاء عليها.
وفي ٢٣ حزيران /يونيو ٢٠١٣م حصل إشكال بين بعض الشبان وحاجز الجيش الذي كان يحاصر المسجد منذ أكثر من سبعة أشهر وأُطلقت الرصاصة الأولى من إحدى شقق الحزب المقابلة للحاجز، وكان القرار السياسي اتُخِذ بإنهاء حالة الشيخ وبدأ القصف مباشرة من تلة مار الياس حيث تواجد الحزب وحركة امل واستمر القصف على المسجد ومحيطه دون توقف لمدة يومين بتنسيق تام بين جنود الحزب وبعض ضباط الجيش حيث ارتدى افراد الحزب البدلات العسكرية وميزوا أنفسهم بإشارات صفراء على الساعد صورة وقد قام الحزب بتخريب المسجد وبيت ومكتب الشيخ احمد وسرقة وحرق البيوت حول المسجد وإقامة الحواجز وتعرض الأهالي للإعتقالات والانتهاكات الكثيرة.
8 ما هي الأحكام التي طالت الشيخ احمد الأسير ونجليه؟؟ ماذا عن المحاكمة؟
حُكم على الشيخ أحمد بالإعدام وأخيه وسبعة آخرين
وحُكم على 15آخرون بالمؤبد من بينهم إثنين من أبناء الشيخ وجاء قرار الامم المتحدة بمساءلة الدولة اللبنانية حيث اعتبرت أن الشيخ أحمد الاسير الحسيني تعرض لمحاكمة لا تتوفر فيها ضمانات المحاكمة العادلة
وتم تمييز حكم الإعدام للشيخ الى محكمة التمييز ولكن يبدو أن السيناريو نفسه سوف يعاد حيث عين القاضي محام عسكري للشيخ لمجرد عدم حضور محامو الدفاع وهو يقوم بتعجيل المحاكمة (كل ثلاث اسابيع جلسة)خلافاً لباقي الملفات التي يتم تأجيلها ستة او ثمانية أشهر وهي في محكمة التمييز منذ سنوات
فالواضح ان نفس الضغوط السياسية التي حصلت في المحاكمة الأولى ما زالت مستمرة.
10 أهل السنة مهمشون في كل مكان، وبشكل اكثر في لبنان، سعد الحريري طالب بقصف جامع بلال بن رباح خلال معركة عبرا مع مجموعة أحمد الأسير، أي دور للسنة في ما حصل للشيخ الأسير واخوانه في الاعتصام ؟
أهل السُّنة في لبنان مهمشون وقد أعطى السياسيون السُّنة الضوء الأخضر لضرب الشيخ الأسير وإخوانه في مسجد بلال بن رباح خاصة أن السياسيين من كل الطوائف كلٌ لسبب مختلف (رفض وجود زعامة سنية لا تبعية لها، الخوف على الزعامة، رفض وجود صوت حر ..) تقاطعت مصالحهم على إنهاء حالة الشيخ أحمد الأسير الحسيني خاصة بعدما تأكدوا ان لا علاقات داخلية او خارجية له مع اي حزب او جماعة او دولة.
11 كيف يقضي الشيخ يومه في السجن وكيف هي أحواله بشيء من التفصيل لمن يساله عنه من الاخوة والمتعاطفين مع قضيته؟؟
قام الشيخ أحمد بفضل الله بحفظ القرآن خلال وجوده في السجن الإنفرادي وهو يقوم بمراجعة أجزاء من القرآن يومياً في فترة قبل الظهر ويحافظ على ورده اليومي من أذكار ودعاء ويقوم على تجهيز طعامه وخدمة نفسه والقليل من المشي وقراءة بعض الكتب ومتابعة الأخبار.
12 تحدث الاعلام عن عدة قتلى من مسجد بلال كم عدد الذين استشهدوا وكانوا في دفاع عن المسجد هل لكم ان تحدثونا عن بعض من هؤلاء الاخوة؟
استشهد في معركة عبرا خيرة شباب صيدا – ولا نزكيهم على الله – وذلك في سبيل الدفاع عن مسجد بلال بن الرباح، كي لا نطيل الكلام عن هؤلاء الشهداء – تقبلهم الله – كان منهم المهندس وآخر العالم والإمام ومنهم صاحب المهنة، ومن بيئات وطبقات مختلفة جمعهم جهد مسجد بلال بن رباح (جهد الدعوة واحياء الدين) فأخلصوا لله ـ تقبلهم الله ـ وارادوا جنته قولاً وعملاً فاصطفاهم الله بإذنه، كان كلما ذكرهم الشيخ أحمد الأسير- فك الله أسره ـ فاضت عيناه بالدموع وليس لشيء إلا لفقدهم، فهم أحياء بإذن الله لكن آلم الفرقة صعب.
فعلى سبيل المثال : الشهيد -بإذن الله- نادر البيومي الذي إستشهد تحت التعذيب في إحدى الثكنات العسكرية المسيطر عليها من قبل حزب إيران بعد معركة عبرا . ومما رواه أحد الثقات بأن من عذّب نادر كان يجبره على سبّ الصحابة والسيدة عائشة رضوان الله عليهم جميعاً، وكان يرفض ذلك ويتفل في وجههم وما توقفوا عن تعذيبه حتى خرجت روحه، كان تقبله الله غيور على دينه، وكان خلوق طيب القلب متواضع لجميع أخوانه، كل أبناء صيدا يعرفونه بخلقه الحسن وسيطه الذي يسبقه.
أما الشهيد -بإذن الله- أحمد الحريري (أبو هريرة) الذي اعدمه حزب إيران في أحد حواجزه بعد أن رفض تسليم نفسه لهم ولاذ بالفرار فقاموا بقتله غدراً من الخلف. كان صوته شجي تقبله الله من أعذب أصوات شباب المسجد الذي يؤمه ويؤذن فيه، كان مرح كثير المزاح مع اخوانه.
وأما الشهيد -بإذن الله- يونس اللحام فكان أول من ارتقى في معركة عبرا بعد طلقة قنص من قبل عناصر حزب إيرا،.
كان تقبله الله خلوق لا يعرفه الكثير، قليل الكلام إذا حضر لم يُعرف وإذا غاب لم يُفتقد، تعرض مرة لمحاولة قتل مع نجل الشيخ أحمد الأسير.
أما الشهيد -بإذن الله- وسيم الثمين استشهد تقبله الله وهو صامد صابر لآخر لحظة، وبعد استشهاده قام الجبناء من حزب ايران بتقطيع جثته، وكان تقبله الله مرح جداً ومجلسه يريح القلب ويُنسي الهموم، ثمين المعلومات وكان قبطان ماهر تقبله الله.
أما الشهيد -بإذن الله- كامل عنتر، استشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح وأبى إلا أن يموت دون ذلك، وبعد المعركة احرق حزب إيران جثته، كان خفيف الظل والدم له تاريخ قديم في مجال الدعوة، إن ذكرت اسمه في صيدا تبسم السامع فكان محبوب من الجميع.
اما الشهيد -بإذن الله- أحمد الحريري، استشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح حتى آخر لحظة، وشاهد بيته الجديد يحترق أمام عينه خلال المعركة، واحتسب ذلك أثناء المعركة ولم يثنيه ذلك، كان تقبله الله من الأخفياء المتواضعين، كان صاحب تضحيات في مجال الدعوة.
أما الشهيد -بإذن الله- عبد الرحمن شمندور ( أبو العباس)، فاستشهد تقبله الله مدافعاً عن مسجد بلال بن رباح حتى آخر لحظة. كان تقبله الله شرساً في دفاعه عن المسجد يستميت في القتال، ويحفّذ اخوانه بالآيات والأحاديث والتكبير تقبله الله.
اما الشهيد -بإذن الله- محمد العر، فاستشهد تقبله الله مدافعاً عن مسجد بلال بن رباح، ولم يثنه ذلك أنه كان قد عقد قرانه حديثاً قبل المعركة بأيام، كان تقبله الله قد التزم حديثاً واستقام وحسنت توبته، كان غيور على دينه يأبى الظلم.
أما الشهيد بإذن الله محمود الحلبي، فاستشهد وهو يحاول أن يُسعف جاره، فطالته رصاصات الغدر وهو محاصر في السيارة حتى استشهد وهو ينزف بعد ساعات، كان تقبله الله أصغر الشهداء سناً، كان يُعرَف بأدبه وطيبته وحبه لخدمة دين الله، نشأ في عائلة ملتزمة دينياً وتربى على ذلك.
أما الشهيد -بإذن الله- سعد كرجية، فاستشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح. كان تقبله الله من الأخفياء وكان عند المحن من الصادقين الثابتين.
أما الشهيد -بإذن الله- محي الدين قصابية، فاستشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح، قلّ من يعرفه تقبله الله، لكن نسأل الله أن يكون من الذين تعرفهم الملائكة.
وأما الشهيد -بإذن الله- محمد بركات، فاستشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح، أتى من الشام قسراً وكان من الأوائل الذين ناصروا الشعب السوري، وبعد المعركة اعتُقل أخاه عبد الباسط، كان تقبله الله متواضع وخدوم ولديه حمية لنصرة المظلومين لاسيّما في سوريا.
واما الشهيد -بإذن الله- توفيق عساف، استشهد تقبله الله مدافعاً عن مسجد بلال بن رباح بعد عودته من القُصير السورية، كان تقبله الله شجاع لديه حمية وغيرة على دين الله، عاد من القصير بعد سقوطها ليدافع عن مسجد بلال في عبرا.
وختاماً :: الشهيد -بإذن الله- الذي استشهد تقبله الله دفاعاً عن مسجد بلال بن رباح، كان نقياً صاحب خلق حسن تقبله الله.
13 ما هو دور أهل السنة في تحريك قضية الشيخ الوالد والضغط لإيجاد حل لها؟ ولماذا برأيكم هذا التخاذل السني في بلبنان؟
الوضع السُّني في لبنان كوضعه في المنطقة وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن بفضل الله وبعد التحركات الكثيفة والحثيثة لاهل الشيخ مع أهالي معتقلي احداث عبرا للمطالبة بالعفو العام الشامل خاصة بعد انعدام تحقيق العدالة وبعد طرح موضوع العفو عن واحد وثلاثين مطلوب غالبيتهم من الطائفة الشيعية من منطقة بعلبك الهرمل وهم غير موقوفين ويعيشون مع أهاليهم (متهمون بالمخدرات إتجار، وزراعة، وترويج وتعاطي، وسرقة، وقتال جيش، وخطف، وعصابات مسلحة…) … وعن ستة آلاف عميل لإسرائيل غالبيتهم من الطائفة المسيحية تركوا لبنان ولجأوا الى العدو الصهيوني بعد التحرير وهم يعيشون منذ حوالي عشرين سنة في المجتمع الصهيوني
بينما الموقوفين الإسلاميين لا يتجاوز عددهم الألف وهم موقوفون منذ سنين عديدة والأحكام الصادرة بحقهم ظالمة وجائرة ويعانون الظلم في السجون اللبنانية التي تنعدم فيها أبسط حقوق الانسان ويُعاني أهلهم الذل والعذاب على أبواب السجون.
بسب هذه الأوضاع طالب الأهالي بالعفو العام الشامل عن جميع أبنائهم وتقوم بعض الحركات الإسلامية بمساندتهم كالجماعة الإسلامية وهيئة علماء المسلمين حتى قام المجلس الشرعي الأعلى لدار الإفتاء في لبنان برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى المطالبة بالعفو العام الشامل