الرئيسية / أدب السجون / مِنْ طُرَفِ السِّجْنِ …

مِنْ طُرَفِ السِّجْنِ …

مِنْ طُرَفِ السِّجْنِ …

 

أبوحذيفة السوداني

 

في بلاد الحرمين كان يتم نقل الإخوة المسجونين في سجون المباحث العامة من شتى المناطق إلى العاصمة الرياض للمثول أمام (المحكمة الجزائية المتخصصة)، وهنالك في السجن يلتقي الإخوة القادمون من سجون مختلفة، يتبادلون الأحاديث ويتناقلون الأخبار، يتسامرون لياليهم، فتخرج البسمات من بين الدموع، يختلط الفرح بالحزن، ويعانق الأملُ الألم، يقضون فترة المحاكمة ثم يتم إرجاعهم إلى مناطق سجنهم.

أحد الإخوة من (مصر) وكانت قضيته المسجون بسببها بسيطة يعني (سكر خفيف) كما يُقال، التقى أحد شباب الجزيرة أثناء فترة المحاكمات، فسأله عن قضيته كما هي عادة السجناء مع بعض، كانت قضية الجزراوي من (العيار الثقيل والثقيل جداً) أطنان متفجرات وتفخيخ سيارات وأخواتها.

أخونا المصري صُعِق وأصابه الذهول وهو يستمع إلى تفاصيل القضية، فاتسعت حدقتا عينيه وقال للأخ الجزراوي بلهجته المصرية:

يا ابني،

إنت زيّنا كِدا بتَدْعي بِتْؤول (تقول)

اللهم فرّج عني؟!

فرّد الجزراوي:

نعم

فقال له المصري:

لأ .. لأ ..

إنت تدعي تؤول(تقول):

ربّ أقِم الساعة،

ربّ أقِم الساعة.

كانت تلك أيام مضت،

نسأل الله أن لا يحرمنا أجرها

ونسأله أن يفرج عن الأسرى في كل مكان.

لكن خذها مني نصيحة،

أنا الكهل السوداني،

لا تستسلم للأسر ما استطعت،

قاتل ثم قاتل ثم قاتل،

فإما حياة تسرّ الصديق،

وإما مماتٌ يغيظ العِدا.

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *