الرئيسية / أدب السجون / فضفضة تحت ظلال الهاجرة

فضفضة تحت ظلال الهاجرة

فضفضة تحت ظلال الهاجرة

يكتبها زكرياء بوغرارة

1

مدار المعركة الكبرى اليوم تتلخص و تتجلى هاهنا في قوله تعالى {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذاً أبدا}.. يقول الشيخ المعلم سيد قطب رحمه الله تعالى { فما يفلح من يرتد عن الإيمان إلى الشرك، وإنها للخسارة الكبرى}
معركة بين الإيمان والتوحيد والكفر والشرك….
لايفقهها الا من فقه كيف يدار الصراع ووفق اي حسابات في الربح أو الخسارة ….
واين يكمن الربح الوهمي والخسارة الكبرى ……؟؟؟؟؟

2

بعيدا عن رهق السياسة و رهج التنظيمات.. يقف المرء لحظة للتأمل يرى ما فات من العمر وما انصرم من حباته وما تبقى منه وما هو الا قليل يشق فأس الخليل ارض جفاءه وجموحه بسؤال المصير ؟؟ والخلاص ليتطلع الى ما هو ابعد من الزحزحة {{ فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز..}} ولا فوز الا بالتوحيد الخالص..
كان سلفنا الصالح همه الاكبر هو التحذير من الشرك.. وصار همنا اليوم التحذير ممن يحذر من الشرك…
قبل الرحيل اذكرني وادذكركم بهذه الدرر.. علامة فارقة على الطريق ..
جاء في تاريخ ابن عساكر رحمه الله عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله قال : أتى رجل ابن مسعود فقال : يا أبا عبد الرحمن ، علمني كلمات جوامع نوافع ، قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا}}
تصبحون على توحيد تعلو رايته وشرك يذل.. فتدوسه الاقدام

3
اكبر آفاتنا اليوم هي كثرة المنظرين للاسلام من ملاذاتهم الآمنة… يحشرون انوفهم في كل شيء… ويظنون العصمة فيهم فلا رأي ولاصواب يعلو فوق رأيهم وما يرونه صوابا.. هؤلاء هم اكبر آفة خربت جهاد الشام بل وكل الساحات…

4

الارتحال التنظيمي داخل التنظيمات الجهادية{{الشام .نموذجا}} بلغ اوجه..
حالات الارتحال لا تعد ولاتحصى.. تماما كبيادق قطع الشطرنج رحالة داخل الملعب هنا هناك ..
ذاك هو الايدز الحكري والحمض القتال …
عند التطبيق العملي تكون الكوارث في فقه التنزيل ما بين المثال والنموذج والواقع المأوزوم الشديد الضحالة والترهل…
ترى اين الخلل..؟؟؟

5

في مرحلة التطبيق العملي لمشروع التنظيم ذي التوجه{{ الجهادي}} اثبت فشلا ذريعا وانحرافا عميقا.. حتى في تدبير السجون والمعتقلات .. اصبحت معتقلاتهم اشبه ما تكون بالصورة المنسوخة لمعتقلات الانظمة…
هنا لانقول ان مشروع الاسلام فشل .. اذ ان فشل الجماعات يظل محسوبا على تلك الجماعات.. ذلك ان الاسلام ليس مشروع امة بل دينها وعقيدتها وكل هويتها وقيمها ووجدانها…

 

6

نعيم بن حماد الخزاعي، شيخ الإمام البخاري، كان قويا في الدين، أدخلوه السجن في فتنة القول بخلق القرآن، جاءه في السجن جهمي ليناقشه، قال نعيم للجهمي :أنت تقول القرآن مخلوق؟ قال الجهمي ابن عوف:نعم، قال نعيم بن حماد :وهذا قول الخليفة؟ قال الجهمي :نعم، قال نعيم بن حماد :ولو رجع الخليفة عن قوله؟ قال ابن عوف الجهمي :وأنا سأرجع، فقال له نعيم بن حماد “قم فأنت لا دين لك، دينك دين الملك”
ملخصا من تاريخ دمشق لابن عساكر
ما أكثر أشباه الجهمي ابن عوف اليوم

 

+++++++

من كتاب   بوح الغمامة

زكرياء بوغرارة

الطبعة الاولى 2012

 

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *