هذا اخر ما خطه
منفذ عمِـلَيّة آلَقَدُسًـ آمِـسً
آلَشّـيّخٌ ـ فُآدُيّ آبّـوُ شّـخٌيدُم تقبله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصيتي :
أنا فادي محمود أبوشخيوم، أكتب حروفي هذه وأنا بأعلى درجات السعادة استعداداً لتتويج سنوات من العمل الدؤوب المتواصل للقاء الله تعالى، فمنذ أن عرفت قدماي المسجد وأشربتُ القرآن والسنة وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيدا ً بإذن الله مقبلاً غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا إعداداً و استعداداً إيمانياً و عسكرياً لهذه اللحظة الشريفة المباركة.
أمي واخواني و اختي و زوجتي و أولادي و بناتي:
والله إن الحياة في ظلكم شرف و رفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع و أعلى، و كم كنتم لي عوناً و سنداً في حياتي، فكان حقاً علي أن أجازيكم بخير منه، ذلك أنه بلغنا عن نبينا صلى الله عليه و سلم أن الشهيد يشفع لأهله، و أسأل الله أن أكون شفيعاً لكم ولوالدي رحمه الله، فاصبروا و احتسبوا واثبتوا و اعلموا أني أخترت هذه الطريق مرضاة لله و فوزاً بجنة الله تعالى، فالحياة قصيرة و أفلح من جعلها لله و استطاع أن يضحي بنفسه لله.
فأوصيكم بالثبات على دين الله حتى تلقوا الله، فدينكم لحمكم و دمكم و أقصاكم عزكم و فخركم.
طلابي و طالباتي الغوالي و الغاليات:
ما يتجاوز العشرون عاماً مرت و أنا أعلم و أدرس في المدارس و المساجد و دار الفقه و دار القرآن و دار الحديث و غيرها من محاضن التربية و التعليم، و كنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسود الإسلام في عصرنا، و والله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم لكني كنت أعد و أستعد للحاق بهم، فأوصي كل فرد منكم بالثبات و الاستمرار في هذا الطريق، فهو طريق الأنبياء و الصالحين الذي لا يخطيء ولقاؤنا بإذن الله في الجنة فلا تبخلوا علي بالدعاء و المسامحة.
وأخيراً فيا أهل بيت القدس:
اختاركم الله للرباط فيه و الذود عن مسرى نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا تخذلوا المسرى و اعلموا أن حلول مشاكلكم تبدأ من رباطكم و جهادكم، قال الله تعالى: (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فوحدتكم في أقصاكم وزوال المشاكل الاجتماعية و العائلية في ضبط البوصلة نحو مسجدكم المبارك، فوالله ثم والله إن مسراكم و أقصاكم ينتظر منا الكثير، فاعيدوا الرباط و البوصله نحوه، والله يتولاكم وهو خير الناصرين.
إخواني رفقاء الدعوة و العمل الإسلامي:
إن كلمتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا تستوجب علينا التضحية و الفداء فلا تبقي كلمتنا ميتة دون روح، فلابد للكلمة من شاهد على صدقها وهو العمل، و خير تغيير التغيير بالتضحية و موافقة القول الفعل، و بعد هذه السنوات من العمل و طلب العلم و تعليمه للناس أقول لابد و أن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد كما يعتبرنا الناس قدوة لهم في العلم و العمل، فخير طريق لنا في ظل الظلم الذي يتعرض به مسجدنا أن نفديه بدمائنا..!
فلا حياة لنا بعزة وكرامة و مسجدنا حاله يوماً بعد يوم تسوء، و تزداد الهجمات عليه، فوطنوا أنفسكم على الرباط والجهاد و التضحية و الفداء وفكوا أغلال الدنيا عنكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولايجدون سعة، و يشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه البخاري و مسلم.
فأهلاً ومرحباً و هنيئا ً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم و أسال الله أن أكون رفيقه على الحوض، اللهم آمين،ولكم مثلها إن شاء الله.
وأختم وصيتي هذه بطلب الدعاء لي بالقبول و المغفرة والرحمة ورفع الدرجات، ومن كان له حق علي فله أن يطالب أهلي به أو أن يسامحني، ومن كان لي حق عليه فإني أُبرؤه منه لوجه الله تعالى، أسال الله أن يتقبلني وأن يتقبل مني جهدي و جهادي إنه ولي ذلك و القادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى كل من سار على هديه إلى يوم الدين.
أخوكم المحب
الشهيد الحي بإذن الله تعالى