الرئيسية / صدى الوجدان / تحت ظلال الهاجرة

تحت ظلال الهاجرة

صدى الوجدان

تحت ظلال الهاجرة

 

بقلم زكرياء بوغررارة

كاتب مغربي معتقل سياسي سابق

كلام مجانين

 

  كثيرا ما يقال   هذا كلام مجنون  ..   لايعتد به 

 غير أن الحكمة كثيرا ما  ينطقها   أولئك المساكين

  ذات  شجن كنت ألتقي بصاحب لي  وكان  يمر بنا رجل و هويردد    بينه وبين نفسه بصوت  واضح كلمات لايبدلها   سيجيس الليالي

{  الله يهلك  من أهلكنا }

  عندما كنت في العتمة  ذات سجن تذكرت تلك الكلمات  فرددتها وكان يمر بجانب زنزانتي  المنفردة   لحظتها حارس  برتبة مخبر  فسمعني  

{ الله يهلك اللي هلكنا}  لعلها إخترقت   أذنيه فأزعجته

  طرق  بوابة المنفردة ثم أطل بوجهه الفأري من كوّتها 

 وقال لي وعلى محياه مقت:

{  أتدعو علينا…}

 قلت :انما أسال الله أن يهلك من أهلكنا

  فهز رأسه  وقال : {هذه هذه}}

  ثم مضى   يهدد  ويتوعد

  تذكرت   كلام  ذلك المجنون فابتسمت والشيء بالشيء يذكر

أسند ابن حبان في “روضة العقلاء ص٥٣٧” إلى أبي داود السنجي قال: كان ببغداد رجلٌ يقال له: “ابن الهفت”، فمرَّ يومًا على سائل واقف على الجسر وهو يقول: “اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني”، فقال له: تسألُ ربَّكَ الحوالة! 🙂

الشعر علم قوم لم يكن لهم علم غيره

 

  كان الشعر  علم قوم  -هم العرب – لم يكن لهم علم غيره

  أنها مقولة تنسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

  ولعظم مكانةالشعر في قلوب العرب   سماه علما

  طالت بنا الحياة حتى   أطلت علينا قصيدة   ممسوخة يسمونها القصيدة  النثرية ..

 ومتى كان الشعر نثرا

 ذات يوم كنت أحاور الشاعر المغربي عبد الرحمان   عبد الوافي 

عن  الشعر فسألته عن رأيه في  قصيدة النثر

 فقال  كلاما جميلا    كأنه السفافيد  الرافعية

 عندما نشرالحوار على صفحات مجلة البلاد اللبنانية  كان العنوان العريض للحوار   يتحدث عن  قصيدة النثر بنت  سفاح   التي  لاتنتسب للشعر العربي..  فاحدثت الكثير من الاصداء والزوابع    التي أثارها انصار تلك القصيدة   بنت السفاح  على حد  تعبير شاعرنا

الشعر علم  قوم لم يكن لهم علم غيره لهذا أولاه العرب   أهمية بالغة

 يقول  شيخ العربية محمود شاكر حمه الله

{والشعرُ الذي جعلَ الشافعيُّ البصرَ بهِ شرطًا أيضًا للناظرِ والمتكلّمِ في كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِه، هو شعرُ هذه الجاهليةِ التي اختارَ اللهُ من رجالها صفوةً آمَنَت لتحملَ أمانةَ هذا الدين، بلسانٍ عربيٍّ مبين، لا على معنى المعرفةِ بهِ بل على معنى البصرِ النافذِ في إدراك وجوه الشعرِ المختلفة، لأنَّ الشعرَ هو محصلةُ البيانِ الإنسانيِّ الذي منَّ اللهُ به على الإنسان، فقال: { الرحمن* علمَ القرآن* خلقَ الإنسان* علمهُ البيان} فجمعَ سبحانهُ (القرآن) و(البيان) في سياقٍ واحدٍ لأنَّ بيانَ القرآنِ هو المعجزُ لبيانِ الإنسان، ومجرّدُ التحدي ببيان القرآن، دالٌّ على أن الجاهليّةَ التي أظلّها الإسلامُ قد بلغَت أقصى حدودِ القدرةِ الإنسانيّةِ على البيان، ولذلك فوّضَ اللهُ إليها أن تكونَ هي الحكم على أنَّ بيانَ القرآنِ مفارقٌ لبيانِ البشر، وأنهُ مُعجزٌ للخلقِ جميعًا على اختلافِ ألسنتهم، واختلافِ القدر المكنونةِ في طبائعهم في الإبانة عن أنفسهم، في كل زمانٍ ومكان.}

  هكذا نفهم   الشعر و  ندرك  مكانته التي  لم تزل عالية 

  ونجيب عن كل الأسئلة التي  تحترق  في أعماقنا

  لماذا يستهدفون الشعر؟؟؟؟

 

سريرة إبليس…

 

 في  السجن كثيرا ما كان  البعض يسعى   لمنح  بعض المنسحقين  تزكية    تعيد  لهم ما   ضاع مع إنسحاقهم 

كانوا يرددون بلا كلل ودونما فهم

{  فلان  له ما له وعليه ما عليه}

 وأحيانا {  الأخ ثقة ولاداعي لذكر الإسم}

 وأحيانا أخرى   لسحق  مخالف  للانسحاق

{ فلان رآه  فلان  في رؤيا بشعة}

 أو {  يا اخي فلان إغبرت قدماه  في سبيل الله }

  وكلها اختلالات في المفاهيم

ذكرني حالهم  بهذه القصة

قيل لبعض البلّه وكان يتحرى من الغيبة:

 ما تقول في إبليس؟

فقال: أسمع الكلام عليه كثيراً والله أعلم بسريرته.

°°°°°°

تأملات  تحت سقف العتمة{  من دفاتر الأسر}

عن المحرر

شاهد أيضاً

خربشات  على حائط الزنزانة-سلوة المسجون

سلوة المسجون مذكرات ميت مؤقتا زكرياء بوغرارة   خربشات  على حائط الزنزانة     كان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *