أنا كم أساوي في الدنيا؟-الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله
أنا كم أساوي في الدنيا؟
لأعرف قيمتي في الآخرة؟
الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله
——————————-
تحت عنوان (استثمار العقول)، أرسل لي أخ حبيب، مقالاً لكاتبه الدكتور فاروق القاسم – العالم الجيولوجي العراقي الأصل النرويجي الجنسية – يلفت الإنتباه لأهمية سلامة نفس المسلم، ونقاء سريرته، وانسجامه الخارجي مع باطنه، ومع مكونات عقله وملء فؤاده، إذا أردنا حقاً على المستوى الفردي أن ننتصر جماعة وتتمكن أمة.
المقال على ما يبدو أن كاتبه من العقلانيين غير المشغولين بالدين، وأود لو كان غير ما أنا فهمت، لكن ما استوعبته وما استفدته أنا من المقال، أن أسساً إيمانية عقدية ربانية ملزمة لنا شرعاً وقانوناً ووضعاً، إن صحت نوايانا وصدقت عزائمنا في الرغبة للخروج من قمقم الهزيمة النفسية، والانكسار الجمعي، والانحدار والتخلف الأممي.
تلك الأسس ويا لغرابة تذكري لها الآن وتذكيركم وتذكيركن بها، هي ليل نهار نلوكها بألسنتنا، ونغيبها في سلوكياتنا وطباعنا وعاداتنا وتقاليدنا وعلاقاتنا.
تلك هي الأوامر والوصايا القرآنية الزاهية الراقية البينة الواضحة الجلية المزهرة المبهجة للنفس والقلب والفؤاد،
السماحة، الصفح، الصفح الجميل، العفو، الغفران، الصلح، الإصلاح، المعروف، الصدق،. الوفاء بالعهد،. أداء الأمانة… إلى آخر هذا القاموس الإلهي النبوي الغائب.
فوا الله لو استدعيناها لتحققت كل الأحلام والآماني، ولصفت النفوس من سوء أدرانها، ومن فساد طويتها.
والآن أنقل لحضراتكم المقال الذي أثار في نفسي كل هذه العاصفة الوجدانية
============ (استثمار العقول ). ============
لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونين بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والحروب.
نيجيريا من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ، ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول ، ولكن أنظر إلى حالها ووضعها والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات !!!!
بينما نرى سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم ، لأنه رئيس بلد لا توجد فيه مياه للشرب! اليوم يتقدم بلده على اليابان في مستوى دخل الفرد..!!!
في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش، في الوقت الذي أصبح الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً…
هل فكرت وأنت تشتري تلفون جلكسي أو أيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية ؟
ستجده لا يكلف دولاراً واحداً من الثروات الطبيعية، جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك، ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز، والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية!!!
هل تعلم أن إنسانا واحدا مثل “بل غيتس” مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحد 226 دولارا، يعني ما يملكه اليمن ودول الخليج من إحتياطي للثروات لن تستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب !!!!
هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية، وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك؟
هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار، نحتاج لمئة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي..!!أخي في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو الغرب من الوطن العربي، أيها الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى دون الحاجة إلى عقلك دع عنك أوهامك، فلا ثروة مع عقلية الثور..
هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية ، وفي أقل من خمسين عاماً انتقمت من العالم بالعلم والتقنية ، وبقي الأغبياء يسألونك عن مذهبك أو من أي قبيلة أنت…؟
انتهى المقال
والآن أسأل سؤالي العنوان
أنا كم أساوي في الدنيا؟
لأعرف قيمتي في الآخرة؟
كتبه. أبو إسلام أحمد عبد الله
عائد من قبور الأحياء
الوسومصبح الأخرة . خواطر . رقائق
شاهد أيضاً
《 السيف والقلم 》 ( رحلتي مع الجماعة الإسلامية ) (10) الشيخ عاصم عبد الماجد …