الرئيسية / عاجل / شخصيات وحكايات-بقلم زكرياء بوغرارة

شخصيات وحكايات-بقلم زكرياء بوغرارة

 

شخصيات وحكايات

بقلم زكرياء بوغرارة

الحلقة الثانية

 

التعذيب في السجون وقفة مع مفكر شيوعي

 

يقـول ريتشارد فيرمبراند

 الذي تعرض للتعذيب في السجون الشيوعية بسبب إيمانه : «من الصعب تصديق إلى أي مدى تصل قسوة الإلحــ..ـاد عنـدما لا يوجد أي إيمان عند الإنسان بوجـود ثـواب على أفعاله الصالحة أو عقاب على السيئة ، فساعتها لا يوجـد سـبب لتكـون إنساناً.. لا يوجـد حاجز للشر العميـق الـذي يـمكـن أن يكـون في الإنسان.. الشيوعيون الذين يعذبوننا كثيراً ما قالوا: «لا يوجد إله ، لا الآن و لا بعد الموت ، و لا عقاب للشر. يمكننا أن نفعل ما نريد». حتى لقد سمعت أحد المعذبين يقول: «أشكر الله الذي لا أعتقد في وجوده ، أنني عشت إلى هذه الساعة التي أستطيع التعبير فيها عن كل الشر الذي في قلبي» ! لقد أظهر ذلك في وحشية لا تصدق في تعذيبه للسجناء».

من كتاب “أسس غائبة ؛ 25 مسألة في مشكلة الشر” م.أحمد حسن

نقل هذا المفكر   خلاصة تجربته  عندما كان ضحية   يتكوّم ككيس نخالة أمام  الجلاد  بل  لخّص  في   كلمات مختصرة كل قصة الجلاد   مع الضحية  في رؤية من الداخل ..داخل اعماق الجلاد…  تحدث عن الجلاد  الملحد  الذي   لايؤمن بألاه ومع هذا يشكر هذا الإله الذي لايعتقد في وجوده لأنه في حسّه منحه فرصة هائلة لامثيل لها  تتجلّى في ابراز كل  الشر الذي في داخله…  حتى أصبح  يرى  على   أجساد    ضحاياه

  تأملت  في     هذه الوحشية الضارية وعادت بي الذاكرة عند  الجلاد الذي كان يباشر تعذيب ضحاياه  بما يفوق حقد   هذا الذي لايؤمن بإله …

  الفرق الذي بينهما أن الجلاد الذي عرفته في تلك العتمة القاهرة في عمق دار الحق.. – كما كان يسمّيها ذات بؤس..-

انه كان ينهي مهاماته الصعبة في التعذيب  ثم يبسط  سجادته  ويعلن نيته الصلاة  بصوت  عال جدا يترجرج  في ارجاء المكان الملعون .. نويت صلاة العشاء …..

  الله اكبر ….

    لا فرق بين جلاد  لايؤمن بإله  ولايعتقد وجوده   ويشكره لأنه  منحنه فرصة اظهار كل ملكاته في تعذيب ضحاياه  وبين جلاد  يصلي لإله  واحد  ..  ويعذب ضحاياه لأنهم يريدون لدين هذا الإله   الواحد القدير أن يعلو …….

  يعذبهم   لأنها  المصلحة العليا يا يا يا يا للوطن

تماما  كما كان يمطّها في تلك العتمة الملعونة.

 

 

بين  الملك الصالح إدريس والقدافي

 

 حكاية  تلخّص قصة الوجع  التي لاتنتهي ..

أثناء مغادرة ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي -رحمة الله تعالى عليه- وبينما هو في مطار طرابلس عشية الانقلاب عليه من الهالك معمر القذافي وطغمته العسكرية وقد  أخذ  موضع الإستعداد للرحيل  سمع ليبيين يصرخون  ملأ افواههم

 

 

” حكم إبليس ولا حكم إدريس”

فرفع الملك يده للسماء -وكان رحمه الله عابداً زاهداً صالحاً- وقال: اللهم آمين

 

 

وكأنما كانت أبواب السماء مفتوحة   على مصراعيها   فأرتفعت   الى عنان السماء ..

  ثم تحققت كأنما  هي حلم  صادق   يأتي كفلق الصبح..  المزهر

  ذهب إدريس ….

  ثم  حل بين ظهرانيهم حكم إبليس…..

امتذ بهم حكم إبليس طويلا …….

 

 

°°°°°°°

الصورة التي في البروفايل  التقطت لي في زنزانة العزلة بسجن فاس بوركايز العام 2010

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *