الرئيسية / عاجل / حوار هام  مع الأستاذ  محمد  اسعد بيوض التميمي -أسباب فشل المشروع الإسلامي للتنظيمات الحركية

حوار هام  مع الأستاذ  محمد  اسعد بيوض التميمي -أسباب فشل المشروع الإسلامي للتنظيمات الحركية

حوار هام  مع الأستاذ  الكاتب والمفكر الإسلامي

محمد  اسعد بيوض التميمي

أسباب فشل المشروع الإسلامي للتنظيمات الحركية

 

شبكة وا إسلاماه الإخبارية

 حاوره / زكرياء بوغرارة

 

الحوار مع الأستاذ محمد  أسعد بيوض التميمي  الكاتب والمفكر الإسلامي..  حوار ماتع  وشيق اذ  يحملك  على جناح  طائر الى عوالم وفضاءات  شتى   في الدين والفكر والسياسة والتاريخ…  حملت مجموعة من الأسئلة على كاهلي لألقي بها تباعا  في حضرته    وكانت اجوبته المسبهة   كافية لتوضيح جملة من  الأفكار   هي خلاصات   تجتمع في ضرورة الأخذ بالأسباب وتحقيق شروط النصر والإلتزام بالكتاب والسنة …

   فإلى الحوار

 

 

السلام عليكم عليكم محمد أسعد بيوض التميمي، مرحبا بكم في هذا اللقاء مع شبكة
وا إسلاماه الإخبارية، من خلال هذا الحوار نفتح الملف حول التأريخ للحركات الإسلامية، قضاياها و همومها، لماذا منيت الحركة الإسلامية و كل التجارب المتصلة بها مع بعض القضايا الأخرى المتصلة بالإسلام و المسلمين، لماذا منيت بالفشل، هل الفشل هو فشل المشروع الإسلامي، أم فشل تلك التنظيمات؟
نبدأ بالسؤال الأول، من فترة احتفلت الإخوان المسلمين بالذكرى ٩٣ لتأسيس الجماعة، معلوم أن منظمة الإخوان المسلمين هي أول التنظيمات و أقدمها، ماهو تقييمكم لهذه المسيرة الطويلة و مآلاتها من خلال الإستفادة من التجارب، و الإخوان من أقدم التجارب، كملف نقدي، من أجل أن ندخل إلى محاور أخرى المتصل بالمحور الأساسي.

التميمي:
سيدي، باسم الله الرحمان الرحيم، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله، المبعوث رحمة للعالمين، بداية أتوجه بالتحية إليكم، و إلى موقعكم الكريم، و إلى كل متابعيكم و من يتابعون موقعكم، و إلى كل المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، و نرجو من الله أن يكون هذا اللقاء هو لله و في الله و لا نبتغي إلا مرضاة الله، و لا نقول بأمر الله إلا ما يرضي ربنا و لا نقول إلا الحق و قل الحق من ربكم.
يا سيدي الكريم، أتشرف بأن أكون على موقعكم و أن أتحاور معكم حول هذا الموضوع، الهام الحركات الإسلامية و مشاريع الحركات، و لماذا فشلت، و هل الفشل ينسب إلى الإسلام أم غير ذلك؟
إن الإسلام حجة على الحركات، و ليست الحركات حجة على الإسلام، فالإسلام دين الله تكفل بحفظه و نصرته ، و لكن كلما ابتعد المسلمون عن دين الله، و تنكبو طريقه، أصابهم الضعف و الهوان و الذل، فنحن قوم صناعة القرآن و صناعة الإسلام، لا عزة لنا إلا بهذا الدين، ولا كرامة لنا إلا بهذا الدين، و لا نهوض لنا إلا بهذا الدين، فهذا الدين جعل من العرب [قيمة] فقبل الإسلام، كانو لا شيئا، يعني لم يكونو شيئا مذكورا في التاريخ، و كان جزء منهم يتبع للفرس وهم (المناذرة)، و جزء يتبع للروم وهم (الغساسنة)، و جاء الإسلام و صنع منهم أمة، استطاعت أن تزيل الإمبراطوريات و العروش و الجيوش، و يقيمو دولة و حضارة تمتد من عندكم المغرب من طنجة، و من أعماق أوروبا في إسبانيا من جبال البرانس ، و معركة بواتيه بلاط الشهداء التي قادها تقبله الله عبد الرحمان الغافقي لو انتصر فيها المسلمون لغيروا وجه اوروبا ، وامتدت هذه الدولة شرقا إلى أعماق الصين، إلى أعماق آسيا الى أسوار الصين، وإلى بلاد الهند و السند و أطراف روسيا و موسكو و بلغت هذه الدولة أوج عظمتها في عهد الأمويين في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، و في عهد الحجاج -رضي الله عنه- و هذا الذي اتهم باتهامات باطلة و افتراءات و طعونات، و لا يعرفون أن الحجاج في عهده فتحت الأندلس و في عهده فتح بلاد الهند و السند، و كان القاذد الأعلى لطارق بن زياد و موسى بن نصير و المهلب بن أبي صفرة و قتيبة بن مسلم و محمد ابن القاسم الثقفي ، و لذلك أنا كتبت كتاب عن الحجاج لأنصفه و أفند الإفتراءات التي ألفها و افتراها عليه الشيعة المجوس الروافض، الذين هم كتبوا تاريخ الأمة، و الذي كتبه العباسيون الذين انقلبو على بني أمية، فدائما المنتصر يكتب التاريخ كما يريد من وجهة نظره، و يشوه من قبله، حتى يبرر انقلابه على بني أمية، وهكذا فعل العباسيون تركو المجال للمؤرخين الذين يحملون العقيدة الشيعية و كانو من السبئيين ليكتبوا تاريخ بني امية ليبرروا انقلابهم على بني امية ، و للاسف نقل عنهم في ما بعد جميع المؤرخين، ومن اشهر من كتب هذا التاريخ الكلبي و بن مخنف ، و الواقدي و ابن اسحاق و جميع هؤلاء ثبت أنهم من المتشيعة و و سأطبع هذا الكتاب قريبا بأمر الله، و نشرت بعض حلقاته على صفحتي الشخصية في الفيسبوك قبل أكثر من عام.

فهذه المقدمة التاريخية لابد منها، فديننا دين حركة، دين نهوض، دين تقدم، دين جهاد، فالحركات الإسلامية التي قامت بمشروع إسلامي بعد هدم الدولة العثمانية، كانت أقدم الحركات أو الجماعات أو الأحزاب هي حركة الإخوان المسلمين متمثلة في حزب و حركة و جماعة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا عام ١٩٢٨ م في مصر، و كانت تحت الإحتلال البريطاني يومئذ ، و كان هناك بعض الأقاويل و بعض الأخبار و المعلومات تصل إلى درجة الصدق، أنها كانت على علاقة مع الإنجليز و المخابرات البريطانية، و أول دعم تلقته كان من شركة قناة السويس التي كانت خاضعة للإنجليز، ب ٥٠٠ جنيه مصري، و فتحو لها فروعا في جميع بلدان العالم الإسلامي، التي كانت خاضعة لبريطانيا ، و انتشرت هذه الجماعة في مصر كالنار في الهشيم رغم أن مؤسسها كان ذي ٢٢ سنة، لم يدرس الفقة و لا العلم، و كان حينها أستاذ مدرسة، و لم يكن مهيئا للقيادة، و فكبرت هذه الحركة و أصبحت جزء من الواقع السياسي، و لا تتبنى منهجا إسلاميا واضحا على أساس الكتاب و السنة، و إنما هي كما عرفها حسن البنا

“حركة سياسية اقتصادية اجتماعية سلفية صوفية رياضية كشفية” كألوان الطيف ، و لم تكن لها منهجا واضحا، و كان من مؤسسيها قبطيا نصرانيا منتخبا في مجلس الشورى الأول، و كان معهم أيضا شيعة، لذلك هي ذي منهج غير واضح، و راية غير واضحة، والله سبحانه و تعالى له شروط للنصر لا تنطبق على هذه الحركة، التي أصبحت تتحالف مع كثير الحركات و الدول و الأحزاب التي تعادي الإسلام أصلا، حتى عندما جاء مرسي في الإنتخابات الأخيرة في مصر و أصبح رئيسا لمصر، و أثناء الإنتخابات التي خاضها، قدم تنازلات عقدية كبيرة من أجل أن يرضى عنه اليهود و النصارى و ترضى عنه أمريكا و قال ”لا فرق بيننا و بين النصارى في العقيدة و إنما في الميكانيزم و نحن كلنا مصريين و كلنا مؤمنين و ليس هناك اختلاف في العقيدة”، فلا أدري كيف يقول أنه لا فرق بين عقيدة التثليث و عقيدة التوحيد، و لذلك قدموا تنازلات، و مع ذلك لم يرضو عنهم كما يقول سبحانه “ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم”، لديك أيضا تحالفهم مع العسكر في عهد عبد الناصر، و كانو حلفاء الملك فاروق قبل العسكر ، ومع ذلك بطش بهم عبد الناصر و لم يتعلمو،ا و تحالفو بعدها مع السادات و تحالفو بعدها مع مبارك ..

https://www.youtube.com/watch?v=ARRICUZfVsY

شبكة وا إسلاماه: أستاذ .. تفضل
التميمي :
و لذلك، لا يجوز أن ننسب فشلهم إلى الإسلام و إنما هم ، منهجهم يخالف الشروط الشرعية للنصر، فالله سبحانه و تعالى وضع شروطا للنصر، لا يمكن أن يكون النصر إلا بها،
فأول شيء أن يكون هناك عقيدة التوحيد خالصة لله تعالى خاليا من أي شرك ، و أن يكون هناك عدم تحالف مع أي طرف يعادي الله و رسوله و المؤمنين، و أن يكون هناك ولاء و براء، و شروط كثيرة أخرى، و لذلك الفشل ليس في الإسلام
و لا لأن الإسلام لا يصلح
و إنما الفشل في الحركات وهناك حركات أخرى كثيرة ظهرت، طبعا غير محسوبة على الحركات السياسية مثل الحركات الصوفية، هؤلاء ليس لديهم علاقة بالسياسة، هؤلاء عقائدهم فاسدة و يدعون إلى الشرك و التوسل بالقبور و المشايخ، و هناك حزب التحرير الإسلامي ذي العقيدة الأشعرية الفاسدة، يدعو في خطابه إلى إقامة الخلافة و لكن طريقته في إقامة الخلافة لا يمكن أن تقوم الخلافة، فهو يطلب من غيره أن يقيم الخلافة، فهو يطلب النصرة من غيره وبما في ذلك دعوته الحكام و الجيوش و الدول التي تعادي الإسلام، يدعوها أن تقيم الخلافة و تسلمه إياها، و يحرم على أعضائه بالبذل في إقامة الخلافة، و أن يقتصرو على الكلام و إصدار البيانات فقط.
الإخوان و حزب التحرير هما الحزبين الرئيسيين تقريبا اللذان يسميان (بالإسلام السياسي)، طبعا لدينا الحركات السلفية و ما أدراك ما الحركات السلفية التي أصبحت طرائق قددا، و أصبحت أقرب ما يكون بالطرق الصوفية، و أصبحت بعضها يكفر بعضا و تحتاج إلى تفصيل، فبعضها يدعو إلى تعطيل شرع الله، و بعضهم مرجئة، و آخرون يتحالفون مع الأنظمة، و هناك أيضا المداخلة منهم.

شبكة واإسلاماه:

هذا تقويم الحركة الإسلامية من خلال الإخوان المسلمين و من خلال هذه الجولة التي طفنا فيها معكم عن الحركات الإسلامية و ما كرست و حاولت أن تركس من مفاهيم كلها تفضي إلى انحرافات، برأيكم كيف هي الحركة الإسلامية بكل وحداتها، أن تتعامل مع محاولات طمس الهوية الإسلامية خاصة في هذا المنعطف الذي شهد سعارا كبيرا في هذا الإتجاه، مصر تستدعي فرعونيتها القديمة، النداءات المتكررة لتكريس ديانة جديدة باسم الإبراهيمية التي مزجوا فيها الديانات الثلاث، كل هذا يأتي متناغما مع أكبر هرولة للمرافئ الصهيونية بالتطبيع مع الصهاينة، المغرب البحرين الإمارات و السودان.

التميمي:

فهذه ليست المحاولة الأولى و لا الأخيرة في محاربة الإسلام و مقاومة الإسلام و العمل على استئصال الإسلام، الإسلام تعرض إلى حملات استئصالية في التاريخ، لولا أن الله تكفل بحفظ دينه لقضي على هذا الدين، و لقضي عليه في معركة بدر، عندما كان المؤمنون أذلة قلة لا يوجد لديهم نصير إلا الله سبحانه و تعالى، يقول سبحانه “إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين”، و الله سبحانه و تعالى أغاث المسلمين لأنه يريد أن يحفظ دينه، و قاد المعركة بنفسه في بدر، يقول سبحان “و ما النصر إلا من عند الله”، و يقول سبحانه “إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان” يعني أن الله كان مع الملائكة في معركة بدر، فهذا الدين لولا أن الله تكف بحفظه لقضي عليه في بدر، ولقضي عليه في معركة أحد، ولقضي عليه في معركة الأحزاب، التي بلغت فيها القلوب الحناجر، ولولا أن الله تكفل بدينه لقضي عليه في وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، عندما ارتد العرب و لم يبق على دين الله إلا مكة و المدينة، و لولا أن الله تكفل بحفظ دينه لقضي عليه في حروب الردة، لذلك أعظم عمل قام به أبو بكر و عمر بعد وفاة الرسول مباشرة أن دعو إلى اجتماع طارئ و عاجل و سريع في سقيفة بني ساعدة لاختيار قائد للمسلمين بعد رسول الله، حتى لا يحدث فراغ في القيادة و فراغ سياسي و فراغ عند المسلمين مما سيؤدي في النهاية إلى استئصالهم، لذلك كلفو علي بن أبي طالب أن يجهز الرسول للدفن، لكونه أقرب الناس إليه ابن عمه و زوج بنته، و ذهبوا هم لاختيار خليفة قائدا للمسلمين ليسد الفراغ ، و لم يكن كما يدعي الشيعة أن اجتماع بني ساعدة كان مؤامرة و كانو يريدون الحكم، بل هم اجتمعو لكي لا يبقى المسلمون في فراغ سياسي وقيادي ، و ذهبوا لاختيار خليفة و كان الحوار و النقاش كما نعرفه، ثم رسى الإختيار على أبو بكر، فتصوروا معي لو لم يختارو خليفة للمسلمين و حدثت حروب الردة، من سيأخذ القرار بمواجهتها، من سيجيش الجيوش، من سيقاوم هذه الردة ؟ من سيحمي المسلمين ؟ سيكون هناك فراغ قيادي، و لذلك قال أبي بكر “لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم عليه”، فتصورا لو لم يكن أبي بكر و لم يكن خليفة لرسول الله عليه السلام، لضاع المسلمون، لذلك هذه من الأسباب التي سخرها الله لحفظ دينه، و لولا أن هذا الدين تكفل الله بحفظه لذهب بمقتل عمر

و لذهب بمقتل عثمان، و لذهب بمقتل علي، و لذهب بمقتل الحسين، و لذهب بالفتنة الكبرى التي حصلت بين معاوية و علي، و التي ضخمت في التاريخ على غير حقيقتها و أعطيت أبعاد غير حقيقيتها لتشويه الإسلام و الطعن في تاريخنا، و لذلك هذا الدين لولا أن الله تكفل بحفظ دينه لقضي عليه، في عهد الأمويين خصوصها مع انتشار الفتن، و خروج الناس على دولة بني أمية، و دارت الفتن في أنحائها، و لم يبق مع بني أمية إلا بلاد الشام، و كلها خرجت عن الخلافة، و في مصر و في الجزيرة، و كتبت عن ذلك في كتابي عن الحجاج، و لكن الله سخر الحجاج لاخماد هذه الفتن، و إعادة الأمن و الإستقرار و اللحمة لدولة الإسلام و دولة الخلافة، ولو سقطت دول أمية في ذلك الوقت المبكر، لقضي على الفتوحات و قضي على المسلمين، ولقضي عليه في حرب التتار و المغول، ولولا أنه دين الله لقضي عليه في الحروب الصليبية الأولى التي سخر الله فيها الزنكيين و الأيوبيين و المماليك لينصروا دينه ، و بمناسبة شعار موقعكم “وا إسلاماه”، هذا هو النداء الذي أطلقه القائد المسلم العظيم المملوكي قطز في معركة عين جالوت، التي كانت معركة استئصالية لو هزم فيها المسلمون لقضي على الإسلام، و لكن صرخ صرخته المدوية وإسلامااااااااه، و استغاث بالله فأنزل الله ملائكته فكانت معركة عين جالوت، ولو لا أنه دين الله لقضي عليه في الهجمة الصليبية الأخيرة التي بدأت منذ مئتي عام فالعالم الإسلامي يتعرض لحرب استئصالية و حرب تبشيرية و غزو فكري و ثقافي، يريد أن يمسح هوية المسلمين، يريد أن يمسح ثقافتهم، يريد أن يبدل دينهم، و استطاعو بالفعل أن يدخلو و ينخرو في عقول كثير من أبناء المسلمين و يجهزو جيوش من جيوش الغزو الفكري الذين يحملون الثقافة الغربية و الثقافة المعادية للإسلام و أنشؤو الجمعيات التبشيرية كما نعرف و بدأ هذا الغزو من مصر في بداية عهد محمد علي. في بداية القرن، و أنشؤو البعثات التبشيرية المتمثلة في البعثات التعليمية التي كان يرسلها إلى أروبا و فرنسا خاصة و التي تعود حاملة ثقافة الغرب، ثم كانت الهجمة الصليبية بغزو فكري، تمهيدا للغزو العسكري، فكان الغزو العسكري في الحرب العالمية الأولى، التي أطاحت بالدولة العثمانية، آخر إطار إسلامي بالرغم من العلات التي كانت في الدولة العثمانية، و رغم الخلل الكبير فيها، و لكن كانت تمثل إطار إسلامي يوحد بلاد المسلمين، و لكن نتيجة هذا الغزو تخلخلت، و نتيجة انتشار فيها الطرق و البدع و الضلالات تخلخلت أساساتها و سقطت سقوطا مدويا في بداية القرن العشرين، و أصبح المسلمون من ذلك التاريخ يعيشون في فراغ، فراغ سياسي و قيادي هائل، و فراغ ثقافي فقام الغرب بتعبئة هذا الفراغ بقيادات هو صنعها، و بمفكرين صنعهم، و أوجد لنا نخب ثقافية تحمل مفاهيم الغرب، فهي جيوش من جيوش الغزو الثقافي، لتحارب الإسلام، لتحارب هويتنا الإسلامية، يريدون أن يجعلونا نسخ ممسوخة عن المجتمعات الغربية التي أصبحت الآن مجتمعات حيوانية، فكل أنواع الشذوذ يعيشونها، فالرجل يتزوج الرجل و الأنثى تتزوج الأنثى، و تتزوج الحيوانات و الدمى، حتى الأشجار، يعني شذوذ حتى الحيوانات لا يمكن أن يمارسوه، هذه ثقافتهم و هذا الشذوذ الذي يمارسونه شيء مقزز، و انتهت الأسرة عندهم، و الأولاد غير الشرعيين أصبحو في بعض المجتمعات عندهم مئة في المئة، لم يبق هناك أبناء شرعيين و لا عائلة و لا أسرة، دمر المجتمع، فيريدون أن يدمرو مجتمعاتنا، فلذلك علينا و على كل من يقول أنه مسلم و أنه ينتمي لأي حركة إسلامية كانت، يجب أولا، و لأضعف الإيمان أن يتصدى لهذه الحملة التي تستهدف هويتنا، تستهدف ثقافتنا، تستهدف اسلامنا.

شبكة وا إسلاماه:

وضحت الفكرة، هنا نقف على فكرة أخرى، ماهي برأيكم سبل مواجهة الأمة المسلمة لهذه الموجة من الإستضعاف، التي تشهدها و تعيشها حاليا، كيف الخروج من هذا الإستضعاف برأيكم ؟

التميمي:

الخروج من الإستضعاف لا يمكن أن نخرج من هذه الحالة و الأنظمة هذه هي التي تسيطر على الأمة، و هي أنظمة في معظمها موالية للغرب، و تعاليم و مفاهيم الغرب، و إيقاعها السياسي مرتبط بالغرب، و الغرب يسطر عليها سيطرة كاملة، و الله سبحانه يقول “ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا” سبيلا يعني سيطرة و نفوذ، لماذا هذه السيطرة و النفوذ على العالم الإسلامي؟ إذن المسلمون ابتعدو عن دينهم، و تخلوا عن دينهم مصدر قوتهم، فكما أخبرتك نحن أمة لا ننهض إلا بهذا الدين، لأننا أمة صناعة هذا الدين، و لذلك لا سبيل لنا إلا أن نعود إلى ديننا و أن نثقف أبنائنا، و نثقف مجتمعاتنا بثقافة ديننا ، نقارن لهم بين منظومتنا الأخلاقية الربانية المنبثقة من الكتاب و السنة و التي تقوم على أرقى المفاهيم التي ترتقي بإنسانية الإنسان، المنظومة الأخلاقية التي تدعو إلى كل خير، و تدعو إلى كل فضيلة و تحارب كل رذيلة، و لذلك للأسف الشديد لا يعلمون شيئا عن هذه المنظومة التي يجهلها أبنائنا، لو تسائلنا إلى ماذا يدعو ديننا؟ إلى ماذا تدعو منظومتنا الأخلاقية؟ أول ما تدعوك إليه هو مخافة الله، تقوى الله، في السر و العلن، طلب رضى الله و رضى الوالدين و الإحسان لهما، تقديس العلاقة التي تربطنا بذي القربى “و إيتاء ذي القربى”، و صلة الأرحام، تدعونا إلى العدل و الإحسان للناس، تدعونا إلى الصدق، تدعونا إلى التعاون على البر
و التقوى، و الإيفاء بالعهود، إلى عدم العدوان، إلى عدم التواكل، إلى عدم الكسل، إلى عدم العجز، إلى إعطاء الحقوق إلى أهلها، الأمانة في المعاملة، عدم الغش، عدم الظلم، تدعونا إلى الطهارة و النظافة الجسدية و المعنوية، والعفاف و الإيثار، تدعونا إلى عدم الأنانية و حسن الخلق، تدعونا إلى التواضع و عدم التكبر، إلى إصلاح ذات البين، “إدفع السيئة الحسنة تمحها”، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مساعدة المحتاجين، تدعو إلى عدم الحقد، إلى عدم الحسد، إلى عدم البخل إلى الشجاعة، إلى الإقدام، إلى التفاهم، أن يكون المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و لذلك التساؤل هو “من يرفض هذه المنظومة الأخلاقية”؟ و لذلك علينا أن نعلم أبنائنا هذه المنظومة التي تجابه منظومة الغرب التي أصبحت منفلتة، أصبحت مجتمعاتهم حيوانية منفلتة و ليست حرة، الإنسانية أصبحت عندهم منعدمة، ولذلك المجتمعات الغربية توحشت، فلذلك هذا ما علينا أن نعمله.

شبكة واإسلاماه:

هناك سؤال آخر: لماذا كان الإخفاقات ملازمة للحركة الإسلامية؟ نعود للمحور الأول، لماذا كانت مناسبة لها بكل وحداتها؟ عندما لم تستطع تحقيق أي هدف، سواء بالوصول إلى الحكم أو تثقيف الناس و توعيتهم، بل كان من قدرها دائما البلاء النازل بالحركة، و كأن من قدرها و قدر هذه الدعوة أن تكون السجون و المعتقلات هو قدرها، و من ينتسب لها يكون في دائرتها.

التميمي:

يقول عليه الصلاة و السلام “لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين”، فلو جئنا إلى الحركة الإسلامية أو الإخوان المسلمين التي يسمونها الحركة الأم في مصر، و هي كانت القدوة و المثل الذي يضرب فيه بالإخفاق، و يضرب فيه بوجودها و انتشارها، و لم يبق دولة في العالم إلا و فيها فرع لها، فيا سيدي الإخوان لا يتعلمون من هذا الدرس و لماذا هذا الإخفاق، كما أخبرتك أنه قبل انقلاب عبد الناصر الذي أتى به الأمريكان في ٥٢، كانو حلفاء مع الملك فاروق، ثم استغلهم عبد الناصر في انقلابه لشعبيتهم و انتشارهم في المجتمع المصري، فتحالف معهم مؤقتا و اتخذهم جسرا للعبور على أجسادهم و على ظهورهم، و ظنوا أن الأمر سيستتب لهم و خدعهم
و هم قبلوا الخدعة، ثم بعد أن تمكن منهم، ترسخ و استقر حكمه، كان لابد أن يتخلص منهم فقام بمذبحة عام ٥٤ و قصة الخداع التي مارسها بادعاءه بانهم قاموا بمحاولة قتله، و هي في الواقع كانت خديعة من لدن المخابرات الأمريكية، و قام بالإنقضاض عليهم و اعدام ٧ من قادتهم، أحدهم عبد القادر عودة الذي أنقذ عبد الناصر من بطش الجماهير قبلها بعدة أشهر، عندما زحفت الجماهير بعد عزلهم لمحمد نجيب، و زحفهم إلى قصر عابدين يريدون أن يفتكو بعبد الناصر و جماعته، فالذي جاء
و أبعد الجماهير عن عبد الناصر هو عبد القادر عودة الذي كان أحد قادة الإخوان، فقام بتدبير لهم مكيدة مشهورة في الإسكندرية في ٥٤، و تم إعدامهم و زجهم في المعتقلات و التعذيب و التنكيل، حتى حول سجونه إلى مسالخ و مجازر، و كان إجرام منقطع النظير، مكافئة لهم على ما قدمو له من خدمات، ثم بقوا في السجن إلى أن جاء السادات بعد ان فطس عبد الناصر، فأخرجهم من السجون و استغلهم أيضا حتى يجابهوا الشيوعيين و يجابهو الناصريين، استغلهم لفترة ثم بطش بهم، ثم جاء حسني مبارك و استخدمهم أيضا، فكانو هم في خدمة كل العصور، ثم كانت النهاية عندما جاءت حركة الإنتفاضة المصرية، لم يشتركوا فيها من الأساس، و عندما قامت مسيرات الغضب في ٢٥ يناير ٢٠١١ صرح عصام العريان يومها، و أنا سمعته بأذني، أنه يقول أننا لن نشارك في

 مسيرات الغضب لأننا لا نريد أن ننغص على الشرطة يوم عيدها، لأنه كان يومها يوم عيد الشرطة، ثم عندما وجدوا أن الأمريكان يريدون التخلص من مبارك لأن الشعب أصر على التخلص منه، انضمو للثورة و ركبوا عليها، ثم استخدمهم المجلس العسكري و خدعهم مرة أخرى و استخدمهم كجسر للإنقلاب على الثورة و القيام بانقلاب مضاد و جاء مرسي بالسيسي، و كان يقول “عندنا رجالة زي الذهب”، و كان يتم تحذيرهم من الإنقلاب عليهم فكان السيسي يهدده ليل نهار بأنه سيخلعه، و رغم ذلك لم يأخذمرسي أي إجراء ضده، و لذلك هؤلاء الناس الذين لا يتعلمون من أخطائهم و يلدغون من نفس الجحر ألف مرة، إذن الآية لا تنطبق عليهم، كيف وهم يداهنون في دينهم و يعين مرسي نائبا له قبطيا، حتى يكسب رضى الأقباط و النصارى و اليهود، فكيف هؤلاء سينصرهم الله، فنحن لا نصر لنا إلا بهذا الدين، إذا تمسكنا به تمسكا صحيحا، و أردنا النصر من الله، ووجد أننا نستحق النصر فسينصرنا الله، كما انتصرنا عبر التاريخ، لم ننتصر بكثرة عدد و لا عدة، و إنما انتصرنا بهذا الدين، فعلينا أن نأخذ بالأسباب التي أمر الله أن نأخذ بها، حتى ينصرنا الله، كما يقول سبحانه “إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم”، و غير ذلك كله هباءا منثورا، و حرثا في بحر، الله يضرب لنا الأمثال في القرآن كي نعتبر “لعلهم يتفكرون” “لعلهم يعقلون” و أيضا “ان في ذلك لعبرة”، فالقرآن لم يقص علينا قصص الأنبياء السابقة و الظالمين و الطواغيت للتسلية و إنما لنأخذ العبرة، حتى ينير لنا الطريق،و لكن هذا ما حصل و لا حول ولا قوة إلا بالله.

شبكة واإسلاماه:

جزاك الله خيرا أستاذ، كلمة أخيرة للإعلام الإسلامي، كيف ترى دور الإعلام الإسلامي في توعية الناس و نشر الوعي و تصحيح المسارات المنحرفة التي كرستها هذه الحركات التي تكلمنا عندها آنفا؟

التميمي:

الإعلام سلاح ذو حدين، الإعلام مفعوله أقوى من مفعول القنبلة الذرية، الإعلام هو الذي يصوغ وجدان الأمة و لذلك علينا أن نستخدم الإعلام لنصرة ديننا، و نجابه هذا الغزو الفكري، و يجب علينا مجابهة الإعلام المسيطر عليه بنسبة ٨٠ في المئة من لدن ماردوخ، فهو يمتلك السي ان ان و المحطات والقنوات المختلفة، وللإعلام سطوة سحرية على عقول الجماهير، فهو سلاح خطير و فتاك، فهو قادر على قلب الحقائق و التزييف، و التزوير، فمعظم عوام الناس يؤمن بما يعرضه الإعلام، و تأخذه كمسلمات، و قليل من الناس الذين يفكرون و يحللون بما يقوله الإعلام، فهو بالفعل يستولي على عقولهم، مثل سحرة فرعون، لذلك يجب أن نكون على قدر التحدي و أن لا نستهتر بأي موقع إعلام مهما كان، الإعلام غيب عقول الجماهير، مثلا في ال٦٧ إعلام عبد الناصر غيب عقل الجماهير و وعيها بإعلامه المزور المزيف و بانتصاراته الوهمية، و كانت الكارثة انقياد الجماهير كلها في ٦٧ إلى المذابح و هي ترقص و تغني و تطبل، خلف إعلامه و خلف خطبه الرنانة الكاذبة و أغانيه الحماسية المفعمة بالإنتصارات الوهمية و الكذب، و لذلك علينا أن نجابه و أن نتحدى، و لا نقول أننا “و الله لا نملك الإمكانيات التي تملكها وسائل الإعلام، و لا نستطيع فعل شيء”، لا نحن مكلفين، كل بقدر استطاعته، و لو بكلمة، و لو بشق كلمة، و علينا أن نعمل على استنهاض الأمة، و أن نوضح و نجابه المفاهيم الغربية التي أصبحت تفتك بمجتمعاتنا، أصبحت مجتمعات مهتوكة منخورة مفتوكة بهذا الإعلام الخطير، و لذلك على كل مسلم أن ينشر بين الناس الوعي، أن ينشر بين الناس الفضيلة، أن يحارب الرذيلة، كل هذا إعلام، حتى بكلامك مع الناس بدون وسائل إعلامية، أي بالكلام المباشر، و لذلك مطلوب منا مهمة خطيرة، نحن نواجه حرب فكرية و غزو فكري ثقافي استئصالي تدميري، و لذلك هم يعرفون خطورة الإعلام، و لذلك موقعكم هذا الكريم أتمنى له التوفيق، هذا جزء من المعركة، جزء من الوعي في الأمة، أن نبث فيها الوعي و أن نتحدث كي نفهم الناس حقيقة المعركة التي نواجهها، ليعرفو العدو من الصديق، و لماذا أخفقنا و لماذا هزمنا، كيف ننتصر، و لذلك هذه مهمة خطيرة لا تقل عن الجهاد بالسلاح، فالجهاد ليس بالسلاح فقط، الجهاد بالسلاح و الحسام، يعني أن تجاهد بلسانك أن تقول الحق من ربك، كما يقول سبحانه “فاصدع بما تؤمر”، فهذه كلها وسائل يجب أن نعززها و نقويها و نمتنها، وأن نجابه ولا نيأس، و نقول بقدر استطاعتنا، و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، و جزاكم الله خيرا.
حفظكم الله أستاذ و جزاكم الله خير و بارك الله فيك، استمتعنا بهذه المقابلة المباركة معكم و استفدنا من رؤيتكم في هذه القضايا المتصلة بالحركات الإسلامية و كيف ينبغي أن نتعامل معها، جزاك الله خير و بارك الله فيك، أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، و الحمد لله رب العالمين.

°°°°°°

  مع الشكر الخاص للأخ الذي  تفرغ لإعداد الحوار للنشر وتفريغه من النص الأصلي المسجل  والذي سينشر   لاحقا على قناوة  شبكة واإسلاماه على منصة اليوتيوب كاملا

عن المحرر

شاهد أيضاً

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني

ذكريات أم في القدس   قصيدة للشيخ أبي عبد الله الزليطني من أين أبدأ هذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *