الرئيسية / وا إسلاماه / ذكريات مع شيخ الشهداء…ابو عبد الرحمن الكندي(رحمه الله)
ذكريات مع شيخ الشهداء

ذكريات مع شيخ الشهداء…ابو عبد الرحمن الكندي(رحمه الله)

ذكريات مع شيخ الشهداء

ذكريات مع شيخ الشهداء…ابو عبد الرحمن الكندي(رحمه الله)
وثيقة كتبها الشيخ محمد خليل الحكايمة رحمه الله
بسم الله …ما شاء الله …قالها عندما رآني مع ابتسامه صافية
لابن من أرض الكنانة لامست شغاف القلب… كان الشيب قد ملء لحيته …

 

بسم الله …ما شاء الله …قالها عندما رآني مع ابتسامه صافية
لابن من أرض الكنانة لامست شغاف القلب… كان الشيب قد ملء لحيته …
بعد غياب و فراق دام ثلاثة عشر عاماً عندما التقينا أيام جهاد الاتحاد السوفيتي  عام 89 كان وقتها يعمل مديراً لإحدى المؤسسات  الخيرية…
قلت له …هانحن نلتقي مرة ثانية و في نفس المكان ولكن هذه المرة لجهاد الاتحاد الأمريكي فأجاب بعد أن أطرق رأسه (أفغانستان هي قدرنا)….
ذهبت في أحد الايام للرباط معه في عرينه على خط النار الأول لأجده قدترك بيوت القرية و نصب خيامه على قمة أعلى الجبال …
صعد معنا ممسكاً عكازه بيده وعلى كتفه رشاشه الكلنكوف وبعد ما وصلنا إلى باب الخيمة قلت له جزاكم الله خيراً فأجابني معتذراً على بُعد المكان و لكن كنت أقصد { جزاك الله خيراٌ عن الإسلام والجهاد }…
كنت أرى أن الله أعذره  فقد بلغ من العمر ما يقارب الخمسين و كانت يده و رجله اليمنى معاقتين عن الحركة نتيجة إصابته في معركة ولاية لوجر الشهيرة حيث أطلقت عليه إحدى دباباب الشيوعيين قذيفتها فقذفته في الهواء من …
قلنا أن أبا عبد الرحمن قد ذهب في عداد الشهداء …
بعد رحلة علاج  في اوربا وعناء طويل عاد إلينا أبو عبد الرحمن أشد صلابة من ذي قبل و ليدخره الله لقتال الأمريكان بعد أن شارك في دحر الروس …
وكنت عندما انظر إليه أتذكر سيرة الصحابي الجليل { أبو أيوب الأنصاري } الذي بلغ من العمر عتياً لكنه كان مصراً على طلب الشهادة في سبيل الله { رضي الله عنه}.
في أحد الأيام قامت المخابرات الباكستانية برصده ومتابعته في العاصمة إسلام أباد اتفقوا مع سائق تاكسي أن يذهب  به إلى أحد الشوارع الخالية من المارة  وأوقفوا السيارة ثم حاولوا خطفه فتشبث الشيخ في الكرسي ووضع رأسه في سقف السيارة وثبت قدميه في أرضيتها فلم يستطيعوا إخراجه منها ومع علو أصوات الأطفال والنساء تجمع الناس وعندها هربت عصابة المخابرات تاركين ذلك الصيد الثمين الذي طالما أرهقهم في الرصد والمتابعة وأنجاه المولى تبارك وتعالى من أيدي الظالمين العملاء…
كان رحمه الله كثير البكاء  … مرهف الحس… سليم الصدر على إخوانه كان يربي اولاده على الجهاد وحب الشهادة…
ففي خوست و بعد معركة شديدة مع الأمريكان قام  ابنه عمر بقتل ضابطا كبيرا من الصليبين و كان عمره لم يتجاوز الخمسة عشر ربيعا….
وعندما جاء الأمر بالانحياز رفض الخروج ورتب أموره على أن يختفي في أحد المنازل ليقود العمليات العسكرية ضد الاحتلال الأمريكي لكن القيادة خافت عليه من الأسر فتحايلت  لإخراجه …
بكى كثيرا حين رأى الحدود كان في ضميره إصرار الرجال على العودة مهما طال به المقام…
وفور خروجه إلى منطقة القبائل بدأ العمل مع المجاهدين الأفغان والباكستانيين والعرب…
وكان رحمه الله أول من بدأ العمليات العسكرية ضد العدو الصليبي في أفغانستان بعد الانسحاب منها …
رأيته  يعظ شباب المجاهدين ويذكرهم بفضل الجهاد في سبيل الله ويودعهم ويعتنقهم وإذا ما عادوا يقبل رؤوسهم ( أهلا بالأبطال الأسود) وكانوا ينادونه  (يا أبي) …
كان دائما يردد ( لقد رسبنا في اختبارات كثيرة ,نريد أن ننجح في هذا الاختبار) يقصد نيل الشهادة في سبيل الله.
حتى جاء موعد اللقاء مع الشهادة …
في يوم تحرك فيه جيش العمالة والخيانة الباكستاني بالتنسيق مع القوات الأمريكية ليوقفوا ذلك السيل من الكمائن التي كانت تحصد جنودهم يوميا …
وفي  تمام الساعة الخامسة فجرا ًبدأت الطائرات الباكستانية في التحليق حول المنطقة مخترقة جدار الصوت لتحمي تقدم جنودها الخونة الذين بدءوا في النداء المتكرر عبر مكبر الصوت ( مجاهدون القاعدة أنتم محاصرون … عليكم الاستسلام) ولكن أنى يكون هذا في قاموس من عشق المنايا.. .
أنى وقد عشق المنايا          وارتدى ثوب الصمود
ما كان يوماً خائراً              يخشى العدا أو يستكين
نظر إلى ابنه نظرة الوداع الاخيرة…
ثم هب ممتشقاً رشاشه وعكازه وأخذ يوزع المجاهدين  في كل مكان  حتى يستطيعوا الخروج من الحصار. ..
يحكي لي أحد المجاهدين ممن شهدوا المعركة ( آه … لو رأيته في هذا اليوم كان كالأسد الذي يحمي عرينه وكأنه ازداد طولا على طوله شامخا كالجبل الذي كان خلفه)…
وبعد قتال شرس حاولوا أسره…
لكنه قرر أن يختار( النجاح )الذي كان يحدث الشباب عنه …
أتته سهام الغدر من صوب مأمنٍ
فخر صريعاً وانكفى الفارس الجلدُ

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *