Home / المنبر الحر / إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه الحلقة – 15

إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه الحلقة – 15

إنصاف الحجاج القائد الفاتح وتفنيد الافتراءات عليه الحلقة -15

 

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

  توصلنا من الأستاذ الفاضل محمد  أسعد بيوض التميمي كتابه الجديد  عن  الحجاج بن يوسف الثقفي   دراسة تاريخية استهدف من خلالها  إنصاف هذا القائد المسلم المفترى عليه وقد استغرقت منه سنوات من البحث والتدقيق  في مراجع التاريخ  ليقدم للمكتبة التاريخية والإسلامية دراسته   المدعمة بالأدلة   التي نفذ من خلالها كافة المفتريات التي ألصقت بالحجاج   عن الحجاج    عليه  فأننا ننشرها على حلقات…. إماطة اللثام عن الوجه  الآخر للحجاج  القائد المسلم

  ونفتح باب النقاش  العلمي الرصين لمن أراد   أن يدلي بدلوه  في هذا الإتجاه  بغية أثراء النقاش..جاد  في الإتجاه الذي يخدم  العلم والحقيقة وبيانها …

السيرة الذاتية  للمؤلف
الاسم محمد اسعد بيوض التميمي
مواليد مدينة خليل الرحمن في فلسطين 1956
نشأ وترعرع في مدينة القدس الى ان تم ابعاد عائلته من القدس الى الاردن عام 1967
التحصيل العلمي
بكالوريوس من كلية التجارة والاقتصاد والشريعة جامعة الازهر القاهرة عام 1981
ماجستير مقارنة اديان

المؤلفات
1…كيف نوحد الله حتى لا نكون من الاخسرين اعمالا
2…واقعنا واخطر احداث القرن العشرين
3…واقعنا الفكري والثقافي والغزو والفكري والثقافي التشخيص والعلاج وكيف تنهض الأمم
4..الاسلام مفاهيم ومصطلحات وحقيقة المعركة
5..تربيتنا من اجل حياة زوجية واسرية وعائلية ناجحة
6…واقعنا الإقتصادي التشخيص والعلاج
7…الحجاج القائد الفاتح خامد الفتن وتفنيد الإفتراءات عليه
8…مئات الابحاث والمقالات الدينية والسياسية والاقتصادية منشورة على كثير من المواقع الكترونية المهمة ممكن الوصول اليها بواسطة الباحث جوجل
عشرات الحوارات
10…والندوات على القنوات الفضائية واهمها على الجزيرة وخصوصا في برنامج الاتجاه المعاكس معظمها موجود على اليوتيوب

150

الحجاج والوليد بن عبد الملك اللهم ارض عنهما

قبل الحديث عن إنجازات الحجاج في عهد الوليد بن عبد الملك لا بد من التذكير بأن المؤرخين الشيعة المجوس الذين كتبوا تاريخ الحجاج وبني امية والذين ذكرناهم في مقدمة الكتاب عملوا على تشويه الوليد بن عبد الملك كما هو ديدنهم مع بني امية ومع الصحابة من قبلهم حتى انهم اتهموه زورا وبهتانا بأنه كان شابا سكيرا عربيدا فاجرا فاسدا يعيش حياة عبثية بل واتهموه بأنه قام بتمزيق القرأن وبتحدي رب العالمين عندما قال عن نفسه بأنه جبار عنيد والعياذ بالله أي أنهم كفروه وجعلوه حاقدا على الإسلام والمسلمين ولكن سيرة حياته وخصوصا مع الحجاج اللهم ارض عنهما تدحض هذا الكذب وهذا الإفتراء وهذا الحقد الأسود عليه فالحقائق التاريخية الدامغة التي لا زالت راسخة على الأرض وفي التاريخ ولا احد يستطيع تجاوزها او اغفالها تثبت وتقول غير ذلك بل تقول بأنه كان محبا لدينه مدافعا عنه قضى حياته مجاهدا ينصر دين الله ويحارب أعداء الله و هذه الحقائق تؤكدها الفتوحات الواسعة والمباركة التي تمت في عهده ولقد اطلق على فترة حكم الوليد بن عبد الملك العصر الذهبي للدولة الأموية حيث بلغت في عصره اوج عظمتها وقوتها واتساعها شرقا وغربا فكانت الدولة الأموية في عهد الوليد اكبر امبرطورية مساحة واتساعا في التاريخ وكان لا يمكن ان ينصره الله ويثبت ملكه لو كان كما يفترون عليه او لم يكن ناصرا لدينه وهناك الكثير من المساجد في العالم الإسلامي والتي أصبحت من المعالم الإسلامية المقرونة باسم الوليد وابيه عبد الملك والتي تدل على اهتمامه البالغ ببناء المساجد والتي لا زالت شاهدة على حبه لدين الله فمن اشهر هذه المساجد المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس والمسجد الابراهيمي في الخليل والمسجد الأموي في دمشق وفي حلب فالذي يمزق القرأن ويكون سكيرا عربيد لا يبني بيوتا لله حتى يعبد فيها بل

151

ينشر دور الفساد ولا يجاهد في سبيل الله ولا يقوم بالفتوحات ولا ينشر الإسلام في الأرض بل يعمل على هدم ما ورثه عن والده ولكنه حافظ على الدولة الإسلامية وعلى الفتوحات وزاد عليها اللهم ارض عن الوليد واجزه عن الإسلام خير الجزاء

بيعة الحجاج للوليد بن عبد الملك ….

بعد وفاة عبد الملك بن مروان أرسلت البيعة بالخلافة الى ابنه الوليد بن عبد الملك من جميع ولاة الولايات ولم يختلف عليه أحد او يتخلف عن بيعته احد او يعلن التمرد والثورة عليه احد كما حصل مع ابيه ومن قبله يزيد ومروان بن الحكم ومن قبلهم معاوية وكان الحجاج السباق في مبايعة الوليد بن عبد الملك و دون تردد ودون ان توسوس له نفسه بأن يستغل قوته وقيادته لجيوش بني امية فيعلن التمرد ويأخذ البيعة لنفسه وقد كان يستطيع ذلك فهو يملك القوة اللازمة لفعل ذلك ولكن لأنه كان من سجايه وطبعه الوفاء لبني امية وعدم الغدر ويعتبر نفسه جنديا من جنودهم وما كان الا مطيعا لولي امره عبد الملك بن مروان ويعتبر هذه الطاعة طاعة لله ورسوله التي ولولي الأمر التي  امر الله بها ما دام هذا الولي يحكم بشرع الله وكانت مسارعته في البيعة حتى يغلق باب الفتنة وحتى لا يفكر احد بالخروج عن بيعة الوليد بن عبد الملك

نص بيعة الحجاج الى الوليد

((أما بعد فإن الله استقبلك يا أمير المؤمنين في حداثة سنك بما لا أعلم أنه استقبل به خليفه قبلك من التمكين في البلاد والملك للعباد والنصر على الأعداء , فعليك بالإسلام فقوم أوده وشرائعه وحدوده ودع عنك محبة الناس وبغضهم

152

وسخطهم فإنهم قلما يؤتى الناس من خير وشر إلا أفشوه ثلاثة أيام … والسلام))

فهذه البيعة وصيغتها تدل على ان الحجاج كان همه الأكبر ليس رضى الناس وانما رضى رب الناس وتطبيق شرع الله ونصرة دينه.

في حين كان عبد الملك رجل شديد البأس في زمن الصراع والتناحر ,كان خليفته وولده الوليد رجل السلام والاصلاح في زمن المهادنة ,وإن كان عبد الملك قد شيد مُلكاً عظيماً فقد قام الوليد يضيف اليه ويزينه ويكمل بهاءه ويحافظ عليه ويزده قوة على قوة وإتساعا على إتساع ,ولقد أبقى على جميع الولاة كلُ في مكانه ومنصبه , وبناء على وصية والده الخليفة عبد الملك بن مروان التي ذكرناها سابقا قام بتقريب الحجاج اليه أكثر  ,فأقر الحجاج على سياسته وأمده بما يلزم لتحقيق أهداف بني أمية

وابقاه قائدا عاما لجيوش الفتح والقادة الفاتحين الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها حيث كان قادة الفتح شرقا الذين عينهم الحجاج هم

محمد بن القاسم الثقفي

والمهلب بن ابي صفرة

وقتيبة بن مسلم الباهلي

فما هي المساحات والبلدان التي فتحها هؤلاء القادة الثلاثة تحت قيادة الحجاج وبأمر منه

ففتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي لوحده بلغت 40% من مساحة الاتحاد السوفياتي السابق و33% من مساحة الصين الشعبية فتصوروا معي كم هي هذه المساحة شاسعة .

ومحمد بن القاسم فتح بلاد السند التي هي باكستان الحالية وبلاد الهند

بلاد سيحون وجيحون

فما هي بلاد (سيحون وجيحون) هي الممالك الواقعة خلف نهري سيحون وجيحون في بلاد الترك في اسيا الوسطى في ما كان يسمى

153

بالجمهوريات الإسلامية في الإتحاد السوفياتي السابق الذي انهار وتفكك مع غروب شمس اخر يوم من عام 1991 وعددها حوالي أربعة عشر جمهورية ,وأهم هذه الممالك مملكة صخارستان وعاصمتها بلخ ,ومملكة صفانيان وعاصمتها شومان, ومملكة الصفد وعاصمتها سمرقند وأهم مدنها بخارى وطشقند ,ومملكة فرغانة وعاصمتها خجندة وملوكها الاخشيد ,ومملكة خوارزم وعاصمتها الجرجائية ,ومملكة أشروسنة ومنها سلالة المماليك, ومملكة الشاشي على حدود الصين وعاصمتها بنكث .

وبأمر من الحجاج ظل قتيبة بن مسلم الباهلي عاملاً للحجاج وبني أمية في بلاد ما وراء النهر تتوالى انتصاراته حتى وصل الى حدود الصين ,وكان الحجاج قد كتب الى قائديه قتيبة بن مسلم ومحمد القاسم أيكما يسبق الى فتح الصين فهو والي عليها وعلى صاحبها, وتمكن قتيبة من توطيد سلطانه على الشمال الشرقي من قارة أسيا الى حدود الصين ,بلاد أرمينيا، وأذربيجان وجورجيا ,وأفغانستان ،وباكستان، والهند ،واوزباكستان ،وتركمانستان ،وكازاخستان

اما في الغرب

فكان قادة الفتح هم

موسى بن نصير

وطارق بن زياد

طريف بن مالك

فهؤلاء القادة الثلاثة هم الذين فتحوا اسبانيا واسسوا دولة الأندلس التي لا زلنا نباهي ونفتخر بها ونتحسر على زوالها فجميع هذه البلدان شرقا وغربا دخلت في الإسلام على ظهور خيول أمويّة وأصبحت تحت ظلال سيوفهم وتحكم بشرع الله وتم كل ذلك بقيادة الحجاج , ودخل الناس في هذه المناطق في دين الله افواجا وأصبحت هذه البلدان موحدة لله رب العالمين فكان الأذان نداء الله أكبر الأزلي شعار المسلمين والذي كان

154

شعار جميع فتوحاتهم وانتصارتهم يرفع في عهد الحجاج والوليد بن عبد الملك من  جبال الهملايا في الصّين وعند سهول جورجيا وعلى أبواب موسكو شرقا والى جبال الألب  وجبال البرانس وعلى أبواب باريس غربا , وترفرف على قلاع تلك البلدان رايات التوحيد (لا إله إلّا الله محمدٌ رسول الله) ،فجزا الله الحجاج خيراً على ما قدّمه للإسلام والمسلمين .

فهل من يفتح الله عليه هذه البلدان في اقاصي الأرض ويحمل الإسلام الى تلك البقاع ويكون قائداً لهذه الجيوش الفاتحة ولهؤلاء القادة الفاتحين يكون انسان شريراً وظالماً وشيطاناً رجيماً وسفاكا للدماء ولا يخاف الله ويكون سكيرا عربيدا ويمزق القرأن مالكم كيف تحكمون وهل فتوحات الحجاج تقل عن فتوحات من سبقوه من الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين ام كانت هي امتداد لها الا لعنة الله على الشيعة المجوس الذين زوروا لنا تاريخنا وانطلى علينا تزويرهم واخذنا نردده كالببغاوات دون وعي ولا ادراك ؟؟

فعند الحديث عن الحجاج في كتب التاريخ, لا يذكرون لنا بأنه كان من أعظم قادة الفتح الإسلامي وبأنه أحيا روح الجهاد في المسلمين بعدما فترت وخمدت هذه الروح مدة عقد ونصف تقريبا نتيجة الفتن وبأنه فتح بلدان كثيرة

فكيف نفتخر بهذه الفتوحات وبقادتها ولا نفتخر بالحجاج القائد العام لقادة الفتح فهو  الذي سيرهم لهذه الفتوحات , فالأولى أن نفتخر بقائدهم الذي سيرهم ووجههم الى هذه الفتوحات والتي كان يشرف عليها مباشرة فلماذا يتم اسقاط اسمه ودوره في هذه الفتوحات لأن اعداءه الذين كتبوا وزوروا تاريخه امتلأت قلوبهم عليه غيظاً وحقداً وخوفاً ورعباً ,وعملوا على تشويهه في التاريخ فلم تتوجه جيوشه الى بلد إلا وكان نصر الله حليفها ففتحته وأخذته وأخضعته الى سلطان المسلمين و سواء كان ذلك في معارك اخماد الفتن او في معارك الفتوحات فهو لم يهزم في معركة او يفشل في مهمة وهذا يدل على أنه كان ينصر الله فنصره الله ومثله

155

كمثل سيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي لم يهزم في معركة وكانت على يديه زوال إمبرطوريتي فارس والروم و فتوحات كثيرة واللهم ارض عن الوليد والحجاج وبني امية

((الحجاج وإنجازاته العلمية والاقتصادية والإجتماعية كرجل دولة من طراز رفيع))

لم يقتصر جُهد الحجاج على الفتوحات والغزوات واخماد  الفتن   والثورات , بل تعدى ذلك  الامر بكثير  , فإنجازات الحجاج المدنية  الحضارية غير العسكرية  تشهد له بأنه  قد كان رجل دولة استثنائي بمعنى الكلمة , وصاحب رؤيا ثاقبة وشاملة لمعنى الدولة ومقومات ودودها واستمرارها ونموها  كما كان رجلا عسكريا استثنائيا ,فبعد أن أخمد الفتن والثورات وقضى على رؤوسها وأعاد الأمن والأمان  والاستقرار للدولة الإسلامية ودون إراقة دماء فلم يستخدم السيف الا في الحدود الدنيا وفي حالة الاضطرار والدفاع عن النفس  كما اثبتنا سابقا ’فبعد أن قام استئناف الفتوحات ,قام بتأسيس مؤسسات وبناء بنية تحتية ضرورية لأي دولة و للنهوض بالدولة الإسلامية ونقلها نقلة نوعية واستراتيجية  في شتى مجالات الحياة  الدينية والعلمية والاقتصادية  والاجتماعية والتي لا يمكن أن يقوم بها الا من كان مخلصا لدينه ولأمته وعلى درجة عالية من بعد النظر ورجل دولة صاحب رؤيا استراتيجية فالدولة الأموية الإسلامية كما بلغت في عهد الحجاج ذروة توسعها واوج عظمتها شرقا وغربا بل بلغت حد من العظمة والاتساع والقوة  والنهوض في جميع المجالات ما لم تبلغه امبرطورية في التاريخ  أصبحت بمعنى الكلمة أعظم دولة في التاريخ  

156

ولا زالت معالم هذه  العظمة والحضارة والنهضة  والإتساع شاهدة على ذلك للأن فكثير من الناس يتعجبون عندما يعلمون بأن الإسلام دخل بلاد الهند والسند في عهد الدولة الأموية وخاصة في عهد الحجاج  ولكن يتم التغافل  والتغاضي عنذلك  وعدم ذكرها عن عمد حتى يرسخوا في اذهان الناس ان الحجاج ما هو رجل مخرب وسفاك للدماء

وفي ما تبقى من الكتاب سنذكر  بعضا  من هذه الإنجازات التي تشهد للحجاج  , حيث أن هذه  الإنجازات أصبحت حقائق راسخة في  التاريخ ولا يمكن مسحها من الوجود مهما تم تجاهلها أو التغاضي عنها أو الطعن بالحجاج او تزوير التاريخ فبعض هذه الإنجازات لا زلنا نستفيد منها وخصوصا الإنجازات العلمية  وفي ما يتعلق بخدمة القرأن والحفاظ عليه فلا يوجد مسلم منذ ذلك التاريخ والى اليوم الا واستفاد منها

لذلك يجب ان نستغفر له ونترحم ونترضى عليه ونذكره بكل خير بدلا من أن لعنه ونردد كالببغاوات طعونات الشيعة المجوس به  فاللهم ارض عنه  واجزه عن المسلمين خير الجزاء فالشيعة المجوس لا يذكرون بني امية الا ويقولون  التاريخ الأموي الدموي (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون الا كذبا)

فمن إنجازات الحجاج  واهمها والتي تدل على تقربه الى الله بتعظيمه لكتابه والعناية به

 

157

عناية  الحجاج  بالقرأن الكريم

الحجاج وخدمة القرأن الكريم وكيف كانت هذه العناية

كان الحجاج قبل أن يلتحق بجيش الخليفة عبد الملك بن مروان ووالده يعملان في اشرف مهنة وهي العمل في تدريس القرأن   فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرأن وعلمه  ، ، ثم التحق بجيوش الفتح  لكنه بقي شديد التعظيم للقرآن ولأهل القرآن.

قال ابن كثير عن الحجاج (وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً )

فلقد كان الحجاج من أكثر الناس خدمة للقرأن  وحُبا له بل واشهرهم على الإطلاق وكان يتعبد الله بهذه الخدمة , وهذه الخدمة العظمى  تدل على خشيته من الله وحبه لدينه وحرصه على الحفاظ على كتاب الله

فمن أعظم انجازات الحجاج جزاه الله عنها خير الجزاء في هذا المجال والتي استفدنا منها استفادة عظمى الى يوم الدين وهي فتح من الله لا يفتحها الا على من كان من احبه حيث ان هذا الفتح يتعلق بالتدبر بكتاب الله وكيفية الحفاظ عليه حيث ان الله تكفل بحفظ كتابه بتسخير عباد له يقومون بهذه المهمة الربانية العظيمة فكان الحجاج من هؤلاء الذين اصطفاهم لخدمة كتابه المجيد

158

فما هي الخدمة هذه الخدمة العظمى التي قدمها لكتاب الله ولا زلنا نستفيد منها والى يوم الدين

أولاً: تقسيم  القرأن  الى عدة  أجزاء

 فمن أجل تسهيل حفظ القرأن  والحفاظ عليه , فتح الله على  الحجاج بطريقة كانت فتحا مبينا  ومن أجل تحقيق  هذه  الطريقة استدعى جميع اهل الاختصاص من القُراء والحُفاظ  والكُتاب وعلماء اللغة من النحويين ,وطلب منهم أن يحسبوا عدد حروف  القرأن  وأن يُحددوا نصفه وثلثه وربعه ,فقاموا بذلك في أربعة أشهر , ثم طلب منهم أن يعملوا على تقسيم  القرأن المجيد الى ثلاثين جزءاً ,وتقسيم الثلاثين جزءاً الى ستين حزباً ,و الستين حزبا الى مئتين وأربعين ربعاً, وبذلك كان سبباً في تيسير قراءة كتاب الله وحفظه وخصوصا على المسلمين غير الناطقين بالعربية

وتستند هذه المعلومة إلى قول شيخ الإسلام ابن  تيمية: قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ ثمانية ، وعشرين، وثلاثين، وستين، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق بدأ ذلك، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك

159

ثانيا : قيام الحجاج  بتنقيط المصحف

فمعظم المسلمين لا يعرفون بأن الحجاج جزاه الله خيرا هو من قام بتنقيط القرأن  فما الذي دفع الحجاج الى تنقيط  المصحف فعندما انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ودخل في الإسلام أمم شتى غير ناطقة بالعربية ,فصار من الصعوبة عليهم قراءة  القرأن  وحفظه ,وانتشر اللحن في القراءة واشكلت عليهم الحروف  فلا يميزون بين التاء والباء  والراء والزين  والنون والجيم والحاء والخاء والذال والدال والعين والغين ولا بين حركات الإعراب من فتحة وضمة وكسرة, فمن اجل التميز بين الحروف وللتسهيل على هؤلاء  قراءة  القرأن  وحفظه وتلاوته أمر الحجاج  بتنقيط حروف القرأن الكريم وتشكيلها بحركات الإعراب  وبالتالي  تنقيط  وتشكيل اللغة العربية لغة القرأن ككل ,وكان لهذا الأمر أكبر الأثر في تسهيل قراءة القرأن و القراءة بشكل عام وفهم المعاني للعرب وغير العرب

فهل هناك أعظم من هذه الخدمة للقرأن يا من تشتمون الحجاج وتكفرونه وجعلتموه شيطانا رجيما والتي لا زلنا نستفيد  منها  بعد  خدمة عثمان رضي الله عنه عندما قام بجمع  القرأن  في مصحف واحد واستنسخ منه سبعة نسخ ووزعها على الأمصار حتى لا يحصل أي اختلاف بين المصاحف في القراءة والحفظ ؟؟

 

160

وهل من يقوم بهذه الخدمة التي وصلتنا وسهلت على المسلمين حفظ كتاب الله وتدبره ومن سخره الله ليكون سببا في حفظ كتابه يكون كافراً وعدواً لله ورسوله والمؤمنين ؟؟

فتصوروا معي لو أن الحجاج لم يقم بتنقيط القرأن واللغة العربية فكيف سيكون عليه الحال في عصرنا الحالي الذي تراجع فيها تعلم اللغة العربية تراجعا كبيرا حتى أن حملة الشهادة العليا اصبحوا يلحنون بها ولا يجدون قرأتها ولا التعبير بها

وهل  من يعمل ذلك  يكون  محاربا للقرأن و لا عقل  عنده وبأنه رجل شرير ولا يعرف إلا القتل والظلم والتعدي على حرمات الله معاذ الله أن يكون كذلك ما لكم كيف تحكمون ام لكم كتاب فيه تدرسون فهل هناك غيرة على كتاب الله اعظم من هذه الغيرة

About المحرر

Check Also

السيف والقلم ( رحلتي مع الجماعة الإسلامية ) (3)( 4)

《 السيف والقلم 》 ( رحلتي مع الجماعة الإسلامية ) (3) ( 4) الشيخ عاصم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *