شعب مصر له خاصية فريدة، لا أظن أنها تتكرر بهذا الشكل وهذه الصورة في أي شعب آخر، وهي المهارة الفائقة في صناعة الطاغية الديكتاتور الحاكم، حتى من أتفه الشخصيات وأكثرها حقارة وخساسة وسفالة!
وصناعة الطواغيت تأتي حينا بإتاحة الفرصة لظهورهم من لا شيء، ثم دعمهم من الصفر حتى يتصدروا المشهد، ويتحكموا ويطغوا، ويستمر الشعب في دعمهم والتصفيق لهم وتقديرهم، رغم ما يسومنهم من الغذاب والعبودية والهزيمة والعار والفقر.
انظر سيرة فرعون موسى عليه السلام، كيف اتبعه قومه في تشويه نبي الله ومحبة انتصار السحرة عليه، ثم اتباع جنود فرعون، من أبناء المصريين، له حتى الغرق، حتى بعد أن ابتلاهم الله بخمس جوائح دمرتهم (الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم)، ولم يرعووا!
يا له من ببغاء ** عقله في أذنيه!
لا والله ما وصف أحد خاصية الشعب المصري الذليل الخسيس أفضل مما وصفها شوقي في أبياته تلك! ثم انظر ما فعل الشعب الخسيس، ربيب الذلة، مع عبد الناصر الملحد الأثيم! رفعوه كإله، وغنوا له “يا جمال يا مثال الوطنية … بنجاتك يوم المنشية”، و”يا جمال يا حبيب الملايين..” وما لا يحصى غير هذا مما جعله في سماء لا سقف لها إلا فوق أرض مصر التعيسة! حتى بعد أن انهزم هزيمة لا مثيل لها في 67، خرج الشعب الذليل يدعوه للرجوع، ليجلس ببيادته على رؤوسهم! ثم انظر السيسي، أنجس وأحقر ما أنجبت أرض مصر، من ذرية يهود، كيف خرجت جحافل تحارب دين الله عيانا بيانا، وترفض قال الله وقال الرسول، وتضع البيادات على رؤوسها وصور القزم القبيح على أثداء نسائها!
حكى لي بالأمس أحد المقيمين بمصر، ممن أثق فيهم ثقتي بنفسي، في عمارة بها 50 شقة، قال: والله العظيم، 48 من سكان العمارة سيساوية، وليس هناك من يقف ضده إلا هو وشاب آخر، على خيفة يترقبون!
يا إخواننا وأخواتنا
يا إخواننا وأخواتنا
الشعب المصري جلّه، أي أكثره، يحب الطاغية الذي يحكمه، لأنه يتيح له فرصة الشكوى ويعطيه التبرير النفسي لكونه فاشلا كسولا لا يقدر على شيء!
ثم .. حتى لو ثار الشعب!! وهو مستحيل من المستحيلات العقلية والواقعية، فأين سيذهب الجيش، بأسلحته وعتاده وماله ومشاريعه؟ من سيضع الشعب “الثار الخائر” بدلا من السيسي!!؟
أفيييييقوا ..
الأمر بيد الخارج.. والشعب لا دخل له بما يحدث أو سيحدث.. بالمرة.. إلا أن يستمر في اختراع النكات الظريفة…
الخليج يريد تغيير السيسي لما شعروا بأنه سرقهم، والغرب، والكيان، لا يريد تغييره إلا بمن هم مثله أو أسوأ منه لأمن الكيان… فهو باقٍ حتى تنفرج هذه العقدة بين الخليج والغرب الصهيو** ني.. لا دخل لنا بالمسألة أصلا وفصلا ..
هههههههههه قيل: شر البلية ما يضحك .. وقديما قال المتبي صادقاً
ضحكت فصرت مع القوم أبكي *** وتبكي علينا عيون السماء ..
وكم ذا بمصر من المضحكا ** ت ولكنه ضحك كالبكاء ..
سكبت عليها الدماء دموعا ** أرطب تربتها بالدماء ..
لك الله يا مصر قد كنت ** أما لقوم نسوك فيا للجفاء ..