قصائدالسجون
لاتحزنوا يا احبائي
قصيدة كتبها الشيخ الدكتور العبيد عبد الوهاب تقبله الله اثناء اعتقاله في سجن كوبر بالسودان
لا تحزنوا يا أحبائي لمسجونِ *** ولتعلموا أن قلبي غير محزونِ
إن اعتقلتُ فما عقلي بمُعتقل *** كم ذا يرفرف بين الكهف والتين
وإن سجنت فما في السجن منقصة *** قد زج يوسف في قعر الزنازينِ
وإن حُصرت فلي نفس محلقة *** فوق الطغاة وفوق الظلم والهونِ
وإن حُبست فكم من نعمة عظمت *** ونفحة من إله الكون تاتينيِ
وإن أُسرت فقلبي ليس يأسره*** عطر الورود ولا حُسن البساتينِ
وإن حُرمت عيونا في الدنى خُلقت *** وإن حلا حسنها للعين والدينِ
فإن نفسي بها ليست بقانعة *** بل شوقها لعيون الحور والعينِ
وإن أَكُن في هدوء السجن قد أمنت*** نفسي أذى الناس إذ لا كف تؤذينيِ
فقد أمنت الذي يفنى ووا أسفاه *** فما العذاب الذي يبقى لمأمونِ
إن النجاة على الرحمن هينة*** فإنما الأمر بين الكاف والنونِ
أليس أنقذ إبراهيم من لهب*** إذ قال للنار لما أُشعلت كوني
اليس نجّى من الماء الذي عظمت أمواجه *** عبده نوحاً وذا النونِ
أليس شقّ طريقاً بينها يبساً *** نجاة موسى به كانت وهارونِ
إني لأعلم أن الله مخرجني *** من حيث كنت ولو من بطن تينينِ
وحين أُخرج لن أُلفى وبي حنق*** ولن يعادي فؤادي من يعادينيِ
من يمسك المال عني أول يمُنّ به*** أنفق له المال مني غير ممنونِ
ومن أتاني بقول منه يجرحني*** أبذل له من حديث الرفق واللينِ
إلا الأُوْلَى أخرجونا من مساكننا*** وحاربوا ديننا حرب الشياطينِ
كل العداوة ترجى مودتها*** إلا عداوة من عاداك في الدين.