الرئيسية / روضة الأدب / حكاية وجع- يكتبها زكرياء بوغرارة

حكاية وجع- يكتبها زكرياء بوغرارة

حكاية وجع

جآء رجلٌ إلىٰ السيده عآئشة رضيَ الله عنهآ و سألها “متىٰ أعلم أنِّي مُسيء” ، فـ قآلت له “إذآ طنَنتَ أنَّک مُحسِن”….!!

انه تشخيص دقيق لمن جهل حقيقته ومن يكون واجهل منه الجاهل بالله ومن حرم معرفته وغرق في الشرك وأوحاله….

1

وكأني بكل صادق يقول في بحر الفتن المتلاطمة

[ يا ليتني عرفت من الشرك ما عرف الهدهد فأسلم وانجو في هذا الطوفان الهاذر]

 

2

{وَمَا كَانَ اللّھ ُمُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يّسْتَغْفِرُونَ

يا أخي يا انا املأ صحيفتك بالإستغفار .. استغفار بإخلاص .. استغفر اللّھ ، استغفر اللّھ

{انه كان غفارا..}

ماحولنا مؤلم جداا…بلسم جراحاتنا في مناجاته… جل وعلا

{ وصاحب البيت ادرى بالذي فيه}

3

كنت لحظة الخروج من العتمة صامتا.. لكن النور لم ينطفئ من محياي الشاحب…

لا أدري لم كنت اسابق الريح لأخرج من العاصمة واعود الى المنطقة الشرقية {للمغرب غير النافع} ربما لأن ما ارتطمت به من ذلك الطوفان الهائل من الفساد الأخلاقي جعلني في حالة من الغثيان تماما كمن يساق للعتمة معصوب العينين

مقارنة بائسة ما بين لحظة خروج من العتمة وما بين خروج من عتمة اخرى الى مكان آخرعلى الأقل هو أقل عتمة…{ وفسادا}

4

كتب فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع تغريدة على حسابه في الفيس بوك[الإسلام في عهد محمد السادس فاسد]تعليقا على ما قاله عالم الاجتماع المغربي عبد الصمد الديالمي إن “[إصلاح الإسلام من الداخل ضروري، لتكييفه مع الحداثة ومع مطالب الحرية والمساواة، وعليه أن يصبح قرارا فرديا وينسحب من الدولة، كأساس يعطيها الشرعية]”
كلام خطير يكشف اين وصلت معاول الهدم العلماني من داخل الحصون في هذا المنعطف اوشكو ان يصلوا للأساس…وهدفهم ازالة الاسلام من الحياة حتى في شكلها الباهت ومعها الملكية لانها في حسهم تقتات شرعيتها من الدين وهذا مفتاح ما ذهب اليه العالم الاجتماعي[وعليه أن يصبح قرارا فرديا وينسحب من الدولة، كأساس يعطيها الشرعية]

هؤلاء هم منظرو الحرب على الاسلام ..

ايديهم مطلقة ومباح لهم كل الوان الكلام….

5

حتى قبر أمي رحمها الله فقدته مرة اخرى اتوه وسط طوفان القبور التي تكدست بها مقبرة الشهداء… وقفت بين المقابر وقد تحجرت الدموع بمحجري وامضني النزيف المهراق من احشائي..

{{ عذرا اماه… الذاكرة بعد العتمة صارت كالغربال..}} فليرحمك الله حالوا بيننا وانت حية وميتة…

فالى الله المشتكى

6
كتبت لي اديبة عربية كانت تتابع نثر حروفي النازفة .. قالت{{ تمنيت أن اقرئك.. حتى النهاية.. ولكن بعيدا عن عالم العتمة…}}..

قلت انها امنية مستحيلة كاستحالات اعيشها .. استحالة النوم العميق قليلا ما أنام… وكاستحالة ان اشعر بالأمان… فانا دائم التوجس والحذر والترقب والخوف الممزوج بغصص متلاحقة..

السجن الذي كنت اسكنه صار يسكنني صرت زنزانته الانفرادية ..

الم اقل لك ذات شجن

{{ السجن شوهنا}}

حتى في احلامنا وامنياتنا الممكنة والمستحيلة…..

7
قال بلسان خلته كافعى تتحفز لنفث السم.. كأنما كلماته دسمه الذي دسه فيه سمه ذاك{{ لو مكثت في مرافئ الآداب.. لصرت اليوم اديبا لامعا يشار اليك بالبنان.. }}

مط شفتيه بينما كنت معتصما بالصمت الذي يلازمني..

اردف {{ لكنك رسوت في مرافئ الارهاب .. وشتان بين الآداب والارهاب..}}

قالها وهو يهز رأسه الذي يبدو أكبر ما في جسده..

انتظر ان انبس ببنت شفة ..

لحظة ثم اخرى لما طال الصمت…

انصرف

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *