الرئيسية / أدب السجون / دفاتر الأسر والكسر – نفحات ولفحات – زكرياء بوغرارة
زكرياء بوغرارة في عزلة السجن المحلي بوركايز بفاس 2009
الصورة ملتقطة من المنفردة بحي الانبعاث سجن فاس

دفاتر الأسر والكسر – نفحات ولفحات – زكرياء بوغرارة

صدى الوجدان  ورقات من دفاتر الأسر والكسر يكتبها يوميا  

زكرياء بوغرارة- كاتب مغربي معتقل سياسي سابق

 

 

نفحات و لفحات

 

هناك  في مربع العتمة ..      لاصوت يعلو فوق السوط  كان ….

ملقى في الإسفلت… لاينهشه الدود

بل تأكله العصا…

 

2

من يتم استرجاعه من حنك الموت

 هو من ذاق لذة  أن يكون عبدا لله تعالى

دعاء ما عرفت لذته إلا في عتمة حالكة…

اللهم لاتجعل للفاجر عندي يدا فيوده قلبي….

 فما ظنكم برب العالمين

 والله لانظن بربنا الا خيرا

3

لملمت ذكريات الأحداث الاليمة… الأيدي الغضة وهي تتمزق..الوجع وهو يخترق الجلد والعظم..

ترى كم نحتاج من زمن للملمة جراحاتنا الراعفة …؟؟
{حائر انا يا انا.. }للعجز لتفاهة كل شيء من حولنا في زمن الابادة الصامتة كأفلام الابيض والأسود…

 4

بوجه عجنه الزمن قال { كان من الأفضل لو سرت في طريق آخر…هذا الطريق الذي مشيت فيه… طويل وشاق ومتعب …و ستظل مغضوبا عليك…} بلع ريقه ثم لاذ للصمت بينما بصقت كمية من البلغم كنت قد جمعتها في فمي… ارتطمت بطمي الأرض
كل شيء من حولي يذكرني بالهزيمة …

 

5

 

من يملكـ القانون في أوطاننا يملكـ حق العزف عليه

 الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس

6

في تلك اللحظة التي ارتطم الجسد  بالأرض…  مرت  أمام ناظريه كل  مراحل حياته كأنما هي شريط  سينمائي……

   ثم غمغم  قبل  أن يغيب

لا تأسفنَّ على غـدرِ اللئام لطالمـا….رقصت على جثثِ الأســودِ كلاب

لا تحسبن برقصها , تعلوا على أسيادها….تبقى الأسودُ أسوداً والكلابُ كِلاب

7

أحيانا يعتريني إحساس باللاجدوى من الكتابة..  منعطف { التجحيش } صار قويا جداا.. أرى كل ما حولنا أشبه بالأخدود ..و كأننا ندخل في نفق ليس له نهاية..
كأنه مكتوب علينا أن نبقى في هذا التيه قرنا آخر حتى نمتلك زمام أمورنا ان بقي لنا زمام…
مشكلة الكاتب هي الكتابة الحرة.. وكيفية الوصول بالكلمةالى الشحن الكاملة أو الطاقة القصوى …..

8

عندما تكون في أمة حثالات تعشق أن تكون تحت الأحذية.. فأعلم انها أمة موات لاحياة فيها
{ أمة عانت من الموت طويلا فادفنوها لم تعد جدي فتيلا…}
هؤلاء العبيد لهم خلايا العبيد الذين جاؤوا من سلالات بيعت في أسواق النخاسة ..
فالنخاس كامن في عروقهم كالدم……

9

 

امام مرارة القهر يخرس كل شيء.. وكلما زاد من وطأته فقد الناس القدرة على البكاء لانهم يبكون بدموع تتساقط إلى الداخل في   اعماقهم

 انهم يبكون كل الوقت.. حتى ينفذ الصبر …
{كان القهر فينا جمرا فنمى .. جمرا نمى.. جمرا فينا وعلقما}
هاهم يسوقون النساء الى العتمة… في زمن العتمات

10

عندما يكون الظلم مرا
فلابد ان نحترق على منوال وصية ناظم حكمت

{إن لم احترق انا

 ان لم تحترق انت

 ان لم نحترق جميعا

. كيف ؟؟؟ للظلمات ان تصير ضياء ؟؟؟}

 

11
ذات يوم قال {سعد الله ونوس }محكومون نحن بالامل …
هرمنا من أجل لحظة اشراقة ذلك الأمل المنتظر…..

12

 

سألتني   بحرقة ووجع

{  ما  الشيء الذي وجدته هناك  وكان غريبا ؟؟}

  كنت شاردا وانا   اتكلم بلا  وعي وقد  سحبني الشرود لمربع العتمة  مرة أخرى…

الغريب أن أصحاب الزمان والمكان يأتون متسللين بعد الغروب كأنهم لايطقيون أشعة الشمس.. وينسحبون في صمت قبل طلوع وجه القمر… هكذا جاؤوا ذات شجن ..
لأننا ادمنا الصمت يظنون أننا نسينا

 

المصدر مخطوطة دفاتر الأسر والكسر 2011

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *