الرئيسية / عاجل / شخصيات وحكايات -3- بقلم زكرياء بوغرارة
زكرياء بوغرارة في عزلة السجن المحلي بوركايز بفاس 2009
الصورة ملتقطة من المنفردة بحي الانبعاث سجن فاس

شخصيات وحكايات -3- بقلم زكرياء بوغرارة

شخصيات وحكايات

 3

  بقلم زكرياء بوغرارة

 مشرف موقع أدب السجون

 

 

محمد حسنين هيكل ومحمد عباس

ذات يوم  كان المفكر الاسلامى الكبير الدكتور محمد عباس فى مناسبة ما، وإلتقى بالصحفي محمد حسنين هيكل ، ورحب هيكل بالمفكر الكبير وأتحفى به وقال له {انا سمعت عنك كثيرا وأقرأ بعض ما تكتب} وتبادل الرجلان أطراف الحديث معا بعض الوقت وانتهى اللقاء القصير.

فى اليوم التالى  بادر هيكل   بالإتصال بالدكتور محمد عباس ودعاه لزيارته، وقال له{ أني أنتظرك  غدا } ، فرد الدكتور عباس بأن (يوم الغد) غير مناسب له لأنه مشغول، فاتفقا على   أن يكون اللقاء بينهما (بعد الغد) وقال له هيكل:{ الساعة 11 يناسبك؟ }فقال له الدكتور عباس :{ لكنى اعلم أنك لا تحب السهر }، فقال هيكل : {أقصد الساعة 11 صباحا نشرب القهوة معا} ، فقال له الدكتور عباس:{ نحن فى رمضان} .. فقال هيكل: {هو انت بتصوم؟}

  في دهشة   عجيبة   وكأنما سمع عجبا في الجواب…….

°°°°°°°°°°°°°°°

 

 

وتم اللقاء ، في الموعد المحدد واحترم هيكل صيام  ضيفه فلم يتناول أى مشروبات فى حضوره (ولا حتى سيجاره الشهير)، رغم انه قيل ايام  من هذه اللقاء التقى اثنين من الكتاب الكبار (أحدهما فارق الدنيا سنة 2000) والآخر مازال حيا وتناول فى حضورهما القهوة والسيجار فى نهار رمضان.

الغريب هنا: أن مصطفى بكرى  وكان أحد شهود اللقاء  الأول عندما علم بالموضوع

قال  للدكتور محمد عباس متعجبا:

{ الملك حسين يطلب لقاء هيكل وهيكل يعطيه موعد لا يقل عن شهرين، وانت يطلب يقابلك بكرة وتقول له مش فاضى}

 °°°°°°°

 كأنما هي قصة قصيرة الجناح  وراءها ما وراءها تحمل لنا صورتين مختلفتين بل ربما ثلاثة صور مختلفة   في كل صورة   عبرة…

  أما الصورة الأولى فللمثقف الشهير الذائع الصيت الذي يطلب الملوك لقاءه  فيضرب لهم الموعد    البعيد…  اللاعب على كل الحبال  جلاد السلطة   ولكن من نوع  ولون أخر  فهو يبرر لها و ينمق   قبحها  ويبهرج  تفاهاتها ويسحر أعين الناس وأحيانا يسترهبهم    قبل أنت يأتي بسحره العظيم 

وهو مع كل هذا  يحترم في قرارة نفسه المثقف  صاحب المبدأ وحامل الرسالة….  فيسعى له  بل  ويطلب منه الموعد  وينتظر   لقاءه   ربما لحاجة في نفس يعقوب …

  الصورة الثانية للمثقف حامل الرسالة وصاحب المبدأ الذي لايلين فيه  ولا يميل عنه  ويسعى   لسلوك  الطريق المستقيم…  فلا تبهره العناوين ولا   فخامة الألقاب ولا  لمعان بريق الأسماء…

يظل منسجما مع مبادئ يؤمن بها  عقيدة    ومنهجا للحياة

  وهكذا   يبدو عزيزا   في  كل   شيء …  فريدا بين غربان  تتقمص دور الطواويس…

 

  الصورة الثالثة لمثقف المنافق المتسلق كل الجدر ليصل إلى مأربه مهما كانت الغايات دنيئة ..  فهو ينبهر    أمام بريق ألأسماء التي يسعى لأن ترميه ببعض فضلاتها… 

لهذا تراه  يستغرب عزة   مثقف حر      أبى الذل

ذلك ان  النخاس الذي في داخله   يحثه   على المضي قدما في طريق العبيد  …

  بفكر النخاس  والعبيد  يفكر ويتنفس ويشهق ويزفر …

  ويكتب أيضا …

°°°°°°°°°

    الدكتور محمد عباس وهو رجل فاضل له كثير من المواقف المشرفة   صاحب قلم كالسيف  لايغيب عنه  من يكون  محمد حسنين هيكل ولا  ماذا   تختفي خلف تلك  النظرات المتعجرفة والسيجار الفخم  والبذلة الأنيقة …  لهذا كتب الدكتور محمد عباس لاحقا عن   هيكل  بعد تصريحاته  عن إيران قائلا

في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “يظن البعض أن هيكل عميل أو جاسوس،لا أوافقهم، فهو أكبر من ذلك، وأحسبه جاداً عضو في حكومة العالم السرية التي تكرس الشر والبغي وتنشر الإلحاد

موقف  ولقاء  وتعرية واصطفاف

موقف المقابلة ثم طلب اللقاء  وبعدها يتبين للمتأمل ذلك الاصطفاف    حيث المثقف صاحب المبدا والمتغطرس  الخادم للسلطة والمنافق الذي  يتلقف فتات  الموائد

 

  لايغيب عنا موقف  وثقه المشهد عندما استغرب هيكل  أن يصوم  مثقف  في وزن الدكتور محمد  عباس ..  وكيف أنه   تبجح باعترافه   صريح انه لم يكن يصوم رمضان….

  وتلك قصة أخرى عن   حياة العلمانيين…

 

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

نزول عيسى عليه السلام

  نزول عيسى عليه السلام   من المعلوم أن التمايز بين الناس في ميزان الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *