كانت الساعة جاوزت الواحدة بعد منتصف ليلة الثامن من فبراير 2010 عندما دخلت زوجتي مسرعة إلى حجرة النوم لتوقظني على غير المعتاد ولتخبرني أن لدينا ضيوفاً من أمن الدولة ولم تكد تكمل جملتها وانتبه من نومي (حيث أنام مبكراً بعد العاشرة بقليل) إلا وكان داخل الغرفة ثلاثة رجال عرفت منهم …

الى الجلاد   الذي سعى  بكل سبيل لحصاري هاهي ذي كلماتنا تضيئ كأعراس الشموع ..تنتفض حية لتنير  طريق الاحرار وساكني تلك العتمات الباهرة…  تذكرة للجلاد  أن العاقبة لنا… مع الطوفان ما الذي تبقى لنا لنعمله حيال هذا الطوفان الهائل من الاستعداء.. عندما تتداعى علينا كل قيم المسخ والانحطاط والشتات لتسد منافذ …

زي الشهر ده في ٢٠١٢ توفى والدي رفاعي سرور رحمه الله .. آخر كلمات سمعتها منه كان على باب الشقة قبل نزوله لصلاة العصر _ التي توفي فيها _ : شايفك متضايقة .. اجهزي وهسفرك اسكندرية .. انتظرته وما طلعش .. أتذكر آخر كلماته وكل كلماته و أعيش بها وقودا …