الرئيسية / الوثائق السياسية للحركات الاسلامية / وثيقة-حوارتاريخي أجرته صحيفة الرأي العام الكويتية  مع فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع

وثيقة-حوارتاريخي أجرته صحيفة الرأي العام الكويتية  مع فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع

حوار أجرته صحيفة الرأي العام الكويتية
مع فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع

تنشر شبكة وا إسلاماه الإخبارية  وثيقة مهمة لتاريخ الحركة الاسلامية في المغرب   مادتها حوارناذر  العام 1978من 43سنةمع الشيخ المؤسس للحركة الاسلامية في المغرب عبد الكريم مطيع الحمداوي

 

      ردا على ما تروج له بعض التيارات المعادية للدعوة الإسلامية،  وتأكيدا لتوجهنا الأصيل نحو الرفق والكلمة الطيبة منذ نشأة تيارنا المبارك ننشر هذا الحوار الذي أجراه الأخ الأستاذ محمد رشيد العويد مع فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع لصحيفة الرأي العام الكويتية ونشر فيها يوم الجمعة 13 ربيع الثاني 1398 هـ ( 24-03-1978م)

     1 – هل لكم أن تعرفوا قراء ” الرأي العام ” بحركة الشبيبة الإسلامية في المغرب وأهدافها ووسائلها؟

     الجواب: نشأت الشبيبة الإسلامية ردا على التحديات التي واجهها المجتمع المغربي في أوائل الاستقلال في عقيدته وأصالته، فقد هيمنت على شبابه موجات من الانحراف والإلحاد واللادينية، وذلك بسبب عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية ونفسية.

     وكان ميلاد الشبيبة الإسلامية رد فعل طبيعيا في مجتمع مسلم يجدد نفسه كل حين بالرجوع إلى أصالته وعقيدته النابعة من محكم الكتاب ونصوص السنة النبوية الكريمة.

     وقد بدأ التفكير في التأسيس منذ سنة1388 هـ ( 1968 )، ثم سارت الخطوات الأولى سنة 1390 هـ (1970م)، تم توجت الجهود سنة1392هـ ( 1972م) بالترخيص لها بالإعلان الرسمي واتخاذ المراكز ودعوة الشباب وتربيتهم. هكذا التف حولها الشباب المؤمن وراحت تربيه على أساس متين من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متخذة لذلك كافة الوسائل المشروعة، من دروس ومحاضرات وندوات ورحلات ونشاط اجتماعي وثقافي وكشفي؛ مستخدمة لتحقيق غايتها الحديث من الأساليب والطرق العلمية في التربية وإعادة التربية؛ وقد حققت بفضل الله تعالى في هذا المجال نتائج طيبة، إذ تراجعت كثير من التيارات المنحرفة، والاتجاهات الهدامة، وخفت حدة هجومها على مقدسات الأمة وقيمها، وأخذت تبرز بين الفتيان والفتيات، بل من بين جميع طبقات الأمة دون استثناء، نماذج متدينة نظيفة القلب واليد واللسان والسلوك، لرفعة الأمة وعزة دينها.

      2 – كيف ظهر دور الإسلام في تحرير المغرب العربي؟

     الجواب: تحرير المغرب العربي من الاستعمار الفرنسي والأسباني، كان بدون شك ثمرة من ثمار الإسلام في هذه المنطقة.

     لقد قاد الإسلام في العصر الحديث حركات تحرير المغرب ومدافعة أعدائه من الغزاة والمستعمرين، فلم تقصر العقيدة الإسلامية، وإنما وفت لأهلها حين وفوا…

     كما أن الإسلام حين دخل المنطقة لأول مرة، أعاد لأهلها عزتهم ومنعتهم ووحدتهم ودفعهم إلى آفاق الجهاد، يفتحون ويغزون، يتعلمون ويعلمون.

     ولما سقطت المنطقة في القرن التاسع عشر بيد الاستعمار، سرعان ما قام الإسلام بدوره في إيقاظ القلوب وبعث الهمم وإثارة الحمية، فتوالت الثورات الإسلامية المسلحة التي قادها العلماء والفقهاء وطلبة العلم وحفظة القرآن الكريم.

     فما إن وطأت أقدام الفرنسيين أرض الجزائر حتى هرع الناس إلى فقيه جليل هو المرابط الشيخ محيي الدين الحسني الجزائري، وكان زاهدا منقطعا لتدريس القرآن، فأجمعوا على مبايعته لجهاد الفرنسيين، لكنه اعتذر لشيخوخته، فبايعوا ابنه الأمير عبد القادر ؛ وهكذا تكونت أول حركة مقاومة إسلامية منظمة ضد الاستعمار الفرنسي في المنطقة، أنزلت بالفرنسيين أشنع الهزائم، وفقدوا آلاف القتلى، وكادت الدائرة تدور عليهم لولا الخيانة والغدر وقلة الناصر، مما فت في عضد الأمير عبد القادر وأسلمه للأسر.

     وما إن مضت ثماني سنوات على معاهدة الحماية الفرنسية بالمغرب الأقصى حتى كان الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، قاضي قضاة مليلية، يجمع حوله قبائل الريف وينظمهم ويعبئهم للجهاد.

     ففي يوم 20 سبتمبر ( أيلول)1920 تمكن الخطابي من دعوة زعماء القبائل إلى عقد مؤتمر ( أفرورن) وذكرهم فيه بالخطر الداهم الذي يهدد دينهم وأعراضهم وأموالهم ووطنهم بالاحتلال الإسباني… وانتهى المؤتمر بمبايعة زعماء القبائل على الجهاد، وكان نص العهد ( أعاهد الله أن أدافع عن ديني ووطني وشرفي حتى الموت، أعاهد الله أن ألتزم بتنفيذ الأحكام الشرعية التي يأمر بها القرآن والسنة النبوية، ولا تأخذني في ذلك لومة لائم، ولو كانت ضد أعز أقربائي).

     ثم انطلقوا بعد ذلك لمقاومة المستعمر الإسباني؛ فكانت الانتصارات تلو الانتصارات في أنوال وسيدي إبراهيم ومثلث الموت الذي أسر فيه عدد كبير من ضباط الإسبان وجنودهم.

     وعلى النهج نفسه سار علماء ليبيا في ثورة عمر المختار، وعلماء الجزائر في ثورة المليون شهيد وعلماء الزيتونة في ثورة الفلاغة وعلماء القرويين وابن يوسف في ثور التحرير المظفرة؛ ولو قيض لهذه الحركات الدينية الوطنية أن تحافظ على نهجها التربوي، بالإضافة إلى طابعها التحريري الجهادي لكانت النتائج والأوضاع في هذه المنطقة أفضل بكثير مما هي عليه الآن.

      3 – كيف يمكن للدعوة الإسلامية أن تحقق أهدافها بين الشباب المغربي؟

     الجواب: لتحقق الدعوة الإسلامية أهدافها بين الشباب المغربي وغيرهم، يجب – فيما أرى- أن تنطلق من برنامج عملي مدروس مبني على أربعة أسس هي :

     أولا: فهم العقيدة التي ينطلق منها العمل، وتصحيح التصورات الإيمانية التي توجه الجهود.

     ثانيا: فهم الواقع الذي ننطلق لتصحيحه وتقويمه، بدراسته وتحليله تحليلا وافيا.

     ثالثا: المنهج القادر على أن يرفع هذا الواقع إلى مستوى العقيدة ويصححه بتعاليمها.

     رابعا: توفر الطاقات البشرية القادرة على فهم العقيدة ومعرفة الواقع، والقيام بتنفيذ المنهج، والبذل والاستماتة في سبيله.

     فإذا توفر للدعوة الإسلامية التصور الصحيح والفهم الواضح للعقيدة كما أنزلها الله سبحانه كاملة متكاملة شاملة، ترد الألوهية إلى الله سبحانه، وتخصه بها دون غيره، وتفرده تعالى بالخلق والإبداع والتصريف والتدبير والعطاء والمنع والقوامة والسلطان والحاكمية…

     وإذا توفر الفهم الصحيح للواقع الذي يراد تغييره، والمعرفة الدقيقة لأوضاعه ومشاكله…

     وإذا توفر الرجال الذين يفهمون العقيدة ، ويؤمنون بها حاكمية خالصة تامة لله تعالى، وتصورا شاملا للكون بنظامه وعلاقاته وتوجهاته، موقنة بها قلوبهم مخلصة لها أفئدتهم،صادقة مطمئنة بها نفوسهم، منقادة إليها ضمائرهم، ظاهرا وباطنا، لا يجدون في أنفسهم منها حرجا ويسلمون تسليما…

     وإذا توفر الرجال الذين يستطيعون أن يعرفوا الواقع أيضا ويحللوا مشاكله وأوضاعه، وانحرافاته وسقطاته، وأن يعرفوا سبل المجرمين كما عرفوا سبيل المؤمنين، وأن يصدقوا في الطلب ويوفوا بالشروط…

     وإذا توفر المنهج التربوي والتنظيمي والحركي المضبوط، الذي يستطيع أن يضع الرجال في الطريق الذي يتحقق به هذا الدين في واقع الحياة…

     إذا توفرت هذه الأسس كلها كانت الدعوة الإسلامية أقرب إلى تحقيق آمالها وأهدافها… إذ بقدر ما تصدق المعرفة والفهم والتحليل، ويصدق الالتزام والعزيمة، ويخلص الرجال، تثمر الجهود.

     ونحن لا نعجب إذا ما رأينا أعداء الإسلام حين يحاربون هذا الدين، يجعلون من جملة تخطيطهم ضرب هذه الأسس الأربعة؛ فهم يحاولون طمس معالم العقيدة وقطع صلتنا بمنبعها في الكتاب والسنة، ثم يحاولون إخفاء الواقع عنا وإبعادنا عن فهمه ودراسته وتحليله، ثم هم يحاولون صرفنا عن المنهج المكافئ الذي يستطيع وضعنا على طريق تحقيق هذا الدين في الواقع، ثم هم يحاولون ضرب المواهب والقدرات البشرية التي تستطيع فهم العقيدة ومعرفة الواقع وتغييره على أسس العقيدة.

 

عن المحرر

شاهد أيضاً

من خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية

من خطوات التأسيس الأولى للحركة الإسلامية المغربية   فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي مؤسس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *