لقد كان تشريع الهجرة في سبيل الله هي الحكمة الالهية العظيمة و رحمة للمستضعفين من المؤمنين في صدر الاسلام الاول ولازالت هذه الرحمة الالهية ممتدة لكل المستضعفين حتى يرث الله الارض ومن عليها.
ولئن كانت الهجرة واجبة على هؤلاء المستضعفين من المؤمنين فهي بلا شك أوجب في حق الدعاة و العلماء المطالبين بتبيين الحق للناس وعد م كتمانه.
لقد مضى عام وجاء عام هجري جديد ولايزال علماؤنا وقياداتنا يأبون الهجرة في سبيل الله والشباب المجاهد في أفغانستان والعراق و الشيشان يتطلع لليوم الذي يرى فيه العلماء بجانبه وهو في ميدان القتال مع أعداء الله تعالى.
فبالرغم من حالات الاضطهاد والتعذيب التي يعاني منها كثير من علماء وقيادات الحركة الاسلامية اليوم إلا أننا لانرى منهم من يترك وطنه وأهله ليهاجر في سبيل الله فراراً بدينه و لكي يقف مع المجاهدين في حربهم ضد الحملة الصليبية الدائرة رحاها
… يشحذ هممهم… ويصوب أخطائهم… ويذكرهم بالأحكام الشرعية… ويفتيهم في ما اشكل عليهم منها .
قد يتسائل علماؤنا وكيف ومتى وأين ؟؟؟
و الاجابة بكل بساطة موجودة عند الالاف من شباب أمتنا الذين تركوا جامعاتهم وبيوتهم وأعمالهم وأوطانهم والتحقوا بصفوف المهاجرين المجاهدين في سبيل الله
. فكما بالامس قد هاجر شبابنا فعلى علماؤنا اليوم أن يهاجروا.
ولقد شاهدنا في الاعوام الهجرية التي مضت حالات كثيرة من علماء غيروا فتاواهم بعد إعتقالهم أو بعد الافراج عنهم.
خرجوا من السجون لكي يقدموا للشباب المجاهد المهاجر روشتة من النصائح في الجهاد وكأنهم لم يدركوا هذه الاخطاء ووجوب النصيحة فيها الا بعد المرور بمحنة السجن و التعذيب.
وهل كانت أخطاء شبابنا الا بعد أن تخلى علماؤهم عن واجب الهجرة في سبيل الله؟
وإذا كان هؤلاء الناصحون على حق فما الذي يمنعهم من الهجرة في سبيل الله؟
وهل الشباب أقدر على الهجرة و الالتحاق بصفوف المجاهدين ومواجهة صعاب الطريق ومخاطره أكثر من علمائه ؟
وهل الشباب مطالبون شرعاً بنصائح وتوجيهات العلماء المغيبين عن واقع جهادهم؟
ومتى سيستشعر علماء الامة عظم هذا الواجب المكلفون به ؟
أسئلة عديدة تدور في عقول الشباب المهاجر في سبيل الله.
فهل سيجيب علماء أمتنا عليها قبل أن ينتهي العام الهجري الجديد؟