في الأيام الأخيرة، هزت أحداث تشاد الساحة الدولية بعد مصرع زعيم التمرد، الذي كان يعتبر منافساً قوياً للحكومة الحالية، على يد القوات الخاصة الحكومية. هذا الحدث لم يكن مجرد مواجهة مسلحة بين فرقتين متنافستين، بل أثارت تساؤلات وتوترات حول مستقبل السياسة في تشاد وتأثيرها على المنطقة بأسرها.
لقد أسفرت هذه الأحداث عن استمرار الرئيس الحالي في السلطة، مما يشير إلى قوة تأييد داخلي لحكومته وإمكانية التحكم في الأوضاع السياسية المتقلبة. ومع ذلك، فإن استمرار الرئيس في الحكم ليس بمفرده، بل يرتبط بعلاقاته الدولية ودعمه من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية، لاسيما فرنسا والإمارات.
تمثل فرنسا والإمارات جزءاً هاماً من مسار السياسة في تشاد، حيث تمتلك كلا الدولتين مصالح استراتيجية واقتصادية في المنطقة. فرنسا تُعتبر تشاد جزءاً من منطقتها النفوذ في إفريقيا، وترى استقرارها ضرورياً لأمنها القومي ولمكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة. أما الإمارات، فقد عززت علاقاتها مع تشاد في السنوات الأخيرة، وتستثمر في مجموعة متنوعة من القطاعات هناك، مما يجعل استقرار الحكومة والأمن في تشاد ضرورياً لحماية مصالحها.
على الرغم من الانتقادات الدولية المتزايدة للرئيس الحالي ولأساليب حكمه، إلا أن تشاد تبقى على رأس قائمة الأولويات الإقليمية والدولية نظراً لدورها الاستراتيجي في مكافحة التطرف والإرهاب وضمان الاستقرار في المنطقة. ومع استمرار دعمها من قبل فرنسا والإمارات، يبدو أن الرئيس الحالي سيواصل السيطرة على السلطة، على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد.
هذه الأحداث تذكّرنا بأهمية العلاقات الدولية في تحديد مسار السياسة في الدول النامية، وكيف يمكن أن تؤثر الدول الكبرى والقوى الإقليمية في مستقبل الشعوب والحكومات. ومع ذلك، يجب أن يكون للشعوب الحق في تقرير مصيرها وتحديد مسارها السياسي بحرية وديمقراطية، دون تدخل خارجي يفرض الإرادة السياسية عليها