الرئيسية / عاجل / ملَّنَا واللهِ حبرٌ وقلَمْ -بقلم أبي عبد الله الزليطني

ملَّنَا واللهِ حبرٌ وقلَمْ -بقلم أبي عبد الله الزليطني

ملَّنَا واللهِ حبرٌ وقلَمْ

بقلم أبي عبد الله الزليطني

عنوان هذه القصيدة يغني عن التقديم بين يديها بسطور تحكي واقع نتاجها ، وتفسر مغنى علاجها ، وتفتح باب سياجها وهي في الحقيقة عبارة عن عواطف كليم ، ومشاعر سقيم ، له أنة في صدره تؤرقه ، وبحبال الله توثقه ، يمتزج فيها الألم بالأمل ، والغضب لله والرضى بقضاء الله .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن تبعث في نفوس قارئيها همة تشدهم بماضيهم المنير ، وتبصرهم بحاضرهم المرير، فتثمر عملا نافعا تأخذ بيد هذه الأمة المسكينة التي نحن منها وفيها إلي معالي الأمور وتحلق بها واقعا عمليا لا حلما ورديا ، إلي ثريا الأمجاد ، التي بناها الأجداد ، وسطروها بأحسن المداد ، إنه مداد الدماء لا مداد الحبر الجاف، الذي جفت معه ينابيعنا ، واصفر بعد اخضراره ربيعنا …..

هـدرَتْ أمواجُ شوقِي فالْتَطَمْ

دفْـقُه في صفحةِ الخـدِّ ارتسَمْ

فتـعَالتْ صَـيحة في داخِـلي

لاَمستْ من لوعةِ الحـرِّ الشَّمَمْ

فأذَابَ صهْـرهَا مـنْه الحَـشَا

فإذَا بالـدمْع يغْـلي كالحـمَمْ

يعطِف الأشجانَ فـي أجفـانِهِ

فـهْي تتْـلُو آيَـهُ وهْو انسجَمْ

هَـزعَتْ في ليـلةٍ مـظلـمةٍ

فَـنفتْ عنه الكـَرَى والغمُّ غَمْ

فتَلاحَتْ ذكْـرياتٌ غـضـةٌ

أيُّها يسبـقٌ قلـباً فـي هـرَمْ

يا ليالِي الشوقِ كـمْ أَتْعَبْتِنِـي

ورميتِ الشـجْو حُلْمِي فـهَشَمْ

طَفِقِت تحثـُو على أطْـلالِـه

مـن رمِيمِ أعـظُمٍ عـند القِمَمْ
قمـمٍ تشدُو عـلى أوْتَـارِها أغْنِـيَاتُ المجْـدِ فـي أحْلى نَغَمْ
طـالَما هزَّ صبـَاها خَـافـقِي لاعـجٌ شـقَّ ثَنِيَّـات الظُّـلَمْ
طـالَما بتْـنا سوياً طـرفُـها شـامـخٌ يُحْنِي عـليَّاتِ الهِمَمْ

يالَطَرْفٍ بعـدها مـن عاشـقٍ
حـدُّهُ الـماضِي من الهَـمِّ انثَلَمْ
ليتَ شعري هلْ سيجدي وقعـُهُ وعَـنِ الحـقِّ أُصِبْـنَا بالصّـَمَمْ
فلعمْري ليسَ في الذكْرَى لمـنْ هـمُّهُ الدنيـا انتـفاعٌ في الكَلَمْ
فسَلُوا الـتاريخَ هـل من أمةٍ نَهَـضت وهمُّـها جمـْع النِّـعَمْ
ومـتى يـجدي كـلامٌ أمـةً والذئـابُ تـرعى قـطعانَ الغنَمْ

أسـفِي ثَـرْثَـرةٌ نحْـسِنـُها
مـنْ كـلامٍ لـم نصـدقْهٌ بدَمْ
فمـتى نطوِي بسـاط القيلِ ذَا مـلَّنـَا والـله حـبرٌ وقَـلـمْ
ننْصلُ الأسيـافَ من أغْمـادها ونخـوضُ بالقَنَـا نحْمـي الذِّمَمْ

فعْلَ أبـطالٍ صنَـاديـدَ أَبَوْا
عيشَ ذلٍّ لـيس تَرضـاه النَّـعَمْ
أمَّـتـِي قـد فقـدتْكِ ثـلَّةٌ هـمْ بنـوك وسطَ تـيار الأمَمْ

فتَّشُـوا عنك فلم يلقَوْا سوَى
مُـفْتَرٍ أو كـافرٍ فـيكِ حَـكَمْ
أيـنَ أنـتِ من بلادٍ رمِّـلتْ مـن عـلوجٍ الكفْرِ حرْباً للـقِيَمْ
قيـمٍ الدينِ الحـنيفِ جـهرةً أعـلنـُوها والأصــم لا يـذَمْ
أنـاْ لا أعـصر مـنك دمـعةً أو تـعَضِّي أُصْبُـعاً مـن الـندَمْ
أو تـهُبـِّي نصْـرةً بالمـالِ لاَ أو تجودِي بالنفـوسِ فـي الأعَمْ
لا ولـكن فلـتعـيشِي أمـةً تحتَ أمريـكا تـناشـد اللُّـقَمْ

فلبـوشٍ شـارةٌ مـعـروفـةٌ

رفـعـتْهُ فـهْو فـوق المـحْتَرَمْ

قـبحَ الـلَّهُ حــياةً هـكذَا

يـعبثُ الخـنزيرُ فـيها بالـحُرَمْ

لستُ أدْري كيـفَ أمنَحُ الحَيَا

لحروفٍ نـقشُـها عـلى الـعَدَمْ

أفِّ للــذلِّ ومـن يرضَى بهِ

وهـل الذلُّ مـن الـموتِ عصَمْ
خـوَرٌ تفسـيره حرْصٌ عـلَى

زخْرفِ الدنيا وذا الـداء الأَصـمْ

فاستفيقِي أُمَّتــي ولْـتَنهضِي

فـلكَمْ منــارةٍ تـشكُو الألـم

ولـكم مـن شعْـلةٍ نـيـِّرةٍ

أطْفـأَ الطاغـي سنَـاهـا وردَمْ

ولكـم صـرْحٍ مٌـنيفٍ باذخٍ

مـن تليدِ المجـدِ فـي الماضي هدَمْ

ولـكم شـهْمٍ شجـاع سيـِّدٍ

سلْـسلُوهُ وتَـوَطَّـتْـهُ القــدَمْ

ولكـم وجهٍ صـبوحٍ مشْـرقٍ

من بـليَّـاتِ النصارى قـد جَهَمْ

أينَ أنـتمْ حيثُ قـامت دولـةٌ

تحـكمُ الشـرعَ غَزَاها مـن ظلَمْ

في ربـَى الأفغانِ شادتْ مجدكمْ

لـمْلَمَتْ ماكان في الماضِي انقَسَمْ

نـاشـدتْـكم ذَمَّـةَ الله فـلم

تَستجيبوا حينَـما الدَّاعـي ألـمْ

قسـماً لـو كانت الدعوةُ فـِي

مـرتع الـبطْنِ لجـاوَبـْنَا نـعَمْ

وبـسَطْنا كـلَّ مـا نعـرفُ منْ

آيـةٍ أو قـولـةِ الهـادي الأشَمْ

ولَـوَيْنـَا بـعـضَ ما نجْهـلـه

كيْ نُلَبِّـي دعْـوة إلـى الكـرَمْ !!

هـل درَيْتُـم أنـني فـي غمـةٍ

قدْ دهانـِـي من عِضَاهِهَا السقَمْ

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *