أعلن المكتب الصحفي لمنظمة فرسان مالطا الثلاثاء، وفاة القائم بأعمال الرئيس الأعلى للمنظمة، الأخ ماركو لوتزاغو، عن 72 عاماً، وأكد أن الكوماندور الأعظم روي غونسالو دو فالي بيشوتو دي فيلاش بواش سيكون القائم الجديد بأعمال الرئيس الأعلى حتى انتخاب شخصية جديدة في هذا المنصب.

وفرسان مالطا جماعة كاثوليكية مقرها روما، يعترف بها القانون الدولي كياناً ذا سيادة. تجمع هذه المنظمة بين الحالة الرهبانية والفروسية، مما يجعلها المؤسسة الدينية الوحيدة ضمن الكنيسة الكاثوليكية التي تضمّ فرساناً ارتبطوا منذ تأسيسها بالنذور الرهبانية الثلاثة: الفقر والعفة والطاعة.

وتضمّ منظمة فرسان مالطا حالياً نحو 13.5 ألف عضو، ولها عضوية في الأمم المتحدة ونحو 80 منظمة دولية بصفة مراقب، وعلاقات دبلوماسية رسمية مع أكثر من 100 دولة، بما فيها 8 دول عربية وما يزيد على 28 دولة إسلامية.

أصل الحكاية

أسّس منظمة فرسان مالطا، واسمها الكامل “نظام السيادة العسكري لفرسان مستشفى القديس يوحنا الأورشليمي من رودوس ومالطا”، الفرسان الصليبيون الذين احتلوا القدس في أواخر القرن الحادي عشر، إذ كانت امتداداً لمنظمة فرسان الإسبتارية التي بنت مستشفى “فراتيرنيتاس إسبتارية” في القدس نحو عام 1048، خلال عصر الدولة الفاطمية، لتقديم المساعدة الطبية للحجاج المسيحيين القادمين لزيارة قبر المسيح بكنيسة القيامة.

ومع الاحتلال الصليبي للقدس توسعت مهامّ المنظمة لتشمل تقديم الحماية العسكرية للمسيحيين، كما نالت المنظمة اعترافاً رسمياً من بابا الفاتيكان باسكال الثاني عام 1113 باعتبارها نظاماً دينياً علمانياً.

بعد انحسار السيطرة الصليبية على القدس انسحب الفرسان أولاً إلى قبرص في الفترة بين عامَي 1291 و1310، ثم إلى جزيرة رودوس حتى طردهم منها العثمانيون عام 1523، فمالطا حيث مارسوا السيادة المطلقة حتى طردهم نابوليون بونابارت عام 1798 بعدما اعتبر تلك الجزيرة موقعاً استراتيجياً يساعده في حملته إلى مصر.

لم يحارب الفرسان قوات نابليون الغازية للجزيرة آنذاك لأن تنظيمهم كان يحرّم عليهم في تلك الحقبة قتال المسيحيين، وعلى رغم أن معاهدة “أميان” اعترفت لهم بحقوقهم السيادية على مالطا فإن الفرسان لم يعودوا إليها قط، بل قرّروا استكمال أعمالهم من مقرهم الرئيسي، قصر مالطا الواقع في روما، منذ عام 1834.

فئات المنظمة الثلاثة

وفقاً للدستور، ينقسم أعضاء منظمة فرسان مالطة إلى ثلاث فئات. على الأعضاء أن يديروا حياتهم بطريقة مثالية وفقاً لتعاليم ومبادئ الكنيسة الكاثوليكية، وأن يكرّسوا أنفسهم لأنشطة المساعدة التي تقدمها الرهبانية.

أعضاء الدرجة الأولى هم من الفرسان ورجال الدين المعترف بهم، الذين قطعوا عهوداً على “الفقر والعفة والطاعة، متطلعين إلى الكمال وفقاً للإنجيل”. إنهم متدينون وفقاً للقانون الكنسي، لكنهم غير مُلزَمين العيش في مجتمع.

يلتزم أعضاء الدرجة الثانية، بموجب وعد الطاعة، العيش وفقاً للمبادئ المسيحية والمبادئ الملهمة للرهبانية. تنقسم هذه الدرجة إلى ثلاث فئات مختلفة.

فيما تتكون الطبقة الثالثة من أعضاء علمانيين لا يعترفون بالنذور الدينية أو الوعد، لكنهم يعيشون وفقاً لمبادئ الكنيسة والنظام، وهي أيضاً مقسَّمة إلى ست فئات مختلفة.

أهداف المنظمة غير المعلنة

فرسان مالطا أحد أكثر الأنظمة غموضاً في التاريخ، مما جعلها موضوعاً لعديد من الكتب والأفلام وألعاب الفيديو ووسائل الإعلام الأخرى في الآونة الأخيرة. فإلى جانب أفعالهم الخيرية التي لا تزال مرئية حتى يومنا هذا، تخرج تقارير وتصريحات من فترة إلى أخرى لتكشف الأهداف غير المعلنة للمنظمة، التي تكشف صراحةً معادتها للمسلمين.

فيما نقل التقرير الذي نشرته “فورين بوليسي” مطلع عام 2011 أقوال الصحفي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش، الذي زعم أن قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي اخترقها متعصبون مسيحيون يعتبرون أنفسهم صليبيي العصر الحديث، ويهدفون إلى “تحويل المساجد إلى كاتدرائيات”. وأشار هيرش على وجه الخصوص إلى رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة السابق الجنرال ستانلي ماكريستال (القائد الأمريكي لاحقاً في أفغانستان) وخليفته، بالإضافة إلى عديد من كبار القادة الآخرين، “جميعهم أعضاء أو على الأقلّ أنصار لفرسان مالطا”.

يُذكر أن فرسان مالطا دولة ومنظمة في آن معاً، وتقيم علاقات دبلوماسية مع 103 دول، منها 8 دول عربية (الأردن والسودان والصومال وجزر القمر ولبنان ومصر والمغرب وموريتانيا) وما يزيد على 28 دولة إسلامية، علماً بأن المنظمة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

TRT عربي