الحركات الإسلامية وخديعة البرلمانات-الشيخ / أبو طلال القاسمي
من خلال هذا المنبر الحر نفسح المجال لطرح القضايا الشائكة التي شغلت الحركة الاسلامية
°°°°°°°°°
إننّا نعلم أن جميع الأنظمة الحالية والتي تمكّنت على رقاب المسلمين لم تكن قط لتسمح لأيّ تيّار إسلامي بالدخول في اللعبة الحزبيّة ولعبة البرلمانات حبّاً منها للإسلام وللمسلمين، ولكن لها في ذلك غرض خبيث يعلمه الجميع، وهذا المكر منهم وهذه الخديعة قد علمها العقلاء من الناس .
وتبقى خطورته قائمة طالما أنّ الحركة الإسلامية لم تعِ خطورة هذا المكر والكيد .
الأخطر من هذا والأعجب أن تنظر الحركة الإسلامية إلى هذا المكر على أنّه ضرب من ضروب الصيانة ونوع من أنواع الرعاية!! رغم أنّ حقيقة ما بين الحركة الإسلامية والأنظمة العلمانية هو التناقض الصارخ: تناقض على مستوى الاعتقاد والمفاهيم والقيم على كافة المستويات والمجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية..
وسبب هذا التناقض أنّ المنهج الذي تحمله الحركة الإسلامية وتشكّل وفق اعتقادها وقناعاتها، ويحكم تصرّفاتها: هو الإسلام…
والإسلام لا يتّفق والمنهج الذي تحمله هذه الأنظمة الحاكمة، وتشكّل به مفاهيمها وحركاتها وهو: العلمانيّة…
والعلمانية تعتمد في صراعها مع الحركة الإسلامية على أسلوبين، وهما نفس الأسلوبين اللذين كانت الجاهلية القديمة تتصدّى بهما للمسلمين الأوائل، وهما: إمّا التصفية القائمة على الصدام، وإمّا محاولة احتوائها داخل أنظمتها ومؤسّساتها.
والتاريخ يشهد أنّ الجاهلية إذا كانت تملك من القوة ما يجعلها تسعى لاستئصال الإسلام والمسلمين فإنّها لا تتردّد في ذلك لحظة حماية لعروشها وسلطانها، وإن أعياها ذلك لضعف أو لحاجة في نفسها عند ذلك تبدأ الألاعيب والخداع، وصور ذلك معلومة، منها فتح المجال لدخول البرلمانات، وسرعان ما يظهر المخبوء ويحلّ محلّها السجن والإعدام متى انتهت الحاجة، أو وجدت هذه الأنظمة القوّة لذلك.
والحركة الإسلامية أصبحت الآن بفضل اللـه تعبّر عن ضمير الشعوب الإسلامية بانتشار أفكارها ونفاذها إلى كلّ بيت مما يجعل من عملية التصدّي لها والإجهاز عليها من قبل هذه النظم مسألة في غاية الصعوبة، فإذا أضفنا إلى ذلك أنّ هذه النظم أصبحت في حالة ضعف وانهيار نتيجة اشتداد الأزمات خاصّة الاقتصاديّة مما يجعل عملية القضاء على الفكرة الإسلامية في ظلّ هذا الضعف لا يمكن أن تتم إلا على أنقاض هذه النظم، وهنا تضطرّ هذه النظم وتلجأ إلى المكر والخديعة في استبعاد الإسلام ولكن بطريقة هادئة بعيدة عن السخط والضجيج والصدام؛ وذلك عن طريق استدراجه إلى الدخول في مؤسّساته الرسميّة مع وضع القيود الكافية التي لا تسمح له بأن يكون خطراً على بقائها.
هذه تمثيلية تستهدف استبعاد الإسلام، ولكن بطريقة تخدّر أعصاب المتحمّسين له في انتظار الأغلبيّة!! وأين هي هذه الأغلبيّة؟..
وللأسف الشديد موضوع هذه اللعبة وتكرار تمثيلها في كثير من البلدان الإسلامية، ورغم النهايات المأساوية التي أسفرت عنها هذه التجارب والتي كان أكثرها من تخطيط وتنفيذ المخابرات الأمريكية وعملائها -وأكبر مثال على ذلك: تركيا والجزائر – إلا أنّ بعض المنتسبين للحركة الإسلامية -وللأسف الشديد- لم يعتبروا بهذا… بل وجدنا البعض منهم يعلن: أنّ دخول البرلمانات التشريعية هو السبيل الوحيد والصحيح لإقامة الإسلام!!
الوسومالحركات الإسلامية وخديعة البرلمانات
شاهد أيضاً
من خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية ( الحلقة الثامنة) فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع …