الرئيسية / ملفات ساخنة / إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-4-

إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه-4-

 

إنصاف الحجاج القائد الفاتح

وتفنيد الافتراءات عليه

 

الحلقة الرابعة

 

الأستاذ محمد أسعد بيوض التميمي

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

  توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد  أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد  عن  الحجاج بن يوسف الثقفي   دراسة تاريخية استهدف من خلالها  إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق  في مراجع التاريخ  ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته   المدعمة بالأدلة   التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج   عن الحجاج    عليه  فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه  الآخر للحجاج  القائد المسلم

  ونفتح باب النقاش  العلمي الرصين لمن أراد   أن يدلي بدلوه  في هذا الإتجاه  بغية أثراء النقاش..جاد  في الإتجاه الذي يخدم  العلم والحقيقة وبيانها …

26

الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ بني امية

هناك كثير من الكتب التي قام أصحابها  بتشويه الحجاج بن يوسف الثقفي بل بتشويه تاريخ المسلمين بالكامل بداية من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرورا بالخلافة الراشدة ثم الأموية والتي كتبت بروح رافضية شيعية حاقدة والتي تعتبر الى يومنا هذا هي المراجع التاريخية التي تناقل عنها المؤرخون عبر التاريخ وتناقل عنها المستشرقون وجميع أعداء الإسلام وجميع من كتبوا عن بني أمية حتى اصبحت روايات هؤلاء الحاقدين والمزورين راسخة في التاريخ وفي  عقول الناس ولا يجرؤ احد على تكذيبها وكشف تزويرهم وتزييفهم حتى ان كل من يحاول ذلك يتهم بمناصرة الظلم والطغيان والدفاع عن قتلة الصحابة وعن من كفرهم فلان وعلان وكأن هؤلاء ينزل عليهم الوحي فجميع من كفروا الحجاج وطعنوا به وببني امية اخذوا عن هؤلاء المؤرخين  وحقيقة أن جميع من يتداولون هذه الروايات المفعمة بالطعونات والتشويهات لم يقرؤوا لهؤلاء المؤرخين بل لم يسمعوا عنهم ولا يعرفوا من هم وإنما يتناقلها جاهل عن جاهل وكحقائق ومسلمات  وما اصعب أن تناقش جاهل او تقنعه فمناقشته  كمن يحفر بالصخر بأظافره فسرعان ما يرد عليك بغير علم الحجاج قتل الصحابة وقتل عبد الله بن الزبير وقتل سعيد بن جبير وهدم الكعبة

ومن هذه الكتب و هؤلاء المؤرخين  الذين شوهوا تاريخنا ومن خلالهم تسرب لنا كثير من المصائب التي اصبحنا لا نجرؤ على الحديث عن بطلانها وبأنها تتناقض مع القرأن المنزل من رب العالمين قطعي الثبوت وقطعي الدلالة والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن الله تكفل بحفظه من كل تحريف وتبديل  ؟؟

 (إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون )

27

 

1 ..ابن إسحاق هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار المدني القرشي فهو يعتبر اول مؤرخ كتب سيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم ولد في المدينة المنورة سنة 85 هجري وتوفي عام 151 هجري  وهو قدري واتهم بالتشيع  وهو الذي كتب سيرة بن إسحاق وهي اقدم كتاب في السيرة النبوية وجمعها محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري المتوفي عام 218 هجري والمعروف بابن هشام  ونسبة له لذلك سميت بسيرة ابن هشام  وابن هشام رواها عن احد تلامذة ابن إسحاق وهو البكائي والتي احتوت على كثير من الإسرائيليات فابن إسحاق اعتمد في كتابة سيرته على التوراة ونقله عن اليهود والنصارى والمجوس حرفيا واصفا إياهم بأنهم اهل العلم من اهل الكتاب الأول وقام بجمع جميع الروايات المختلفة من مختلف المصادر الشفهية التي كانت متوفرة انذاك ولم يكن اهتمامه منصبا على تدقيق  صحة الروايات  وانما كان هدفه وغايته جمع كل ما يمكن جمعه الروايات  وطعن الأمام مالك وهشام بن عروة بن الزبير برواياته  وهو كان على اتصال قوي مع العباسيين حتى أنه كان يحابيهم لذلك كثير من العلماء امتنعوا  عن الاحتجاج برواياته

1

 

…المؤرخ الواقدي المولود عام 130 ومتوفي عام 207 هجري

 وهو ثاني اقدم  من كتب تاريخ بني امية بعد ابن إسحاق  حيث توافق ميلاده تقريبا مع نهاية دولة الأمويين و مع بداية العصر العباسي وقيام الدولة العباسية فهو ولد قبل قيام دولة العباسيين بعامين حيث ولد في عام 130 هجري فدولة العباسيين  قامت في

28

عام 132 هجري فهو عاش في القرن الأول من عمر الدولة العباسية يعني في ذروة الحقد العباسي على بني امية وتوافق هذا الحقد مع عقيدة الواقدي السبئية الشيعية الحاقدة على الإسلام وأهله فابن النديم صاحب كتاب الفهرست قال عنه انه كان متشيعا وهذا ما تؤكده رواياته عن الصحابة المفعمة بالحقد الدفين على بني امية ورواياته عن أخبارا شيعية تتفق مع مذهبه، منها أنه روى أن عليا كان من معجزات الرسول عليه الصلاة و السلام  كما كانت العصا من معجزات موسى عليه السلام ،و إحياء الموتى من معجزات عيسى عليه السلام وهو استغل انقلاب العباسيين على بني امية وعداءهم لهم فكان ظهوره في بداية الانقلاب  العباسي  جعله  يكتب تاريخ بني امية بما يتوافق مع هذا العداء وليبرر انقلاب العباسيين على بني امية وكان العباسيون بحاجة لمثل الواقدي يحمل روحا شيعية ليبرر لهم انقلابهم كما يفعل قادة الانقلابات في عصرنا الحالي على بني امية فقربوه منهم مما يؤثر على مصداقيته فكان مقربا جدا  من الخليفة هارون الرشيد  وفي عهد المأمون ولي القضاء في بغداد فكيف لا يكون منحازا لبني العباس ضد بني أمية حيث كانوا يغدقون عليه وعينوه قاضيا اعلى منصب بعد الخليفة  فهذا ما دفعه لإطلاق العنان لخياله الشرير وقلمه الحاقد  ليكتب  تاريخ بني امية بما يتوافق مع هوى العباسيين ليبرر لهم إنقلابهم وبما يكسبه رضاهم عنه وليحقق مكتسبات شخصية  فجعل من قلمه خنجرا يقطر قيحا  وحقدا يطعن به بكل حقد تاريخ بني امية وخاصة تاريخ الحجاج  وكأنه يكتب بخنجر حتى شوهه تشويها وجعله بشعا ومنفرا ومليئا بالدم والأشلاء وخصوصا بدم الصحابة والتابعين  وأشلاءهم  والواقدي هو من

29

مدرسة الكذابين في كتابة التاريخ   فقال عنه الدكتور خالد كبير علال في كتابه الإسلام وتدوينه (محمد بن عمر الواقدي البغدادي، هو محسوب على أهل السنة لكنني ذكرته مع الكذابين الشيعة، لأنه تبيّن لي أنه كان شيعيا يمارس التقية، يخفي التشيع و يظهر التسنن، و أدلتي على ذلك ثلاثة

أولها ان كثيرا من علماء الحديث قد كذبوه واتهموه بوضع الحديث ورواية المناكير عن المجهولين ومن هؤلاء العلماء الشافعي واحمد والبخاري  ومسلم  والنسائي  وأبو  داود  والترمذي  اللهم ارض عنهم

3…المؤرخ أبو مخنف المولود 110 هجري والمتوفي عام 170 هجري

ولد أبو مخنف في  مدينة  الكوفة ، وفيها نشأ، وتعلّم، ولا يُعلم شيءٌ عن تاريخ ولادته ولا عن نشأته ودراسته كان  شيعيا  و اخبارياً عالماً بالسير تروى عنه أحاديث الناس وأيامهم  وهو من أقدم المحدثين والمؤرخين العرب، إلا أنه كان يروي عن جماعة من المجهولين، وكان يروي الحديث الضعيف والمتروك ولا يوثق به حتى قال عنه أبو حاتم وهو من علماء الجرح والتعديل والمتوفي عام 277 هجري  بأنه متروك الحديث وقال عنه المحدث وصاحب المؤلفات في القرأن والحديث  الدار قطني المتوفي في بغداد عام 385 هجري  أن ابن مخنف  أخباري ضعيف وقال عنه الفيروز ابادي  صاحب القاموس المحيط، أبو مخنف أخباري شيعي، تالف متروك الحديث »

30

وهذه شهادة  شيعية من عباس القمي وهو رجل دين شيعي إيراني معروف باسم المحدث القمي حيث قال  إن ابن مخنف من أعاظم مؤرّخي الشيعة، ورغم  اشتهار تشيّعه اعتمد عليه علماء السُنّة في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما حتى أن مروياته في تاريخ الطبري 585 وكان ابن مخنف شيعيا متعصبا حتى أن الباحث يحيي بن إبراهيم اليحيى كتابا اسماه مرويات ابي مخنف في تاريخ الطبري استعرص فيه ونقد بعض اسانيد روايات ابي مخنف بمنهجية علمية ، وليعلم أنّ لأبي مخنف كتباً كثيرة في التأريخ والسير وكان مقربا من بني العباس

3..أبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري المتوفي عام 160 هجري

وهو اخباري ومؤرخ من طبقة أبو مخنف وهو من أقدم ما   وصل الينا في تاريخ الدولة الاموية

31

4…ابن الكلبي

هو هشام بن الكلبي المولود عام 110 والمتوفي عام 204 هجري وهو من النسابين والمؤرخين في بداية العهد العباسي وكان يؤخذ اخباره عن شخص يهودي اسمه ابا يعقوب اليهودي وكان من سكان الكوفة وكان من تلاميذ الواقدي واخذ عنه الكثير وقال   عنه   بعض  أئمة  السنة والجماعة ومنهم ابن حنبل (إنما كان صاحب سمر ونسي كثير النسيان  ما ظننت أن أحدا يحدث عنه)

وقال عنه الدار قطني  ( متروك  الحديث  أي  لا يؤخذ عنه الحديث)

وقال عنه   ابن  عساكر  رافضي ليس بثقة

وقال عنه ابن حجر متهم بالكذب ورمي بالرفض أي شيعي

وقال عنه الذهبي في كتابه  سير  النبلاء  (الكوفي ) أي ابن الكلبي (نسبة انه كان يعيش في الكوفة شيعي احد المتروكين كأبيه وقد ادعى بأنه  قد حفظ  القرأن في ثلاثة أيام وقال عنه ابن حيان كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون بأن عليا لم يمت وانه راجع الى الدنيا قبل قيام الساعة فيملئها  عدلا بعدما  ملئت جورا وإن رأوا سحابة قالوا امير المؤمنين

32

ونقل عنه قوله كان جبريل يملي على رسول الله فلما دخل الرسول الى الخلاء جعل يملي على علي)

 

5…كتاب الإمامة والسياسة

وصاحب هذا الكتاب قريب عهد بمن ذكرنا من المؤرخين الذين ذكرنا انفا بل هو امتداد لهم فهو حتما اخذ منهم   فهذا الكتاب ينسب لابن قتيبة الذي عاش ما بين عامي 213 و  276  هجري  فلم يذكر في التاريخ أن ابن قتيبة ألف كتاباً في التاريخ يدعى (الإمامة والسياسة).

فالمنهج و الأسلوب الذي سار عليه مؤلف ( الإمامة  والسياسة  ) يختلف تماماً عن  منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه  فالذي الف هذا الكتاب ونسبه  لأبن قتيبة  رافضي خبيث ، أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظراً لكثرتها ونظراً لكونه معروفاً عند الناس بانتصاره لأهل الحديث، وهذه من أخلاق الروافض المعهودة نعوذ بالله من الضلال والخذلان

6…. نهج البلاغة

ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب (نهج البلاغة)

33

فهذا الكتاب  مطعون  في  سنده  ومتنه  ، فقد جمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند وهذه المسافة التاريخية الطويلة بين تأليفه وبين الأمام علي رضي الله عنه تجعل عملية الكذب والتزوير حتمية ومنطقية ، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند المحدثين .

قال ابن خلكان  في ترجمة  الشريف  الرضي  ( وقد اختلف الناس في كتاب (نهج البلاغة) المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه  هل جمعه الشريف الرضي ؟ أم جمع أخيه الرضي؟  وقد  قيل : أنه ليس من كلام عليّ ، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه الذي وضعه ، والله أعلم ).

وقال   الذهبي(من (طالع نهج البلاغة) جزم أنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله  عنه ، ففيه السب الصراح، والحط على السيدين أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- وفيه من التناقص والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن أكثره باطل ).

وقال ابن   تيمية  ( وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة  على عليّ ، ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب

34

متقدم ولا لها إسناد معروف(  .
وأما   ابن  حجر ، فيتهم الشريف الرضي بوضعه ، ويقول )ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي  وأكثره باطل (.

7…كتاب الأغاني للأصفهاني  في القرن الرابع الهجري 356 هجري

يعتبر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني كتاب أدب وسمر وغناء ، وليس كتاب علم وتاريخ وفقه ، وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ فليس معنى ذلك أن يسكت عما ورد فيه من الشعوبية والدس ، والكذب الفاضح والطعن والمعايب التي الحقها بتاريخنا ، وقد قام الشاعر العراقي والأستاذ العظيم وليد الأعظمي بتأليف كتابه القيم الذي سمّاه (السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني) فقد شمّر جزاه الله خيراً عن ساعد الجد، ليميز الهزل من الجد، والسم من الشهد، ويكشف ما احتواه الكتاب من الأكاذيب ونيران الشعوبية والحقد ، وهي تغلي في الصدور كغلي القدور وأخذ يرد على ترهات الأصفهاني فيما جمعه من أخبار وحكايات مكذوبة وغير موثقة تسيء إلى آل البيت النبوي الشريف ، وتجرح سيرتهم ، وتشوّه سلوكهم ، كما تناول مزاعم الأصفهاني تجاه معاوية بن أبي سفيان والخلفاء الراشدين الأمويين بما هو

35

مكذوب ومدسوس عليهم من الروايات ؛ وتناول الأستاذ الكريم والشاعر الإسلامي وليد الأعظمي في كتابه القيم الحكايات المتفرقة التي تضمنها الكتاب والتي تطعن في العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي ، وتفضل الجاهلية على الإسلام وغيرها من الأباطيل قال ابن الجوزي عن ابي  فرج  الأصفهاني  ) لا يوثق بروايته، ويوجد في كتبه بما يدل على فسقه  ، فهو يهّون شرب الخمر ، وربما حكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمل كتاب الأغاني ، رأى كل قبيح ومنكر وفي هذا الكتاب قصص وحكايات واساطير عن ظلم  الحجاج  والطعن به تفوق كل خيال وهي التي يتداولها الناس .

عن المحرر

شاهد أيضاً

نزول عيسى عليه السلام

  نزول عيسى عليه السلام   من المعلوم أن التمايز بين الناس في ميزان الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *