الرئيسية / عاجل / دردشة حول برنامج المصالحة بدون إنصاف في السجون المغربية -1-

دردشة حول برنامج المصالحة بدون إنصاف في السجون المغربية -1-

دردشة حول برنامج المصالحة بدون إنصاف

في السجون المغربية

-1-

 

زكرياء بوغرارة

 مشرف موقع أدب السجون

 

 

 

منذ  أن غاذرت السجن  انقطعت أخبار ما يدور داخله عني  لإعتبارات   كثيرة ..  لم أترك خلفي يومها إلا  محاولات  لإحياء المراجعات  التي كانت كلما أطلقت منها نسخة  أو مبادرة إلا وماتت في مهدها..  لكن السنوات الكثيرة بعدها  من العام 2013م    دفعت  ساكني السجون لإطلاق مبادرة  قديمة جديدة أسميت فيما بعد  بالمصالحة   والتي خاض  غمارها حسن خطاب وصاحبه بالجنب عبد الرزاق سوماح  يومها كانا يسعيان بالظلف والناب   وبكل سبيل لنشرها   في بقية السجون    وبعد جهد  تحقق أول  قطف لثمرات التراجعات  بعفو شمل  من كان يتزعهما….

 

ما إن أثمرت  هاته المصالحةعفوا تشريعيا باطلاق سراحهم  حتى وجدت موطئ قدم في السجون إذاصبح لها بعض القبول   في قطاعات كانت ترفض المراجعات  إما بطريقتها التي كانت تقدّم بها أو لرفض  لمن كان يتزعمها   لاغير….

   السنوات الأخيرة شهدت  دخول معظم المعتقلين القدامى  لبرنامج المصالحة هذا المنعطف الجديد    طرح  سؤالا هائلا  غاية في الضخامة  فرض نفسه  على ساكني العتمة

طالما ان المراجعات تحت أي تسمية  تنتهي بالخروج من السجن. لم لاننخرط  تحت مظلتها ؟؟؟

  لكن  زمن انتظار الخروج    طال طويلا ذلك الخروج الذي نظّر له أحد  دعاة المصالحة   وهو يتحدث عن دنو الفرج الكبير   ولم يجد غضاضة في ان يستشهد بقوله جل وعلا {{  ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة }}  اذ  جعل الخروج  من السجن مثيلا أو بديلا   عن الخروج للجهاد    مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

جاء في تفسير الطبري{قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولو أراد هؤلاء المستأذنوك، يا محمد، في ترك الخروج معك لجهاد عدوّك، الخروجَ معك =(لأعدوا له عدة)، يقول: لأعدوا للخروج عدة, ولتأهّبوا للسفر والعدوِّ أهْبَتهما (30) =(ولكن كره الله انبعاثهم)، يعني: خروجهم لذلك (31) (فثبطهم)، يقول: فثقَّل عليهم الخروجَ حتى استخفُّوا القعودَ في منازلهم خِلافك, واستثقلوا السفر والخروج معك, فتركوا لذلك الخروج =(وقيل اقعدوا مع القاعدين)، يعني: اقعدوا مع المرضى والضعفاء الذين لا يجدون ما ينفقون، ومع النساء والصبيان, واتركوا الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجاهدين في سبيل الله.}

 مسافة هائلة تدير الرؤوس بين خروج  وخروج

°°°°°°°

 طال زمن  انتظار الخروج .. طالما أن الإنخراط  في المصالحة ليس شرطا للخروج السريع  من المعتقلات  ولكنه نهاية لمرحلة ودخول في مرحلة جديدة اخرى..

 ذات صلة بالمعتقل  نفسه  في قناعاته وأفكاره وتدينه ….

تواصلت حلقات المصالحة ونسخها  في انتظار تحقق تلك المآلات والنتائج….

 هنا يكمن طرف خيط  شديد  الدقة لكنه  يعد السبب الوجيه لبطء عملية الإفراج عن المعتقلين   جعلها تبدو للعيان   إنتقائية

   كان السر يكمن   في   طبيعة من كان يهندس للمصالحة من داخل وحدات المعتقلين  فقد  أصبح    هؤلاء  بمثابة العقل مدبر لها  … يضع كافة   إمكاناته ومعرفته بتفكير المعتقلين في خدمة السلطات   حتى أصبح في حسها أن  لا إطلاق  لسراح معتقل إلا بيقين  من تراجعه عن جملة من أفكاره وما كان يعتقد  فيصبح  بعد خروجه من السجون    شخصا غير الذي دخلها أول مرة

  وفي سبيل     حصول اليقين طال بهم الأمد  في انتظار لحظة التحول ….

 

  كلا الطرفين   طال به الأمد  طرفي المصالحة   بدون انصاف

  إلا أن السلطات   كطرف قوي لايضيرها طول الأمد  بل هو في حسها   أداة حسم  لصالحها..

 

 

 صحيح أن   السواد الأعظم ممن خرج  عبر نفق المصالحة كما يحلو للاعلام تسميتها  أثبتت الأيام انهم  كانوا  مشروع  مصالحة حقيقي وأنهم احدثوا القطيعة مع ماضيهم   ومع كل ما من شأنه  أن يصمهم بالتطرف  حسب رؤية  الأنظمة  للتطرف حتى لو كان من صحيح  الإسلام

 البعض منهم   انتقل من غلو الى غلو وغلوه الجديد  في الحاكم  أشنع إذ يرفعه الى عنان السماء ولا يخلو   ما يكتب او ينشر من تمجيد له  ونشر صوره والتسبيح بحمده.. حتى أن أحدهم  صب جام غضبه على من غير المناهج  في بلادنا  حتى حملت بين جوانحها   بعض ما  قد يقدح  في النظام   الذي يرفع عنوان إمارة المؤمنين – اذا لايستقيم  قدح في نبي الإسلام والطعن في عصمته ورسالته  وما يرفع من شعارات-  فلم يجد  مناصا من التوجع  على هذا  الطعن لأنه سيفتح بابا للطعن في الملك …

 وهذه والله سنة   من سنن الله الجارية في الكون لاتحابي ولاتداهن أحدا ….

 

التنطع في كل حال مهلكة

  معلوم ان الحاكم في الإسلام ليس له عصمة.. مهما  إجتهد  الرعاع في إغداق العصمة على  الحكام…

  فالعقد الذي بين الحاكم والمحكوم هو هذا الدين كلاهما ينصاع له  وهو الحاكم بينهما…..

 

يتبع

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *