ظهور مرحلة الحكم الجبري :
و هي المشار إليها في الحديث : {تكونُ النُّبُوَّةُ فيكُم ما شاءَ اللَّهُ أنْ تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللَّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً عَلى مِنهاج النُّبوَّةِ، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ يَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً عاضّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تَكونُ، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أن تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها إذا شاءَ أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً على مِنهاج النُّبوَّةِ}، ثُمَّ سَكَتَ : والتي بدأت منذ سقوط الدولة العثمانية إلى عصرنا الحاضر، والحكم الجبري هذا يحوي كل أنظمة الحكم التي قامت في العالم الإسلامي، سواء أكانت حكماً ملكياً أو وراثياً أو حِزبياً أو حكم الكفار للمسلمين، كما حصل عقيب الحرب العالمية الأولى، أو جمهورياً أو ديموقراطياً أو غيرها من أنواع الحكم التي تنازع الله عز وجل أحقية الحاكمية والتشريع, وعندما ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك المراحل التي ستمرّ بها الأمة، ربَطَها بنوع الحكم الذي يحكمها، أفيه ظلم أم هو على منهاج النبوة، أم هو مما تُجبَر الأمة على قبوله.
كثرة الفتن والملاحم:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره “.أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه على البخاري ومسلم رضي الله عنهما.
وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: يكون بالشام فتنة، أولها كلعب الصبان، كلما سكنت من جانب طمت من جانب آخر، فلا تتناهى حتى ينادي منادي من السماء: ألا إن الأمير فلان.ثم قال ابن المسيب: فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، فذلكم الأمير، قال ذلك ثلاث مرات، كنى عن اسمه فلم يذكره، وهو المهدي.أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، ابن المنادي، في كتاب الملاحم.وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
ومن حديث أبي الحسن الربعي المالكي، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فرساً، وأسوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين، فإذا قتل الخليفة بالعراق خرج عليهم رجل مربوع القامة، كث اللحية، أسود الشعر، براق الثنايا، فويل لأهل العراق من تباعه المراق، ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً “.وقد أخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث سليمان بن حبيب بمعناه مختصراً.
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: إذا انسابت عليكم الترك، وجهزت الجيوش إليكم، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف من عبده رجلا ضعيفاً، فيخلع بعد سنتين، وتخالف الروم والترك، وتظهر الحروب في الأرض، وينادي منادي على سور دمشق: ويل للعرب من شر قد اقترب، ويخسف بغرب مسجدها، حتى يخر حائطها، ويخرج ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك، رجل أبقع ورجل أصهب، ورجل من أهل بيت أبي سفيان، يخرج ومعه كلب، ويحصر الناس بدمشق، ويخرج أهل المغرب، وينحدرون إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لالِ محمد، وينزل الترك الجزيرة، وينزل الروم فلسطين، ويقبل صاحب المغرب، فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يسير حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني.أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه.
وعن أبي سيعدي الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ستكون بعدي فتن؛ منها فتن الأحلاس، يكون فيها هرب وحرب، ثم من بعدها فتن أشد منها، كلما قيل انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي أخرجه الحافظ أبو محمد الحسين، له شاهد في صحيح البخاري، وهو عن عوف بن مالك، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في خيمة من أديم، فتوضأ وضوءاً مكيناً فقال: “يا عوف، اعدد ستاً بين يدي الساعة “.قلت: وما هي، يا رسول الله.؟ قال: “موتي “.
فوجمت، فقال: “قل إِحُدَى ” فقلت: إِحُدَى “والثانية فتح بيت المقدس، والثالثة موتان فيكم كقعاص الغنم، والرابعة إفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل يتسخطها، وفتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، ثم يغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية، كل راية اثنا عشر ألفاً “.أخرجه البخاري، في صحيحه، من حديث عوف بن مالك.
وعن كعب الأخبار، رضي الله عنه قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من قبل المغرب، عليها رجل من كندة أعرج، فإذا ظهر أهل المغرب على مصر فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام.أخرجه الإمام أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري، في سننه، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد، وانتهى حديثه عند قوله من كندة.
وعن الأوزاعي، قال: إذا دخل أصحاب الرايات الصفر مصر يعني المغاربة فليحفر أهل الشام أسراباً تحت الأرض.أخرجه الإمام أبو عمر والمقري، في سننه.
وعن كعب، قال: تكون فتن ثلاث كأمسكم الذاهب فتنة تكون بالشام ثم الشرقية هلاك الملوك، ثم تتبعها الغربية، وذكر الرايات الصفر قال: والغربية: هي العمياء.أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن.
وعن محمد ابن الحنفية، قال: يدخل أوائل أهل المغرب مسجد دمشق، فبينما هم كذلك ينظرون في أعاجيبه إذ رجفت الأرض، فانقعر غربي مسجدها، ويخسف بقرية يقال لها حرستا، ثم يخرج بعد ذلك السفياني، فيقتلهم حتى يرحلهم، ثم يرجع فيقاتل أهل المشرق حتى يردهم إلى العراق.أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: إذا اختلف رمحان بالشام لم ينجل إلا عن آية من آيات الله عز وجل.
قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله تعالى رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذرفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام وذلك عند الجوع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق، يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي.
وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتالاً لم يقتله قوم، ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه؛ فإنه خليفة الله المهدي “.أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا.وأخرجه الإمامان أبو عبد الله ابن ماجه، وأبو عمرو الداني، في سننهما، بمعناه.
وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال: كنا عند علي عليه السلام فسأله رجل عن المهدي، فقال عليه السلام: هيهات. عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك؟ يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل فيجمع الله تعلى له قوماً فزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر.
قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده.؟ قلت: نعم. قال: فإنه يخرج من بين هاتين الخشبتين قتل: لا جرم والله لا أريمهما حتى أموت.
فمات بها، يعني مكة، حرسها الله تعالى. أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ومسلم ولم يخرجاه.
وعن الحم بن عتبة عن محمد بن علي، قال: قلت سمعنا انه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة.قال: إنا نرجو ما يرجو الناس، وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد سيطول ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة، وقبل ذلك فتنة شر فتنة، يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله تعالى، ولكن من أحلاس بيته.أخرجه الإمام أبو عمرو المقري، في سننه.
وعن أبي سيعد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً “.أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي.
وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي إلى على خوف شديد من الناس، وزلزال، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءاً، من عظم ما يرى من كلب الناس، وآكل بعضهم بعضاً، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصار، والويل كل الويل لمن خالفه، وخالف أمره.
وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي، ولا يخرج حتى يخرج ستون كذاباً، كلهم يقول: أنا نبي “.
وعن علي بن محمد الأودي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي المهدي موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون.
وعن يزيد بن الخليل الأسدي، قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، فذكرت آيتان يكونان قبل المهدي، عليه السلام لم يكونا منذ أهبط الله تعالى آدم، عليه السلام، وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره. فقال له رجل: يا ابن رسول الله، بل الشمس في آخر الشهر، والقمر في النصف. فقال أبو جعفر: أعلم الذي تقول، أنهما آيتان لم يكونا منذ هبط آدم، عليه السلام.
جيش يغزو الكعبة بداية ظهور أمر المهدي :
وأما بداية ظهوره فيكون بتهيئته لقيادة الأمة وصلاحه لها. يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(المَهْدي مِنَّا أهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللّه في لَيْلَة)
يهيئ الله تعالى المهدي ويصلحه في ليلة واحدة، ويؤيده بنصره وعونه.
ما معنى يصلحه الله؟
يحتمل معنيين: الأول: أن يكون مُتلّبساً ببعض النقائص (الصغائر) فيتوب الله عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك.
الثاني: يصلحها لله أي يهيئه ويُعدّه للخلافة وقيادة المسلمين في أيام الفتن والملاحم الأخيرة. وكلاهما متوجه والثاني يميل القلب إليه.
والعرب تستعمل مثل هذا اللفظ (أصلحه الله) للمدح والدعاء كأن يبدأ أحدهم كلامه مع الأميرة بقوله: (أصلح الله الأمير) أي وفق الله الأمير وسدد خطاه وأصلح حاله وباله.
وصفه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاح عندما قال:
(وإمامهم رجلٌ صالِحٌ…) الحديث.
ثم ينكشف أمر المهدي عند حكّام ذلك الزمان، فيهرب إلى مكّة مع بعض الناس ليحتمي بالبيت، وليس معهم عدة ولاعدد ولامنعة، ويُبعَث خلفه جيش لقتله والتخلص منه،َنْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، ( قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ، قَالَ : يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه البخاري ، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني .
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، فَقُلتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، فَقَالَ : إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ ثَلَاثًا ) رواه أحمد بهذا النص ، ورواته ثقات ، إلا واحدا وثقه البعض وضعفه آخرون .
و بداية ظهور المهدي ستكون في مكة بإذن الله ، وفور معرفته تسارع قلة من تلك القلة ، لمبايعته على الإمارة ، فيلجأ إلى الحرم تهرّبا ويعتصم به . ويظهر أمره شيئا فشيئا ، فيُبعث إليه بجيش يغزو الكعبة ، فيخسف به في الصحراء ما بين المدينة ومكة .
وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، وعصائب أهل العراق، فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويحمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرائه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون “.أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم؛ منهم الإمام أبو داود السجستاني، في سننه.والإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه.والحافظ الإمام أبو عبد الله بن ماجه القزويني، في سننه.والحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في سننه.والإمام ابن حنبل في مسنده.والحافظ أبو بكر البيهقي في البعث والنشور.رضي الله عنهم أجمعين. في رواية لأبي داود، بدل سبع سنين: تسع.
وعن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يبايع لرجل من أمتي، بين الركن والمقام، كعدة أهل بدر، فتأتيه عصب العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب، فيهزم مهم الله تعالى “.قال: “وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب “.أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه.
وعن امرأة القَعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنهما قالت: سمعتُ رسولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المِنبر يقول:
(يا هَؤلاءِ! إذا سَمِعْتُم بِجَيْشٍ قد خُسِفَ بِهِ قَريباً فَقَد أَظَلَّتِ السّاعَة)
ويُبايَعُ المهدي خليفةً للمسلمين بعد ذلك ويجاهد مع المسلمين في سبيل الله تعالى، وتكون خلافة على منهاج النبوّة، وتكون الملاحم بين المسلمين وأعدائهم إلى أن ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام.
إن ظهور المهدي ليس أمراً كسبيا يكون باجتهاد من المهدي محمد بن عبد الله وطلب منه لهذا الأمر، كلا .. بل إنه لا يعلم بذلك أصلاً حتى يصلحه الله تعالى في ليلة ويهيئ له قوماً ليس لهم عدد ولا عدة ولا منعة فيبايعونه عند الكعبة وهو كاره لهذه البيعة.
فمجئ المهدي آخر الزمان أمر قدري، قد قدره الله وكتبه عنده في أم الكتاب فهو كائن لا محالة شأنه في ذلك شأن ظهور المسيح الدجال ونزول عيس ابن مريم عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وباقي علامات الساعة.
في الصوت والهدة والمعمعمة والحوادث:
ذكر الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره، في قوله تعالى: “إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ” أي ذليلين.
قال: قال أبو حمزة الثمالي في هذه الآية: بلغنا، والله أعلم، أنها صوت يسمع من السماء، في النصف من شهر رمضان، تخرج له العواتق من البيوت.
وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يكون في رمضان صوت “.
وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “في المحرم ينادي منادٍ من السماء، ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً، فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة “.أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذا كانت صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟ يقولها ثلاثاً “هيهات، هيهات، يقتل الناس فيها هرجاً، هرجاً “.قال: قلنا، وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: “هدة في النصف من رمضان، ليلة جمعة، وتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعة من سنة كثيرة الزلازل، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله تعالى سجداً، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك “.أخرجه الإمام أبو عبد الله بن نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
.
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: انظروا الفرج في ثلاث.قلنا: يا أمير المؤمنين، وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والقزعة في شهر رمضان.فقيل: وما القزعة في شهر رمضان؟ قال: أوما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: “إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ” وهي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان.
في أن الله تعالى يبعث من يوطئ له قبل إمارته :
وفي رواية: “لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم جذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة “.
وفي رواية: “على أبواب الطالقانِ، حتى يخرج الله كنزه من الطالقان، فيجيء به كما كتب من قبل “.
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام أنه قال: ويحاً للطالقان، فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان . أخرجه الحافظ أبو نعيم الكوفي في كتاب الفتوح.
وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: يبعث الله المهدي بعد إياس، وحتى تقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً، عدة أصحاب بذر، يسير ون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة، من دار عند الصفا، فيبايعونه كرهاً، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثم يصعد المنبر.
أخرجه الحفاظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
وعن علقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود. قال: أتيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا مستبشراً، يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت فئة من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم خبر بممرهم، وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه.
فقال: “إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتى ترفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً “.
أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. هكذا.
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يخرج أناس من المشرق، فيوطئون للمهدي ” يعني سلطانه.
أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، في سننه.
وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج؛ فإن فيها خليفة الله المهدي “.
أخرجه الحافظ أبو نعيم، في صفة المهدي هكذا.
ولعل معنى قوله عليه الصلاة والسلام: “فإن فيها خليفة الله المهدي، أي فيها توطئة وتمهيداً لسلطانه، كما سبق في حديث عبد الله بن الحارث آنفاً.
وعن محمد بن الحنفية، قال: تخرج راية من خراسان، ثم تخرج أخرى، ثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل من بني تميم، يوطئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يسلم الناس للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً.
أخرجه الإمام أبو عمرو الداني، في سننه.
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقاتلونهم قتالاً لم يقاتله قوم ” ثم ذكر شيئاً، فقال: “إذا رأيتموه فبايعوه: ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي “.
أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح، على شرط البخاري ومسلم
نلخص العلامات في الآتي :
– الحكم الجبري.
– نزول بلاء شديد من السلطان على الأمة.
– تملأ الأرض جوراً وظلما.
– لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم .
– يكون بالشام فتنة.
– إذا قتل الخليفة بالعراق لعله صدام حسين .
– إذا انساب الترك على العراق و جزيرة العرب .
– ظهوره سيكون في أعقاب الحرب الحاسمة القريبة الشهيرة باسم (هرمجدون) سنتطرق لذالك في الجزء الخاص بالملحمة.
– ظهور أربع حكام في بلاد العرب الأبقع, الأعرج, الأصهب و السفياني.
– خروج أهل المغرب، و إنحدارهم إلى مصر .
– خروج من يدعو لالِ محمد.
– نزول الروم فلسطين.
– فتنة الأحلاس و هي حرب الخليج و حصار العراق.
– فتح بيت المقدس.
– هدنة تكون بين المسلمين و بين بني الأصفر أي الروم و لعلها بعد حرب الإرهاب المزعومة.
– الحرب العالمية التحالفيةالتالثة.
– خروج الرايات الصفر من المغرب.
– خروج الرايات السود من المشرق.
– هلاك الملوك و هو مشاهد.
– قتال كبير في الشام بين أهل المغرب و السفياني.
– ظهور الزلازل و زلزال عظيم بالشام.
– إقتتال أبناء الخلفاء و المسلمون على جبل ذهب.
– إذا قال الرجل: الله الله. قتل أي نهى عن المنكر و أمر بالمعروف.
– إذا ، أمسي الرجل مؤمناً و أصبح كافراً، أو أصبح مؤمناً و أمسي كافراً.
– ظهور موتان في الأمة , موت أحمر وهو السيف، و موت أبيض وهو الطاعون .
– إنكساف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره .
– جيش يغزو الكعبة يخسف به.
– ظهور المهدي سيكون في مكة شرفها الله.
– مبايعة عصائب العراق و أبدال الشام للمهدي بين الركن و المقام.
– عدة المبايعين كعدة أهل بدر.
– الهدة و الصوت في رمضان.
– المعمعمة في شوال.
– تميز القبائل في ذي القعدة.
– تسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم.