الرئيسية / أدب السجون / زرواطة بلادي- بقلم زكرياء بوغرارة

زرواطة بلادي- بقلم زكرياء بوغرارة

ورد وعبق أقل

قالت تشائمت حد الوجع …

قلت {{ يا أخيتي .. عندما تشرق شمس الحرية أصير انا والبنفسج توأمان}}

  دونما حرية  لن يكون في الورود عبق

 

الشدة والفرج

في السجن  يعرف ساكن المربع المظلم  كيف يدعو ..

  وكيف لا يتسرب  لنفسه الملل من الدعاء .

 وهو يواصل  الإلحاح  يلظ  به  كل حين حتى يصبح  شيئا مألوفا يجري على لسانه

 في تلك العتمة كان الجلاد  يسخر من دعائنا  ويقول بشماتة

{ الله يجيب شي فرج-  بتسين الراء-}

  حتى يستقر في خلد    من يسمع   سخريته أنه  يلمح  تلميحا وقحا 

في الليل عندما  كان يمرّ بمنفردتي 

يتوقف  قليلا ثم يقول   متوسلا

{  أنا  أسعى على   أولادي  فلاتدعو علّي  الليلة.. أنا عبد  المأمور}}

 بين سخريته  آنفا وخشيته  في   كبد الليل  شعرة رفيعة جدا

قال ابن القيم، رحِمَهُ اللَّه:

🔸“وأحب خلق الله إليه أكثرهم وأفضلهم له سُؤالا، وهو يُحب الملحين في الدعاء، وكلما ألحَّ العبد عليه في السؤال أحبَّه وقرَّبه وأعطاه”.🔸

بين الليل والظلام

 

 قال المؤرخ الألماني (توماس شواتز)

“كان لدى كل بيت مسلم في الأندلس صرف صحي وحمامات ونظافة فائقة، بينما كان الأوروبيون يرتدون في أقدامهم قباقب خشبية عالية جداً؛ حتى لا تتلوث أقدامهم بالبراز والبول المنتشر في شوارع أوروبا”.

 

  هذا هو الفرق بين الإسلام والجاهلية

 

 

زرواطة بلادي

{لقد ذقنا ملحها ..}}

 هكذا قال كمن يحاول أن يستعيد ذكرى مقامنا فوق جبال الملح بمدن الملح والرعب والكراهية والحقد..

حاولت جاهدا أن أكفكف أحرفي النازفة قبل أن أنطقها كلمات جمرية حارقة …

 {{ كنا نأمل أن نذوق سكرك يا وطني لاملحك الأجاج.. خيراتك المنهوبة المسلوبة لا,, قهرك الممتد.. المتمدد الطويل ..

لكن ملحك هو من أثخمنا هناك في وليمة الدم والألم..}}

 أحاول أن أنسى ولكن ليس بميسوري النسيان..

 لازالوا يزورونني حتى في أحلامي كل ليلة يأتون بهراواتهم وصراخهم وضجيجهم وتصديتهم ومكائهم ومرات بزرواطاتهم المميزة ..

أواه يا وطني لقد ذقت ملحك لاسكرك فوق جراحي ….}}

وماذا بعد ؟؟

 

هز رأسه والرأس أوجاع .. ثم قال :

{{ ستخرج من هنا وماذا بعد؟؟}}

 قلت : بلامبالاة وهم يحملوننبي على نقالة كتلك التي تنقل جثامين الاموت..

{{ سأتفرغ للقراءة والتأمل وأيضا محاولة اعادة دولاب التفكير للعمل مجددا متحررا من قبضة السجون ,, وانتظار شيء ما…}}

غياب  الإمام

 

كل مصائبنا من غياب إمام عادل..

فتأمل أيها التائه في بحار الحياة الطامية الأمواج.. وقد إلتهمك طوفانها النوحي الهائل جداا قول ابن عباس :

{{ إن الارض لتتزين في عين الخليقة اذا كان عليها إمام عادل . وتقبح في أعينها إذا كان عليها إمام جائر }}

 

إنتفاضات الأحرار

 

من فجر التاريخ كانت كل انتفاضات الأحرار في زمن يتكاثر فيه العبيد تكاثر النمل والطحالب والقذى والأذى والدغل…

فالصراع على الحرية  ليس بالهين ولا الميسور

 

الحرية والجلاد

حجر الحرية هو منتهى سفالة الجلاد وصناع القهر…

واها لمن حمل قلما وشحذ حرفا ..

كيف تحجر حريته..؟؟؟

 

تتالي المحن

تأتي المحن فرادى متتاليات وزرافات متتابعات وكلما انقشعت محنة كانت التي تليها أقوى وأشد…

في الوهج والصهد والقوة والمد…

 

 

بين حالين

 

المرء ما بين حالين مقاومة ومدافعة اتقاءشر السقوط واقتحام للعقبة.

 في مرجلة اشتداد العود… وبين المد والجزرتتطلع النفس لقوله تعالى

{{ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}}

من نفيس ما خفف عن النفس شدائد الخذلان مقولة نفيسة تميط اللثام عن المحنة كلها

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

( البلايا تظهر جواهر الرجال ) [ بدائع الفوائد ٧٥١/٣

إنهما  حالين   مدارهما الشدة والفرج

°°°°°°

تأملات تحت سقف العتمة{  دفاتر الأسر}

 

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

الأطياف الثلاثة- زكرياء بوغرارة

  الأطياف الثلاثة  اقاصيص من السجون سفر الرؤيا   حلم الأمس يعود دوما…. إنَه في أغوار نفسي… …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *