الرئيسية / الوثائق السياسية للحركات الاسلامية / وثيقة -حوار ناذرمع الدكتور محسن بناصر الناطق الرسمي للشبيبة الإسلامية المغربية
فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي مع د محسن بناصر
فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي مع د محسن بناصر

وثيقة -حوار ناذرمع الدكتور محسن بناصر الناطق الرسمي للشبيبة الإسلامية المغربية

حوارناذر مع الدكتور محسن بناصر

الناطق الرسمي للشبيبة الإسلامية المغربية

تنشر شبكة وا إسلاماه الإخبارية  وثيقة مهمة لتاريخ الحركة الاسلامية في المغرب   في حوار ناذر مع احد قيادات الحركة الاسلامية  في المنفى

 أجراه الأستاذ نور الدين بنمالك معه لجريدة الصحيفة الصادرة بالدار البيضاء بالمغرب، يوم5 – 5 – 2002 ونشر يوم الجمعة 28  صفر 1423 هـ موافق 10 – 5 – 2002

           س: نشرنا في الأسبوع الماضي مقالا حول عودة الشيخ عبد الكريم مطيع إلى المغرب ، هل يمكن التفصيل أكثر ؟

           جواب:الحديث عن عودة فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع سابق لأوانه في الظرف الراهن وكذلك عودة الإخوة المنفيين ؛ لأن عودة الجميع رهن بإلغاء الأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم ، وهذا لم يقع لحد الآن ولم يعلن عنه ، وإن كنا لا نستبعد وقوعه نظرا لجو الانفراج الذي ينبغي أن يتنسمه كل المواطنين، كما أن إخوتنا المعتقلين من جميع الفصائل والاتجاهات لم يخرجوا من السجن . ومن الخلق الإسلامي أن نؤثر خروجهم أولا .

           س : كانت هناك مفاوضات ووساطات من أجل عودة الشيخ ، هل يمكن ذكر بعض الذين شاركوا في هذه الوساطات  ؟

     جواب :المفاوضات والوساطات تكون بين طرفين متضادين أو متعارضين، والعلاقة بيننا وبين بلدنا ليست كذلك .إنها علاقة فرع بأصل هو وطننا ، علاقة انتماء إلى أمة هي أمتنا ، لقد كان بيننا وبين إخوتنا وأهلنا حوار وتفاهم وتشاور في إطار من المحبة والمودة والتوضيح والتصحيح لما أفسده عهد إدريس البصري . وقد بلغت هذه المسيرة مدى اتضح فيه أن الأمر بيد أمينة

 

الشيخ عبد الكر يم مطيع ودحسن بكير ود محسن بناصر                                                       الشيخ عبد الكر يم مطيع ودحسن بكير ود محسن بناصر

           س : ماذا تمثل عودة الشيخ إلى المغرب بالنسبة لكم ؟ .

           جواب : تمثل عودة فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع لنا ولكافة الإسلاميين الصادقين وأنصار الحرية والسلم الوطني عودة للحق إلى نصابه ورفعا للظلم عن الدعاة ، وفشلا للملاحدة وأعداء البلاد في محاولتهم تجريد الدولة من عناصر القوة والمنعة ، وفي عملهم على ضرب الدعوة بالدولة والدولة بالدعوة ، ليتسنى لهم الاستفراد بالدعوة والدولة معا ، والقضاء عليهما

          س : علق أغلب المستجوبين الذين سألناهم حول عودة الشيخ بالترحيب الإيجابي في حين طالب البعض بإعادة محاكمته . ما رأيكم في هذه  الآراء ؟ .

           جواب : بالنسبة لمن سألتموهم عن عودة فضيلة الشيخ عبد الكريم وأعضاء الشبيبة الإسلامية المنفيين نود التأكيد على ما يلي :

          أ ـ لا داعي للرعب الذي ملك على البعض قلوبهم بما نشرتم  عن عودة فضيلة الشيخ إلى الوطن ، فكانت منهم التعاليق المتشنجة ، التي ذكرتنا ببيتين  لابن الرومي الشاعر إذ يقول في وصف أحدب :

                 قصرت أخادعه وغاب قذاله    فكأنه متربص أن يصفع

                 وكأنما صفعت قفاه مـرة    وأحس ثانية لها فتجمع

          ب ـ  أمر العودة رهن بصدور عفو عام على جميع المنفيين والمعتقلين ، وهذا لم يصدر لحد الآن ، وإن كنا لا نستبعد ذلك .  ولئن كان الرعب من هذه العودة  جعل من بعض الفصائل الإسلامية أذنا صماء ولسانا أخرس كلما سألناهم حقنا عليهم في النصرة والتضامن ، مع أننا أيدناهم في أشد حالات محنتنا ،  ومع أن جماعتهم أنشأتها السلطة في ديسمبر 1975 للتغطية على قمعنا  وشل حركتنا ،  كما صرحت بذلك ابنة الأستاذ ياسين لمجلة الوطن العربي( العدد1270 بتاريخ 6-7 2001 الصفحة 14 )  حيث قالت بالحرف الواحد : ” فجاءوا إليه ( أي إلى أبيها عبد السلام ياسين ) برخصة وقالوا له عليك الآن إصدار جريدة  وكانت هذه هي النواة الأولى لتكوين جماعة العدل والإحسان ” ؛  فإننا طالما صرحنا بأننا حركة تربوية عقدية فكرية ، لاشأن لها بتهديد مصالحهم الحزبية أو الفئوية أوالتكاثرية  أو المادية . وعليهم أن يطمئنوا لأن بناء حركة على أنقاض أخرى ليس من شيمنا وشيم الدعاة الصادقين بأي وجه من الوجوه . على أن خوفهم هذا ورعبهم ذاك دليل واضح على هشاشة أرضيتهم السياسية ، وضعف ولاء أنصارهم لهم، وعجزهم المطلق عن سبر صلاحية مشاريعهم واختبار صلابة عقائديتهم بالحوار ، فلجأ بعضهم إ لى الاستنصار بالتحفظ على العودة وليس لهم أن يتجاوزوا قدرهم ، وجعل غيرهم يتحسس مواقع الشعبية أو الضيق لديه. وعلى كل حال نشكر المرحبين على أن ترحيبهم لا يزيد ولا ينقص، وإن كان لترحيبهم لحن لا يخفى على لبيب  

          ج ـ  قرار العودة في إطار التسامح والتغافر والمحبة والتعاون على البر والتقوى متعلق بإرادة ملكية  ليس لهم أن يصادروها أو أن  يفرضوا سلطانهم عليها ، لأن ذلك من اختصاصها  ، وليست الشراذم الشيوعية التي نبذها العالم وبقيت منها حثالة في بلدنا. هذه الإرادة الملكية هي التي أصدرت أمرها بالعفو على جرائم جميع اليساريين الذين رجعوا إلى الوطن  ثم يحاولون إغلاق الباب في وجه الإسلاميين حاليا  ، وهي التي سمحت لغيرهم بالتحرر من الإقامة الجبرية  في بيوتهم وهي أقصى عقوبة نزلت بهم ، في حين لم يكن من نصيبنا إلا عقوبتا المؤبد والإعدام فقط ؟. وقد رحبنا في حينها بقرار العفو عنهم جميعا ، بل أوقفنا مفاوضاتنا مع إدريس البصري إلا أن ترفع الإقامة الجبرية عن ياسين . 

           د ـ_ بالنسبة لمن طالب بالمحاكمة ، عليه أن يفهم  أنه قد أصدر في جوابه للصحيفة حكمين قاطعين عندما ذكر أن الأصوليين قد قتلوا رجلا من زمرة الشيوعيين ، الحكم الأول هو الإدانة اليقينية منه لنا ، والحكم الثاني هو التبرئة التامة للأجهزة الفاعلة. ولئن كان قد أصدر هذا الحكم فلماذا المحاكمة ؟

          نحن نعرف أنه لا يريد أن (يجرح الحنش ) مع الأجهزة  في ظروف الانتخابات التي على الأبواب  ، فيشاغب على مصالحه ، لاسيما إذا كان قد تلقى وعودا بأن يتصدق عليه ببعض المقاعد ، و لم  لا ؟ فالمشرف على الانتخابات المقبلة يساري أيضا  وله  خبرة يحسد عليها في تزوير انتخابات مؤتمر حزبه  الأخير . وما كنا نظن أن مصلحة وقتية تطغى على رابطة الأخوة لدى هذا الرجل فيتاجر سياسيا بجثة أخيه ، ويبرئ الفاعلين ، ويفتح مع الإسلاميين واجهة لا مصلحة له ولا للوطن في فتحها .

          كما أنه عندما صرح للصحيفة بأن عداوته للتيار الأصولي تتعدى قضية أخيه ظانا بذلك أنه يستطيع أن (يتبورد) على (برذون) مستضعف هو الأصولية ، مخطئ كل الخطأ أيضا ، لأننا نحن الأصوليين لا نحاور غيرنا من  موقف ضعف ، مهما بلغ هذا الغير من طغيان أو جبروت ، كما أننا لا نستكبر على الغير مهما بلغ هذا الغير من ضعف أو هوان . ولم يسبق لنا أن طلبنا فتح حوار مع محور الشيوعيين واليساريين ، ولن يكون ذلك إلا بعد أن يتوبوا توبة نصوحا . غير أنه أحسن في واحدة بقولته تلك ، هي أنه ذكَّرَنَا بطبيعة العلاقة بين الكفر والإيمان ، بين الشيوعية والإسلام ، ولله در القائل : ( ذكرتني النظم وقد كنت ناسيا ). على أننا لم ننس مطلقا حقيقة هذه العلاقة ، ولكننا فضلنا سلوك طريق  التسامح والمحافظة على الوحدة الوطنية والتعاون على بناء التقدم ، في ظل العهد الجديد الذي يبشر بكل خير ورحمة وحكمة . ولكن الطبيعة الاستفزازية للملاحدة لا تتغير والمسخ لا يغير جلده .

          أما بالنسبة  لمحمد البصري الذي ربط عودة فضيلة الشيخ عبد الكريم بمعرفة الحقيقة في قضية  القتيل  بنجلون ، فهو أول من يعلم أن الحقيقة موجودة في ملفات الدولة  وليست معلقة بعودة الشيخ أو عدم عودته ، اللهم إلا إذا أراد أن يقول :

( أغلقوا الحدود في وجه الشيخ ، لا نريد عودته ) حينئذ  يكون واضحا في موقفه . على أن الحقيقة هي مبتغى فضيلة الشيخ عبد الكريم نفسه  بشرط ألا يلوى لها عنقها.

          إننا نتساءل بهذه المناسبة: لماذا لم تربط عودة محمد البصري نفسه بمعرفة الحقيقة في اغتيال قادة المقاومة الأبرار والشهداء حقا ، من أمثال الشهيد البقالي والشهيد أحمد الشرايبي والشهيد عباس المسعدي، والحقيقة في المجازر التي قام بها أحمد الطويل في أول سنوات الاستقلال، مما أشارت الأصابع  ووسائل الإعلام الوطنية سواء عند ارتكابها أو في العهد الجديد الذي أزاح عن الأفواه الكمائم، إلى علاقة للمهدى بنبركة ومحمد البصري نفسه وعبد الرحمن يوسفي بها ؟ . وأين محمد البصري من جريمة قتل الفقيه العالم عبد العزيز بن إدريس الذي قتل في تحناوت على يد عصابة تابعة مباشرة لحزب البصري وتحت مسؤوليته؟ وأين هو من محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني؟ وأين هو من لقائه سنة 1986معنا في الجزائر حين عرض علينا العمل للإطاحة بالنظام على أن يقوم بالتمويل و يجند أنصاره ونضيف إليهم ثلاثمائة  من أنصارنا فرفضنا عرضه؟. ماذا يسمي البصري هذه الأعمال ؟ لماذا لم يحقق فيها ولم تربط عودته بمعرفة حقيقتها؟    

          إننا نرحب بمطلب  البصري  على أن نتبع الترتيب الزمني لهذه الجرائم ، وعلى أن نبدأ به ، لأنه قيدوم المتهمين ، ولأن الجرائم المنسوبة له ولرفاقه سابقة ورائدة في الموضوع ، ولأنه موجود حاليا في أرض الوطن ، ولأن شهود هذه المرحلة ما زالوا أحياء ، ولأن التاريخ لا يرحم أحدا كما اعترف هو نفسه بذلك . إننا نضم صوتنا  أيضا إلى أصوات كل المطالبين بفتح ملفات جرائم عهد الاستقلال كلها  ، بما في ذلك تآمر أحمد بنجلون نفسه على البلاد وحقيقة مشاركته في معسكرات شيوعية للتدريب على الإرهاب وتكوين عصابات إرهابية زرعت الخراب والرعب في البلاد.

          إن محور  الشيوعية بكل فصائله بالمغرب جعل أمر قتيلهم أكبر من اغتيال أبطال المقاومة الأبرار ، وأخطر من التآمر على الوحدة الوطنية ، وأشد من التآمر على المؤسسة الملكية ومحاولة اغتيال الملك ، وعندهم أن دم قتيلهم مقدس ودم الملك هدر ، تالله إن هذا هو البهتان المبين .

           إننا لا نخاف من الحقيقة ، لأن أيدينا لم تتلوث بأي دم ، بما في ذلك أخونا فضيلة الشيخ عبد الكريم، فلتفتح ملفات جميع الجرائم ولتعرف حقيقتها ، وليبين لنا اليسار( غير الظلامي ) حقيقة علاقته بها . فإن جاء دورنا ظهرت حقيقة التآمر علينا

           س : كيف ترون الحركات الإسلامية العاملة اليوم في الساحة ؟ .

           جواب :الحركات الإسلامية العاملة في الساحة المغربية  ، ندعو لها بكل خير وتوفيق وسداد رأي وعمل ، ونحضها على التزام العقيدة السليمة الصافية  التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا سيما ما يتعلق بتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات لأنها المدخل السليم لكل فروع العقيدة والشريعة .

           س : إذا عدتم جميعا إلى المغرب هل ستعودون للعمل من خلال الشبيبة أم ستقدمون على تأسيس إطار جديد ؟ .

              جواب : لا نريد أن نرهب الخائفين على مصالحهم والمكاثرين بالغثائية  ، ولكن الصدق يقتضي أن أصرح لكم بأن الشبيبة الإسلامية موجودة حاليا وسوف تبقى إن شاء الله تعالى ، بل هي عنصر فعال وأساسي في الساحة المغربية منذ تأسست ولحد الآن ، ولم تغب شمسها أبدا ، والدليل هو ردود الفعل المضطربة والمتشنجة لبعض الطوائف لمجرد خبر عن احتمال عودة فضيلة الشيخ التي لم تتحقق بعد . إلا أن وجود الشبيبة الإسلامية فكري و تربوي فقط وليس سياسيا ، لأننا نعتقد أن العمل الإسلامي ينبغي ألا يتجسد في حزب سياسي ، وأن الإسلام لجميع المغاربة ويجب ألا تحتكره فئة أو جماعة ، ولأن الدولة ينبغي أن تكون المنبر الرسمي الوحيد للإسلام وأن تقوم بواجبها في هذا المجال، حتى لا تكون الفتنة بتعدد المنابر والمرجعيات الدينية السياسية.

          س : كم يقدر عدد أبناء الشبيبة الموجودين الآن في الخارج ؟ .

           جواب : لا يحضرني عددهم حاليا .

          س : سيعرف المغرب بعد شهور إجراء انتخابات تشريعية . كيف تنظرون إلى هذا الحدث ؟ .

          جواب : مبدأ الانتخابات لا اعتراض عليه ، إلا أننا لا نفهم  كيف تشرف على هذه الانتخابات حكومة تحت رئاسة حزب في قمة سطوته قام عمدا بتزوير انتخاباته الداخلية  ، وصادر كل حريات أعضائه في مؤتمره الأخير ؟ . لا سيما إذا كان معروفا حقده وتآمره على التيار الإسلامي بكل فصائله . 

          سؤال أخير : هل تعتبرون المهدي بن بركة وبنجلون شهيدين ؟

           الجواب : الشهادة عند الله لها شروطها المحددة في الكتاب والسنة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ؛ وهذا حكم يعرفه المسلمون كلهم  ، حتى العوام منهم . والرجلان كانا يناضلان لتكون كلمة ماركس هي العليا ، فليس لهما من الشهادة شيء. وهذا أمر أفتى فيه الفقيه الزمزمي بما فيه الحق والصواب والبركة فجزاه الله خيرا.

إننا نعذر محمد البصري في إضفائه صفة الشهادة على من لا يستحقها ، وعذره جهله بأحكام الشريعة الإسلامية التي لا يعرفها ، وإن كان الجهل ليس عذرا لمن أشرف على الثمانين من عمره ، كما نعذر بعض المعتقلين الذين ظنوا أن استرضاء الشيوعيين يخفف عنهم في زمن الشيوعيين ورئاستهم للحكومة الحالية.

 

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *