الرئيسية / أدب السجون / فضفضة تحت سقف  الزنزانة

فضفضة تحت سقف  الزنزانة

فضفضة تحت سقف  الزنزانة

حلقة يكتبها :زكرياء بوغرارة -مشرف موقع ادب السجون

1

عندما نتحدث بلسان التبرير الذي لايغني عن تقرير التقصير في منعطف فاصل.. أن السلفية الجهادية تعرضت لاختراق {{ اخواني سروري}}.. اذن المخترق لها يجب ان يشهد {{ بضم الياء}}له بالعبقرية لنجاحه في الاختراق حتى جاوز الجلد للعظم.. وهنا يثور سؤال آخر

{{ لماذا لم تستطع السلفية الجهادية اختراق الاخوان.. ؟؟هل لان لديهم مناعة من الاختراق.؟؟. ام لضعف في التيار الذي لا اعتقد انه اخترق ولكن كانت لدى قطاع هام فيه {{ القابلية للاختراق}}
هنا يبدو جليا فقه الاستبدال

{{ يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم}}

2

ذات يوم ونحن في السجن جمعتني بابي حفص جلسة ثنائية دار فيها حوار طويل  

مما قال لي ولا زلت أذكره {{ لو يعلم الاخوة منهجي و قناعاتي وخياراتي التي سأعلنها ذات يوم.. سيصدمون}}

تحدث عن الصدمة لمن يتعلق بالاشخاص او الجماعات حتى يذوّب

ذاك التعلق في وجدانه وحسه تعلقه الأصلي بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم..

ما اشبه السلفية الجهادية اليوم في عنوانها العريض بهذه المقولة التي قيلت لي ذات سجن.. الواقع يؤكد اننا أمام {{ صدمة }} عميقة لمن تعلق بالأشخاص والرموز والتنظيمات.. وتلاشى في حسه تعلقه الأصلي بهذا الدين…..

3

عندما ياتي من يحسب نفسه منظرا للتيار السلفي الجهادي ثم يكتب بقلم متأخون قائلا عن الإنحرافات المنهجية العميقة وغير المسبوقة.. وهويحسن قبحها

{{ وأصبح الملف بأيدٍ أكثر ثقة وأكثر صلابة وتقدم مصلحة الثورة على مصلحة الداعم…}} و يردف قائلا{{من استخدم دهاءه و “مكره” في سبيل الله مع علمنا أنه من أهل الدين والتقوى، فيجب أن لا نخاف من تصرفاته الضبابية ونحسن الظن به}}

هنا نكون امام استحمار يمارسه من داخل الصف الاسلامي على الامة برمتها لا المنهج وحده…من يظن نفسه المنتهى ..على وزن البحر الكامل{{ كمل الجمال في البحور الكامل متفعلن متفاعلن متفاعل}}

ما الذي حصل ما الطارئ الذي حل  بها ؟؟

. اما ان السلفية الجهادية كانت في بداياتها على خطأ جسيم وانحراف عميم … ثم ثابت الى رشدها.. او ان الانحراف طارئ عليها.. وهو ما يكشف سوء المنعطف الجديد ..
المألات أصبحت كارثية

4

الفرق الذي كان بين السلفية الجهادية والأخوان.. كان يمثل علامة تألق المنهج السلفي الجهادي.. كنا نشم منه ريحا من أريج ذاك العبق المنبعث  من الجيل الأول المنتجب.. بعد ان تبدد إلى ان تلاشى هذا {{الفرق والفارق..}} اصبحا سيان.. {{اخوان اخوان.. }}

تلاشى التميز.. وتبدد التزيل واندثرت المفاصلة

5

 

عندما تصل الشحنة في القلب الى ذروتها.. حينها يكون الرصيد في تمامه.. هكذا نكون{{ الأعلون} ودونما شحنة كاملة لا ولم لن يكون هناك {{ استعلاء بالإيمان}} الذي لانهون ولانحزن بعد استقراره في الوجدان.

{{ ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون أن كنتم مؤمنين}}

 

6

ذات يوم جاء لزنزانتي سجينان من الحق العام ليستفتياني في مسألة كانت في حسهم ذات شأن جلل..
فلما قصا علي القصص وعلمت فحوى النازلة..
تبسمت ضاحكا من قولهمأ…
فقد جاء كلاهما ليسأل بل ليقرر ما يلي {أليس قلي البيضة أو سلقها قبل أن توضّئها بالماء .. حرام ولا يجوز؟؟}
ظل كل واحد يرتقب مني تأييدا لفتواه.. بأن أكل البيض بأي طريقة قبل ان تغمسه في الماء حرام حرام…
تذكرت انتفاضة ابن عباس في وجه من جاء يسأله عن حكم قتل الذبابة في بيت الله الحرام..
فلذت للتأمل في هذا الاسلام المغربي.. ذي الخصوصية العجيبة كيف أن به كل شيء الا دين محمد الصحيح الصريح…
وتذكرت عظم جناياتهم في السجن أعلاها سب الله تعالى ,واقلها أفاعيل تنهد منها الجبال…
ويسألون عن وضوء البيض….

7

 

عظمت النخالة والحثالة حتى فاقت قامات الجبال
صدق الحبيب عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري في صحيحه : أن النبي صل الله عليه وسلم قال : { يذهب الصالحون الأول فالأول . ثم تبقى حفالا وفي رواية حثالا كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله تعالى باله}
وهذا مما يدل على فساد الناس في آخر الزمان ، كما يشهد به الواقع عن كثب

8

من عمق الثقافة الغربية ينقل لنا برنارد شو صورة حقيقية للأمريكي وكم هو عنصري يحمل بين جوانحه كل حمولات الاستكبار…لنقيس عليها نظرته لنا اليوم وهو يرى الهرولة الكبرى من الأعرابي لمنحه ثروات الامة ويرهن بين يدي مصيرها وتاريخها وحضارتها …
«الرجل الأمريكي الأبيض يهبط بالزنجي إلى مستوى ماسح الأحذية، ثم يستنتج من ذلك أن الزنجي لا يصلح إلا لمسح الأحذية»
لايكفي ان نستبدل لفظة الزنجي بالاعرابي فللأمريكي اليوم نظرة اخرى للأعرابي لاتعدو  كونها في حسه {ضرع بقرة حلوب..}
ترى الى اي مستوى يهبط الامريكي اليوم بنا ليستنتج بعدها اننا لا نصلح الا لحمل اموالنا ومنحها للسيد الامريكي …
بعد ان صارنا في عقل الامريكان الجمعي مجرد بقرة حلوب….

 

9

أحيانا يعتريني احساس باللاجدوى من الكتابة.. منعطف { التجحيش } صار قويا جدا. أرى كل ما حولنا أشبه بالأخدود ..و كأننا ندخل في نفق ليس له نهاية..
كأنه مكتوب علينا ان نبقى في هذا التيه قرنا آخر حتى نمتك زمام امورنا ان بقي لنا زمام…
مشكلة الكاتب هي الكتابة الحرة.. وكيفية الوصول بالكلمةالى الشحن الكاملة أو الطاقة القصوى ..
وطالما ان الكلمات خاوية الرصيد بلا تعبئة فلاطائل منها…
هناك عين تراقب ومتلصص يحصي الأنفاس وقانون كسيف مسرور سياف الرشيد
الآن فقط أتوقف  إنها لحظة استطلاع للامل للحظة الفارقة ,,,
– نستقوي بالأمل ..

10

خلاصة رحلتنا في الدنيا.. فاما رحلة الى الله او رحلة الى الشيطان ..
مختصرها ما قاله جبريل عليه السلام: للنبي صل الله عليه وسلم

{يا محمد عش ما شئت فإنك ميّت و أحبب من شئت فإنك مُفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به}

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *