الرئيسية / صدى الوجدان / سلوة المحزون وخواطر المسجون-مذكرات ميت مؤقتا

سلوة المحزون وخواطر المسجون-مذكرات ميت مؤقتا

سلوة المحزون وخواطر المسجون بقلم زكرياء بوغرارة

 

 

في سجن سلا{{ 2 }}هناك وجدت دمعا وألما وبكاء وغصصا حرارا..

 هناك من يبكي لذكرى الفقد والغياب ومن يألمه الظلم واعتقال الفجاة ومن ومن ومن كل ذلك الوجع رسمته ريشة القهر على الوجوه فغيرت تضاريسها وجغرافيتها المكان والزمان..

كل يوم كانت تنثال ذكرياتهم وكأنما هي بتكرارها تبحث عن لحظة اطمئنان وكأني بها إحدى مشاهد الحسرة ما بين القبر والقبو ورائحة الموت وسحنة السجان بلؤمه وغله واحقاده …

كل زائر لي في الزنزانة  من المعتقلين يروي قصة وجع فتزيدني وجعا…

كان آخرهم هذا الصباح شاب في منتصف عقده الثاني حليق الذقن ابيض البشرة جاء فجأة.. ظل صامتا للحظة تفحصني بعناية ثم قال لي

 {{ الله يفرج أنا غي حراق.. سلمتني تركيا.. وجاؤوا الى هنا..}}

 ظل مشهد الحراق في مخيالي مع حكايات كثرى كل واحد ينثرها في لحظة بوح من كنانته… في زمن الوجع

2

قال لي بلسان مشقف {{انت تكتب بمرارة}}

 قلت {{لم أعد اكتب  قد هجرت القلم ا من زمن بعيد إنما اجتر بعض ما يثوي في المخيال   وحسب }}

انه الشعور بالقهر بالخيبة مع الدسيسة المسمومة التي دخلت علينا الباب مع النكسات والخيبات لتحتل مكانا مميزا في مطابخ العتمة المتحركة المتفننة في الطبخ بكل الألوان لكن أهم ما يميزها انها بلا لون ولا طعم ولا رائحة

 

3

كانت حربا أعلنوها لا هوادة   أسموها حربا على الارهاب..

قال بوجه بريء   وما الإرهاب؟؟

  قلت انا وانت وذلك الشيخ الطاعن وذلك الاخر   الشارد  هناك على تخوم الجنون

ليس للحرب وجه إمراة .. حروبهم كانت بوجه جلاد وسحنة سجان

قال هل  تذكر   شيئا عن هذا الوطن ؟؟

 قلت {لا أذكر لهذا الوطن إلا وجها واحدا جمع فيه كل الخيبات والانكسارات والهزائم واجهاض الحلم وبوارق الامل… ولو بصيص امل….}

4

تأملت ما انصرم من حبات مسبحة عمري فإذا بهذا المشهد يتمثل أمامي كأنما هو رفرفة سرب حمام في الفضاء..

إن بعض عمري هو ما لم أعشه.. ما لم أحلمه.. ما لم اتمه.. وفيه ما لم أكتبه ولم أقله.. أدركتني جحافل الاوجاع سقط القلم من بين أناملي بدت امامي الدنيا رحلة غير مأسوف عليها… وقد حال لي الرحيل

5

 

اعرف أن ضراوة السجون في زمن الهالك جمال عبد الناصر … افرزت فكر {{التكفير والهجرة }}ومن هناك انبثق الغلو…

لكن لا افهم ان يخرج من السجون اشباه ومسوخ تنظر لعلمنة الاسلام وتوغل في خطابها النكد حد ابداع {{سلفية ليبرالية او سلفية علمانية }}من مهامها{{ العودة بالإسلام إلى روحه الخالصة، وإبعاده ما أمكن عن الشأن العام، والإيمان بمدنية الدولة}} هؤلاء كانوا في سجون هي عبارة عن اقامة خمسة نجوم

شتان بين فكر خرج من بين فرت ودم وجاوز الحد بالغلو وبين فكر يتمدد زمن المسخ نشئ في الخلوات ومرتع الشهوات ليصدر كل ساقطة ولاقطة من الشبهات…

لو كان السجن الذي كانوا به سجنا كما مر بغيرهم ربما لم يكن ليفرز هذا الكم المهول من {{ تخنيث المبادئ…}}

حتى اليسار الراديكالي في مراجعاته لم يصل لهذا الدرك الأسفل

6

ٌقال لي ذات شجن.. وكلانا اسير.. كان الفرق بيننا أنني كنت على مرمى قوس من مغاذرة العتمة.. بينما كان هو محكوما بالاعدام في سجن بعيد.. عتيد..

-{{ ما الذي ستفعله بعد العتمة..}}

قلت سأشرع في رحلة البحث عن قبر…

مرت السنوات.. ذكرني بهاته الكلمات .. فكأنما نكش كل جراحي.. دفعة واحدة..

لازال سؤال المصير بعد هذا المسير يشغلني.. {{ #النهايات}}..❤️

7

ترى ؟؟ هل سيأتي يوم نهدم فيه السجون والمعتقلات  ونكف عن بناء نفايات للبشر… يبقى  بدلا منها فضاءات واسعة.. بحجارة السجون  نشيد الحدائق    لنغرس الزهور… مجرد حلم  من إنسان {{محذوف}   الحاضر  مؤقتا الغائب ابدا   

 يتبع …………

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *