الرئيسية / أدب السجون / من دفاتر الأسر والكسر – صامت لو تكلّما- زكرياء بوغرارة

من دفاتر الأسر والكسر – صامت لو تكلّما- زكرياء بوغرارة

صدى الوجدان

تأملات تحت سقف العتمة يكتبها كل يوم

  زكرياء بوغرارة –  كاتب مغربي معتقل سياسي سابق

 

كنت هناك  من قبل

كنت في القبو أناوش أوجاعي طريح الفراش وكانت تناوشني ..لم يكن يبدّد غربة المكان سوى ذلك الصوت الجماعي الذي يأتي من بعيد حتى يخترق أذني.. بنشيد ممّيز يهزني هزا عنيفا ويستكن سويداء قلبي.. فتنساب دموعي كحبات المطر وهي تعانق أديم الأرض وتتسرب إلى أعماق معاني رائقة من رحلة الى الله ملأى بالدروس والعظات…
فرج الله عنكم اخوتي يامن لاتزالون تصدحون من عمق العتمة بالنشيد
ابداً لن نهون
مهما تطول السجون ••• مهــــــما بنا يمكـــرون
أبداً لـــــــن نهـــــون ••• قســماً لـــــن نهــــون
ابكي دماً يا عيــــــون ••• لي اخوة في السجون
اذاهم المجرمـــــون ••• عاداهم المعــــــــتدون
كبلـــــونا بالحـــــديد ••• قيــــدونا لــــن نحــــيد

ريح الهزيمة

بوجه عجنه الزمن قال:

{ كان من الأفضل لو سرت في طريق آخر…هذا الطريق الذي مشيت فيه… طويل وشاق ومتعب …و ستظل مغضوبا عليك…}

بلع ريقه ثم لاذ للصمت

بينما بصقت كمية من البلغم كنت قد جمعتها في فمي…

ارتطمت بطمي الأرض
كل شيء من حولي يذكرني بالهزيمة …

كيّة التامك

 

في زنزانة تكدس فيها أربعون معتقلا كلهم جنائيين إلا  { أنا }..

 كنت المعتقل في جلده من يكتم جمرة قهره في صدره.. كنا نطل على الفراغ وكان الفراغ أمامنا ومن حولنا.. الوقت يمضي كسلحفاة والدخان يجتاح المكان كأنما هو تسونامي من نوع خاص يحمل الأهوال والكارثة
لحظتها كنت أتامل  في صمت  واتساءل

{ترى هل كان التامك موفقا عندما زج بي هنا ؟؟…}
القهر لايداوي.. حتى لو كان آخر الدواء   الذي عندهم {كيّ }

كهذه الكية..

صامت لو تكلما

كنت لحظة الخروج من العتمة صامتا.. لكن النور لم ينطفئ من محياي الشاحب…
لا أدري لم كنت أسابق الريح لأخرج من العاصمة وأعود إلى المنطقة الشرقية {للمغرب غير النافع}

ربما لأن ما ارتطمت به من ذلك الطوفان الهائل من الفساد الأخلاقي  داخل العتمة والتنور في أوج  شرره   قد جعلني في حالة من الغثيان تماما كمن يساق للعتمة معصوب العينين
مقارنة بائسة ما بين لحظة خروج من العتمة و خروج من عتمة اخرى الى مكان آخرعلى الأقل هو أقل عتمة…

{ وفسادا}

العريس

عدت من السفر كعابر سبيل مر من هناك ثم رحل .. أحمل منفاي في أعماق وجداني
شكرا للعيون التي لاحقتني ذهابا وإيابا لعلها كانت تحدب علي أوتتلصص.. وهي تقتحم ما هو ممكن ومستحيل داخل تلابيب إنسان يسكن ملابسه..
شكرا لك ايها القهر لكل هذا الوفاء
بخفي حنين ذهبنا وعدنا…

لاتزال عيناي تستشرفان الأفق لعل وعسى يكون لنا

{يوم نحياه كراما.. }

عدت و معي رواية { العريس} لصلاح وديع عن أدب السجون.. كأنما يحكي مآسينا… بلون آخر

 

 وهج الغربة

كلما اشتدت الغربة إزدادت الجمرة حرقة ووهجا بين اليدين ونحن  في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر..

إنها الغربة الجامعة التي تظافرت فيها كافة أنواع الغربات


{أمّنا من خوف يا رب هذا البلد ووالد وما ولد لنعبدك كما أمرتنا}

{فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}

قبل الرحيل


اللهم لاتجعلنا من{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}

 

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

حوار ماتع مع الأديب السوري عبد الرحمن مطر – ادب السجون  الوجه والواجهة  هموم  وقضايا

موقع أدب السجون  في  حوار ماتع مع الأديب السوري عبد الرحمن مطر   ادب السجون  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *